صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

صراحة القرأن الكريم !
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة | عندما تحقق المستشرق عن القرآن وألراد أن يجد خطأ في القرآن فوجد العكس وإسلم ! إذا ما دهاكم انتم يا مسلون العرب؟!

 
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء/82.
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء /30 .
(هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) هود /61.
(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ) البقرة /205.
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم /41.
 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) يونس /23.
(وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص/77.
حرص الإسلام على حماية العناصر الأساسية في البيئة : الأرض والماء والهواء ، وذلك لخير الإنسان وحماية نفسه وتأمين ضروراته وحاجاته ، لأنه محور البيئة ولب قضاياها ، وللمحافظة على جمال هذه الطبيعة ، التي جعلها الله تعالى آية يستدل بها على وجود الله تبارك وتعالى وقدرته وتدبيره وبيان نعمته .
بدأ الإنسان حياته على الأرض يحمي نفسه من عوامل الطبيعة ، وانتهى به الأمر بأن يحمي الطبيعة من نفسه ، والإنسان هو الذي دفع أثمن ما لديه ضريبة للتقدم الصناعي ، فاعتلت صحته وعانى من أمراض عديدة بسبب تلوث الماء الذي يشربه ، والغذاء الذي يقتات به ، والهواء الذي يتنشقه .
ففي كل يوم تلقي آلاف المداخن والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية بآلاف الأطنان من الغازات والغبار والمخلفات والنفايات ، والتي تلوث الماء والهواء والغذاء والتربة عن طريق إفسادها للخواص الطبيعية والكيميائية لعناصر البيئة ، وقد تزايد الاهتمام الدولي بالقضايا البيئية ، خصوصاً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 90% من الأمراض الخبيثة ترجع إلى عوامل بيئية نتيجة لنشاطات الإنسان .
هذا المستشرق هو الدكتور غاري ملير أستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وايضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس  هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير .
لذلك يحب المنطق والتسلسل المنطقي للأمور  في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرأن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته المسلمين للدين النصراني .
كان يتوقع أن يجد القرأن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك … لكنه ذهل مما وجده فيه ... بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء لا توجد في أي كتاب أخر في هذا العالم  كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده  لكنه لم يجد شيئا من ذلك .
بل الذي جعله في حيرة من أمره أنه وجد أن هناك سورة كاملة في القرأن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام . لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في اناجيلهم !
 
ولم يجد سورة باسم عائشة أو  فاطمة رضي الله عنهم .
 
وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالإسم 25 مرة في القرأن في حين ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 4 مرات فقط فزادت حيرة الرجل
 
أخذ يقرا القرأن بتمعن أكثر لعله يجد ماخذا عليه ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي
 
 الأية رقم 82 في سورة النساء
 
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }
 
 ﴿النساء: 82﴾
 
 يقول الدكتور ملير عن هذه الأية من المبادىء العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test … والعجيب أن القرأن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى ايجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا .
 
يقول أيضا عن هذه الاية لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرأن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد .
 
 
 
أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الانبياء
 
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء /30 .
 
 يقول أن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الإنفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة إنفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله .
 
 نأتي إلى الجزء الأخر من الآية وهو الكلام عن الماء كمصدر للحياة
 
يقول الدكتور ملير  أن هذا الأمر من العجائب حيث أن العلم الحديث أثبت مؤخرا أن الخلية الحية تتكون من السيتوبلازم الذي يمثل 80% منها والسيتوبلازم مكون بشكل أساسي من الماء .
 
فكيف لرجل أمي عاش قبل 1433 سنة أن يعلم كل هذا لولا أنه موصل بالوحي من السماء
 
الدكتور ملير اعتنق الإسلام ومن بعدها بدأ يلقي المحاضرات في أنحاء العالم … وكذلك لديه الكثير من المناظرات مع رجال الدين النصارى الذي كان هو واحد منهم .
 
وأن نظرة الإسلام للبيئة تقوم على الحماية ومنع الإفساد بغية المحافظة على الموارد الطبيعية وتعميرها ، ويتجلى في فكرة إحياء الموات وعمارة الأرض بالزراعة والغرس والبناء.
 
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
 
(( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ))
 
ولعل أروع تشبيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحماية البيئة من العبث والإفساد ، ما رواه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً )).  وأدل آية في القرآن الكريم على تلوث البيئة وأسبابها ونتائجها ، هي قول الله تبارك وتعالى :
 
 (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )  
 
(وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين )القصص ، والفساد في الأرض : هو أن نجعل عقولنا هي الحاكمة ، فلا نتأمل في ميزان الكون الذي خلقه الله تعالى وأبدعه وأحسن به إلى البشر ، نمضي بعقولنا القاصرة نخطط ، ونقطع الأشجار ونرمي مخلفات المصانع في الأنهار فتفسدها ، وتصبح الحياة سلسلة لا تنتهي من الشقاء .
 
وكذلك قول الله تعالى :
 
(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ ) البقرة/205.
 
وهكذا نرى أن الله تعالى يعبر عن تلوث البيئة بالفساد ، وهي كلمة عامة وشاملة .
 
 وبعدأن عرفنا أن القرآن نزل ليحمي البشرية ويطورهم لا ليأخرهم في البغض الطائفي والجهل المركب الذي اليوم نرها يلعبه التكفيريين والوهابيين والإرهابيين وحقن الدماء وحل المشاكل بالكرق السلمية ويداً بيد للعمل والبناء وعلى رأسها التآخي ودعم الأرامل والأيتام والمطلقات ظلم من عبودية الرجال الفاشلين . والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين  والعاقية للمتقين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/05



كتابة تعليق لموضوع : صراحة القرأن الكريم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net