صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

قتيل حوار النوافذ
عزيز الحافظ

توقفت السيارة الامريكية الصالون نوع كرايزلر في إشارة المرورالحمراء، توقفت السيارات الاخرى عند ذاك الومض الاحمراري الضوئي تباعا ،حاذت الكرايزلر المقفلة النوافذ والفارهة المساحة بالصدفة سيارة تكسي اجرة من نوع تويوتا كراون تحمل ركابا يرتدون ملابس كانت تميز وتأسر زي المشهد العراقي لسنوات وهي ملابس الخاكي العسكرية ويظهر انهم ملتحقون بوحداتهم العسكرية لان المرسوم الاتجاهي هو مغادرة العاصمة لاالقدوم اليها. مشهد التوقف لثواني بطبيعته المتداولة تجعل كل قريب لزجاج السيارات المتجاورة يبدو شارد الذهن يتفرس بشيء ما يشغل تفكيره الابعد بالموت الذي ينتظره بالحرب الضروس أو اما لانتظار الاشارة الخضراء او للسيارة التي جنب سيارته وسرعان ما تلتفت الاعناق بمختلف الاتجاهات هنا حوار النوافذ مستساغ لانه حوار الدقيقة التي تبرق بمضي وبرهات زمن تتصاعد فيه زفرات التافف وهسيس خافت للضجر مكتوم الزفرة ثقيل الوطأ .
كان الجندي الذي يجلس خلف السائق شاردا بكل الحواس فقد ترك خلفه دموع امه العجوز تودع التفاته برقبة كادت تنفصل عن عنقه من شدة الميل وهويتحسس تلك العواطف الجياشة لوالدته التي غادر منطقة احتضانها وحنانها المفارقه قسرا ولم تجود شفاهه حتى ببسمة لجردل الماء الذي اعتادت الامهات العراقيات سكبه خلف المسافر كانما يُطفى نارالشرور او سعير شظايا لاتتمناهابالارتسام الخيالي للامومة ، انتبه الجندي لصخب غريب موسيقي وغنائي ينبعث من الكرايزلر المجاورة شغله الصخب المرتفع عن مسلسل تيار التبحر في حيثيات فراق امه ودموعها المدرار وعناق يديها الذي كاد يكون قيدا لعنقه الطوقي!ألتفت بألية المستساغ لمصدر الصوت ليجد ان جيرانه الدقائقي الزمني هو فتاة عارية ترقص على المقعد الامامي تلسع ناظرها السائق بغنجها ودلالها وتراقصها الذي كان يهزّ الكرايزلر فكانما ترقص حتى الاطارات مع تموجها التصاعدي والتنازلي وهي عارية من كل ثوب!كتلة لحمية شعرها الاسود يتناثر على امواج التبريد الهوائي للسيارة وثدييها يتقافزان ككرة لامدولبة الصنع مع كل قفزة لها وسكون وخفوت؟!والايدي منتشية تحلّق عاليا وتعود لاعشاشها تمزق احشاء الناظرين! سائق التكسي لم يرى المشهد لان مقدمة سيارته متاهبة فقط لاختراق الاشارة الحمراء عند تغيرها لذا كان المجاور للنافذة خلفة هو المتفرج الوحيد على مسرحية خشبتها كرايزلر بطلتها عارية منتشية تلّوح لقيسها السائق بتموجات افعوانية يرسمها جسدها المكتنز وبوقه التنبيهي كان ليس الموسيقى المصاحبة والصخب بل جنون اتجاهات تشتت الثديين!
كان قائد الكرايزلر في قمة النشوى والمتعة لاتهمه إشارة حمراء بل ماسورا ببطلة الشبق الذي يتملكه واذا به يرى تلصلص عيون الجندي المنذهل بكتلة اللحم العارية المتراقصة زمنا كثانية او ثلاث فلم يكن حوار النوافذ السياراتي التجاور، ابديا.. ترّجل من سيارته غاضبا مرتديا الزيتوني سمة جبروت ذاك العصر، بقسمات يتصبب منها حنق وجبروت،توقف رقص العارية وسكنت الاثداء عن التقافز المجنون لفت تطاير شعرها ومالت بعنقها تتابع مسير الفارس القريب من إمتطاء سرجها... لتراه يسحب مسدسه ويطلق الرصاص على رأس الجندي المنذهل بالمشهد الخيالي ويرديه قتيلا على الفور ويعود ببرودة اعصاب ليشغل الكرايزلر مبتعدا عن ذهول الجميع.. شرطة المرور ... دورية النجدة... ركاب سيارة القتيل... اهل السيارات المتوقفة فقد سحرهم وكبّل افواههم صوت الرصاص وصرع الجندي ملازمين الصمت المطبق فلم تلحق دورية الشرطة بالقاتل ولكن احد المتوقفين في طابور إشارة الموت الحمراء قالها بصوت عالٍ هاهو رقم السيارة واعطاه لدورية الشرطة ورفض الحضور كشاهد لانه متيقن نفوذ القاتل لجرأته التنفيذية... أستدار سائق التكسي بجثة الجندي متجها مع دورية الشرطة التي سجلت افادته ورفض الركاب العسكريون الشهادة فالقانون معهم فلاسلطة للشرطة على الجيش الابالمراجع.. اودع السائق الجثة في ثلاجة المستشفى القريب وقامت الدورية بمتابعة رقم الكرايزلر من سجلات المرور لتجد انها تعود لديوان رئاسة دولة الفاشست! وان القاتل هو من حماية ملك الكوكب الفضائي، محصن ضد الملاحقات والمحاكمات والاوبئة فاخبروا مراجعهم ليحضر بعد ايام ذاك القاتل ويعطي افادته صوريا ويدعي بان الجندي تحرش بزوجته!! وأسمعها كلاما نابيا وانه غيور من منطلق عشائري فار من الغضب المتملك احاسيسه فقتل المتحرش شهيد حوار النوافذ!وإكراما للميت تنازل عن دعوى التحرش ضد القتيل والاكان سينال الاعدام حتى بعد موته المسرحي بتجاور النوافذ التي نفذ منها منتشيا للعالم الاخر!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/03



كتابة تعليق لموضوع : قتيل حوار النوافذ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net