صفحة الكاتب : علي حسين الدهلكي

أكذوبة اسمها ... عزة الدوري !!
علي حسين الدهلكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بين فترة وأخرى تتناول الصحافة والإعلام قصصاً أو أحداث يرد فيها اسم عزة الدوري احد ابرز أزلام النظام المقبور والهارب من وجه العدالة والمطلوب بتهم إرهاب وقيادة مجاميع مسلحة خارجة عن القانون عاثت قتلا وفسادا من زمن الدكتاتور ولحد ألان .
هذا الإمعة الذي مازال هاربا ويتنقل من جحر إلى جحر كقائده بطل الحفرة تحاول بعض وسائل الإعلام أن تخلق منه بطلا أو أسطورة عن قصد أو بدونه ، فمرة تصف تواجده في سوريا وأخرى في اليمن وبعدها في قطر وفي السعودية و..الخ .
 
واليوم تعود تلك الوسائل لتروج بعودته إلى العراق فمرة تتناقل الأنباء ظهوره في ديالى ثم في الأنبار بعدها في بغداد حيث أشيع ظهوره  في الاعظمية وأخيرا وليس أخراً في الكاظمية بداية شهر رمضان وكأنه الرجل الوطواط (باتمان ).
 
والأمر المضحك في هذه الروايات إننا نجد من يصدقها من المغفلين خاصة وان بعض وسائل الإعلام  أعطت هالة لهذا الصعلوك بحجم الهالة التي أعطتها هوليوود لـ (سلفستر ستالون) يوم مثل أفلام الرجل الأمريكي الخارق .
 
فقد روجت بعض وسائل الإعلام لإنباء تتلخص في إن الدوري يخطط لعودة البعث .... والدوري يخطط لإسقاط المنطقة الخضراء وإصدار البيان رقم 1.. وغيرها من القصص التي لا تنطلي إلا على أناس في عقولهم ونفوسهم خلل .
 
ولكي نكون منصفين ونتمكن من تفسير الوقائع على ضوء الحقائق الموجودة على الأرض كان لابد أن نأخذ بنظر الاعتبار الأمور التالية :
 
من المعروف إن عزة الدوري من مواليد 1942 أي يبلغ من العمر 70 سنة وهذا العمر للإنسان السليم هو صعب ومتعب ، فكيف لرجل مصاب بسرطان الدم (لوكيميا ) بالإضافة إلى إصابته بعجز كلوي وضعف في القلب.
ورغم كل هذه الإمراض وهذا العمر نجد من يصف لنا الدوري وكأنه عصفور مازال في أوج نشاطه ويرفرف بحيث يستطيع التنقل من محافظة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى بكل راحة واطمئنان ودون تعب أو ملل وهو المعروف بحاجته لتبديل الدم كل شهرين أو اقل من ذلك ، فمن أين أتى بكل هذا النشاط والحيوية ؟.
والأدهى من ذلك هنالك من يصف لنا الدوري بالقائد الفطحل الذي يخطط وينفذ ويشرف عل التخطيط لأعقد العمليات العسكرية والأمنية وهو المعروف بغبائه وكان وما زال محل تندر العراقيين ، وهناك مئات النكات التي قيلت بحقه في زمن الطاغية المقبور ، بل حتى الطاغية نفسه كان يتندر بغباء الدوري ، فكيف أصبح ألان مخططاً عبقريا وقائدا فذا بل أصبح هتلر عصره ... فيا لها من مهزلة !! .
 
وهنا علينا أن نكون أذكياء ونطرح سؤالاً مهما وهو من يستطيع أن يثبت لنا ولو بدليل واحد على إن عزة الدوري على قيد الحياة ؟؟ ، لان كل ما يقال هو أضغاث أحلام  تتمثل بـ ظهر الدوري ..اختفى الدوري ، ولكن أين الدليل على ظهوره ولماذا لم تظهر صورة واحدة للدوري منذ هروبه ولحد ألان ؟.
 
أما إذا كان هنالك من يقول إن أخر ظهور له كان في الخطاب المزعوم الذي ألقاه يوم السابع من نيسان ذكرى تأسيس البعث والذي فبركته قناة الرذيلة (الجزيرة ) فقد تم افتضاح  ذلك الأمر وانتهت اللعبة .
بل العكس فان هذا الخطاب  قد يكون هو الذي أعطى الدليل لتأكيد الأنباء  حول وفاة الدوري ، حيث لم يظهر الشبح المسمى (عزة ) في أي مناسبة  أخرى،  في حين تترد أخبار تنقله من مكان إلى أخر و بدون دليل مادي حتى لو كانت صورة واحدة تثبت انه حي .
 وألان دعونا نتعامل مع الحقائق لنرى كيف نوازنها مع الوقائع .
أولا: علينا الاعتراف بان هنالك خلايا للبعث مازالت تعمل على إفشال العملية السياسية سواء أكانت هذه الخلايا داخل العملية السياسية أو خارجها وهذه الخلايا ترتبط بها خلايا نائمة وحتى لا تفقد الخلايا النائمة معنوياتها كان لابد من توفير شاحنة لمعنوياتها ، وخير شاحنة لذلك هو إيهامهم بان قائدهم الدوري حي يرزق ويتنقل ويمارس نشاطه لرفع الروح المعنوية لهذه الخلايا وعدم إصابتها بالإحباط التام، وهذا الأمر يتم بالتنسيق مع إعلام القاعدة وبعض وسائل الإعلام العربية المغفلة والحاقدة ووسائل إعلام داخلية ترتبط بأجندات مشبوهة .
ثانيا : إن أزلام البعث يحاولون من خلال إيحائهم بقيادة الدوري لهم بأنهم مازالوا في الساحة و أقوياء و ينتظرون فرصة الانقضاض لاستعادة الحكم مرة أخرى مما يدل على أنهم مازالوا مغفلين وخارج نطاق التغطية .
ثالثا : لو كانت فلول البعث منظمة بالصورة التي يرّوجون لها  لكشفوا عن زعيمهم بالصوت والصورة وبالدليل القاطع ولكنهم مجرد خلايا تنتشر هنا أو هناك يجمعهم هدف واحد وهو التآمر الذي جبلوا عليه منذ عام 1968  .
رابعا : بعد سقوط نظام البعث الإجرامي وهروب واعتقال ابرز قادته عمد من تبقى من أزلام ذلك النظام للتعاون مع خنازير القاعدة وبتمويل من دول معادية للعراق وحاولوا جمع بعض شتاتهم والقيام بعمليات استعراضية محدودة استطاعت قواتنا الأمنية من التصدي لها والقضاء عليها وتوجيه ضربات استباقية لهذه الفلول  ،الأمر الذي جعلها تفقد توازنها وتخسر أي مرتكز يمكن من خلاله أن تعيد تنظيمها وهو ما يفند نظرية عودة ونشاط الدوري .
خامسا: إن فلول البعث المتبقية وبعد أن وجدت حاضنات آمنة لها في بعض مناطق العراق حاولت أن تلعب على اتجاهين مهمين وخطرين وهما الطائفية والإشاعات .
فمن جهة الطائفية عملت تلك المجاميع على بث روح التفرقة بين طوائف الشعب العراقي والقيام بإعمال يراد منها زعزعة الثقة بين إفراد الشعب من جهة والحكومة من جهة أخرى وهذه الفتنة منهج اختطه البعث لنفسه منذ توليه الحكم في أواخر الستينات.
 
كما عمد البعث على ترويج الإشاعات التي تدعوا إلى الحقد ودق أسافين التفرقة والتي تهدف إلى خلق حالة من الارتباك والاضطراب في الرأي العام، ويقصد منها تفريق المجتمع وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية وتلك الإشاعات أما تكون فردية أو جماعية عامة تخص عموم المجتمع .
 
ولعل ابرز الأساليب التي اتبعها البعث لتقوية معنويات أزلامه هو العمل بمنطق إشاعة الأمل أو الإشاعة الحالمة والتي يهدف من ترويجها أو اختلاقها تحقيق الراحة والطمأنينة إلى نفوس أتباعه و بعبارة أخرى ( ما يتمنى أن يحققه ) .
وهنا يكون القصد من ترويج إشاعة ظهور الدوري هنا أو هناك والادعاء بقيامه بهذا الفعل أو ذاك بدون دليل مادي ملموس تكون دوافعه متعددة مثل  دافع حب الظهور أو الرغبة في التأييد العاطفي أو لحاجات ورغبات نفسية خاصة أو لربما هو الخوف نفسه ، ناهيك عن دافع الكراهية والتسلط .
و يتوهم  من يروج للدوري بقصد تحطيم الروح المعنوية للشعب أو تحطيم الثقة بالحكومة الوطنية أو تحطيم عرى التعاضد والتآلف بين مكونات الشعب ،لان هذا الشعب قد تعلم الدرس من النظام السابق وبات لا تنطلي عليه تفوهات المنحرفين من أزلام البعث وفلوله الهاربة.
 من هنا نستطيع القول إن عزة الدوري ما هو إلا أكذوبة روجت لها وسائل إعلام عربية وعراقية مأجورة واستغفلت بها بعض الصحف والمواقع والفضائيات ، وتشدقت بها فلول البعث المنهارة لرفع معنوياتها وإيهام بعض ضعاف النفوس بان الدوري (رامبو البعث ) سيخترق المنطقة الخضراء بعد أن يدمر كل التحصينات والحواجز ويعتقل ويأسر جميع القوات على الأرض وربما يسقط الطائرات والمكوكات الفضائية والأقمار الاصطناعية وهو العليل الميت سريريا  .
فهل يعتقد أزلام البعث إننا وصلنا حداً من الغباء لدرجة بتنا لا نفرق بين الخيط الأبيض من الأسود ؟ وبين الصدق والكذب ؟.
  أكيد يعتقدون ذلك لان هذا ما علمهم به ساحرهم الكبير المقبور هدام .
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الدهلكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/09



كتابة تعليق لموضوع : أكذوبة اسمها ... عزة الدوري !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net