صفحة الكاتب : يونس بنمورو

بيير بورديو : مفكر الخلخلة و الإزعاج
يونس بنمورو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شذرة البدء " مع إختفاء بورديو إختفى أحد أخر من كبار السوسيولوجيين في القرن العشرين ، و الذي لم يكن يأبه بتخوم التخصصات و حدود المجالات ، و قد كان بطبيعة الحال إتنولوجيا منذ أبحاثه الأولى بصدد إصطدام المجتمع الجزائري بالعقلية الرأسمالية ، غير أن إنتاجه الذي تدفق دون كلل يتموضع تحت شارة السوسيولوجيا ، تماما كما ينتسب إلى الفلسفة و الإقتصاد و العلوم الإجتماعية ، أو تحليل اللغة و جميع المجالات التي دشن فيها أفاق جديدة و منظورات واعدة " يورغن هابرماس

في سماء الفكر والإبستومولوجيا و بين رحاب العقل و التفكير ، و في بلد ثورة المثقف و المناضل الشهيد ، و في مواكب الأسماء الغربية اللامعة ، إنفلت إسم من التاريخ و أسس لنفسه مدرسة حقيقية سندانية القاعدة و البنيان ، شريفة المقاصد و الغايات ، أمنت بالغربلة و التشويش ، و إعتنت بالحفر و التمحيص و إرتبطت بالتفكير النقدي العميق ، فكانت خلية حيوية تزعزع الثابت و الساكن و تبدي عدائها للكسل و النوم العميق ، فإعتزت بفن الرقابة و التنقيب ، و إنشغلت بإنتاج المعنى و تبديد مساحات الإستكانة و الإرتياح ، كما إحترفت الإضاءة على المعتم و المستور ، و فضحت كل شيء متيم بالتواري و الإختفاء ، و أظهرت المخفي الغير راغب في الإنبراز و الظهور ، و أخلصت لمنطق الكشف و التعرية دونما تفاوض أو نقاش ، لتتحول لمؤسسة ثقافية و لسلطة فكرية تمتاز بالشمولية و الرونقة على جل الأصعدة و المستويات ، بأعمال معرفية تعد أدوات للنضال الفكري و النظري دونما شك أو تشكيك ، صارخة دائما ضد منطق الهيمنة و التضبيع ، لتوهب لنفسها عن طريق البحث و الإرتياب مجالات إشتغال عديدة و متنوعة تمتاز بالتشعب و الإرتباط ، محركة لأسئلة القلق والإزعاج التي لا تهاب الخطوط الحمراء ، نسبت لنفسها مهمة الدرس الاجتماعي من خلال آليات النقد و التحليل ، ففرضت نفسها على المسرح السوسيولوجي بتفجيرها لأصلب الأسئلة و أكثرها تعقيدا و تركيبا و أشدها إرباكا و مشاكسة ، دون أن تختار لنفسها الإنزواء في برجها العالي العتيد ، أو تفضل التقوقع قي قصرها الذهبي الحصين الذي منحته إياها مسيرة تراكم إبستمولوجي علمي نادر و غزير ، فانشغلت بالعمل الأمبريقي المنتظم ، و زاوجت بين السبر الميداني المتنوع و التنظير النقدي المتراكم ، فمزجت بين كل من التقنيات المنهجية الدقيقة و التركيب النظري الأشد تعددا ، قائلة عبارتها الشهيرة " النظرية بدون بحث أمبريقي خواء ، و البحث الأمبريقي بدون نظرية هراء " لتصبح بقوة الأشياء متألقة في فضاء العلم و سابحة في عوالم العلمية بدون تعثر و لا إنقطاع ، فارضة لنسقها الفكري على الخشبة  بقوة الأبحاث و المقاربات ، فأبدعت كعادتها و أنتجت و أعادة إنتاج الإبداع ، لتجيد كثيرا و لربما أكثر من المستطاع حتى إستنفدت طاقاتها في ميدان الخلخلة و الإزعاج ، فتجاوزت بإرادتها لجل الإشكالات الفكرية المقلقة للأوائل المؤسسين و المشاغبة لأغلب الباحثين ، فأفاضت في البحث و أضافت و جددت في العلم الإجتماعي و قلصت من مواطن ضعفه و زادت من نقاط هيبته و قوته ، فحتى تلك التناقضات التي أهلكت ذهن سلف السوسيولوجيا الصالح العتيد ، تمت مقاربتها بآليات المنهج و المفهوم ، حتى أصبح من المستعصي و العسير الإحاطة العلمية الشاملة بزخمها الفكري داخل حقول علوم الإنسان بمعناها الواسع الكبير لتجدر أصالتها ، و نظرا لكثرتها و لتداخل براديغماتها و لغناها المنهجي و تكاملها المعرفي ، فلكل منها سياق مفاهيمه و منطق وجوده و رهاناته الجوهرية و سيرورة إنبنائه ، فرائدها إذن مفكر سوسيولوجي تارة ، و فيلسوف نقدي بمزاج أنتروبولوجي تارة أخرى ، أتقن أكثر من غيره فن الكشف عن المنطق المتحكم في الممارسات الإجتماعية في جميع الحقول ، و أبرز الآليات الضمنية المفسر لنسق جل تلك الممارسات ، يميل إلى الخصوبة والتجديد بمتن إبداعي متشابك عميق يمتاز بقوة الإختراق للتخصصات و الحدود و يتسم بآلية التكيف مع جل الثقافات و اللغات ، ما فتئ يعلن كامل العداء لكل فكر إستهلاكي تافه المعنى و رخيص القيمة و هش البنيان و الأساس ، فرنسي المولد والمنشأ كما إنكتب على وثائق الثبوتية و الإنتماء ، ينتسب إلى عوالم الفئات الشعبية الريفية الكادحة المآل ، كيف لا فمنها قدم و ضمن دروبها رأى النور ، و من أجلها نفق ساعات تلو الساعات ، أتى منها لينافح على أوضاعها و ليدافع على حال أحوالها ، فهو صاحب أفكارها الحرجة و مؤيد لمواقفها المزعجة ، ظل وفيا لخطاب العلم الإجتماعي المتمرد بشقيه التفكيكي و الإزعاجي ، معلنا الإستعداد بلهفة لإقتحام كل ما هو سياسي شائك السياج أو بديهي مسلم به و بصحة يقينه ، مقر الإخلاص لمنطق الفكر و التفكير ، يقظ كعادته و محترس بفطرته ، يؤمن بالتريث الدائم تجنبا للوقوع في أوهام التحليل الساذج العامي ، و يخاف من التعثر في تخوم الحدس الفردي الذاتي ، يعيب على مواقع التعالي و الإستعلاء ، و يمتعض من كل شيء يعلن التنافر مع المعيشي اليومي و يبحث في ما وراء الفيزيقي ، حلق بعيدا في عوالم السوسيولوجيا كيفما رغب و أراد ، فنخر أكثر مواضيعها تشنجا و تعصبا ، و زحزح ستار المقدس على جلها و أغلبها ، فتمكن ببحثه المستمر من تجاوز كتبان الصور الساذجة في التشفير و التحليل ، و بآليات تفكيره إتخذ مواقف دفاعية صلبة القاعدة و الأساس ، تؤطر ذهنه ضد ركام الأفكار الرائجة المنتشرة طولا و عرضا ، فإمتاز بمناعة فكرية لا تنفذ و لا تنتهي ، و عرف بالحذر الإبستمولوجي الموضوعي ، فتشبث بكل أصالة و إقتناع بإستعداده الدائم لمواجهة كافة المقاربات الساكنة المتآمرة و المتواطئة ، و فضح رغبته بنهشه لمواقف الارتياح تجاه أحكام الوقت المنتشرة و الأخذة في الاستفحال ، و بعيدا بأي حال من الأحوال عن خطابات العنف إزاء كافة المواضيع شاكس و قام بالتفكيك ، و بعيدا عن أي نهج يسلك منحى التجريح قام بالنقد و الإنتقاد ، تجنبا لهدم للبيت الداخلي بنزعة مازوشية متعجرفة ، أو بأخرى سادية إستعلائية تدميرية للذات ، لينتصر بعمق عميق للنظرة الشمولية الواسعة التحليل ، و ليفضل بعد جهد جهيد النظر للأشياء من الأعلى حتى يتحكم في كل من ثناياها و أطرافها ، رافضا بالتعصب لأي إلتزام براديغماتي واحد و وحيد ، كطابع إستراتيجي حريص لا غير ، و كتكتيك منهجي حذر يتخلى من خلاله عن النظرة الدغمائية التي تتحصن بالبرج العاجي البعيد ، تحت شعارات من قبيل العلم و العلمية أو تخصص التخصص ، يمتاز بإحترافيته الموسوعية و بمؤلفاته المعرفية ، الناهجة لمعنى التطفل على باقي الحقول العلمية الأخرى ، فهذا هو بورديو ، العدو اللدود لكل النظريات المتخفية تحت غطاءات مبتذلة مزيفة ، تزيد من حرارة المعرفة العلمية الزائفة البعيدة عن المنهج و المعادية للواقع الاجتماعي و الباحثة في المجرد الفلسفي ، يرفض بكل الوسائل و السبل التخندق الأحادي في قلاع الزعم العلمي الخاص ، أو التقوقع داخل قيود منهجية لوعاء معرفي محدد بارز و مكشوف ، لينغمس بأدوات المنهج في تمفصلات المجتمع بفسيفساء براديغماتية مزركشة ، تخوض غمار البحث و التحليل بتوظيفها لمفاهيم إجرائية تتماشى و الظاهرة المدروسة و تسعى للتأثير عليها بعيدا عن الإيمان بها جاهزة يقينية أو مسلمة بديهية ، لا لشيء سوى من أجل إستخراج المعنى من طياتها ، كيف لا و هو السوسيولوجي العلمي والعملي الذي يدفعك بإعتزاز و إفتخار إلى الاعتراف به و تقدير أعماله الصعبة الحصر و التلخيص ، فوضعيته إذن مفكر إجتماعي  بكل المعايير و المقايسس بإنتاج علمي هائل و فريد ، كتب له الإبتداء بمجتمع الفلاحين بالجزائر لينتهي بحقل التلفزيون و بخبايا الهيمنة الذكورية كأخر مؤلف له قبل أن يأخذه عنا مرض الرسطان و يقرر الرحيل ، مخلص للدقة المنهجية و حدة المفاهيم ، يمتاز بصعوبة الأسلوب وتعقد اللغة و ضخامة الإنتاج الذي يفوق سياج الانتروبولوجيا و علم الإجتماع ، ليعانق جسد الأتنولوجيا و التربية مرورا بمداعبته للسانيات و مغازلته للسياسة و الفن وغيرها من الحقول ، فاتحا أفاقا حوارية بين العلوم الإنسانية بمعناها الواسع العميق ، بعيدا عن الرؤى الضيقة في التخصصات الأكاديمية المحدودة الأفق و الغايات ، يمتاز بنظريات قابلة للتطبيق في مجالات متعددة وذات إختلاف مائز ملحوظ ، زيادة على تنوع المراجع و مصادر الإستغراف و الاستلهام ، فحصيلة نظريته إذن مطبوعة بالتطور التدريجي على المستوى العمودي ، و التنوع على المنحى الأفقي ، و التغير على مستوى الأصول و الأسس ، إستطالت بنظرتها الثاقبة و بعمق تحليلها إلى باقي الحقول إنطلاقا من متن نظري و تطبيقي مترامي الأطراف ، منتشر الصدى و ممتد عبر أرجاء العالم و بقاع أراضيه ، مما يجعل من إمكانية تطبيقه مؤكدة لا محالة في مجالات معرفية و فكرية شتى ، فلنظريته كامل الحظوظ للإستثمار في التعامل مع الواقع الإجتماعي ، و تطويقه سوسيولوجيا بأليات الدرس و التحليل ، فإطاره النظري يشكل نسقا ملائما موضوعيا و إجرائيا لعدة أبحاث داخل حقول السوسيولوجيا نفسها ، أو في مجالات علمية شقيقة للعلم الإجتماعي ، لذا نشهد لبورديو بمحاولته الجادة و الصادقة لخلق سوق تشاركية واسعة لتداول المعرفة بصبغة سوسيولوجية محضة تسعى للفهم و التغيير ، سوق يتجاوز إطارها العلمي حدود المتخصصين و يستعلي نسقها المعرفي قلاع النخبة و المثقفين ، كنهج يتخلى من خلالها كل مفكر إجتماعي عن أنانيته و غطرسته الزائفة المبتذلة ، ساعيا إلى ترك الإحتكار التعسفي السفسطائي للمعرفة العلمية ، لفرض حالة طلاق وجداني مع هيمنتها و تملكها ، زيادة على رفع الزعم بإقتصارها على فئة الأنتلجنسيا و خلخلة بداهة صورها عند المتخصصين ، و ذلك ليس من باب إشراك العامة أيضا في عوالم المعرفة بالمعنى الإستهلاكي البخس و الرخيص ، و لكن من أجل تعميم نوع من القلق المعرفي و تمديد أشكال من التوتر الفكري حتى يكتنز الجميع وعيا يحركهم ضد ما يحاك لهم و ليناضلوا من أجل التغيير ضمن نطاق المؤسسات أو حتى على أرصفة الشوارع ، فجميل فعلا ما فعله بورديو عندما إلتصق بميدان النضال و أعلن الخصام مع التأمل داخل المكاتب المريحة و المكيفة الأجواء ، ليفضل التجربة و المعايشة أحيانا و حتى المشاركة أحيانا أخرى بوعي نقدي خام ، يتماهى و الطريقة الفرنسية الموروثة من كبار المثقفين و أعظمهم تفلسفا و إنتاجا ، فجَسد نموذج المثقف الملتزم المناصر للمستضعفين و المستبعدين ، و تقمص نموذج المثقف العضوي المؤيد للمغلوب على حالهم و المحتاجين ، فأغضب السياسين كثيرا عندما رفض الرضوخ الميكانيكي لأوامرهم أو التوافق مع إستراتيجيات حزب من الأحزاب ، فكرهه اليمين لتصرفاته المتمردة و إستعداده لقلب الطاولة في كل لحظة من اللحظات ، أما يسار اليسار فقد أعلن عدم رضاه لغياب نية واضحة منه للإنخراط ضمن عوالمه للدفاع عن أفكاره ومبادئه ،  فإمتعض منه السياسيون من يمين و يسار لإعتبارهم أن كل تدخل منه في الشؤون العامة إسترتيجي المنبع و الإنبثاق و ليس بالثقافي مطلقا لعرقلته لأغلب القوانين و المشاريع ، كما إنزعج منه فئة كبرى من المثقفين خصوصا عندما خلخل واقعهم و كشف عن وضعيتهم و قام بتعرية أوهامهم و رهاناتهم ، بأدوات سلسة هادئة بعيدة كل البعد عن خطاب التجريح أو منهج الإقصاء و هذا ما زاد في إمتعاضهم و مقتهم ، لذا ليس من الغريب أن يكون في طليعة الوقفات الإحتجاجية مؤزارا لحركات المعطلين و المهمشين ، و ليس بالتناقض أن يكون ناقدا لتيار العولمة الجارف لكل ذوق جميل و محاربا للرأسمالية المتوحشة الساحقة لكل ثقافة أو عرف أو قوانين ، ففد إنتصر لمنطق التعرية في الأمور ، و فضح النزعة الميركنتيلية للسادة الجدد من أرباب الشركات و القادة السياسين ، كما خاض معارك شرسة ضد النيوليبرالية بكل تشكيلاتها و تلويناتها ، و كشف بشغف كبير عن تطلعات مالكي المقاولات الإعلامية النافذة المهيمنة و الخاضعة لمنطق التجارة و مصالح السوق ، فإجتهد بآليات المنطق و التفكير في إتهام الميديا عاكسا نواياها الخفية المتخفية التي لا تعطي حرية الكلام إلا لكتاب ثرثارين و غير أكفاء ، داعيا بتشجيع منقطع النظير لحضور المثقف المناضل كحل أساسي بديل ، ليناهض كل صيغ العنف سواء المادي منه أو الرمزي ، كما أمر الباحثين من باب أخر الإنغماس في الواقع الإجتماعي للبحث و التقصي ، و حثهم على الإنخراط من أجل التنقيب الميداني لكشف الهيمنة و نزع غطاء التعتيم ، عمن يمتلك السلطة و يمارس التعسف السلس الغير محسوس ، و لضرورتهم الإلحاحية المضادة لإنتهازية العولمة و لسياساتها التنظيمة و الفكرية الكارثية على الإنسان ، لا لشيء سوى لفضح ما يمكن فضحه من أفكار أخذت من العتمة مكانا لها ، سواء  بتقديمهم لحكم موضوعي رصين يكشف عن إيديولوجيا الإعلام و التواصل و الإتصال و كل ما يعتمل بمطبخهما ، أو برفضهم للتبضع الثقافي الممنهج الذي إجتاح حقولها ، ناهيك عن تعميمهم فكرة الإستبداد الممارس من طرف التليفزيون ، و إبرازهم للدور الذي تلعبه الشاشة في تكريس نفس المصالح و الأوضاع ، زيادة على سيادة مبدأ الإستحمار ، دون نسيان آلية التلاعب بالعقول ، فهذا إذن هو بورديو و هكذا إنكتب لحياته أن تكون ، فلم يكن الرجل مجرد عابر سبيل في خرائط العالم السوسيولوجي ، بل كان ولا يزال علما مؤسسا و منارة باذخة بارزة في تاريخ الدرس الإجتماعي ، رحل عنا كغيره من كبار المنضرين لكن سيظل لا محالة نموذجا غائرا في عقول المفكرين و سيبقى مثالا للمثقف النقدي الذي قيل عنه الكثير ، خصوصا بأن وجوده شكل الأساس الأسمى لخلق معادل لدكتاتورية السلطة و معاكس لها ، و منافس لجل تكتيكاتها و صمام أمان للحرية و مدافع عنها ، فهو المناضل بشكل من الأشكال سواء في الميدان بلباس سياسي أو علميا بلباس إبستمولوجي ، فبورديو نموذج للمثقف العالمي الذي من كثرة تراكم أبحاثه و دراساته و خاصيتها النوعية ، نزل إلى الشارع و شحذ سلاح النقد الإقتراحي مساندا كل فعل نقدي إحتجاجي ، معريا عن المقولات الإيديولوجية للعولمة و فاضحا نوايا السلطة الرابعة و حرية التعبير ، داعيا إلى التموضع النقدي و السياسي للمثقف المناضل ضد تيار العولمة الجارف في طريقه للأخضر و اليابس سواء من أفكار و تقاليد ، لذا سنطمئن إلى أبد الآبدين لأن بورديو لن ينمحى أبدأ و لن يزول ، و لن تدفن أفكاره و تتحلل كما لحق هذا الحال بأعضائه ، لكنه سيبقى كسؤال إشكالي مرير ، كسؤال حرج في خضم الحركات الفكرية و الإجتماعية المنادية بمزيد من الكونية على الصعيد الثقافي كخطوة أولى على طريق بناء أممية جديدة ، ترفع رايات الحرية و تنتصر للقاع الإجتماعي ، و تمحص كل ما يأتي في طريقها حبا في السوسيولوجيا كعلم ينتج الفضيحة و يفصح عنها أولا و أخيرا ، مؤسس على النبش و التعرية كمنهج دقيق و كعقيدة لتحليل أتفه الأمور ، و كمفهوم سيبقى دائما ساري الأثر و المفعول ، يتوخى تتبع مسارات الهيمنة داخل تضاريس المجتمع و تمفصلات كافة الحقول ، ليرفع النقاب عن مثالب الهيمنة ، ليعكس الواقع على حقيقته دونما تزييف أو تنميق . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يونس بنمورو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/11



كتابة تعليق لموضوع : بيير بورديو : مفكر الخلخلة و الإزعاج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net