صفحة الكاتب : جعفر العلوجي

الرقابة المالية تكسر ظهر السختجية !
جعفر العلوجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عرف عن أعمال الخير أنّها تجرى خالصةً لوجه الله تعالى ومنها انطلق الإنسان ليضع ما ينظّم مثل هذه العملية بناءً على توجيهات ربانية خالصة أتته عبر الأنبياء والرسل والصالحين الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى ليحقّوا الحق أو يبصّروا بطريقه أو طريقة الوصول إليه ، لكي يعرف كل إنسان ما له أو ما عليه. بانتشار الأوامر والتوجيهات من الباري عزّ وجلّ بدأت دورة الحياة الإنسانية تشق طريقها عبر الأزمنة المختلفة وهي ترتكز على قوانين اشتقتها من الشرائع السماوية التي لا تقبل الجدل أو التأويل ، لتصبح لاحقاً الدساتير التي تسيّر الحياة بطرق محسوبة ومأمونة الجوانب. إذا هو القانون الذي يعد المنطلق الأول لاحترام ما ليس لنا ، فكيف إذا كان ذلك هو المال العام الذي وضع كأمانة ، والأمانة تنوء عن حملها الجبال ؟. فجّر ديوان الرقابة المالية (أم القنابل) التي نراها لن تبقي أو تذر ممن تطاولوا بأياديهم على حرمة المال العام وسخّروه لمصالحهم أو منافعهم الشخصية لينهلوا ما لذّ لهم وطاب من دون مساءلةٍ أو حساب ، ليتناسى هؤلاء المتجاوزون على المال العراقي أن عين الشعب لا تنام ، لأنّها وإن نامت لوهلةٍ ، فإن هناك في البلد من هم ساهرون ويحمون الشعب وماله حتى وإن تأخرت الإجراءات التي يقومون بها بسبب الروتين أو أشياء أخرى. معلوم أننا سبق ونبّهنا إلى عدم شرعية وقانونية ما يفعله المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية ، وقلنا حينها أن ما تم إقراره لكي (ينهب) أو يسرق بطريقة أرادوا أن يصوّروها لنا أنّها قانونية ، ستجر الوبال عليهم وتسقطهم في شرّ أعمالهم وطمعهم وجشعهم. سخروا منّا أولئك الذين نصحناهم وزادوا في غيّهم ونفشوا ريشهم كانهم كلديوك الرومية الفسيفس ما يعتقدون أنّه أصبح بيتاً لهم أو قصراً من قصورهم التي تم بناءها من خلال التجاوز على المال العام الذي نهلوا منه من دون حساب أو رقابة ، ذلك البيت الذي هو بيتنا وبيت كل الرياضيين العراقيين ، سواء رضي أعضاء المكتب التنفيذي أو لم يرض منهم أحد ، لأن الحق لابد أن يعود إلى أصحابه مهما طال أمد (الظالمين) أو المتجاوزين والسارقين بالطرق التي يسوّقون لها على أنّها قانونية. ها هو القانون قد أصبح الفيصل من خلال أعلى جهة رقابية وهي ديوان الرقابة المالية الذي بإمكانه أن يحاسب القائد والجندي سواءً بسواء وبذات بنود القانون. لقد ظهرت الحقيقة وانكشف مستور الذين صرفوا لأنفسهم ما لا يستحقون من مبالغ تجاوزت عشرات الملايين لكل فردٍ منهم ، وكأنّ ما يتقاسمونه بينهم هو تركة تركها لهم من (خلّفهم) !. أناس كانوا يشكون الفقر وجيوبهم تحنّ إلى دراهم أيام زمان ، باتوا يتحدثون بالملايين أو العشرات والمئات منها ، حتى زرعوا فينا الشك بأنهم قادرون على فعل أي شيء ، لأن ما من شيء سيقف بوجوههم البائسة التي رأينا بعضها وقد تغيّر مؤخراً بعد اللطمة التي وجّهت لهم وبقوة القانون ليسألون أولاً ومن ثم يطالبون بإرجاع كل المبالغ التي أخذوها عن عملهم (الطوعي) الذي وضعهم في خانة أصحاب الملايين ومن يدري قد نراهم من الذين يستثمرون المليارات لاحقاً. خاب فألهم وظنّهم حين اعتقدوا أن عيون القانون ستتركهم يفعلون ما يريدون ، لتكتويهم شمس النهار التي حذّرنا من أشعتها ، قد تمكّنت أخيراً أن تطرد الغيوم لتبزغ بقوّتها التي تستطيع أن تعقّم كل شيء من الفيروسات والمكروبات التي ستندحر بعون الله. الرقابة المالية انتصرت للشعب ، والشعب بدوره سينتصر لها ، لأنّ الجميع مؤمن بالمثل القائل (كل ما أكلته العنزة سيخرجه الدبّاغ) ونتمنى أن تكون دباغة جلود هؤلاء علناً وعلى منبر الحرية والعدالة الذي سيبقى إلى أبد الدهر في بلد خلقت من بين صفوفه وعقول أبنائه فقرات القانون الذي نظّم حركة من يعيشون بالكون وليس الأرض فقط أو المكتب التنفيذي في لجنتنا الأولمبية ، الذين لا نعتقد أن هناك من سيفاخر بالانتساب إليه مستقبلاً ، إن لم يكن قد أعدّ العدة وكسب الرعية بالعدل والقسطاس وجعله نفسه أولاً من يضحّي فعلاً وليس قولاً للتسويق !. وإلى الجحيم أيها السختجية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر العلوجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/25



كتابة تعليق لموضوع : الرقابة المالية تكسر ظهر السختجية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net