صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

وطن مقسم وسراب فكري !
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يدرك الجميع ، أن الثقافة وبوجه عام ، لدليل على صقل النفس وان صاحبها بالضرورة انه يتمتع بحسن المنطق والفطنة ، وبعيداً عن الغوص في معانيها الكثيرة فهي بحر لا ينبض ، يجب علينا أن نتوقف كثيراً عند احدى واهم تعريف لها …..
 
فبعضهم راح ليعرف الثقافة بأنها نظرية في السلوك الإنساني تضم مجموعة من الأفكار لترسم طريقاً إجماليا لحياة الشعوب ….. فأين نحن في فلسطين من هذا التعريف الموجز والعميق ؟!
 
هل تصلبت عقولنا وجفت أقلامنا وماتت فينا أياً من معاني الثقافة وأولها ثقافة التسامح وتغليب مصلحة المجموع على مصلحة الفرد أو الحزب ؟!
 
وأين نحن من الأفكار الوحدوية والتنفيذية على الأرض والتي بمقدورها ان ترسم لنا الطريق نحو القدس والتحرير أو حتى نحو حد أدنى من الحياةً الآدمية ، أسوة بباقي سكان المعمورة !
 
لا أحدا يتغنى لنا بمقولة يجب الاستمرار في الحوارات واللقاءات بين الأخوة المختلفين ، فقد سئمنا وشبعنا وغرقنا في بحر هذه الحروف حتى أيقنا أن لها معاني جوفاء ، ونعلم أنها ليست إلا خداع لفظي ومسكنات تعطى لجسد ميت أسمه استعادة الوحدة الوطنية !
 
ولا أحد ينادينا قائلاً ، أن الصبر مفتاح الفرج وأننا بحاجة لتدخل أطراف عربية من المشرق او المغرب ، لها ثقل وتأثير على طرفي الخلاف ، وانه لمن المنطقي أن زعيماً عربياً أو تنظيماً دولياً يجب أن يجمعنا بمؤتمر وطني ، ليعطونا دروس في ثقافة الوحدة ، فنحن مع الأسف نسينا أننا أبناء شعب واحد وقضية واحدة ومصير واحد !
 
نعم فقد نسى البعض ليس ثقافة الوحدة وحسب بل وحتى وطنيتهم والقوا بكل أحلامنا في مهب الريح ، حين أغتصبوا وحدتنا وقسموا الوطن الى شطرين ، وجلسوا على كراسي السلطة وبدأو يحللون الانقسام بشتى الطرق  !
 
هل نسوا أننا شعب تشغله أمور عظمى أكبر من مطامعهم الدنيوية وان الجميع فوق هذا التراب مازالوا يعيشون تحت بطش احتلال بغيض ؟!
 
لقد غاب عن فكرهم أو تعمدوا الأمر فراحوا يخدعوننا في مهرجانات مزركشة ، بعبارات فضفاضة كالصمود والحصار وقضيتي الأسرى واللاجئين ؟!  
 
ربما نسوا ،ونقولها ثانيةً ان نفعت الذكرى ، أننا نعيش بوطن محتل ، قسمه الاحتلال لمئات القطع واتى البعض على بقيته ، فلا غزة حرة ولا الضفة الغربية مستقلة ، وان هذا الوضع الغير سوي ، يحتاج منا جميعاً أن نرتفع فوق كل الخلافات ونعمل على توحيد كلمتنا نحو غاية واحدة وهي تحرير الأرض من دنس الاحتلال  وتوحيد كلمتنا قبل كل شئ  ؟!
 
فواهم بل ومجنون من أعتقد ونحن مع هذا الانقسام ، أننا في أفضل أحوالنا بل وعلى العكس تماماً نحن نعاني ، حالة من التغييب المنهجي المقصود لثقافة الوحدة ، وهذا أمر لا يقل خطورة عن جهلنا بما يدور حولنا ، فلقد نجحنا وحصلنا على أعلى الدرجات في مادة الثقافة الانقسامية وفوائدها الاقتصادية على قلة ممن يزعمون أنهم قادة هذا الشعب ، ونزلنا بثقافة الوحدة الوطنية الى الدرك الأسفل بين جميع الشعوب !
 
ومن حقنا أن نسأل ……هل يعاني شعبنا بكل طوائفه جمود حتى في المشاعر الإنسانية ؟ !
 
فشعبنا بلا حراك فعلي أو حتى ظاهري يعبر من خلاله عن رفضه للانقسام وهو مسجون بين جدران من الخوف والتردد وخاصة اذا علمنا أن لديه قيادات تنظيمية ، فشلت وكالعادة في تحديد أفضل السبل للوصول الى الهدف وغارقة بامتياز وحتى أذنيها في أطلاق الشعارات الجوفاء التي تضر ولا تنفع !
 
وأما طائفة المستقلين من أبناء شعبنا فهي الأخرى لها مواقف سلبية كثيرة تجاه قضية الوحدة ، وجلها يقف موقف المتفرج خوفاً من البطش أو ربما لأنها لا تجتمع على خطوط وأهداف محددة !
 
فأين الثقافة وأين الرقي وأين الحضارة يا أبناء شعبنا العظيم ، ولمصلحة من استمرار هذا الانقسام  ؟!
 
ألا تكفي كل هذه السنوات الانقسامية لنأخذ العبرة ونتعلم الوحدة؟!
 
ألا يكفي ما تعانيه قضيتنا الوطنية من حصار سياسي واقتصادي لنفهم ان الوقت قد حان لنخرج من السراب الفكري الذي يملئ عقولنا  ؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/13



كتابة تعليق لموضوع : وطن مقسم وسراب فكري !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net