تأملات رجبية -٢-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تحدثنا في الحلقة الأولى لهذه التأملات عن تلك المعرفتين المهمتين اللتين يجب معرفتهما، والمتعلقة بمعرفة الخالق والمخلوق، ومعرفة تكليف المخلوق.
-١-
وننتقل لبيان جزء من مقام إحسان الخالق للمخلوق ورحمته إياه، والاعتراف إليه:
٥- (بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاِغِبينَ).
٦- (وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ).
٧- (وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلْسَّائِلِينَ).
٨- (وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلِينَ).
فالمؤمن عليه أنْ يكون معترفًا بهذه المقامات الأربعة التي تدل على مدى إحسانه تعالى لعباده.
-٢-
حيث باب كرم الله وعطائه لم يُغلق لكل راغب في الوصول إلى المعرفة والكمالات، وإنما على الإنسان أنْ يكون راغبًا حقيقيًّا للوصول إلى ذلك، عاملًا بجد واجتهاد لتحقيق رغباته، فإنَّ الله تعالى يكون في قبوله، وعلينا أنْ نعلم أنَّ الرغبة الحقيقية في الشيء تكون على أساس معرفته.
-٣-
فالعبد على قدر معرفته يكون سعيه ورغبته، والتذاذه في مناجاة معبوده، والعمل الدؤوب للوصول إلى رضاه، وطاعته وأداء ما هو مكلَّف به بل يتقرب بفخر أكثر من ذلك، وعلى قدر جهله يكون تقاعسه وابتعاده وفراره ومعصية المنعم عليه سرًّا، بل يزداد جرءة عليه بالمعصية جهرًا.
-٤-
فعلينا أنْ نكون على يقين من ذلك العطاء العظيم، حيث الرغبة إلى الله في جميع الأمور، والطلب منه ولا نشرك به غيره فهو المنعم الحقيقي بخيره المطلق على العباد، والسؤال منه والتوسل إليه بأي شيء نريده فقد أباح فضله العظيم على عباده، ويأتيه من يشاء منهم حقيقة، بل أتاح لعباده لذة مناجاته، ولذة الاستماع إلى أصواتهم.
-٥-
أخيرًا أيها السائرون في طريق الكمالات علينا مناجاته بحروف القلب التي تخرج بشَغَفٍ أو سَعَفٍ تجاه المحبوب ولا يسمعها غيره، ومناجاته بحروف اللسان والجهر أمام الآخرين بأُنس محبته وعبوديته والافتقار إليه..
ونسألكم الدعاء
الخميس ٨ رجب ١٤٤٦هج
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat