صفحة الكاتب : وليد سليم

قانون العفو العام بديلا عن البنى التحتية
وليد سليم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جميل جدا ان نرى من يدافع عن الفقراء والمظلومين الذين لا سند لهم ولا معين في سجون الدولة وضحايا السياسة بشكل عام وجميل اكثر ان نرى من يرفع الصوت هو عضو برلماني عراقي يصرخ بأعلى صوته يريد انقاذ العراقيين ولكن هي صرخة حق تغطي على ما سواها من الباطل والاجرام بحق الشعب العراقي الذي قضى من عمره في العراق الجديد عشر سنوات دون ان يرى تلك الخدمات بسبب التناحر السياسي والتسقيط ووضع البعض أنفسهم عصي في عجلة البناء والاعمار.
أمر معروف او نتفهمه ان نرى قائمة مثل القائمة العراقية تدافع بشكل مستميت عن قانون العفو العام واطلاق سراح السجناء لانهم جاءوا الى البرلمان بهذا الدافع والمشروع الانتخابي الذي طرحوه على الناس وانتخبوهم من اجله كي يخرجوا ابناءهم من السجون العراقية على أفعالهم الجرمية والجنائية بحق ابناء الشعب العراقي وبكل مؤسسة من مؤسسات الدولة العراقية التي دمرت على يد الكثير منهم خلال السنوات الماضية وكذلك ما نلاحظه من استماتة التيار الصدري على هذا القانون فهو نفس الدافع في محاولة تخليص أتباعهم من السجون والتي ايضا كانت واحدة من نقاط برنامجهم الانتخابي ووعودهم الاهالي بذلك.
العراقي البسيط اليوم يبحث عن شيء اسمه خدمات يمكن ان تريحه في حياته التي يعيشها تحت انقاض وخردة المشاكل السياسية في البلد وهو النهوض الذي يجب ان يحصل عليه كل عراقي له الحق في هذا الوطن العريض وما ان طرحت الحكومة العراقية قانون البنى التحتية وللمرة الثانية خلال سنوات حتى لاحظنا الكثير من هؤلاء النواب يقابلوه بالرفض والصراخ وادعاءات الفساد دون دليل وانما لمجرد الشك وعدم الثقة بالآخر وفي المقابل يعاتبون رئيس الوزراء على كيفية  طرح هذا القانون امام البرلمان ويستاؤلون لماذا لم يطرح الملف الامني وقانون العفو العام  من اجل اخراج المظلومين من السجون العراقية ، وحسب المعلومات المؤكدة ان جل من يراد الافراج عنهم هم من المجرمين والقتلة بحق ابناء الشعب العراقي بما فيهم ازلام النظام السابق الذين ارتكبوا مجازر بشرية بحق العراقيين وهذا ضمن مدونات دول العالم اجمع ولا بد من معاقبتهم كمجرمي حرب ، لأنني قرأت نص مسودة القانون مع التعديلات الجارية عليه والنصوص والاراء المقترحة وكلها لم وسوف لن تدين ازلام النظام السابق بل لم تأتي على ذكرهم في القانون وكأن من قتل من الشعب العراقي ليسوا ببشر يستحقون ان نقف معهم ومع الدماء البريئة التي أسيلت منهم ، انظر ما تقول الفقرة اولا من القانون المقترح مع التعديل عليه ((وتنص الفقرة الأولى من القانون قبل التعديل على أن يعفى عفوا عاما وشاملا عن العراقيين (المدنيين والعسكريين) الموجودين داخل العراق وخارجه المحكومين بالإعدام أو السجن المؤبد أو المؤقت أو بالحبس سواء كانت أحكامهم حضورية أو غيابية اكتسبت درجة البتات أو لم تكتسب.
 
أما التعديل المقترح لهذه المادة فينص على أن يعفى عفوا عاما وشاملا عن العراقيين (المدنيين والعسكريين) الموجودين داخل العراق أو خارجه من المحكومين سواء كانت أحكامهم وجاهية أو غيابية ويعفى عما تبقى من مدة محكوميتهم سواء اكتسبت درجة البتات أم لم تكتسب".)) وما هذا التلاعب بالألفاظ فالمحكومين هنا هم كل من ادين وحكم عليه بالمؤبد او الاعدام ولا معنى للتغير المقترح من قبل اللجنة فهو في نهاية الامر  سيكون القانون الذي يحمي كل من تبقى من قيادات نظام البعث السابق وكذلك المجرمين والارهابيين القتلة الذين نرى ان معظمهم امراء في تنظيماتهم لانهم ذبحوا عشرات الضحايا في سنوات العنف وهؤلاء هم من جميع التوجهات التي عبثت بالنسيج الاجتماعي العراقي خلال سنوات الاقتتال الطائفي في البلاد ، ولا يقول لي معترض ممن يتعاطف معهم بأنهم مظلومين وانني اتحامل عليهم ، أنا اقول كلا اغلبهم مدانين بقضايا جرمية سواء القتل او غيره بل يمكن ان تصل النسبة الى 95% هم من الذين لديهم قضايا جنائية وليس شرطا أن يكون قاتلا لكنه مدان وفق قضايا تحقيقية  اخرى وحكم  عليه من قبل قضاة محكمة.
وعندما تكون لمثل هؤلاء تلك الاهمية فلا بد ان تكون الخدمات والاعمار الذي يجب تقديمه الى المواطن الشريف اهم من ذلك وحقوق المواطنة لا بد ان يتم التعامل معها بشكل صحيح فهناك مواطن صالح وهناك مواطن غير صالح ولا مجاملة على الدستور.    
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد سليم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/17



كتابة تعليق لموضوع : قانون العفو العام بديلا عن البنى التحتية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : *********************** ، في 2012/10/04 .

***********************






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net