قرار فرض التاشيرة على عرب العراق عند دخولهم لشمال بلدهم اسبابه اقتصادية وليست امنية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 القول بان صدور قرار التاشيرة المفروض على عرب العراق من قبل الحكومة المؤقتة لشمال العراق اسبابه امنية قول يستحق الرد المناسب,بل ويحق لرسامي الكاريكاتير السخرية منه لانه غير منطقي وغير اخلاقي وغير انساني اطلاقا..فهو انتهاك صارخ لحقوق الانسان العراقي العربي (فلا يجوز التمييز بين ابناء الوطن الواحد حسب اعراقهم).
وان كانت الحكومة المؤقتة لاقليم شمال العراق غير قادرة على حفظ الامن في ثلاث محافظات عراقية الا من خلال منع دخول ابناء 15 محافظة عراقية اخرى فهذا يعني انها حكومة فاشلة امنيا و يتحتم عليها اخلاقيا الاستقالة وفسح المجال لمن هم افضل منها للقيام بهذا العمل .
 
كما وان الادعاء بان منع العرب من دخول الاقليم يؤدي الى الاستقرار الامني داخل الاقليم ادعاء فيه اهانة كبيرة لعرب العراق وتجني مقصود عليهم ,وينطوي على ايحاء خطير بان كل عربي هو ارهابي محتمل ..وبالتالي تشويه كبير لسمعة عرب العراق دوليا.
 
قرار التاشيرة مدروس حتى قبل حرب عام 2003 ,ولم يتخذ لاسباب امنية كما تدعي الحكومة المؤقتة لاقيم شمال العراق ,وهدفه كان اقتصادي اولا وسياسيا ثانيا,وكذلك من اجل ان يحفظ لحكومة شمال العراق سرية العمل مع جهات يمكن تسميتها بالمعادية او المشبوهة من قبل حكومة العراق الواحد (والذي يسمى ظلما بالعراق الاتحادي)...فالعراق واحد قبل ان ياتيه هؤلاء الاتحاديين البريمريين بعد عام 2003 بافكارهم ومسمياتهم المستهجنة من قبل كل شعب العراق عموما.
 
التفوق  الاقتصادي الحالي لشمال العراق عائد لهذه التاشيرة وليس الى اجتهاد او عفه يد حكومة شمال العراق ,ولمن يستغرب هذا القول اكتب بعض الامثلة المختصرة التي يمكن تعميمها على كل نواحي الحياة وخاصة الاقتصادية منها.
 
1.هذه التاشيرة تجعل التاجر العربي تحت رحمة التاجر الكردي عندما يريد الاستيراد من دول الشمال مثل تركيا بل وتضمن تفوق دائم للتاجر الكردي على التاجر العربي..وفي نفس الوقت تجعل التاجر الكردي قادر على التحكم باسعار ونوعية وكمية المواد المستوردة من دول الشمال الى العراق.
 
2. تجعل دول الشمال مثل تركيا تفضل التعامل مع الاكراد حكومة وتجارا على حكومة العراق الواحد والتجار العرب , لان الاكراد يضمنون لهم مرور تجارتهم داخل العراق ولانهم قادرين على اعاقتها متى يقررون ذلك,وكذلك هم من يحكم الاسعار والجودة وطريقة التوزيع....الخ.
 
 3.هذه التاشيرة تمنع العامل العربي البسيط من العمل داخل شمال العراق بينما يمكن لاي كردي ان يعمل اينما يشاء في كل العراق وبهذا تقل البطالة عند الاكراد على حساب العرب.
 
4.هذه التاشيرة تمنع المقاول العربي من العمل داخل شمال العراق الا تحت حماية او رحمة مقاول كردي ,بينما تجد المقاول الكردي قادر على العمل في كل مناطق العراق, بل ويخضع المقاول العربي للكردي حتى في مناطق عرب العراق لانه سيحتاجه عند العمل في الشمال.
 
5.هذه التاشيرة تعد حصارا اقتصاديا لعرب العراق حسب  مفهوم الحصار الاقتصادي المتعارف عليه دوليا.
 
6.الكفيل في معظم الاحيان يكون احد الصعاليك ممن يرتزقون على مصائب الناس,وبهذا تضمن حكومة الاقليم ابتزاز عرب العراق واذلالهم وتضمن ارتزاق حتى صعاليك شمال العراق على حساب معاناة عرب العراق.
 
باختصار .هذه التاشيرة تضمن تفوق الكردي على العربي في كل مجالات الحياة وخاصة الاقتصادية منها,بل وتضمن حتى تفوقا سياسيا للاكراد على العرب ,فالنائب العربي يصبح ضعيفا امام النائب الكردي ان اراد المرور من خلال شمال العراق او ان كانت لديه مصالح في شمال العراق او بمجرد ان تمرمصالحه  عبر شمال العراق..وهذا ما يفسر ضعف النواب العرب امام النواب الاكراد ,ويفسر سكوتهم على مهانه الفيزا لمواطن داخل وطنه..فلا توجد اهانة اكبر من ان يتنقل الانسان بفيزا داخل وطنه او بكفيل كعمال الخدمة في دول الخليج.
 
 لذلك اجد ان من حق رجال الاعمال من عرب العراق مطالبة  حكومة شمال العراق بدفع تعويضات لهم عبر القضاء بسبب تضرر اعمالهم وبسبب عدم تساوي الفرص جراء هذه التصرفات الغير قانونية ,والمطالبة بان تدفع التعويضات لهم باثر رجعي منذ العام 2003 والى يومنا هذا,والزام حكومة العراق الواحد بدفع هذه التعويضات من حصة اقليم الشمال في الموازنة.
 
ومن حق عرب العراق رفع شكاوى بسبب هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان العراقي العربي من قبل حكومة الاقليم.
 
وايضا بامكان المحافظات الاخرى فرض التاشيرة على القادمين من محافظات الشمال الثلاثة ولاسباب امنيه ايضا..فقد اتضح ان حكومة شمال العراق كانت تخفي المقاتلين السوريين وتدربهم وتمولهم بالسلاح بدون علم حكومة العراق الواحد ومن الغير المستبعد ان نكتشف مستقبلا انها كانت تخفي وتدرب مقاتلين او مليشيات لايعلم عنهم احد.
 
واخيرا. اتمنى ان تعي حكومة شمال العراق ان حربها مع صدام حسين كانت خاسرة على الرغم من انها كانت حرب مع شخص واحد (ومعظم الشعب العراقي كان متعاطفا مع الاكراد) ولم ينقذهم احد منه سوى خطوط العرض التي حددتها اميركا للجيش العراقي السابق, وانشغال صدام حسين بحربه الداخلية مع المعارضين العراقيين من العرب .
 
واقول لحكومة شمال العراق المؤقتة. انكم الان تذلون وتهينون الشعب العراقي العربي الذي لولاه لما كان لكم وجود الان او ان صرتم تعيشون الان بين الكهوف كانسان النايدرتال.
 
واسالهم اي خطوط عرض او طول ستحميكم من عشائر العراق ان قتلتم ابنائها والذين هم جنود العراق الحالي؟ ..اي خطوط عرض ستحميكم ان نفذ صبر عرب العراق عليكم؟.
 
واسال السيد البرزاني شخصيا..ويعلم الله حبا في الاكراد وبحثا عن مصالحهم ,وطلبا للسلام في كل ربوع العراق.
 
 يامسعود البرزاني اذكر لي حربا واحدة انتصر فيها الاكراد بقيادة البرزانيين في اي مكان او زمان كان ؟
 
واقول له اتق الله وارحم الشعب الكردي من مغامراتكم المتلاحقة..كفا مناكفات ومهاترات فما تفعلونه لن يغير شيء في نسبة اصواتكم في الانتخابات القادمة.
 
وهل تستحق الانتخابات القادمة منك دفع العراق عموما وشمال العراق خصوصا الى حافة الهاوية؟
 
وشكرا
 
عدنان شمخي جابر الجعفري
برلين
 
   
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/15



كتابة تعليق لموضوع : قرار فرض التاشيرة على عرب العراق عند دخولهم لشمال بلدهم اسبابه اقتصادية وليست امنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net