مبادرة الحزام الوطني الاخضر
ا . د . محمد الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أصدر د. حسن الجنابي، السفير والممثل الدائم للعراق لدى منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (فاو)، اقتراحا لمشروع يتعلق بانشاء حزام اخضر لمقاومة الزحف الصحراوي في العراق، وذلك بزراعة انواع عديدة من الاشجار الملائمة للبيئة الصحراوية والقابلة للبقاء في الظروف القاسية. ويشمل المشروع انشاء مصدات رياح تهدف الى ايقاف حركة الكثبان الرملية، والى انشاء قرى ومدن للعاملين في المشروع، وفي مناطق مختلفة من العراق. ومما يذكر لهذا الاصدار أنه تناول بالشرح والتفصيل مراحل تنفيذ المشروع، وفوائده، وكلفته التخمينية، ومصادر التمويل، وحدد السلطات والادارات ذات المصلحة والعلاقة في تنفيذه، وكذلك وضع هيكلية لتنفيذ هذا المشروع الضخم، فاقترح انشاء هيئة وطنية (أو وزارة) لتصميم وتنفيذ وادامة المشروع. 

لقد اصبح واضحا مدى خطورة التدهور البيئي لمدن وارياف العراق والآثارالتدميرية للعواصف الترابية، مما يتطلب اعادة ترتيب الاولويات، وذلك بجعل الاهتمام بإعادة تأهيل البيئة المتدهورة من أهم اولويات الحكومة، وان يصبح تأهيل المناطق الصحراوية المتدهورة، واتحاذ اجراءات علاجية ووقائية لاعادة عافية هذه المناطق، وتحسين خصائص تربتها وغطائها النباتي من اهم المرتكزات الاساسية لتنمية البيئة، وجزء لا يتجزأ من الخطط المستقبلية للتنمية المستدامة. ويتطلب من الحكومة اجراءات فورية ومستعجلة لكونها لا تحتمل الأنتظار حيث أن عدم القيام بها في الوقت الحاضر سيؤدي إلى تعقيد الأمور، وزيادة حدة المشكلة. ومن هنا جاءت مبادرة الدكتور الجنابي باقتراح تشكيل هيئة وطنية عليا لمعالجة هذه المشكلة الوطنية الخطيرة، ولوقف التدهور بوضع الخطط المستندة على الدراسات البيئية الشاملة، واتخاذ الاجراءات لحماية التربة والغطاء النباتي، وتكثيف الزراعة، وبخاصة الاشجار المقاومة للجفاف، ومراقبة حركة الرمال ووقف زحفها.

اننا ندعو الحكومة العراقية الى تبني المشروع، والشروع مباشرة بدراسة انشاء الحزام الاخضر لما له من اهمية في انقاذ العراق من كارثة بيئية، وندعو كافة المهتمين بالموضوع من خبراء وعلماء واختصاصين وممولين وادارات محلية ومؤسسات وشركات ووكالات دولية، ومنظمات زراعية واروائية وانمائية وثقافية بتبني ودعم المشروع. هذا واننا في شبكة العلماء العراقيين في الخارج (www.nisairaq.com) سنضع كل امكانياتنا في سبيل انجاح هذا المشروع، ورفده بالخبرات الضرورية، فمن دواعي وجودنا هو المساهمة في اي مشروع وطني يدعم الاقتصاد العراقي ويحسن البيئة ويعزز التنمية. وفي هذا السياق لابد من ذكر اسماء بعض الخبراء الذين يمكن دعوتهم للمساهمة في اعداد الدراسات اللازمة وتقديم الاقتراحات كالبروفسور خضر حلو من جامعة فرجينيا تك خبير الغطاء النباتي وبرفسور رافد الخضار من جامعة ليفربول جون موور خبير البيئة والمياه وبرفسور رمزي محمود من جامعة كاليفورنيا خبير التربة والمياه وبروفسور عادل شريف من جامعة سري خبير تحلية المياه وعدد اخر من العلماء ذو الاهتمام بالبيئة والزراعة وبدائل الطاقة وادارة المشاريع.

وتؤكد شبكة العلماء العراقيين في الخارج على الدعوة بضرورة عقد مؤتمر عالمي لدراسة ظاهرة تعري التربة والتصحر والعواصف الترابية ولغرض الاتفاق على رؤى علمية وسياسية وبيئية مشتركة لحل المشكلة، ووضع برنامج لمكافحة هذه الظواهر البيئية المدمرة. وهي تعتبر ان إعداد دراسات متكاملة عن البيئة الصحراوية وجيولوجية المنطقة وانواع تربتها، وتحديد الخصائص المناخية، والغطاء النباتي، والاضرار التي سببتها شحة المياه والعمليات العسكرية، وتحديد الانواع النباتية الصالحة للنمو والانتشار في بيئة الصحراء العراقية، ضرورة ملحة لغرض اعادة تأهيل المناطق المتضررة، ووضع الاساليب الصحيحة لوقف العواصف الرملية والترابية والحد من اخطارها. 

الموضوع السابق غربة المواطن واغتراب المسؤول

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat