صفحة الكاتب : عزيز الخزرجي

ألأساسات الأثني عشر لنظرية المعرفة – ألأساس الثالث
عزيز الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ألرّوح

يعتبر ألرّوح ألمُحرك و آلطاقة الأساسية لحياة ألأنسان و خلوده في الوجود, فمثلها كآلطاقة ألكهربائية للأجهزة و الدوائر الأليكترونية, كما أن إتّحاد الروح مع الجسد يكوّنان النفس(1) ألتي تضمّ ألحواس والغزائز الماديّة, و ألتي تستجمع الخير و الشر .. ألفجور و التقوى .. ألشكر و الكفر .. ألرضى و السخط, و هي بآلتالي ميدان ألمُتناقضات الذي يُحدّد شخصية الأنسان و عاقبته من خلال مدى تطابقها مع آلمعايير الألهية.
 فما هي حقيقة عالم الرّوح و دوره في الوجود مع كل تلك المتناقضات!؟

علينا قبل آلدخول في آلتفاصيل أنْ نعرف بأنّ آلفرق ألأساسي بين آلشرق و آلغرب في التعامل مع الأنسان يكمن في كيفيّة النظرة التي ينظرون من خلالها إليه و بآلتالي ألأساليبب و المناهج ألتي من خلالها يتمّ إعداده و  توجيه لصناعة الأنسان إذا صحّ الأصطلاح! هذه المقدمة ضرورية كونها ترتبط بمحتوى القوانين ألأجتماعية و الحقوق الطبيعية ألتي يشرّعها ألقائمون على النظام م خلال نظرتهم للأنسان.

ففي الغرب يتمّ إعداده بإتجاه منافع ألطبقة الحاكمة في المنظمة الأقتصادية ألتي فسرت الحياة على أساس إقتصادي مادي بحتْ و هذا يتطلب تطبيع الروح و السلوك على حبّ المنهج و النظام القائم الذي يُسيطر عليه الطبقة الرأسمالية! لذلك نراهم يهتمون به قبل ولادته عن طريق تقديم المستلزمات و الأمكانات أللازمة للأم و بعد الولادة يتم إحتضان الطفل حتى سن الثامنة عشر .. و هي فترة دخول الجامعة حيث يتمّ تسليفه بآلمعونات و المساعدات المادية لحين إكمال الدراسة الجامعية ليكون حين تخرجه بعد سنوات مُداناً من رأسه حتّى أخمص قدميه للنظام و مَمْلوكاً لأصحاب البنوك فعليه – أيّ المتخرج – تسديد جميع ألديون و آلسلف مع فوائد و ضرائب عالية قد تصل إلى ضعفي ألمبلغ ألمُستدان!

هكذا يصبح ألمواطن مَديناً للنظام حتّى قبل ولادته و لآخر ألعُمر, و بسبب إهمال ألمُثل و آلقيم و آلأيثار في آلنفس و آلسلوك الأخلاقي ألسّوي حيث لا وجود له في المنهج التربوي و آلحياة ألأجتماعيّة أساساً .. لفصل ألدين ألذي هو المنبع ألرئيس للأخلاق و آلقيم عن الحياة الأجتماعية و آلتربوية و السياسية؛ فأنّ آلمواطن ألغربي لا يشعر بكرامته و عزّته و قيمته في الوجود سوى آلتركيز على تأمين لقمة العيش و كأنّه خُلقَ ليكون برغياً في ماكنة النظام و أسيراً لأرباب آلأعمال لإشباع بطنه و شهوته فقط .. كما آلحيوانات و بأيّ ثمن حتى لو كان مقابل كرامته, و لولا صرامة ألقوانين و كامرات ألمُراقبة و الكومبيوتر و آلأجهزة البوليسية و الأمنية لَثارَ آلمواطن الغربي على أوضاعه ألتي جعلت أكثر من 50% منهم مرضى نفسياً .. ولأختل الأمن إلى أقصى حدٍّ و لتحولت ألدّول  الغربية إلى غابات متوحّشة! و لعلّ عمليّات ألسّرقة ألتي حدثتْ في نيويورك خلال القرن الماضي عند أنطفاء الكهرباء لساعتين فقط .. هو خير برهان على حقيقة ما يجري على الأنسان في آلغرب, فقد حدثتْ في تلك المدينة و خلال أقل من ساعتين أكثر من 52 ألف عملية سرقة للبنوك و آلمحلات و آلمعارض, فآلوضع في دول آلغرب كنار تحت الرّماد!

و لو أنتبه بعض المواطنين الغربيين على فقدان كرامتهم و حقوقهم آلطبيعية - حين وعيهم لفلسفة الحياة و كرامة الأنسان – و هي حالات قليلة؛ فأنّهم لا يقدرون على تغيير ألشيئ ألكثير من الواقع, لكون إرادتهم و قدراتهم مسلوبة و محكومون بأنظمة أمنية و بوليسية متعددة و متشعبة و متسلحة و قوية, لأنّ المتسلطين عليهم جعلوا بآلحسبان حدوث تلك الأنتفاضات مستقبلاً من قبل المواطنين لذلك فأنهم سبق و أن أعدوا العدّة و جهزوا نظامهم بتلك القوى المنظمة لقهر و تدمير أيّ إعتراض أو إحتجاجات طارئة قد تحدث, لذلك لم يبقى أمام الغربي سوى آلكفاح و العمل بكل طاقاته و تعريض نفسه للضغوطات ألرّوحية و آلنفسية و آلجسمية المختلفة و و حتّى كرامته للخطر و الأهانة و هم مستسلمين كآلأسرى مقابل حقوقاً تكاد تكفي بآلكاد لتسديد الفواتير و الأقساط  و الضرائب التي لا تنتهي إلا بإنتهاء حياة الأنسان!

 

و بسبب ذلك الأستغلال ألمُتْقَنْ و القهر المُنظّم لحقوق الأنسان و كرامته بغطاء ألدّيمقراطية(2) نرى أنّ المنظمة الأقتصاديّة عبر أدارة حكوماتها ألليبرالية تُحارب أيّ نظام تُريد تحكيم مبادئ آلدين الأسلامي – خصوصاً ألمذهب ألشيعي ألذي يُؤكّد مُعتنقوهُ على وجوب ألألتزام بخط ألولاية كأصلٍ عقائديّ يرتبط بشكل حيويّ بآلسماء عن طريق أمام العصر(عج) فآلرّسول(ص) فآلله تعالى .. ذلك الأمتداد ألطبيعيّ ألذي يضمن فاعليّة تطبيق تفاصيل مبادئ ألرّسالة الأسلامية في آلمجتمع .. لكون تلك الولاية أمتداد مباشر و شاهد حيّ عن طريق ألولي الفقيه ألعادل ألعارف بأمور زمانه كنائب لأمام العصر(عج) ألذي يرتبط بآلله تعالى جل و علا مباشرةً.

إنّ مُحاربة ألغرب للجمهوريّة الأسلاميّة و خلافهُ معها  لا ترتبط  فقط بموقف سياسي أو إقتصادي أو مذهبي أو علاقة معينة .. و كما يحدث بين بعض دول العالم؛ بل تأتي حيثيات تلك المواجهة ألغربيّة الشاملة بقيادة أمريكا مع الدولة ألأسلامية بقيادة الولي الفقيه لتخوّفهم – أيّ الغرب - من تحكيم ألمُثل و آلقيم و مبادئ ألكرامة ألأنسانيّة بين أبناء المجتمع ألأنساني وآلذي سيؤدي حتماً في حال إنتشارها؛ إلى زيادة وعي آلناس و مداركهم و بآلتالي مُطالبتهم بكامل حقوقهم و كرامتهم و عدم إكتفائهم بلقمة ألعيش لسدّ رمقهم و تسديد فواتيرهم و سلفهم و ضرائبهم ألكثيرة و آلعالية ألتي تصبّ أرباحها مُباشرة في حساب ألأثرياء و آلحاكمين ألذين يمتلكون البنوك  الشركات ألكبرى و الذين يلعبون بحقوق الناس و الأمم كيفما يشاؤون!


أنّ الروح الأنسانية تتطبّع من خلال ألمؤثرات العديدة ألتي تنتقل عن طريق ألحواس على حالات مختلفة, و بإتحادهما – أيّ إتّحاد ألرّوح مع آلجسد - يتكوّن ألنّفس, و آلتطبع – و ليس الطبع - أو الصّفة التي يتّصف بها الفرد أو المجتمع ككل؛ هو ألناتج من آلتّربية و آلتّعليم و الأعداد ألمدرسي و السياسة العامة المتبعة من قبل النظام, و من هنا يتبيّن ألفارق ألأساسيّ في نشأة الأنسان و تطبّعه على نمطٍ خاصٍ و سلوكٍ مُعيّنٍ في الغرب و آلشرق, فنظريّة ألمعرفة ألمتّبعة في الغرب وُضِعَـتْ لتطبيع الأنسان و أعداده ليُحبّ النّظام ألقائم و يُخلص له كإله مُقدّس بشكل لا مجال حتّى في آلتفكير بمعاداته خصوصاً في الجوانب التي تتعلق بآلأقتصاد/ألأستثمار, و يُعتبر ألحصول على آلأمتيازات و آلمناصب ألرّسميّة من خلال مدى ألتّفاني للنظام ألليبرالي ألقائم بإعتباره ألأمل ألوحيد لأدامة ألحياة تحت ظلّه و كأنه إلهٌ قائم بذاته و لا يُمكن ألوقوف ضدّه أو معارضته أو حتّى إتّخاذ موقف حيادي قباله.. فذلك يعني ألموت المحتوم .. و لا بُد من السّير و العمل ضمن برامجه لتأمين لقمة العيش للبقاء حيّاً!

إنّ الذي يعيش لنفسه يحيا صغيراً و يموت صغيراً, أمّأ الذي يعيش للآخرين فأنّهُ يحيا كبيراً و يموتُ كبيراً,  فالمُسلمون في عصرنا آلحاضر هم أيضاً – إلّا القليل جدّاً - و كما وصفهم سيّد البشر ألأمام علي(ع)؛ [... كآلبهيمة همّها علفها] بسبب فساد ألقوانين و المناهج ألخاطئة ألتي تحكمهم من قبل الأحزاب و الحكومات و آلمرجعيات, فآلآلاف من البشر يُولدون كلّ يوم .. و آلآلاف يموتون, دون أن يُتركوا بصمة تُخلّد ذكراهم في هذا آلوجود, لكونهم عاشوا حياتهم لآخر لحظة و هم يحملون هموم آلعيش  فقط .. من دون التفكير بمبدأ أو قضية يُحَقّق من خلالها ألهدف من خلقته كأنسان!

لهذا نرى إنهزامنا الأسلامي بآلرغم من أمتلاكنا لعقيدة الأسلام و أمة تناهز الملياري نسمة بجانب مرجعيّات عتيدة أمام دولة باطلة صغيرة كإسرائيل .. لا لشيئ سوى إننا غفلنا أهمّ عامل للتقدم في كلّ شيئ؛ و ركّز عليه عدوّنا و هو صناعة الأنسان و إعداده – بغض النظر عن مسألة تهميش الأخلاق و آلمثل – ذلك آلجانب الذي أهملناه نحن أيضاً مع الجوانب الأخرى لأسباب لم تعد خافية على آلكثيرين, يأتي في مقدمتها؛ ألفهم الخاطئ للدين و إستغلاله من قبل المُدعين و آلمرجعيات لأغراضهم الشخصية و الفئوية و العشائرية و المذهبية و عدم وجود القيادة ألربانية الصالحة آلتي ترتبط بولاية الله طيلة القرون ألسابقة حتّى نهضة الأمام الخميني(رض) كما أسلفنا خصوصاً في الوسط العربي و تعطيل دور العقل في التعامل مع النّص ألديني و بآلتالي تثويره في الواقع السياسي و الأجتماعي و آلتربوي!

إن التمسك بآلأخلاق و المثل و القيم تعطيك أكثر من حياة .. و تُوسّع آفاقك نحو معرفةٍ أفضل و رؤية أوسع للوجود .. و فهم أدق لفلسفة و معنى آلحياة و خلق الأنسان, و بآلتالي ألتلذذ في كلّ المديات و تحقيق ألتكامل الأنساني و هذا هو أسّ آلأساسات في نظريّتنا ألمعرفية ألتي تُقرّبنا إلى آلحقيقة ألمطلقة .. بل و تُصهرنا معها ضمن وحدة آلوجود ألتي بيّنها بوضوح آلشيخ الأكبر محي الدين بن عربي و طبّقها الأمام الخميني عملياً لنعبر الذات و حدود ألجسم الأنساني إلى كلّ المدار الوجودي, حيث يتحقق أللاوجود(ألفناء) في وجود الأنسان, و آلرّوح هي الميدان ألذي يستقطب ألمُثل و القيم و مكارم الأخلاق لتعكسها عبر الحواس و السلوك بمعونة العقل ألظاهر الذي يُنظم الفكر ألمُكوّن من قبل العقل الباطن و تفعيله كقوة خارقة في آلواقع, فما هو سرّ و حقيقة ألرّوح!

حقيقة الرّوح:
ألرّوح عبارة عن طاقة تُشَغّل جسم ألأنسان و تٌفعّل وجوده ألحقيقي, و لم يتوصل علم الأنسان حتّى آلآن إلى كنهها و مكوناتها ألدقيقة, و ألرّوح ألتي أودعها الله في أجساد بني آدم تختلف عن أرواح ألكائنات الحيّة ألأخرى, لكنّ هذا تعريف عام و مُضلّل, و معرفة حقيقة الروح ليست هيّنة, و على الأنسان إجراء الكثير من التحقيقات و آلتجارب الطبيّة و النفسية و الروحية لمعرفة خفايا هذا اللغز ألذي حيّر آلعلماء لأنّنا ما أؤتينا لحدّ آلآن من آلعلم إلّا القليل, و لا أدري هل بآلأمكان ألوقوف على أمر الرّوح مستقبلاً حين يُؤتى الأنسان العلم ألكثير بحسب آلأشارة القرآنية؛ [ و يسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربي و ما أوتيم من آلعلم إلّا قليلاً]؟(3).
 أم إنهُ سيبقى لغزاً مبهماً حتّى النهاية!؟
 لقد أخطأ البعض من آلذين أشاروا إلى أن مركز ألرّوح في آلمخ, حيث أثبتَتْ ألتجارب الطبيّة بأنّ جسم الأنسان يبقى حياً حتى لو تمّ فصل المخ عنه, بل فصل آلرأس كلّه .. و أنْ كان آلجسد لا يعمل عندئذٍ بكفائته العاديّة لفقدانه مركز الأدارة(ألمخ) .. لكن الرّوح تبقى فيه فاعلة, أيّ إنّ صاحبه لا يُغادر عالم الحياة, و كذلك الأمر مع القلب ألذي يعمل كمضخة لتغذية الجسم بآلدّم ألمُحمّل بآلغذاء و الهواء, و يعني أمكانية إستبدال هذا آلعضو ألحيوي بمضخة إصطناعية أو حتّى بقلب خنزير كونه يُماثل قلب الأنسان, و هذا ما يحدث أثناء العمليات الطبية الكبرى, و مع ذلك يبقى الجسم و آلعقل و الفكر يعمل بشكل طبيعي!

ما يمكننا التوصل إليه هو أن جسم الأنسان بكل محتوياته يتفاعل بعضه مع بعض بشكل عجيب و دقيق, و هناك علاقة تبادلية بين الجسد و الرّوح(فآلجسد لو كان سليماً فأن الروح تعمل بكل كفائتها, و كذا الروح لو كان سليماً فأن الجسد يكون سليماً) و ليس من السهولة معرفة و حلّ هذا اللغز .. على الأقل في زماننا هذا, و لعلّ هذا الأمر يُجسّد معنى الآية التي أشار لها الباري تعالى بآلـقول:ـ [ سنُريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنّه آلحقّ](4).

فآلقضية ليست دينيّة بحتة, حيث تحدّى ألباري تعالى ألعلماء جميعاً بتلك آلأشارة؛ بلْ بإشاراتٍ عديدةٍ وردتْ في آلقرآن ألكريم, و هذا آلموضوع حيّر آلجميع حقيقةً, فعلماء ألأحياء لم يستطيعوا إلى الآن فهم طبيعة ألرّوح, و كيفية نشأة الحياة في المادة ألجامدة .. بل إن السؤآل ألذي يطرح نفسه هو؛ هل هناك أساساً شيئاً في الوجود لا حياة فيه و يُصدّق عليه كلمة الموت و السّكون؟
أم أن كل شيئ يتحرك و فيه آلحياة و آلحيوية و آلملكوت, لكننا لا نستطيع إدراكها ذلك لمحدودية قوانا و عقولنا!؟

إن قول بعض العلماء بأنّ المادة الحيّة(ألسايتوبلازم) هي المسؤولة عن حياة الخلية و بآلتالي سريان ألحياة في ألجسد, هو كلام غير دقيق! و ليس هو الجواب ألشافي و آلكامل لحقيقة الحياة! فآلسّؤآل عن ماهيّة ألرّوح لم يتمّ الأجابة عليه بمجرّد إطلاقنا صفة ألحيوية على المادة الحيّة(السايتوبلازم) من حيث عدم معرفتنا بسرّ الحيوية ألتي تحرك و تجعل مكونات الخلية كأصغر جزء للجسد؛ حيّاً و فاعلاً!؟
و ليس هذا فقط بلْ إن آلكروموسومات و التي هي جزء من آلخليّة – على صغرها – هي المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية و الكثير من الطبائع الأنسانيّة في البشر جيلاً بعد جيل!
فكيف يتمّ ذلك!؟
و من وراء تلك آلأسرار!؟
بلا أدنى شك لا يُمكن أن يكون وراءها مجرّد مواد مصنعة من الكربونات و الغازات و المكونات الأخرى ألمعروفة للخلية, لكونها غير عاقلة و هي نفسها المواد التي تُشكل وجود الكائنات المادية الأخرى في الوجود كآلتراب و الشجر و الحجر و جسد الأنسان, لذلك لا يُمكنها – أيّ ألخليّة بتلك المكونات ألمجرّدة - أنْ تُحدّد و تُبرمج نفسها لتنتج ما أشرنا إليه من آلصّفات و آلأفعال و آلخلق!
هذا بحقّ هو الموضوع ألذي ما زال يشغل بالي منذ سنوات عديدة, من حيث أنّه لا أحد يعرف [...كيف بدأ آلله الخلق], سوى القول بأنها القدرة الألهية .. بل تباهى الباري و تحدّى الجميع بقوله: [هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه](5).  

رغم آلتقدم ألعلمي لكنه و إلى يومنا هذا لا أحد يعرف كُنه الرّوح و ملكوتها و تكوينها, بلْ لا أحد يعرف كيف يتمّ التنسيق بين العقل و القلب و الجسد و بآلتالي ألأرتباط بآلغيب, كلّ ما أستطيع قوله, هو؛ أنّ الرّوح طاقة تُحرّك و تُفعل الجسد الأنساني و تُنظم ألأرتباط  بين آلحواس وباقي أعضاء جسد الأنسان لتجعله حيّاً عبر تأمين ألأتصال بينهُ و بين خالقه تعالى.
و لفظ الجسد في القرآن جاء تعبيراً عن الهيكل(ألبدن) المكون من آلدم و العظم و اللحم و العروق, حيث يتكون كل جسم من 100ألف مليار خلية, لكن حينما يقترن ذلك الجسد(ألبدن) مع الروح يُسمى جسماً, و إنْ كان معزولاً عن آلرّوح .. أو لا روح فيه .. فيسمى جسداً.

كما قال الله تعالى في سورة المنافقين: [و إذا رأيتهم تُعجبك أجسامهم و إن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشبٍ مسنّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فإحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون](6), و هذه الآية تُشير من جانب آخر إلى أن آلأنسان قد يُحجّم روحه التي بين جنبيه لأبتعاده عن الله و فعل الخير و الإتيان بفعل الشر بحيث لا يبقى من وجوده سوى هيكلاً كخشبة .. كما عبّر عنه القرآن الكريم, كما أنّه تعالى حين أراد آلتعريف بطالوت في سورة البقرة قال: [إنّ الله إصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم](7), و لم يقل بسطة في العلم و الجسد, لأنه يتكلم عن جسد مقرون بآلروح.

كما أن الروح حين إتصالها بآلجسد لا يُقال لها روح حينئذٍ .. بل تُسمى بآلنفس, و لو إنفصلت عن الجسد تسمى بآلروح, و قد أسند الباري تعالى لهذه النفس أعمالها بآلقول: [أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله و  إن كنت لمن الساخرين](8), ذلك أن إرتكاب الذّنوب أو أي عمل يتحقّق من خلال وجود الروح داخل الجسد(ألحواس), و لذلك أشار تعالى بآلقول: [و نفس و ما سوّاها, فألهمها فجورها و تقواها](9).

و قد خلق الله تعالى الأرواح قبل آلأجساد إلّا نبينا آدم عليه السلام, حيث خلق آلباري جسده أولاً ثم نفخ فيه من روحه ثانياً, و لذلك فأن الميثاق الذي أخذه الله علينا في عالم (ألذّر) كان من خلال الأرواح, و كما جاء بيانه في سورة الأعراف / 172.

ما يهمنا أيضاً من مسألة الجسد و الروح هو أنّ الروح تدخل الجسد بعد الشهر الثالث من عمر الجنين, لهذا لا يجوز ألأجهاض بعد إتحاد الروح مع الجنين, لأنّه يُعدّ بمثابة قتل النفس, كما إنها تخرج من الجسد بعد مجيئ الأجل من خلال الحلقوم كما عبّر القرآن الكريم بآلقول: [فلولا إذا بلغت الحلقوم ...](10), حيث يتذوق الأنسان الموت كما نتذوق الأطعمة؛ [كل نفس ذائقة الموت و إنّما تُوقون أجوركم يوم القيامة](11).

إن ما نريد التأكيد عليه هو أنّ الروح هي الأساس و آلأصل الذي يبقى و إن الأجسام في حالة تغيير دائم, حيث تتغيير خلاياها كلّ سبعة أشهر بشكل طبيعي و تتفسخ كلياً بعد الموت - إلا أجساد المعصومين - و أن مليوني كرية دم تتغيير كل ثانية, لذلك فأننا نرى بأنّ آلروح هي الضمان ألثابت لتغذية الوجود الأنساني بآلطاقة اللازمة كي يكون مُنوراً و مُشعاً عبر سلوكه في الحياة لخدمة عباد الله و بآلتالي ألخلود في هذا الوجود, فما هي الوسائل التي تساعد في تحقيق ذلك؟


يمكننا تلخيص آلأمر ضمن معادلة, الطرف الأول فيها هو: ألأبتعاد عن الحسد و التكبر, والطرف الآخر هو: تهذيب النفس بآلعبادة و ترويضها على عمل الخير و آلأنتاج, و يحتاج ذلك إلى الصبر و المطالعة و التحقيق و عدم الأكتفاء بحدود المسائل الفقهية(ألرسالة العملية) أو التخصصات الطبيعية وحدها .. لأنها تُجمد حركة الأنسان و دوره آلواسع في الحياة, إن ما يؤسف له اليوم هو حال ألمتدينيين ألتقليديين و آلمُعمّمين ألطفيليين ألذين لا يعملون و لا يُتقنون مهنة معيّنة, بل يريدون آلعيش على جهود و تعب الآخرين, و سبب ذلك هو قصور فهمهم لحقيقة الوجود و أسرار الكون و أحكامها, لعدم معرفتهم بأسرار الأحكام و البعد العرفاني للدين في الحياة و الوجود, و بغير تلك المعرفة فأن آلمُتديّنين و آلدين سيكونان آفة المجتمع و الأنسان!

و من أهمّ ألمبادئ ألعلميّة ألتي على ألسّالك معرفتها, هي ألأنتباه لغريزة حبّ الذات ألتي هي من أقوى الغرائز في آلنّفس و ذلك بتهذيبها و عدم السماح بآلأنتصار لها, لكون آلذات الأنسانيّة ترتبط و تأنس بآلحواس ألتي من خلالها تتحقق إشباع الشهوات المتعددة في وجود الأنسان, من هنا فأن الأستغناء عن العباد هو الطريق الأمثل و الأقوى لتحقيق الأمان و الأستقرار و السعادة في النفوس, و صدق من قال بأن القناعة كنزٌ لا يُفنى, يقول أبي ذؤيب الهذلي:
و النفس راغبة إذا رغّبتها .. و إذا تُردّ إلى قليل تقنع.

و من هنا يتحدد شخصية الأنسان إن شراً أو خيراً, فإطلاق العنان لنيل الشهوات و آلرغبات يحتاج إلى الصراع مع الآخرين و التداخل في حقوقهم و بآلتالي ألظلم, أما القناعة و التعامل مع الناس على أساس القوانين الألهية و المحبة و العشق و آلأيثار فأنه يضمن للأنسان عدم تجاوزه للحدود الشرعية و الأنسانية!
إن الوقوف على آلأمر الذي تقدّم بيانه يحتاج إلى معرفة النفس و خصائص الروح و حقيقة الحياة و الموت, و كما بيّنا سابقاً فأن تلك المعرفة تؤدي إلى معرفة الله و الوجود ككل, تلك المعرفة التي تسبق التعلم لكون الأفكار كائنات أزلية إنطبعت على النفس قبل إتصالها بآلبدن و جاءت تجربة الحياة مُوقظة لها بحسب إعتقاد أفلاطون, و  أن أصل المعرفة هو من الله تعالى ألذي أشار لها بآلقول: [سنُريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم].

و آلهدف ألنهائي من هذه المعرفة الحقيقية هو إيجاد النظام الأجتماعي لتحقيق ألعدالة و آلسّعادة في البشريّة, و هذه الحالة تتحقّق عبر المراحل التالية:
معرفة النفس – ألله – ألوجود – ألنظام الأجتماعي – سعادة البشر.

للوقوف على حقائق المعارف ألعظيمة التي أشرنا لها؛ لا بدّ من بحث ألأصول الأجتماعية للأفكار التي توصل إليها الفلاسفة و إرتباطها بآلواقع الأجتماعي و دراسة السلوك الأنساني, و من هنا أكّدتْ نظرية ماسلو(1907 – 1970م) على وجوب وجود ألرّوحٍ ألطيّبة كي يتمّ بها تنفيذ و إتّباع آلنظام الأجتماعي ألأمثل, فآلرّوح هي آلأساس في عملية التغيير و آلأصلاح و آلبناء و آلابداع, و تحتاج إلى أجواء الأمن و الحريّة و الأستقلال و الأكتفاء, و إتفق الفلاسفة بأن آلكشف عن معايير المعرفة يتمّ عبر مثلث العقل(ألظاهر) و الحواس و القلب(ألعقل الباطن) و هو الأهم(12), و الفيلسوف "كانت" هو الوحيد و آلأوّل ألذي حاول التنسيق بين الحقوق الطبيعية و الخصائص الروحيّة.

حقيقة الواقع  الأجتماعي  في دول الشرق أنّه و إلى الآن لا تُوجد فيها معايير إسلاميّة – أنسانيّة, رغم آلأكثريّة الأسلاميّة و وجود المرجعيات و المصادر و آلمآثر و مرور أكثر من 14 قرناً على نزول ألرّسالة الأسلاميّة بسبب فصل ألدّين عن السّياسة, و إهمال دور العقل, و تبدل ألدين ألحقيقي الذي أتى به الرسول الكريم(ص) و طبّقه الأمام علي(ع) في حكومته العادلة على مدى 5سنوات في أواسط القرن الأول الهجري, فآلحكومات المتسلطة على دولنا آليوم تفعل ما تشاء و تُخطط و تسن ألقوانين كيفما إتفقت أهوائها و مصالحها, و آلدّولة الأسلامية المعاصرة وحدها من بين 56دولة إسلامية في العالم تُحاول تطبيق الأسلام رغم مواجهتها آلمستمرة لحروب شرسة من قبل الطامعين في الشرق و الغرب, لهذا نراها تتقدّم ببطء و صعوبة نحو آلكمال لتحقيق ألعدالة و السعادة في المجتمع بسبب تلك الضغوط.

ألمطلوب أولاً و قبل كلّ شيئ هو الجواب على الأسئلة ألسّتة(13), و معرفة حقائق الوجودو متطلبات الحياة و في مقدمتها الأنسان كما هو لا كما يراه ذات الأنسان المعني, بمعنى أننا لو أردنا أن نعرف ما هو المفيد للكلب مثلاً علينا دراسة طبيعة الكلب, و آلمسألة تتعاظم حين نواجه الأنسان, حيث يتطلب ألكثير من التنظير و آلتدقيق و معرفة أحكام السماء بجانب آلنظريات المختلفة بشأن أصل الأنسان و ماهيته و طبيعته النفسية و آلقوى الخافية فيه ثم طبيعة العلاقات الأجتماعية لتكتمل نظرتنا للأمر و بآلتالي نتمكن من تحديد ألقوانين و الحقوق الطبيعية ثم الحقوق الأخرى كآلمساواة و العدالة للمجتمع.

هناك عقبات أمام هذا الجانب من النظرية, أهمها و بحسب إشارة ألمفكر الألماني"كُوته" ألذي تأثر بأفكار "إسبينوزا" حيث يقول؛ [أن الأنسان يعرف نفسه بقدر ما يعرف العالم], و قد سبقهم آلأمام علي(ع) في المضمون بأكثر من 14قرناً, و أن "هيجل" يرى أن نموّ كلّ القدرات؛ ألكفاآت؛ و القدرات الفردية – أي الأبداع و الأنتاج - هي بسبب آلقوة الذاتية(الارادة) الأنسانيّة و ليس التأمل و آلخيال و التمني, أي عبر الكفاح و الجهد ألعملي المتواصل.

كما يرى "إسبينوزا" و "كُوته" و "هيجل" و "ماركس" بأنّ آلأنسان يكون حيّاً بمقدار ما ينتج, و إن حجم إنسانيته يتجلى بمقدار عطائه و  أبداعه للأمة, و بغير ذلك يكون الأنسان إنفعالياً و طفيلياً و لا وجود حقيقي له, بل يُعدّ من الأموات.

ألأنسان يعرف من خلال ألحركة, و بنظر العارف الكبير "يعقوب بوهم"؛ [أن أصل الحركة لا تتحدّد ميكانيكياً, بل يجب أن تتلقى كَمَيْلٍ ذاتيّ و علاقة وجودية مع الأنسان, و فهمها و تلقيها كسرّ الحياة و طاقتها](14).

إن البعيد عن أسرار النفس آلأنسانية و عن حركة الحياة ألأجتماعية و الوجود يكون غريباً عن العالم, و لا يُمكنه ألتّلذّذ بطبيعة الحياة و جمال ألوجود و كأنه غريب في هذا الوسط, و من أجل درأ تلك آلغربة عن آلأنسان لا بُدّ من تفعيل طاقاته و أمكاناته حتّى يألف نغمة الوجود و حركة الحياة و يستأنس بالموجودات, و بآلتالي ليكون كلّ شيئ بآلنسبة لهُ معروفاً كما هو معروف لأشيائها و مكوناتها .. خصوصاً ألأنسان في هذا آلوجود.
أتعجّب كثيراً من أكثر آلسياسيين و رجال آلدّين" – ألمُترفين ألذين آثروا حياة الراحة و آلدّعة على العمل و الأنتاج و الأبداع - كيف أنهم يستسيغون حياتهم؟
كيف ينامون مع زوجاتهم؟
كيف يأكلون من أقوات غيرهم – بأموال الضرائب و الخمس و الزّكاة؟

كيف لا يستحون من أنفسهم و من المجتمع و من كلّ ذرّة من ذرّات الوجود؟
كيف يستسيغون أللعب بأموال و حقوق الآخرين؟

كيف يتهنئون و عوائلهم بآلسفرات و الأزواج المتعددة و الأبناء و الأحفاد العديدين؟
فهل هؤلاء هم الجاهلون ألظالمون حقاً؟
و أذا كانوا كذلك فهل الذين ينتمون لمرجعياتهم و أحزابهم و ينتخبونهم هم أجهل منهم و أظلّ سبيلا؟
ما آلحلّ لدرأ تلك الأنحرافات ألعظيمة ألخطيرة المتجذّرة فينا؟
أسئلة عميقة و مصيرية تفرض نفسها في نهاية هذا الأساس من نظريتنا و تتطلب آلأجابة عنها, نتمنى من جميع ألمثقفين آلأنتباه لها, كي نكون أهلاً للدخول في معرفة أوسع و أشمل للنفس في هذا الوجود و مكوناته و خالقه في الحلقة القادمة من خلال رؤية شاملة تجعلنا جزءاً فاعلاً في هذا الوجود, لنتمكن بآلتالي من تحديد ألخير و آلشّر؛ ألحسن و القبيح؛ ألنّفع و الخسارة للمجتمع عبر القوانين و الدساتير و آلأحكام ألعصرية[لخلق السموات و الأرض أكبر من خلق الناس](15), و الله تعالى هو الأكبر, و لا حول و لا قوّة إلّأ بآلله العلي العظيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحسب  المصادر الأسلامية هناك عدّة أنواع من النفوس أهمها:
ألنفس اللوامة, ألنّفس الملهمة, ألنفس ألأمارة, ألنفس ألراضية, ألنفس ألمطمئنة, ألمرضيّة.
يقول أبي ذؤيب الهذلي:
و النفس راغبة إذا رغّبتها .. و إذا تُردّ إلى قليل تقنع.
(2) للمزيد من المعلومات, راجع كتابنا؛ (مُستقبلنا بين الدين و الديمقراطية).
(3) ألأسراء / 85.
(4) فصّلت / 53.

(5) لقمان / 11.
(6) ألمنافقون / 4.
(7) ألبقرة / 247.
(8) ألزّمر / 56.
(9) ألشمس / 8 – 9. 
(10) ألواقعة / 83.
(11) آل عمران / 185.
(12) يتكون آلقلب أو اللب ألذي أشار له الباري في كتابه العزيز كثيراً من المكونات التالية:
ألرّوح, فطرة الأنسان, ألذات, ألنّور, طينة الأنسان و تؤثر في تكوينها؛ ألمعلم, و نوع الغذاء و اللباس و البيئة و ألصديق, و هي بإجتماعها و نتائجها تُكون حقيقة و وجود الأنسان,
فلا تصحب أخا آلسّوء .. و إيـّـاك و إيـّـاهُ,
فكمْ من جـــاهلٍ أودى .. حكيماً حين آخاهُ,
يُقاس المرء بآلمـرء .. إذا ما آلمرء ماشاهُ,
و للشيئ على الشيئ .. مقايـسٌ و أشــباهُ.
أو كقول لبيد بن ربيعة:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه .. و المرء يصلحه الجليس الصالحُ.
(13) راجع أسس النظرية المعرفية – ألأساس الثاني, للكاتب.
(14) ماركس, كارل(1979م). رأس المال, المجلد الأول, الدار العربية, ص668 ط1.
(15) غافر / 57.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/30



كتابة تعليق لموضوع : ألأساسات الأثني عشر لنظرية المعرفة – ألأساس الثالث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net