صفحة الكاتب : سليمان الخفاجي

المالكي اعادة لسيناريو الدورة السابقة ...
سليمان الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نظرة بسيطة ولحظة تامل عابرة على اوضاع البلاد وما وصل اليه العراق من فقر مدقع وغنى فاحش، تراكم ثروات واملاق، انتشار فساد وكثرة مؤسسات الرقابة والنزاهة، خراب ودمار وميزانيات انفجارية، ازمات سياسية وشقاق واختلاف ومبادرات ومشارع اصلاح ،تدلك وتكشف لك عن اصل المعاناة وبوادرها واسبابها 0
فما النقص الذي يعاني منه العراق رجال دولة وسياسيين ومفكرين كلا فنحن من اكثر دول العالم احزاب ورجال سياسة وفطاحل في العلوم المختلفة حتى بتنا نتفاخر في بعض الاحيان بالعالم الفلاني والطبيب الفلاني والسياسي الفلاني والفنان الفلاني وهو ينجز انجازات ويحصل على شهادات وينال اعجاب العالم مما يساهم في التطور الحضاري وخدمة الانسانية0
ربما العلة في قلة المال والثروات وعدم صلاحية الارض وهذا لايحتاج كثيرا من العناء لنفيه, فالعراق بلد الرافدين وارض السواد ومنبع الخيرات وتنوعها منذ بداية البشرية والى اليوم وبعد اكتشاف البترول فهو يمتلك ثاني احتياطي نفطي عالمي ،وكذلك لو عددنا المشاكل والعقبات نجدها لاتصمد امام ما يمتلكه العراق من مؤهلات وما اكتسبه الشعب العراقي من خبرات وثقافات عبر مسيرته الطويلة والتي تمتد الى بدايات الانسانية.
وهنا لايمكنك الا ان تبحث في العلل الذاتية وهي اننا نعيش مشكلة ادارة وسوء تخطيط وتحديد اولويات بالاضافة الى سوء التنفيذ والتطبيق والا فحتى الغيبيات تؤهل العراق لان ياخذ دور اكبر وينال درجة اعلى في درجات الرقي والتطور لكن الحاصل عكس ذلك 0
ولندع كل التاريخ ولنتجاوز كل المراحل التي مر بها هذا البلد ولنقف على فترة تاريخية وهي مابعد 2003مرحلة وان كنا لانستطيع ان نجردها ونخلصها من تبعات الماضي واسقاطاته ولايمكننا ان نخرجها عن الظروف المحيطة وتبعات الاحداث الخارجية الا اننا يمكن ان نتعامل معها بحيادية تارة او من باب اننا من اسباب تكوينها وانشائها وكنا عامل مهم من عوامل تكوينها من خلال الاليات التي رسخت لهذه الحالة وبقدرياتها وباختياراتها بهفواتها وبحسناتها الى ان نصل الى فترة الاربع سنوات الاخيرة من عمر هذه التجربة والتي شكلت فيها هذه الحكومة والتي يسعى رئسها من خلال مشروع البنية التحتي للخلاص من كل المشاكل ويروج بان هذه الخطوة هي المنقذ وصاحبة الفرج وبغض النظر عن ارهاصات تشكيلها والازمة التي بنيت عليها وصبحت سمة بارزة لها ولكل من تعاطى معها ونهج لكل اطرافها ولم يشذ الا فئة قليلة باتت تغرد خارج السرب 0
واعيد القول انا ليس في اطار تحليل او تبرير او ادانة لكن ما يلفت انتباهي ما طرح في هذا المشروع او قانون البنى التحتية والدفع بالاجل والحديث عنه بالابعاد عن الميزانيات الانفجارية او وقعية ومهما يكن من نجاحاته فلا تخرج ان تكون انية وحلول ترقيعية وفقاعات في سماء الارث الكبير من المعاناة وبطبيعة التفكير والعقلية التي تدير البلاد فهل يعقل ان يكون احد الاسباب من اطلاق المشروع هو الحد من الفساد وهل يعقل ان يركز على نقطة بناء مدارس وبناء وحدات سكنية ومستشفيات وباعداد كبيرة مع العلم بان هذه الاعداد قد لاتشكل نسبة كبيرة من الحل لهذين القطاعات اضافة الى الطرق و0000, فهل يعقل ان تسطح المشكلة وتحصر بجلب شركات عالمية ونحن نسمع عن شركات عالمية وعملاقة في قطاع النفط وفوزها بجولات التراخيص المتعددة وقبلها في قطاع الكهرباء وما ادراك ما الكهرباء ولنستقرأ اكثر في هذا القانون
اولا: توقيته فهو ياتي في الوقت الضائع بالنسبة للحومة فما تبقى لها لايتناسب مع حجم وتوقيت ما طرح.
ثانيا: طريقة الطرح والتي جاءت ضبابية وكانها مقصودة بان تكون محاولة للاثارة وتغليب طرف على طرف او طرحت للتسقيط السياسي.
ثالثا: الحشد والتثقيف لهذا القانون لم يكن بالمستوى المطلوب فلم يطرح في اطار التحالف الوطني ولا حتى في اطار دولة القانون بل جاء ضيقا في شخص ومستشاري رئيس الوزراء ومن خلال استضافته في مجلس النواب مما يوحي بقصد هذه الخطوة واعتبارها نقطة قوة تحقق النقطة السابقة.
اخيرا فهنالك اسئلة كثيرة واستفسارات متعددة وجوانب غامضة ومخفية لهذا القانون يجعل منه خطوة يراد منها غير ما اعلن لها او طرقه وتوقيت وطبيعة وظروف المشروع والحكومة تجعل منه كذلك خاصة اذا ما علمنا بانه ليس المرة الاولى التي يطرح فيها المالكي هذا القانون او المشروع وبنفس الظروف وبنفس التوقيت حيث طرح في الدورة السابقة وفي ولايته الاولى !!!؟؟؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سليمان الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/20



كتابة تعليق لموضوع : المالكي اعادة لسيناريو الدورة السابقة ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net