صفحة الكاتب : علي العبادي

الانتظار في المسرح العراقي (حيدر عبد الله ألشطري) أنموذجاً
علي العبادي

الانتظار تلك هي الكلمة التي أخذت حيزاً كبيراً في نصوص كتابنا المسرحيين العراقيين حيث أن الكثير من الكتاب كتبوا عن الانتظار وكانت نصوصهم تختلف الواحد عن الأخر بالرؤى والأفكار فهناك من كتب عن انتظار المخلص وأبدع في هذا المجال الكاتب المسرحي المبدع (حيدر عبد الله ألشطري) حيث كتب مسرحية (في انتظار هاملت) و(لا وجه للشجر) و(الذي يأتي وداعاً) و(هطولاً نحو خريف قادم).

تحدث لنا الأستاذ حيدر عبد الله ألشطري عن الانتظار وطرحُ لهذا الموضع في أكثر من عمل مسرحي.
يعتبر الانتظار ثيمة عالمية كونية عند طرحها تستطيع إن تناقش من خلالها قضايا في غاية الأهمية وتشغل بال الكثير من المفكرين ..وقد اشتغل على هذه القضية الكثير منهم وقد شغلت بال الكثيرين أيضا .
وبما إن المسرح الوعاء الذي يستوعب القضايا الكبيرة والمهمة في حياة الإنسان لذلك من الأمور المهمة التي تناولها ويتناولها هو الانتظار وكل ما يتعلق بهذه الموضوعة المثيرة... 
ولكن وبعد اكتمال أدواتنا المعرفية والفكرية اتضح لنا أنها تجارب إننا بحاجة إلى طرح موضوعي لهذه الفكرة من خلال تجربتنا الخاصة وأفكارنا التي تميزنا و أطروحاتنا إلي تعبر عنا كمسلمين أو كعرب أو كشرقيين أو أي انتماء آخر غير الانتماء الغربي بكل همومه وأماله وتطلعاته .
 
ويضيف عن مسؤوليته كمسرحي
 
من هنا ومن باب المسؤولية وجدت لزاما علي كمسرحي إن اشتغل وفق هذه الرؤى أي إن أناقش فكرة الانتظار بمنظور فكري موجه للنخبة وهذه النخبة لا تعني فقط العرب أو المسلمين أو الشرقيين وإنما كل المعنيين بالهم الإنساني وذلك لان العالمية تنطلق من المحلية كما يقولون وهذا ما يميز إعمال المبدع نجيب محفوظ . 
لذلك ارتأيت إن اسعي للبحث كثيرا في هذا المضمار لعلي أتوصل إلى نتائج قد تلامس الحقيقة في شيء وتكفيني المحاولة وغير ذلك متروك لأراء النقاد والمتتبعين . 
 
وجاءت أطروحات هذهِ الإعمال وفق ما أفاده الأستاذ ألشطري كالأتي 
1-مسرحية هطولا نحو خريف قادم (المنشورة في المجلد الأول للمسرح العربي دار نون للنشر في القاهرة 2010). 
حاولت في هذا النص إن أتناول موضوعة الانتظار من خلال علاقة المنتظر(بكسر الظاء)والمنتظر(بفتح الظاء) وهل سيبقى الأول متقاعسا حتى يأتي الثاني ...؟ وعندما لآياتي على سبيل الفرض ماذا يفعل الأول ....؟وهكذا تنساب مجموعة التساؤلات التي قد تؤدي إلى الوصول إلى الخروج من الأزمة وخاصة عندما يسعى الأول إلى إيجاد طرق الخلاص عن طريق البحث عن الأول بشتى الطرق والوسائل وفي كل الأماكن والأزمنة 
2-مسرحية الذي يأتي وداعا (قدمت في مهرجان كربلاء للمسرح التجريبي الثاني2008). 
كتب هذا النص برؤية جديدة ومغايرة مفادها ماذا لو كان المنتظر(بفتح الظاء) لا يجلب معه الخلاص والسعادة ولم يكن بمستوى مسؤولية انتظاره وهل سيكتفي الأخر بذلك ويستسلم لهذا القدر المشؤوم  أم يستمر في بحثه عن الخلاص أي المنتظر ثم من  الذي قال إن هذا الذي قد أتى هو من كنا بانتظاره ومن هنا ومع كل هذه المثيرات قد نخلص إلى البحث عن المواصفات الحقيقية للمنتظر وان لا نتوهم بغيرها . 
3- مسرحية لا وجه للشجر (شاركت في مهرجان الشباب المسرحي بكربلاءسنة2008 وحصلت على جائزة لجنة التحكيم). 
وتناقش هذه المسرحية فكرة الخلاص واليأس من وصول المخلص(المنتظر) تلك الفكرة التي لا يوجد من يبرر لها حيث إن الوصول حقيقة إلهية لابد منها ولابد من التأكيد عليها . 
وهكذا نصل إلى حقيقية الانتظار الحق من خلال الإيمان به كل الإيمان . 
4-مسرحية في انتظار هاملت((قدمت في مهرجان الشباب في ذي قار سنة 2009 وحصلت على المركز الأول). 
واعتبر هذا النص من أكثر نصوصي جرأة في الطرح والأسلوب والمعالجة الدرامية وذلك عندما تم طرح شخصية هاملت الشكسبيرية ولأول مرة على المسرح باعتباره شخصية منتظرة(بفتح الظاء) وتلك تجربة حديثة وجريئة ومن ثم محاولة الربط بينه وبين انتظار غودو وبعد ذلك تحديد ملامح انتظار جديدة مبنية على أسس عقائدية تستمد معالمها من طروحات ذات خصوصية محلية  وذلك بعقد مقارنة وخلق صراع فكري بين الاثنين من الممكن إن ينتهي بانتصار كل الأفكار التي تفهم بصورة واعية كينونة وجود الإنسان وعدم عبثية هذا الوجود ... 
 
وتأثر الكثير من كتابنا في نتاج الكاتب المسرحي صموئيل بكيت وخصوصاً مسرحية(في انتظار غودو) التي قدم عشرات المرات على المسارح العراقية وفي كليات الفنون الجملية ومعاهد الفنون الجميلة 
 والتي أصحبت مثال حي لموضوع الانتظار وجاء هذا النتاج الغزير عن الانتظار لعدة أسباب منها نتيجة الوضع المأساوي الذي عاشه العراق في مرات عديدة من تاريخه ومنها دعوة الكتاب الذين يهمهم الأمر التغير.
  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/27



كتابة تعليق لموضوع : الانتظار في المسرح العراقي (حيدر عبد الله ألشطري) أنموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net