صفحة الكاتب : حميد الشاكر

كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم السادس
حميد الشاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وصلت سفن اسألتنا التاريخية التوثيقية الحائرة في الاقسام السابقة من بحوثنا هذه حول((كذبة علم الاجتماع العراقي الحديث ومؤسسه المزعوم المرحوم علي الوري)) الى ضفاف شواطئ جامعة تكساس في الولايات المتحدة الامريكية من عام 1950م ، لا لتنتهي ( مع الاسف ) رحلة هذه الاسألة والوصول من خلالها الى اجوبة شافية كافية عن تاريخ المرحوم علي الوردي العلمي والاكاديمي والتقني ولكن لتبدأحيرتنا الفكرية ودهشتنا العلمية الثقافية العراقية من جديد من هذا التاريخ الغامض ايضا والذي يثير بطبيعته الاسألة الفكرية وحيرتها التوثيقية اكثر فاكثر !!.
لماذا كان تاريخ المرحوم الوردي ( العلمي والفكري) وخاصة خارج العراق ولكل مَن يشاء ان يطلع على تاريخ الرجل ويبحث فيه بهذا الغموض وهذا اللبس وهذا التضارب والتناقض التاريخاني ؟.
كان هو احد الاسألة التي فرضت نفسها علينا من جديد فيما بعد التخرج المزعوم للمرحوم الوردي في 1950م ونيله لشهادة الدكتوراه في (( علم الاجتماع )) من جامعة تكساس الامريكية !!.
ولماذا لم نصادف هذا الغموض الا في مرحلة تنقلاته العلمية وحصوله على شهاداته الاكاديمية في خارج العراق ؟.
سؤال اخر يُطرح بين يدي المعنيين بالبحث والتنقيب حول حياة علي الوردي العلمية ، وعليهم ان يجيبوا عن هذا السؤال من خلال التوثيق والمنطق الفكري المقبول الذي يجيبنا على هذه الاسألة بالتحديد !!.
ولماذا لم يذكر لنا مؤروخوا تاريخ المرحوم علي الوردي العلمي والذائبون بحبه والمتماهون مع كل حرف من حروفه الثقافية والفكرية ، والمدافعون عنه بعاطفية تحمل من الحرارة ما يحرق عالما باكمله ، والمؤسسون له المؤسسات والمجامع العلمية وخصوصا الاجتماعية التي سُميت باسمه... اقول واتساءل لماذا لم يذكر هؤلاء اي تفاصيل مفيدة عن هذه الحقب الزمنية من تاريخ الرجل العلمي والمهني والاكاديمي ؟.
ولماذا لم يتسائلوا هم انفسهم كباحثين او كتاب او مثقفيين او نقديين ..... وفي كل دراساتهم التي صنعت قداسة وهالة لهذا الرجل رحمه الله بدون اي مبررات علمية وحضارية تنتمي لروح العصر الجديد ولعصر النقد واعادة القراءة والابداع ولتجرم من ثم كل من يحاول البحث عن حقيقته العلمية والفكرية ... ، لماذا لم يسألوا انفسهم هذه الاسألة التاريخية والتوثيقية قبل ان يكتبوا حرفا واحدا بشأن فكر وثقافة وعلم ومؤسسية ، او عدم مؤسسية المرحوم الوردي رحمه الله لعلم الاجتماع او لاي علم آخر ؟.
ولماذا كلما رجعنا الى كل من تناولوا المرحوم علي الوردي توثيقيا وتاريخيا وفكريا وثقافيا .... نقع بين حجرين حجر النقد والتورخة والتوثيق التي انطلت عليه كذبة علم الاجتماع العراقي ليغفل عن مثل هكذا اسألة مبدأية وليناقش اراء ليس لها اي قواعد وضوابط ومرجعيات علمية وفكرية يرجع اليها باعتبار انها هي فقط المرحوم علي الوردي وحجرالمثقف والذي يدعي النقد والفكرية والعلمية والتقدمية ...، وهو ينحت قداسة مزيفة ومسيسة للعظم حول شخصية الرجل العلمية والعبقرية التي لامثيل لها ... الخ ليعبدها فيما بعد حتى ولو كانت وثنا طاغوتيا صنعه بيده وهو يعلم انه لايضر ولا ينفع في الحقيقة ؟.
هذه الاسألة وغيرها مما يتصل بالجانب التاريخي والفكري والتوثيقي والاختصاصي ...الخ الذي كان من المفروض ان يجيب عليهاكل من تصدى للبحث والتوثيق لحياةوتاريخ المرحوم علي الوردي العلمي والاكاديمي والتقني وسواء كان هذا المتصدي من انصار ومحبي وعاشقي المرحوم الوردي او من المنتقدين لارائه واطروحاته !!.
اما ما يختص بعلي الوردي رحمه الله نفسه في هذا الجانب فاول ما يتبادر الى الذهن من اسألة حول اشكالية توثيق وتورخة حياة المرحوم علي الوردي العلمية لاسيما منها التي كانت خارج العراق فهو سؤال: لماذا لم نقرأ توثيقا تاريخيا ((حكواتيا )) لعلي الوردي نفسه تقريبا في جميع مؤلفاته المتنوعة حول حياته المهنية في خارج العراق ، من قبيل صداقاته الشخصية مع زملائه في الدراسة ، او اساتذته في التعليم الجامعي الامريكي مثلا ، او مناقشاته الفكرية مع جيرانه ، والمحيطين به في هذه المجتمعات في فترة تواجده في خارج العراق ؟.
عرفنا من الاسلوب الكتابي للمرحوم الوردي ومن خلال مؤلفاته حبه لذكر هذا النوع من العلاقات في محيط الاجتماع العراقي وتدوينه لكل شاردة وواردة في هذه العلاقات الفردية والاجتماعية وتحليل هذه المحطات ولكن لماذا لم نصادف هذا النوع من ذكر العلاقات الفردية والاجتماعية في مؤلفات ومدونات المرحوم الوردي وهي تتحدث اجتماعيا وفرديا ونفسيا وتحليليا .... عن هذه العلاقات في رحلاته التعليمية خارج العراق ، ومن ثم لنأخذها نحن اليوم كمادة تاريخية توثيقية لحياة المرحوم علي الوردي العلمية خارج الوطن ولتسلط ايضا لنا الضوء على مرحلة من حياة الوردي الحيوية ؟.
سؤال ربما يكون منطقيا عندما نتحدث عن اسلوب الوردي في الكتابة ولماذا تنفقد الحكواتية فجأة من تدوين المرحوم الوردي عن حياته خارج العراق داخل مؤلفاته الممتعة ، لاسيما في الولايات المتحدة الامريكية في خمسينات القرن العشرين المنصرم ؟.
او لماذا لم يذكرلنا المرحوم الوردي في جميع مدوناته التي تسمى اجتماعيةومؤلفاته العلمية والثقافية مشاهداته الاجتماعية التي عايشها خارج العراق وخصوصا في مرحلة دراساته التخصصية كأن يحدثنا ( مثلا ) عن عادات وتقاليد هذه المجتمعات الغربية لاسيما منها الامريكية ويحلل لنا(علي سبيل ذكر الحكايات الاجتماعية التي تعودنا عليها في كتابات الوردي) مناكفاته الجدلية مع بقال الحي او صاحب الكافتيريا المجاورلشقته في تكساس .... لنتمكن نحن فيما بعد على الاطلاع على هذه المادة التوثيقية التاريخية الاجتماعية ، وناخذها كمادة توثيق لاغبار عليها تاريخيا تؤكد لنا ممارسة الحياة العلمية للمرحوم الوردي في هذه المجتمعات الغربية وبالخصوص الامريكية ؟.
بمعنى اخر: اننا ذكرنا في بحوثنا السابقة التي تناولت اساليب المرحوم علي الوردي الكتابية وانها اساليب (حكواتية) عراقية شغوفة بحب نقل الحوادث والمعارك والمناكفات ....الشخصية للمرحوم علي الوردي داخل المجتمعية العراقية مع كل من هب ودب من بقالين الى اصحاب مقاهي الى متسولين الى طلبة الى مثقفين ..... الخ ، ما يعني ان هذا الرجل من طبيعته الفكرية والشخصية رصد كل ما يتحرك حوله او ضده او معه في محيطه الاجتماعي وذكره لهذه المتحركات تاليفا وتدوينا وملاحظات في كتبه ومؤلفاته المتعددة واعتبار ذالك من صلب تخصص علم الاجتماع الحديث الذي درسه ، والذي ينبغي ان يعمل عليه الوردي بكل طاقته الفكرية التوثيقية والتورخية والتحليلية وغير ذالك ،ولكننا وفجأة نفتقد هذه النظرة المجتمعية لعلي الوردي توثيقا وكتابة وتحليلا ... لنكتشف ان علي الوردي رحمه الله كان يعمل نظامه الاجتماعي فقط داخل العراق اما خارج محيط العراق الاجتماعي وفي بيروت او الولايات المتحدة الامريكية مثلا فان جهاز الرصد الاجتماعي معطل عنده تماما ولم يستطع نقل اي حادثة مفيدة تاريخيا او اجتماعيا او توثيقيا لحياته خارج العراق في كتبه ومؤلفاته التي بين ايدينا حتى اليوم !!.
هل هذه ايضا صدفة ان يكون علي الوردي صاحب الملاحظات الاجتماعية التي لاتنتهي داخل محيط المجتمعية العراقية والتي توثق وتدون كل شاردة وواردة من حركة الفرد والجماعة في العراق سلوكا وفكرا وتحليلا ونقدا وتوثيقا ... الخ هي نفسها المعطلة تماما والغير عاملة مطلقا في تاريخانية حياته العلمية خارج العراق وتوثيقها من قبل المرحوم علي الوردي بحيث لا نكاد نقرأ لهذا الرجل في كل تراثه الثقافي والفكري والعلمي... شيئا كثيرا يسلط لنا الاضواء على تاريخ حياته العلمية خارج العراق في لبنان او الولايات المتحدة على الخصوص !!.
أم انه عمل مقصود ومدبر ومحكم ان يغفل المرحوم الوردي ذكر اي شيئ عن تاريخ حياته العلمية خارج العراق ؟؟.
فياترى لماذا ؟، وماهي الاسباب النفسية والشخصية والتاريخية العلمية التي دفعت المرحوم علي الوردي لاغفال هذا الجانب من حياته الشخصية المهنية خارج العراق ، وعدم التورخة لها كما رايناه يفعل بشكل كثيف ومركز وهستيري في ذكر تاريخه داخل الاجتماع العراقي مع البقالين واصحاب المقاهي والمتسولين .....الخ ، بعد عودته من الخارج ؟.
نعم يذكرعلي الوردي في مؤلفاته وكتبه انه سافر الى خارج العراق (ذكر ذالك في ملحقات لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) الى دول الكتلة الشرقية الاشتراكية واعجب بها ايما اعجاب ويذكر في مؤلفاته الاخرى ( كمهزلة العقل البشري ) ان احدى (الامريكيات) الشقراوات جاملته كتحية في يوم من الايام بغمزة عين زرقاء وليحلل من ثم المرحوم علي الوردي معنى هذه الغمزة الامريكية في العادات والتقاليد والاخلاق الغربية المتطورة المتفتحة والمعجب بها المرحوم الوردي كثيرا واختلافها عن العادات والتقاليدالعربية المتخلفة للرجل الشرقي المتوحش الذي يعتبر اي غمزة عين انثوية لاسيما منها الغربية ماهي الا ايحاء جنسي مقصود !!.
لكن غير هذا المستوى من الذكر لتاريخه العلمي لم يحدثنا حوله المرحوم علي الوردي كذكر اساتذته مثلا او ذكر اقرانه ممن درسوا معه (العلم الاجتماعي) او ذكر ماهية المناهج التي كان يدرسها او لينقل لنا على الاقل نوعية هذه الدراسة او صداقاته او تعاملات الاجتماع والافراد الامريكيين في حياته العامة والخاصة ... فكل ذالك تجنب تماما المرحوم الوردي صاحب اسلوب الحكواتي الضليع ان يذكر منه اي شيئ عميق وذا دلالة او علامة توضيحية تترك بصماتها على حياته خارج العراق !!.
فياترى نعود ونسأل : ما السبب الواقعي والمبرر المقنع لنا الذي دفع بالوردي لطي صفحة من تاريخه العلمي الذي كان من المفروض ان يكون هو التاريخ الحاضر بكل حكاياته في مؤلفاته (( الاجتماعية )) ابّان رحلته الكبيرة للعالم الاخر ؟.
من وجهة نظرنا البحثية وكجواب على كل ماتقدم من اسألة حول غياب او تغييب تاريخ المرحوم علي الوردي العلمي خارج العراق فنحن نعتقد ان غياب التوثيق لتاريخ المرحوم الوردي العلمي خارج العراق كان امرا مقصودا من قبل المرحوم الوردي نفسه ، وان هناك وفي هذا التاريخ للمرحوم الوردي العلمي بالتحديد شيئ ما يخدش بكل ما حاول بنائه علي الوردي وايحائه للمجتمعية العراقية في موضوعة (( دراسته لعلم الاجتماع ، واستحصاله لشهادة الدكتوراه تخصصا بهذا العلم )) ولهذا حاول المرحوم علي الوردي وبكل امكانياته الفكرية الابتعاد عن محورين في توثيقه الاجتماعي لحياته خارج العراق :
الاول : وهو محورعدم ذكره لهذه الحقبة من حياته العلمية خارج العراق وباي شكل من الاشكال كي لاتسلط الاضواء البحثية والتوثيقية على هذه الحقبة من تاريخ المرحوم الوردي العلمي ويتم ملاحقتها فكريا والتساؤل حول ماهيتها العلمية والوصول الى فضيحة ( كذبة عالم الاجتماع العراقي المشهور علي الوردي ) ، وتأسيسه لهذا العلم في تاريخ العراق الحديث مع انه لا علاقة له اصلا بعلم الاجتماع علميا واكاديميا ودراسيا !!.
وثانيا : محور محاولة المرحوم علي الوردي اشغال الراي العام العراقي الفكري والعلمي والثقافي او جرّه الى معارك جانبية يغلب عليها المناكفاته الشخصية (وليست العلمية ) داخل العراق وبشكل استفزازي لجميع شرائح المجتمع العراقي ( ماعدى شريحة رجال السلطة) ليتسنى له ابعاد اي اضواء عن تاريخ حياته العلمية خارج العراق او التساؤل حولها وهذا ما نجح به المرحوم الوردي نجاحا تواصل لستة عقود متوالية ، واكثر حتى جاءت اسالتنا هذه (التي لانعتقد ان باحثا او كاتبا عراقيا قد فكرحتى بطرحها حول المرحوم علي الوردي) لتطرح ما حاول المرحوم الوردي ان يخفيه بكل وسيلة ممكنة من حياته العلمية خارج العراق !!.
بمعنى اخر واضح وصريح : ان المرحوم علي الوردي بالنسبة لموضوعة (دراسته لعلم الاجتماع) في الولايات المتحدة ومن وجهة نظرنا بالفكرة وهل هي حقيقة او كذبة ان نقبل حوله فكرة انه درس في جامعة من جامعات الولايات المتحدة الامريكية كمبتعث من قبل الدولة العراقية ان ثبت ذالك بالوثائق الرسمية العراقية او كدارس على نفقته الشخصية ، وبامكاننا ايضا ان نقبل ان الوردي بالفعل ذهب الى الولايات المتحدة ودخل في احدى جامعاتها العلميةلكننالايمكن ان نقبل بعد كل هذه المعطيات ان عليَ الوردي قد درس بالفعل ((مادة علم الاجتماع)) على التخصيص ، والتي ندركها ونعلم مؤسسيها وعلمائها ومناهجها العلمية واهدافها وغاياتها التي لم يرد لها ذكر مطلقا في كل نتاج المرحوم الوردي الفكري والثقافي !!.
نعم يمكن لنا قبول فكرة ان عليًّ الوردي ربما كان دارسا لمادة في الجامعات الامريكية تتصل ب وليم جيمس وفلسفته النفعية وما يوليه من اهتمام لعلم النفس الفردي ، لاسيما ان كمية اهتمام ايضا المرحوم علي الوردي بعلم النفس واضحة لكل باحث في مؤلفاته المتعددة وربما بالامكان قبول فكرة ان اطروحةعلي الوردي في دراساته لنيل شهادة من جامعة تكساس الامريكية كانت بمادة ( التاريخ ) مثلا ومعروف على هذا الصعيد اهتمام المرحوم الوردي بالمادة التاريخية بحيث لايخلوا كتاب من كتبه لم يتناول فيها التاريخ وحوادثه ، لكن ما يُستبعد تماما علميا وفكريا وتاريخيا وتوثيقيا قبوله للمرحوم علي الوردي ان يكون متخصصا بعلم الاجتماع او حاصلا على شهادة تخصص بهذا العلم !!.
وهذا الاستبعاد في الحقيقة منبني على كثير من المؤشرات والقرائن العلمية والفكرية والتاريخية والتوثيقية ...التي تدلل على بعد المرحوم علي الوردي من هذا العلم ، وعدم اتصاله باي مفردة من مفرداته العلمية ، وذالك لا لاسباب معقدة وغامضة بل لاسباب موضوعية من اهمها :
ان مدرسة (علم الاجتماع الامريكية) التي ادعى المرحوم علي الوردي انه درس فيها ، والتي كانت تدّرس مادة علم الاجتماع في جميع مدارسها الاكاديمية هي في الواقع امتداد للمدرسة الاوجستية (التابعة لمؤسس علم الاجتماع اوجست كونت ) بل ان كل مدارس علم الاجتماع الانسانية بالعموم ، والاوربية بالخصوص كانت امتداد لهذه المدرسة وروادها المعروفين ومناهجها العلمية .... وخلوا منتوج علي الوردي لاي ذكر لهذه المدرسة دليل على ان المرحوم الوردي لم يصادف اصلا او يدرس فعلا مادة (( علم الاجتماع )) لافي جامعة تكساس الامريكية ولافي غيرها !!.
بمعنى آخر : انه لايوجد اصلا في تراث الانسانية العلمي مدرسة اجتماعية اخرى غير مدرسة مؤسس علم الاجتماع الحديث ( اوجست كونت) ، ومن جاء بعده لنفترض ان علي الوردي ربما درس (علم الاجتماع) على مناهج مدرسة اجتماعية اخرى في الولايات المتحدة الامريكية ولذالك يمكن تفسير عزوف علي الوردي عن اي ذكر لمدرسة اوجست كونت ودوركهايم وسبنسر ....الخ !!.
بل كل ما هنالك من دراسات اجتماعية لايمكن ان تكون مبتورة الصلة عن هذه المدرسة وانقطاع وعدم اتصال فكر المرحوم الوردي الذي وصف بالاجتماعي باي مفردة مع هذه المدرسة الاجتماعية دليل ، او قرينة قوية على ابتعاد وبعد المرحوم علي الوردي عن اي صلة بالعلم الاجتماعي العالمي الحديث الذي كان وما زال يدرس في الولايات المتحدة الامريكية وغيرها !!.
نعم ربما هناك من سيقول لنا :انه ما المشكلة اذا كان المرحوم علي الوردي لم يدرس علم الاجتماع ولم تكن شهاداته العلمية في هذا الاختصاص بالنسبة لكل ماتقدم من بحوث ؟.
الحقيقة ان المشكلة ان هذا الرجل طرح كل فكره ومؤلفاته واطروحاته وتصوراته على اساس انه رجل متخصص بهذا العلم الاجتماعي ، وما قبول المجتمعية العراقية تقريبا لمعظم تنطعات الوردي النقدية الاجتماعية الا على ذالك الاساس ، وتبين ان علي الوردي ليس مختصا بهذا العلم ومع ذالك تحدث بكل مؤلفاته باسم هذا العلم ليست فقط تعبرعن نقص في المادة العلمية لهذا الرجل فحسب ، بل ان كذبة الرجل ومن روّج له ، وسلمه مؤسسية العلم الاجتماعي العراقي الحديث برمتها ستكون هي الكارثة العلمية التي لاينبغي ان تغفر !!.
فكيف بعد ان ندرك ان هناك خداع وكذب وتضليل بمصداقية هذا الرجل العلمية وانه صاحب حياكة مؤامرة على الفكر العراقي الحديث كله نوثق كعراقيين بكل ماطرحه المرحوم الوردي باسم العلم والتطور والنظريات الحديثة وعلم الاجتماع .... والذي تقريبا لم يترك شيئا من المجتمعية العراقية لم يتعرض لها ؟؟.
وكيف نسمح بعد ذالك لكتب ومؤلفات وتصورات وثقافة المرحوم علي الوردي ان تدرس او تباع لفكر اجيالنا الشابة والمقبلة على الحياة والبانية للمستقبل (او يرّوج لها بهذه الهالة والقدسية المزيفة) ان تكون فريسة لكذبة وخداع وتضليل علمي بهذا المستوى من الكارثية التاريخية والعلمية والتوثيقية والثقافية ؟؟.
عاد المرحوم علي الوردي الى العراق من الولايات المتحدة بعد عام 1950م ، ((حسب ماهومثبت وشائع عن تاريخ المرحوم الوردي العلمي) وفي هذا المفصل التاريخي من عودة المرحوم علي الوردي للعراق روايتان :
الاولى : وهي رواية تتحدث عن ان المرحوم علي الوردي قدم استقالته للجامعة العراقية للتفرغ الى كتابة بحوثه الفكرية ولم يدرس في جامعات العراق بشكل رسمي !!.
الثانية : وهي الرواية التي تتحدث عن تعيين المرحوم الوردي مدرسا لعلم الاجتماع في كلية الاداب في بغداد عام 1953م .
اي الروايتين هي الاقرب للواقع ؟.
وهل فعلا درّس المرحوم الوردي مادة (علم الاجتماع ) في كلية الاداب في هذا الوقت من التاريخ ؟.
أم انه لم يدرّرس ولا حرف واحد بمادة علم الاجتماع ، وانما كان كل تدريسه ادبيا وتاريخيا ونفسيا ولكن باسم علم الاجتماع ؟.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الشاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/22



كتابة تعليق لموضوع : كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم السادس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net