صفحة الكاتب : بهاء العراقي

الفساد والنزاهة.. مسؤولينا وغاندي !!
بهاء العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تتسابق الامم والشعوب من اجل تقديم الافضل ويسعى ابناء الاوطان الى بنيانها وعمرانها تقديم التضحيات سخية من اجل تحقيق هذه الغاية.
ولعلنا جميعا سمعنا بالمهاتما غاندي وكيف رسخ فكرة اللاعنف وهز امبراطورية بحجم بريطانيا العظمى واجبرها بعد ان وحد الشعب الهندي المتعدد الاديان والمذاهب والخلفيات وبشكل مفرط لمواجهة جيش هذه الامبراطورية التي كانت توصف بانها لاتغيب عن مستعمراتها وممتلكاتها الشمس .
نعم ان هذا الرجل المليء بالارادة لم يكن يفكر بطريقة مسؤولينا وانحيازهم لانفسهم وانانيتهم وعوائلهم كانت عائلته الهنود جميعا فقيرهم وغنيهم ضعيفهم وقويهم المتعلم منهم والجاهل الصغير والكبير كان ابا للجميع وقائدا لحريته هذا ببساطة ماهم عليه .
اما نحن فليس عندي ادنى شك ان مسؤولينا وقناعاتهم حول مسألة خدمة المواطن (الابن) فلا تتعدى الشعار الذي يكتب ويقرأ ويردد بل يصر الكثيرون على ترديده من باب اقناع الشارع انهم معه.
وليس سرا ان السابقين من حكام هذا البلد الذي ابتلي بالديكتاتورية والتفرد وشرعنة الاخطاء كاللاحقين مع اختلاف ايديولوجياتهم ومسمياتهم وخلفياتهم فهم يعتبرون الوصول الى الكرسي مغنمة وان عليهم نهب وامتلاك كل ما يعترض طريقهم وما الحديث عن وطنية بعض السابقين الا كلمة تلوكها اسنان القائلين لاسباب لا وطنية طبعا فالشعب العراقي عاش ولازال معظم ابنائه قريبين من خط الفقر وحتى من كان فوق الخط (خط الفقر) فهو محكوم بفقدان كل ما يملك (بأقل من رمشة عين ) لاسباب معروفة متأصلة لدى من يصل سدة الحكم مفادها ... انت ومالك لأبيك ...
وهلم جرا بأختصار شديد اقول لماذا يفكرويتصرف البعض من المسوؤلين الكرام بانانية مفرطة؟!!ّ! فرئيس مجلس النواب السيد اسامة النجيفي الذي فضل ان يفيد ابنته (نور الاسلام) ويمكنها من العمل والتكسب بارساء عقد تصميم استراحة في مبنى مجلس النواب لصالحها والمفاجأة الغريبة ان نور الاسلام العزيزة هي المتقدمة الوحيدة بينما لا يتسابق مئات بل الاف المهندسين العراقيين بعطاء واحد او تصميم واحد رغم ان المبنى هو مبنى ممثليهم (الاباء).
ولعل العذر الذي طالعنا به سيادة الاب الاكبر النجيفي من بين أبائنا الكثيرين في مجلس النواب اقبح مما تم اعلانه حيث يقول مكتبه الاعلامي \"بأن عملية رسو العقد تمت بشفافية عالية دون تواطيء او افضلية لطرف على حساب طرف اخر حتى وان كانت من بين المتقدمين ابنة رئيس البرلمان لان السيد النجيفي لم يكن هو المسؤول المباشر عن تلك القضية بل ان الدائرة القانونية وديوان مجلس النواب هما من يشرفان على العقود والاحالة بصورة مباشرة وكليهما لايخضعان بالشكل الالزامي لكل مايتخذانه من قرارات لسلطة رئيس البرلمان (خطيه ما يكدر يفرض عليهم شيء ).
نعم انها الانانية ومحاولات الضحك على الذقون بطريقة شفافة جدا, والامر ينطبق ايضا على مسؤوليين الاخرين لهم نفس العقلية ولكنهم اقل جرأة لانهم يؤمنون مستقبل ابنائهم خارج الحدود وعلى سبيل المثال لا الحصر السيد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي الذي قام بتعيين ابنائه (جملة) في سفارة بلادنا في كندا!! بينما يرسل مسؤول اخر (طلب عدم ذكر اسمه ) عائلته وبعض مقربيه الى الديار المقدسة لاداء فريضة الحج هذا العام (حج مبرورعيني).
وهلم جرا .كل ذلك وابناء الوطن المساكين لايمتلكون اجابات شافية عن مثل هذه الامور وهل من الانصاف ان تيتصرفوا سادتي المسوؤلين بهذه الطريقة ولماذا ؟؟؟ خصوصا مع ابتكار الكثيرين منهم اعذارا قانونية وشرعية وديبلوماسية كما انهم استعاروا تعابير من قبيل (الضرورات تبيح المحظورات) في مجال تطبيقات الفساد وهي بالتأكيد لاتعفيهم من مسوؤليتهم امام هذا المواطن المسكين الذي ينتظر ان تحل مشاكله وازماته, لكنها تبقى مجرد اعذار ومن هنا نقول ... ان من يعتبر الوصول الى كرسي المسوؤلية مغنمة فعليه اولا ان يدفع ضريبة هذا الوصول عن جدارة واستحقاق وهو تقديم الخدمة ليس الا عند ذاك نستطيع جميعا ان نقول لهم (شكر يا ابائنا ) على طريقة الاخوة المتمسكنين وبالعافيه عليكم الباقي .وسنبكي عند فقدكم ورحيلكم كما بكى الشعب الهندي على رحيل فقيده غاندي بحرارة وسيكون البكاء حقيقيا والحداد كذلك يا مسوؤلين..؟؟؟؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهاء العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/09



كتابة تعليق لموضوع : الفساد والنزاهة.. مسؤولينا وغاندي !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net