صفحة الكاتب : د . حميد حسون بجية

البرازيل والعرب .... شتان بين مشرُّق و مغرِّب!!!!
د . حميد حسون بجية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 مع أولى أنفاس العام الجديد، نقلت لنا وسائل الاعلام خبرا عن تولي السيدة ديلما روسف البالغة من العمر 62 عاما منصب الرئاسة في البرازيل، وبمباركة مباشرة من الرئيس البرازيلي المنتهية رئاسته لويس ايتاسيو لولا دا سيلفا، اكثر رؤساء البرازيل شعبية، الذي قام بنفسه بالتشجيع على ترشيحها وانتخابها . وقد تسلمت روسف الرئاسة والبرازيل في أحسن أحوالها من حيث الازدهار الاقتصادي وقلة أعداد العاطلين عن العمل، لم تكن البرازيل قد شهدتها من قبل. ومن باب ان العلم سلاح ذو حدين وان الاناء قد يستوعب الماء أو الخمر، نقلت نفس تلك الوسائل خبر محاولة الرئيس اليمني طيب الذكر علي عبد الله صالح بالتأثير على برلمانه من اجل رئاسة مدى الحياة، وانسحاب المعارضة من التصويت على ذلك. 
ولو قارنا الرئيس اليمني بالرئيس البرازيلي، لحق لنا أن نستنزل اللعنات على قوم لا يميزون بين الصالح والطالح، اذ قال قائلها (حبذا الامارة ولو على الحجارة). فقبل ايام قليلة صرح المتحدث باسم الحكومة اليمنية عن الخسائر التي لحقت اليمن من حربه على الحوثيين: من قتلى وخسائر مادية وغيرها. فهل ان الرئاسة مدى الحياة جزاء لتلك الخسائر؟ أم أنه التخبط الذي وقع فيه صالح مثل غيره من الرؤساء العرب الذين ادعوا  انهم دخلوا في كل تفاصيل الحياة لشعوبهم حتى ان صورهم شاخصة حتى على (حفاظات) الاطفال، وانهم لن يسلموا البلاد الا وهي تراب؟ أهو جنون العظمة (البارانويا) الذي توارثه الحكام العرب من بعضهم البعض؟
     ففي حين تتبارى الشعوب في اظهار حسن النوايا والمبادرة في التنازل عن تولي الامور لمجرد هبوط طفيف في مقدار عملتهم-الأمر الذي يسهل تبريره بلوم بعض وزرائهم-والبقاء في مناصبهم لفترة تطول او تقصر، يتبارى حكام العرب في ابتداع طرق تحايل باتت واضحة للقاصي والداني. فهذا الرئيس التونسي طيب الذكر ايضا وضع اللوم على وزرائه فيما يعانيه الشعب التونسي!! وكأنه لم يكن يعرف ما كان يعانيه شعبه من شظف العيش. وهذا آخر ينوي توريث ابنه على رؤوس الأشهاد. 
 أنلوم أولئك الولاة، أم اننا نلوم شعوبنا النائمة التي قال عنها القائل:
                             الله أكبر ما هذا المنام فقد   طمى الخطب حتى غاصت الركب 
أم نقول ما قاله المتنبي: 
                             من يهن يسهل الهوان عليه    ما لجرح بميت ايلام
أم نستشهد بما قاله:
          يا امة ضحكت من جهلها الأمم
فبم يباهي رسول الله(ص) بنا الامم؟ ولأي سبب أسمانا الامة المرحومة؟ انها المنطقة التي نزلت فيها كل انبياء الله ورسله، وعاش فيها الائمة والصالحون، ودفعوا دماءهم من اجل الرقي بمستواها، لكن لم يتغير فيها شيء!!!! ولله في خلقه شؤون!
 
                              
 
 
      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد حسون بجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/04



كتابة تعليق لموضوع : البرازيل والعرب .... شتان بين مشرُّق و مغرِّب!!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : صادق مهدي حسن من : العراق ، بعنوان : إعجاب في 2011/01/06 .

أحسنت أستاذي الكريم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net