صفحة الكاتب : عباس ساجت الغزي

أمي ياريح ألجنة
عباس ساجت الغزي
كنت العب وأطفالي في غرفتهم ونتبادل المزاح وتعلوا الضحكات وبعد أن تعبنا سألني احدهم أن أقص عليهم  قصه وصاح الجميع بصوت عال نعم.. نعم يا بابا قص علينا قصة ..
كانت ابنتي الصغيرة ذات الخمسة سنوات تشبه والدتي التي رحلت روحها الطاهرة إلى الباري عز وجل قبل ستة سنوات كانت تشبها من حيث الشكل والملامح وحتى طريقة الكلام وانأ انظر أليها حضرت أمي أمام عيناي ففاضتا بالدموع شعرت بالحنين يملئني من راسي إلى القدمين وأصابتني قشعريرة لا أعرف مصدرها وكأنني نقلت إلى عالم أخر .
أصابتهم الدهشة لما يرون مني فقد كنت العب واضحك ! سألتني ابنتي الكبيرة بابا لماذا تبكي ؟ ما الذي جرى؟ أيؤلمك شئ ؟ هل أتعبناك في اللعب ؟ . نظرت إلى عيونهم وهي تتلألأ منذرة بنزول الدمع حاولت أن أتمالك نفسي دون جدوى أجهضت بالبكاء وبكى الجميع من حولي دون معرفتهم ما الذي يبكيني .
وبعد لحظات مسحت الدمع عن وجنتيّ ابنتي الصغيرة فقد كانت دموعها كالمطر  واعتذرت لهم لأني أبكيتهم وأخبرتهم باني تذكرت أمي رحمها الله فقد كانت تقص عليّ القصص حتى حين كبرت. 
وإذا ابنتي الكبيرة تبكي بصوت عالي أمي أمي وبدأ الجميع بالبكاء مرة أخرى ولم استطع إسكاتهم ألا بضمهم جميعا إلى حضني وأنا ابكي فقد تذكروا هم أيضا أمهم التي رحلت إلى البارئ قبل أربعة سنوات اثر حريق وهي تخبز الخبز وتركتهم ستة أصغرهم طفلة كان عمرها سنه وأكبرهم أربعة عشر سنة .
سوف احكي لكم حكاية كانت جدتكم رحمها الله تقصها لي كانت قصتها واقعية على فطرتها وكانت عبارة عن تدوين لذكرياتها في الطفولة كانت فرحة وهي تقص عليّ وارى ذلك واضحا من تعابير وجهها وهي تسرد القصة .
تقول تربيت ونشأت في بيت والدي في الريف كان بيت كبير مبني من اللبن أي الطابوق الغير داخل إلى فرن ولا مفخور بنار . كان البيت وسط بستان كبير وأمامه مضيف يطل على نهر ويفصل بينها شارع ترابي .
كنت مدللة كوني البنت البكر ، وكون أبي كان شيخ العشيرة وكبيرهم في المنطقة . وكنت اقضي اغلب أوقاتي في اللعب وأتذكر حينها قاطعتها وما نوع الألعاب  التي تلعبونها في ذلك الوقت ؟ فتقول : الألعاب تختلف عن الألعاب اليوم كانت ألعابنا مفيدة وذات منفعة .
كنا نجتمع في البستان أنا وصديقاتي وهن من أهلي لم يكن بيننا غريب كلنا أقارب وكنا نلعب كل واحدة تحدد لها مساحة من الأرض في البستان تكون مربعة الشكل ومتجاورات وتضع كل منا علامات على أرضها لتحديدها ومن ثم نتفرق في البساتين لنجمع براعم الزرع الجميلة ، الورود وعباد الشمس وتغرس كل منا ماجمعت في أرضها وتسقيها بالماء يوميا ونراقب من ينمو زرعها أولا وكنت دائما أنا الفائزة حيث ينموا كل ما ازرع ولا يموت منه شئ .
وكنا حينها نجلس ونجمع خوص النخيل لنصنع منه سجاد من الخوص وقدور وطبك الذي يشبه الصينية ألان لنجمع فيه الخبز حين أخراجه من التنور الطين .
وكانت تسترسل في الحديث رحمها الله وتقول على ذكر تنور الطين فقد كنا نبني بيوت صغيرة داخل ألمساحه المخصصة لكل واحده منا وكنت أجيد بناء التنور الصغير قرب ذلك البيت وكنت اجمع الحطب الصغير اليابس وادخله في التنور واشعلة فيتجمعن البنات بالقرب مني وهن فرحات فقد كنت أفكر أفضل منهن ..
وحين نشعر بالجوع كنا نتفرق كل واحدة تجلب شئ لنأكل في نفس المكان أنا كنت اجلب الخبز وأخرى كانت تجلب اللبن والزبد وأخرى كانت تجلب التمر والخضروات ونضع الفراش عبارة عن قطعة قماش قديمه ونضع فوقه ما جمعنا كنا نأكل بشراهة لطيب جمعتنا والمرح والضحك .
إلى هنا أوقفت سرد القصة عليهم بعد أن رأيت ثلاثة منهم قد ناموا والباقين يشعرون بالنعاس والتعب لكثرة اللعب والمرح والبكاء في نفس الوقت فلطالما كانت أفراحنا ممزوجة بالأحزان ...
 
  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/23



كتابة تعليق لموضوع : أمي ياريح ألجنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net