صفحة الكاتب : نعيم ياسين

ماذا يحصل لشيعة العراق ؟
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كتب احمد القبانجي موضوعا بعنوان : ماذا يحصل لشيعة العراق ؟ ونشره على موقع البوابة
      وبدأ القبانجي موضوعه بعدد من الاسئلة , ثم اختار فقرات اخرى كتب فيها مبديا حرصه حسب الظاهر من موضوعه على الشيعة والتشيع مع انه ومن مراجعة ما كتبه واشاعه في موقعه الوجدان انه ليس شيعيا بل ليس مسلما , فهو من المنكرين للوحي , والاعجاز , وشكك ان تكون بعض السور القرانية من القران , وذهب بعيدا بان اتهم الانبياء بسوء التصرف كما في محاولة ابراهيم ذبح ابنه اسماعيل ومضى اكثر من ذلك متهما الخالق عز وجل بالظلم في خلقه نارا بهذا المستوى لعقوبة من عصاه , وغير ذلك من الانكار الذي لايبقي له من الاسلام شيء . 
    ومع ذلك فانه تناول التشيع والشيعة في تاريخهم وواقعهم بكلام فيه من الضبابية والافتئات الشيء الكثير باسلوب يبدوا فيه حريصا على هذا المذهب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس , فرايت من المهم مصاحبته فيما كتب مبتدئا بمقدمة موضوعه التي هي عبارة عن عدد من الاسئلة .  
س / هل هم (الشيعة) في أحسن أحوالهم ؟
ج / احوالهم اليوم افضل مما كانوا عليه , كانوا يقتلون في كل طريق وكان يفضل احدهم ان يقال له يهودي ولا يقال له شيعي خوفا من حكام الجور . 
س / هل استفادوا من درس الحرية الذي أتاهم؟ . 
ج / الحرية نسبية , واستفادوا بقدر ما امكنتهم ظروفهم الخاصة والظرف العام المحيط بهم . 
س / هل انتهزوا فرصة الحكم والسلطة والقوة ؟
ج / التشيع ليس مذهبا انتهازيا وما انتهز امير المؤمنين (ع) انتهز فرصة السلطة للانقضاض على مخالفية او تقوية حكومته بالجور , مدرسة الشيعة في منهجها الاصيل مدرسة عدل سواء كان اتباعها في الحكم او خارجه , فيما كانت مدرسة ابي سفيان " تلاقفوها يا آل امية " واذا كان الحديث عن العراق , فمتى خلص الحكم والسلطة والقوة للشيعة وحدهم ؟ . ثم ماهو المقصود بانتهاز الفرصة ؟ .  
س / كل ذاك القتل الجماعي، والهجوم السادي، والتهديد والوعيد بالمزيد من الضربات، والتشفي والتنكيل بأحياءهم وقتلاهم، والفساد الذي ضرب مؤسسات الدولة، والتراجع في رفاهية الفرد المفقودة اصلا . وما زال البعض لا يدري ما يحصل لشيعة العراق.
ج / ليس الامر كذلك , اكثر الشيعة يدرون ما يحصل لهم وهم اليوم العمود الفقري للعراق ووحدته وحاضره ومستقبله ومن كان هذا قدره لا يجنح للانتقام ورد التنكيل بتنكيل والقتل بالقتل , اما التراجع في رفاهية الفرد العراقي فالعراقي لم يعرف في تاريخه المعاصر كله الرفاهية اصلا , فهل في بضع سنين يتجاوز قرنا واكثر من ضيم متراكم ؟ 
س / التشيع، مذهب مكلف بذاته، فاستحقاقاته صعبه، قوانينه مرهقة، وأفكاره تكلف المنتمي الحقيقي صراعا مريرا وحتى تسمية المكلف كانت تعبير عن الكلفة التي يتحملها المنتمي لهذه الطائفة.
ج / نعم هو مذهب مكلف حقا واستحقاقاته صعبة , وروي عن ابي عبد الله الصادق (ع) " طريقنا ذات الشوكة " ولكن يا قبانجي , لماذا كان ومازال مذهب التشيع مكلفا ؟ ومن كان السبب في ذلك ؟ ائمة الشيعة ام سلاطين الجور ؟ . 
س / التشيع، من فكر أهل البيت، لكن من ينظر الى أهل البيت، يراهم عاشوا مرارة الحياة، وماتوا بغصتها، ولم يتسلموا منصبا إداريا حقيقا لتثبيت وترويج أفكارهم التي تخدم الإنسان أولا وآخرا .فما فكرة التشيع هذه التي تكلفنا نحن الشيعة كل هذا التهميش والتدمير والتقتيل على مرّ التاريخ؟ هل الخطأ في فكر التشيع في زمن أهل البيت؟ هل الخطأ في التشيع في زمن ما بعد الأئمة؟ هل الخطأ في الآخر الذي استلم السلطة وعاش حاكماً؟ هل الخطأ في موازين القوى التي تكونت بين السلطة والحاكم من جهة وبين المطارد المرفوض؟ . يمكننا طرح ما لا نهاية من أسئلة وربما تصير الأسئلة باهتة ، لأننا نبرر من خلالها الفشل التاريخي الذي وصلنا إليه، وربما نصل بالنتيجة الى فكرة خرافية من الأفيون والبخور والهيلوانات والسفاسف التي تعفنت من كثر بقاءها في الظل.
ج / لا ليس الخطأ في التشيع لافي زمن اهل البيت ولا بعد زمانهم , وانما الامر يكمن في موازين القوى لطرفي الصراع , فطرف السلطة مسلح بكل شيء بالسلاح والدعاية والفتاوى الجاهزة والمال , والتشيع اعزل الا من ايمانه . وهذا ماعجزت السلطة عن القضاء عليه ( رشيد الهجري , عمرو بن الحمق , ميثم التمار , كميل , الشهيدان العامليان, محمد باقر الصدر , وغيرهم ) رايات شيعية اراد الاخر تمزيقها فاستعصت عليه ( وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) , فصراع التشيع عبر تاريخه صراع بين وريد وسيف . 
س / فهل التشيع وهم ؟ إننا لا نرى حتى نفقا ليقول لنا بعض النورانيين الفاشلين بأنا لا نرى نورا في نهاية النفق. أفنى الشيخ الفلاني حياته في إثبات أن علي بن ابي طالب عنده علم الكتاب، وأنه أحق بالحكم ممن يسميهم فلان وفلان ولعمري أنه ( الشيخ ) عاش سعيدا ومات موهوما ، لأنه وبصراحة لم يفهمنا حتى رحيله، ما الفائدة من أن علياً كان عنده علم الكتاب أو علم البيان، وأنا الشيعي المحب لعلي أتلفت طوال عمري خوفا من دورية أمن تطاردني، ثم من خنجر ينحرني، ثم من مفخخة تجعلني أشلاءا أشلاءا، مالفائدة وأنا بظل حكومة تدعي التدين وهي تتصارع على الكراسي بلا مروءة وتنظر لي؟
ج / لا ينكر وجود مثل هذا الشيخ , ولكن هل هو الوحيد المعول عليه يا قبانجي ؟ اما كان الى جنبه شيخ شهيد من اجل الحرية والتحرر ؟ ولماذا تستكثر على شيخ يرى مالا تراه السلطة التي تعلن ليل نهار انها احق بالحكم من علي  ؟ والتلفت طوال العمر لانك تحب عليا كان عليك ان تتقبله لانه يفترض جاء بقناعة منك . ومع ذلك فالامر اليوم ليس كما تصورت , فالشيعي يجهر بحب علي في اكثر بلدان العالم وما من احد يطارده بالقتل والترويع , واما حكومة العراق فهي لاعلاقة لها بالتدين لانها اصلا ليست ذات ايدلوجية محددة ام تريدها تصبغ العراق بلون واحد ؟
س / أفنى الشيخ الآخر كما أفنى غيره من يسمون بالجهابذة أعمارهم الشريفة في إثبات أن أهل البيت معصومون، وغيرهم غير معصوم، ولا أدري ما يضرني أنا المطارد المطرود من يوم ولدتني أمي إن ثبت ذلك أم لم يثبت، وأنا أفني عمري الذي صار بلا معنى في أزقة الغربة، أو تحت رحمة الجلاد، أباع وأشترى بفدية، كأنني من نعاج بني مُرّة.
ج / وانت ياقبانجي ابعد ماتكون اليوم عن التشيع بل الاسلام كما جاء به النبي والقران , فانت شاك بالنبوة جاحد للوحي , اتخذت لك دينا سميته الوجدان والها اطلقت عليه الاله الوجداني , واقول لك انك بخزعبلاتك هذه ستكون بمأمن من الخوف والجوع ونقص المال والثمرات , بل ستكون احد ادوات الدعاية الوهابية ضد اهل البيت والتشيع . 
نداء : أيها الشيعة، أيها النائمون تحت غبار التاريخ، أنتم تعيشون وهما اسمه الفرقة الناجية، استفيقوا، استفيقوا، عيشوا حياة كريمة في بلد ارسموا حدوده، فلربما، ربما كانت هذه نهايتكم.
ج / شكرا لندائك الذي تدعونا فيه الى التخلي عن تاريخنا وماضينا بكل مافيه من اشعاع وعطاء ومدد , هل نتخلى عن ابي الاحرار في كربلاء , وعن ابيه الفائز بالشهادة ؟!! ومن قال لك ان الشيعة تنام على غبار التاريخ او انها بقضها وقضيضها تعيش على مقولة الفرقة الناجية ؟ . الشيعة مذ كانت هي محور التاريخ لكن قراء التاريخ قليلون .  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/28



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يحصل لشيعة العراق ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net