صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

قاسم مطرود :: وداعا
جواد كاظم الخالصي
 
لم يكن الموت ولحظاته لتمهل الانسان عندما يحين اجله كي يودع ليطيل النظر في عيون اجبته، إنه الكاتب والناقد المسرحي قاسم مطرود الذي فارق الحياة وهو يحاول النظر يمينا وشمالا هامسا بعينه لحظات الوداع باكيا في داخله فراق الاحبة متحسرا لان غفوته الاخيرة كانت تحت ضباب العاصمة البريطانية لندن بعيدا عن تراب العراق الذي اراد ان يتوسده عند موته .
 
فهل ألقي تحيتي لأقول وداعا فذاك يعني ان نلتقى،،،، أم ألقي تحية الرحيل فهي نهاية الحياة ، انها أيام ومعاناة طويلة تسابق بها المرحوم مع الزمن وهو يصارع المرض والموت في آن واحد  بكى من اجل العراق وجعله بين حدقة عينيه وهو يرسم ملامح الرافدين على جنبات قلبه ويحمل هموم العراقيين في منفاه لينقل وجع الماضي والحاضر الذي عاشه كل فرد عراقي ، لقد حمل اوجاعا تناثرت مع همومه بعيدا عن ضفاف الرافدين فكان صداها اصواتا تنطلق بين بساتين نخيلها وشوارع المدن التي فارقها طويلا وهو يبتعد بجسده عنها ويقترب منها بقلبه حاملا كل الحب وروعة الحنين الى حبه الاول العراق  الذي تكالبت عليه وحوش الدنيا واسرجت خيولها لتجهز على كل حضارته ، هذه الحضارة التي طالما اغرسها في داخله وحملها برعاية كبيرة بين جنبات قلبه وشغاف حبه لكل حبة تراب فيها رائحة الوطن.
 
لقد تمايل نخيل العراق امام عينيه وهو يحكي لنا بمسرحياته وفنه عظمة الوطن متنقلا معه اينما حل وارتحل في مشواره الفني، فتارة يضحك وتارة اخرى يبكي لكنه في النهاية أراد ان يُبقي شموخ العراق منتصبا شامخا أمام عينيه ليقول للعالم بلدي هذا يسكن في حدقات عيني واستحوذ على كل قطعة من قلبي آخذا روحي وعقلي الى حبه بامتياز ليزاحم حب الزوجة والاخ والصديق ، هذا ما كنت المسه في روحية قاسم مطرود وهو يساجلني الحديث عن العراق والانتماء اليه.
 
ذات مرة وانا احاوره في احدى ندوات رابطة الشباب المسلم في لندن  توقف كثيرا عندما قلت له ان العراق لم يسقط بل سقط نظامه فهلل لها كثيرا واثنى عليها لانه يتألم عندما يقولون سقوط العراق ثم راح متهجما على من يدعي سقوط بلاد الرافدين بكل اسوارها مجانبا حقيقة سقوط النظام ، فهذه تعني عنده الكثير لان العراق منحوت في داخله بشموخ وعنفوان لا يمكن ان تطاله او تنال منه دبابات نهايتها الصدأ أو أقدام محتل يمكن ان تُكسر .
 
رحمك الله أبا أنمار وألهم ذويك الصبر والسلوان وعزائي الى كل الاخوة الفنانين العراقيين سواء المقيمين في لندن ام في العراق.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/07



كتابة تعليق لموضوع : قاسم مطرود :: وداعا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net