صفحة الكاتب : واثق الجابري

موسكو... وبداية النهاية
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا تزال اغلب الشعوب تعيش تحت تأثير نظامين مختلفين ؛ نظام دكتاتوري  لتوريث الحكم بيد القائد الأوحد او بحكم النخبة ونظام يدعي الديمقراطية (حكم الشعب) وفي كلا النظامين تضع الدول الكبرى مصالحها فوق مصالح وحقوق الشعوب النامية ( النائمة ) او ما تسمى العالم الثالث اصطلاحاّ والمتخلفة اعتقاداّ والنظام الروسي الوريث لحقبة الاتحاد السوفيتي  الشيوعي الاشتراكي  الذي انهار عام 1991 بالحرب الباردة مع الولايات المتحدة الامريكية  لظهور مجموعة من الافكار التي تبناها الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف  بمحاولة ادخال الديمقراطية بعد تدني الاقتصاد وواجه الاعتراض من الادارات البيروقراطية الشيوعية ليتأكل النظام وينهار ويقسم الى دول متعددة  وساعد  غزو  الكويت  فسح المجال   لأمريكا لقيادة العالم في حرب الخليج  في ما يسمى النظام العالمي الجديد  الذي يفرض  تحالف الشعوب لردع الحكام والحركات المارقة وقبل تلك الفترة  كانت الاذرع الامريكية  تتمدد لتوحي  للسوفيت ان صدام يملك من القوة والجيوش وفي نفس الوقت لصدام ان السوفيت سوف يقفون معه في مجلس الامن الدولي واستمر الحال لتقوم روسيا بنفس الدور  بفعل ايحاءات المخابرات الامريكية لكلا الطرفين  لتصل الى درجة ان خطاب وزاء الخارجية مدروس ومعد له من الامريكان سلفاّ , والرئيس الروسي فلاديمير بوتين  الذي حكم لدورتين حسب الدستور ومن ثم سلمها  لرئيس الوزراء وبعدها عاد لتسلم الحكم مرة اخرى  لا يزال يعيش تلك النزعات التي تؤمن  بالنظام الشمولي وحكم النخبة والدكتاتوريات  وإنها افضل وسيلة للسيطرة على الشعوب وضمان التحالف مع حكامها الجاثمين على صدر شعوبهم  ومع تغيير  الانظمة  بالربيع العربي والشعورالامريكي  والغربي ان المتطرفين الاسلاميين خطر عليها  وانها تبحث عن سوق جديد للسلاح فالبديل والعدو المفترض هو  الاسلام  لذلك كانت داعمة لتتغير العربي وتشغل  بنزاعات داخلية ولكن  خارطة التحالف العالمية والهيمنة تغييرت بفعل صعود بعض الحركات المتطرفة او تأثيرها على القرار السياسي  وعمل الشركات وهذا ما دعى الدول الكبرى للنزول للساحة للدفاع عن مصالحها وتثبيت نفسها في هذه الفترة وما ييحدث في سوريا عبارة عن صراع بين المعسكر الشرقي والغربي ومحاولة بعض دول المنطقة ان تعيد امجادها مثل تركيا او اثبات ذاتها   والعراق هو الاقرب لذلك الصراع المصيري ولم يسقر لحد الان بفعل التدخلات  الاقليمية بالحكام الخائفين من صحوة شعوبهم وتصاب بالعدوى  لتهز عروشهم  والتعامل على الاساس الطائفي مع النظام العراقي الجديد بالتخويف من المد الشيعي  لتدفع  الحركات المتطرفة  للتسلق للحكم والتدخل في العراق وربما يكون بعيد عن الحسابات الغربية  وخاصة بعد مقتل السفير الامريكي في بنغازي  والعراق الذي عاش  مراحل تصاعد الفتيل الطائفي  في 2006  يدرك شعبه ان العراق يتأثر بالاحداث السورية وزحفها باتجاه العراق  وانه محور  وفي منتصف العاصفة التي تضرب المنطقة  و العرب يطلقون على النظام الجديد في العراق انه جاء( بالدبابة الامريكية) ويتناسون القواعد في اراضيهم  وان الدبابات دخلت منها وطبيعة علاقاتهم مع اسرائيل  وبذلك تحول العراق من الحلفاء لأمريكا وإن عليها اخراجه من البند السابع وعليها المحافظة على امواله في البنوك  من مطالب الدائنين  وفق معاهدة ستراتيجية , وزيارة رئيس الوزراء العراقي لروسيا انعطاف كبير في  العلاقات العراقية الامريكية التي خسرت ما يقارب 4000 جندي في العراق وألاف الجرحى وعبرت لاجله القارات ومراهنة لأمريكا  بوجودها العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم  وما تأثير تلك الخسائر على المجتمع الامريكي والضغط الشعبي  وخاصة في فترة السباق في الانتخابات الامريكية و الرهان  الحرب في العراق وسحب القوات والاقتصاد الامريكي ورئيس الوزراء المتعاقد مع روسيا بما يقارب 5 مليار دولار ورغم انه تعاقد بما يقارب 12.5 مليار دولار مع امريكا  فهذه الصفقة لا ترضي امريكا  اقتصادياّ وعسكرياّ  ويفهم الامريكان  ان النظام لا يعبر  عن العلاقات على مدى 10 سنوات وقد يربح الروس ورئيس الوزراء صفقة الاسلحة او الدعم لتولي لولاية ثالثة وأكثر ولكن هذا لا يرضى  الدول المتحالفة على الحصول على موطيء قدم وحصة في الكعكة العراقية الدسمة  وموسكو تتحفظ على الانظمة الجديدة  والصفقة تحدي لامريكا بمماطلتها بتسليح الجيش العراقي  الا ان الخلل في الاجهزة الامنية  واختراقها  من قبل الجماعات المسلحة والبعثيين وتأخر منظمومتها  ربما يحول تلك الاسلحة بيد الارهاب وشكوك في فساد ونوعية الاسلحة الروسية  وبذلك تكون الحكومة العراقية سعت بنفسها للقضاء على النظام السوري  بعد اعتقادها دعمه من هذا المجال  ليتحول الصراع  الى داخل العراق  لفرض نفوذ الدول الكبرى و يكون النظام الديمقراطي  هو من سعى الى نهايته برجليه ..   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/11



كتابة تعليق لموضوع : موسكو... وبداية النهاية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net