صفحة الكاتب : محمد شفيق

عام للاعتبار 2010
محمد شفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هاهو 2010 يلفظ انفاسه الاخيرة معلنا انتهاء السنة العاشرة من الالفية الثانية للميلاد , ومعه تنتهي سنة من سنوات حياتنا المريرة . 2010 كان عاما مليئا بالاحداث والتطورات السلبية في العالم العربي . ففي هذا العام شهدنا تطورات خطيرة على الصعيد السياسي في العديد من البلدان العربية .
في السودان وصلت قضية فصل الشمال عن الجنوب مراحل خطيرة . وفي النهاية تقرر اجراء استفتاء يصوت فيه السودانيين حول فصل الجنوب عن الشمال او من
عدمه. وفي مصر تصاعدت حمى الاتهامات بين الاحزاب المصرية بتزوير الانتخابات واستفحال الحزب الحاكم على غالبية المقاعد البرلمانية في اكبر حالة تزوير
واقصاء يشهدها تاريخنا الحديث . 
اما 2010 في العراق كان حافلا بالكثير من التطورات السلبية وبعض الايجابية ففي بداية العام جرت الانتخابات البرلمانية للمرة الثانية في البلاد وسط تشكيك بنزاهتها من قبل الكثير من الاحزاب والكيانات السياسية .
في هذ العام فقد العالم العربي خيرة مفكريه ومبدعيه المفكرالمصري فؤاد زكريا , المفكر المغربي محمد عابد الجابري . الكاتب المصري اسامة انور عكاشه . الكاتب الكويتي احمد البغدادي . المفكر المصري نصر حامد ابو زيد , المرجع العلامة محمد حسين فضل الله , العلامة المؤرخ عبد العزيز الدوري. 
وبالعودة للعراق الذي شهد منعظفا خطيرا نحو الدكتاتورية الفردية لما شاهدناه من تمسك الشديد والغريب بالمناصب ورفضهم اعطاءها لمستحقيها . في هذا العام اصبح العراق سخرية وشماتة للعدو والصديق فكم صديق عربي كان يقول لي شخصيا عندما اتحدث معهم ( العراق لايستطيع ان يحكم نفسه ) . لكن رغم ذلك الصراع والشد والجذب , استطاع العراق ان يخرس تلك الافواه بأيجاد حلول ترضي جميع الاطراف وهاهي اليوم تخطو خطوات نستطيع وصفها بالجيدة رغم غياب الكفاءة والتكنوقراط عن التشكيلة الحكومية .
2010 كان عاما دمويا كأسلافه فقدنا فيه كوكبة جديدة من الشهداء وخلفت ثلة جديدة من الضحايا مع ارتفاع اعداد المتطوعات قسرا لجيش الارامل والثكالى وتحليق لسرب جديد من اليتامى في سماء الفقر والحرمان . مع ازدياد ملحوظ لفيالق العاطلين عن العمل . لانريد استذكار الفجائع والحوادث والبكاء على اطلالها ورثاء ضحاياها . لانريد ان يكون الحزن والالم عائقا نحو التقدم والنظر الى المسقبل بعين التفاؤل . لانريد ان تكون هذه الفجائع والآم التي مررنا بها تعيقنا عن بناء اسس النجاح لحياتنا الاجتماعية والمهنية . لقد فقدنا العديد من العلماء والعظماء التي تركوا ثلمة كبيرة في عالمنا . لكن هل نكتفي بقصائد الرثاء ومقالات التأبين ام نسعى لخلق جيل جديد من العلماء والمفكرين واحتظان الطاقات المبدعة ليأخذوا دورهم ويسدوا الفراغ الذي تركه رحيل هؤلاء العظماء ؟ فقدنا الكثير من احبائنا وفلذات اكبادنا هل نكتفي بالبكاء وملازمة قبورهم ؟ ام نعمل لاخراج طاقتنا الابداعية لتقر عيونهم في جنات الخلد والنعيم ؟ اخطائنا كثيرة واخفاقاتنا اكثر من اخطائنا . هل سنبقى نعد بأخطائنا واخفاقاتنا ونلقي باللائمة على س وص . ام نتعلم ونعتبر منها فالعظمة هو ان تسقط وتنهض من جديد . 
عام جديد يطرق ابوابنا يجب ان نستقبله ونحن نحمل الفؤوس والمعاول , البنادق والاقلام , واغصان الزيتون والورود ونعمل بروح الفريق الواحد في طقس يسوده التآخي وحب الاخر . اتمنى ان لاتكون هذه سطور ( كلام جرايد ) او خيال شاعر , او ارهاصات كاتب . انما هي موعظة فمن شاء فليعتبر وسنة مباركة للجميع .. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد شفيق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/30



كتابة تعليق لموضوع : عام للاعتبار 2010
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net