المواطنة ضرورة وليس اختيار
حيدر الخضر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الـهـــويـــة الـــوطــنــيــة الــطــــريــــق الـــرصــيـــن فــــي بــنـــاء الــــدولــــة الـــمــــدنـــيــــــة
تطرقنا في مقالات سابقة كثيرة إلى مفهوم المواطنة والهوية الوطنية والطائفية والهوية المذهبية ، وعلى الجميع أن يعون ويدركون أهمية المواطنة وإبراز الهوية الوطنية فالمواطنة هي ضرورة لكل فرد عراقي يؤمن بوحدة الشعب أرضاً وشعباً وما حصل في العراق بعد عام 2003 مفتعل ومدروس من قبل دول خارجية وإقليمية مصلحتها تدمير العراق والعودة به إلى الجاهلية البغيضة ونشر التفرقة بين أبناء الشعب الواحد فمنذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 والعراق واحد لا يعرف الفروق الدينية والمذهبية والقومية وربما كانت توجد تفرقة سياسية تنحصر في رجال السلطة ولكن لا توجد تفرقة اجتماعية بين المجتمع العراقي ولو رجعنا إلى الأنساب والأصهار بين المجتمع نجد العراق مجتمع واحد لما بينه من تصاهر وروابط اجتماعية وعلاقات إنسانية متينة والجميع إخوة متساوون في الحقوق والواجبات وكل مرة يمر بها العراقيين بامتحان يبرهن إلى العالم بأسره إن العراق واحد موحد ويجبرون السياسيين على عدم اللعب بهذه الورقة الخطيرة التي لا تحرق الشعب وإنما تحرق السياسيون الذين يريدون افتعال هذا الأمر ، على الجميع أن يدركوا أن العراق لا يمكن أن يصبح لعبة بأيديهم وخاصة العراق الجديد الذي تأسس اليوم على الثوابت الوطنية الرصينة بعد أن قال الشعب كلمته في صناديق الاقتراع وأسس لبناء الدولة لا لبناء السلطة واقصد بناء الدولة المدنية التي تعتمد الكفاءة والنزاهة والمواطنة معياراً لمن يحكم العراق وليس الطائفية والحزبية الضيقة فبهذه الأفكار نتعدى أي تحدي ، وعلى الجميع احترام جميع الآراء في شتى المجالات كي لا ندخل في نظام دكتاتوري شمولي فالنقد هو الذي يقوم الحكومة والشعب ولا يمكن أن نتقدم إلا بمواجهة وتشخيص أخطاءنا واعتماد نظرية عفا الله عمّا سلف فالتسامح أساس عظيم وقاعدة رصينة ومفهوم راقي لبناء مجتمع متمدن متحضر أساسه السلام والفكر والعدالة الاجتماعية والمواطنة ، وعلينا احترام جميع وجهات النظر فكل إنسان يريد أن يبني الوطن حسب تصوراته وربما هو على صح ونحن على خطأ والعكس صحيح وهذه الطريقة تكفل التقدم والرقي والحرية للجميع ، وعلى السياسيين أن يدركوا أن الشعب أسس فكرة التسامح وألغى الأفكار التي تهدم كالإقصاء والاجتثاث والتهميش التي لا تصب في مصلحة احد ولو كان الاجتثاث يؤسس لدولة لاستخدمه الرسول الكريم –صلى الله عليه واله وسلم- فهو لم يجتث مشرك وإنما كان بعيد في فكره الإنساني للاستنباط من المشرك إنسان صالح يهدي المجتمع ، علينا جميعاً أن نؤسس إلى الدولة التي تعتمد الهوية الوطنية والمواطنة ونضع الإنسان المناسب في المكان المناسب مهما كان أصله وفكره وعرقه ودينه واعتماد كفاءته وإنسانيته وثقافته معياراً لقيادة الوطن والنهوض به إلى البر الأمان .
حيدر الخضر