صفحة الكاتب : هيمان الكرسافي

لا تحكم على الابداع غيابيا ..؟
هيمان الكرسافي
 اغلب ما في مجتمعنا كانوا يتأملون ولا يزالوا يتأملون ازاء شعورهم وطاقتهم وبما حولهم , وكانوا يجبرون على انفسهم أن قلوبهم كانت طرية بالتقبل والتقدم والتفائل بأستمرارهم نحو الافضل الذي قد يساعدون مجتمعهم حسب وجه نظرهم وايمانهم بخدمتهم التي يقومون بها .
وهكذا فأنهم كانوا ينبضون بالدفء والحياة , ويعتبرون انفسهم انهم قادرين على طرح قوتهم الفكرية الى المجتمعات الاخرى وابراز فيها , والتخيلات كثيرة لديهم من التأملات .
اما اليوم فهم يتأملون ويجعلون في اعماقهم من الاحقاد ويرون انفسهم غير محبين وانهم مخالفين ويبدو ان الحياة جعلتهم في اعماق الصراع من اجل البقاء من الجشع والطمع الذي لا ينتهي الا بتشويه وبفضيحة , لم يسبق لهم المرور بمثل هذه الازمات من الفضائح والتسلط على قوتهم التنويرية في داخلهم .
فالبعض يتسلطون عليهم وكأنهم طاغية او كأنهم دودة الارض , يتلفون كل شيء تحت الارض . يخاصمونهم , يبقون كالاسياد على رؤوس كل من اراد تحقيق بطولة يسعى اليها برغبة جامحة دون اشارة الشكوك والخصوم , لكنه يتلقى في المقابل اخرون يسعون ان يضعونه في افخاخ كثيرة فيكسب بدل الرضى خصوم كثيرون . وهذا ما يؤثر على الطموح والشغف لنشاطهم و خدمتهم للمجتمع وبالرغم من انهم يتعرضون الى النقد والمحاربة فهم يعملون ويبحثون الى دفعهم للمجازفة وسط المجتمع
ان سبب هذه المقدمة هي ما نصادفه بين الحين والاخر من بعض الاشخاص الذين لا يعلمون ان صوتهم لا يذهب بعيدا ولا يعلمون انهم يقتلون وقتهم لنيل على من يرغب التصدي والعمل الى الافضل . 
الكثير سوف يؤيدونني على ما كتبت والكثير سوف ينتقدونني على اشارتي بأنهم كدودة الارض , وانهم يتلفون كل شي تحت الارض . ففعلا هنالك من يفعل ويتلف كل شيء . لا يتقيم العطاء لا يعترف بالابداع , وانما يجاهد ويضحي لاتلاف الانجاز حيث يوازن تسلطه على الساحة برغبة الشهرة وكسب الرضى لاكبر عدد , يختلط بالاوزان ويهيمنها حتى يكون السيد الاول وشخص البارز والمعلم بيننا..؟ 
فيا ايها السيد لا تجر الامر الى الحان الصعوبة , فهنالك من ستستفاد منه بكل سهولة من افكاره ورغبته لعمل ما . فأنه سيبقى مؤمن بشغفه وبقوته التنويرية . فلا تحكم عليه ولا تلبسه التهم او تضعه في حرب الاحزاب ففي جميع الاحوال انه من سلالتك , من بني جلدتك ......
فلا تحكم على الابداع غيابيا ..؟؟
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هيمان الكرسافي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/13



كتابة تعليق لموضوع : لا تحكم على الابداع غيابيا ..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net