صفحة الكاتب : د . مسلم بديري

المطرود إلى ذمة الخلود
د . مسلم بديري

 لا أعرف ما ومن الذي دعاني لكسر وحدتي وصمتي , أهو الشيطان ؟ أهو الله ؟ لا اعرف كيف ولا ؟ ولِمَ ؟ لا اعرف شيئا , فعقلي الآن يرتجف كما هي يدي , خرجت من وحدي وصمتي ولا أعرف كيف , وجدت الناس يلهجون باسمك ولم أستغرب , فأنت القاسم بين الجمال وسواه وانت ميزانه , ولكن الانقباض تسلل الى نفسي , ولا أعرف لمَ ؟ أتراني أراك وانت تسمو روحا نحو الله ؟!  تطير نحو الله لتترك لنا " حاويات بلا وطن" ؟! وتترك الروح بلا نوافذ أخرى ؟! أية " طقوس وحشية"  تلك التي يؤديها الموت ؟! نعم سترتاح من مرضك ؟ ولكن من سينتظر معي يوم ميلادي ليهنئني قبله من حيث أغفل انا عن نفسي ؟! نعم هل نسيت نفسك ؟ من حيث كان الموت متربصا , أنسيت أن تطرده ولم تنس ميلادي ؟! تباً لي اذن !! 

كل يوم أدرك ان لا متسع لفراشة في أرضنا !!  حاويات عندي لا وطن هكذا كنت تقول , أأرثيك ؟ وانت الذي رثيت الفجر ؟ ألم تقل بانه ( ليس عشاءنا الأخير ) لمَ تؤملني بعدما أغلقت على نفسي كل الأبواب ؟ , ثم تأتي لتغلق أبوابا فتحتها أنت ؟ ! 
والله أنا أعزفُ لك دمي " على حراك من الجمر " , ف" معك انتصفت أزمنتي" ,
ثم ماذا ؟ أتتركنا " موتى بلا تأريخ "؟ تضربنا "رماح الفجيعة " , ونجلس صامتين , ويعلو " حوار المصاطب "  و " مواطن " ينتظر الموت و" جرافاته التي لا تعرف الحزن"  
هل يعرف الموت حزني عليك ؟ والله لن يعرف لأنه لم يجرب كينونتي , ف " دمي محطات وظل " ,  نعم كل دمي حزن في حزن , أتذكر حين دعوتني يوما لأضحك ؟ ما بالك أنسيت ؟ آه , كيف تأخذ مني كل دعوة وجهتها لي , هل ستعرفني لو رأيتني يوماً في سماءك الأخيرة هل ستبتسم لوجوهنا التي أصفرّت تعبا قائلا " لنشرب اذا " 
أم ستتركني ل " أحلام في موضع منهار " 
يغزلني " خريف الوحشة " ويدعوني الى ماضٍ مليء بالذكرى وبالألم 
هل سيسمعني الله  وأنا اصرخ ؟ هل سيختلط عليه صوتي بصوت الدموع ؟ أيهما أبلغ ؟ أأصرخ بالموت " سيادتكم " سرقت مني الماً أنتشي بوجوده , وسلمتني ألماً يسحبني حيث الضياع ؟ 
من سيطرد من رأسي " أوهام الغابة " التي تضحك هزوا مني حيث رميتني ب " مساكن الخريف " 
هل سيفهم الموت " تراتيل العيون " ؟ هل ستجد في تلك السماء خشبة ً تجلس فوقها منهكا ً ؟ حياتك خشبة ؟ والله كم تمنيت لو صنعوا لك من خشبات مسرحك تابوتاً  يلفون به قرص شمس يهرب الى هناك  ويركنا و " صدى الصمت " مزروعاً في قوقعة آذاننا وفوق منائرنا الحزينة 
ارحلْ نحو  " وطن سقفه السماء " ودعك مني فأنا مجبول على الحزن , ولدت حزينا ورضعت الحزن وفطمت عليه , كان شرابي الأول وغذائي الأول وصمتي الأخير , وما محاولاتك التي دعوتني يوما بها قائلا ارمي حزن وابحر , ما كانت الا محاولة تجريبية في حزن متوارث , س "أصرخ في وجه الذات " مهدئا من روعي معلنا أن الارض " مجرد نفايات "
 
فإلى روحك الكريمة أرفع اسمى آيات الحزن موصولا  بالمحبة الأبدية
                                                                          مسلم بديري
                                                                    منفى الروح / 2012     
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسلم بديري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/07



كتابة تعليق لموضوع : المطرود إلى ذمة الخلود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net