عن حاتم عباس بصيلة وحوش ثقافية صورة متكاملة للإبداع والجمال

بسيم ألسعيدي
من وسط الواقع المر و الأليم .....واقع الثرثرة و اللغو .... وانتشار الأقلام المزيفة المسخر للكسب والبهرجة تظهر الحقيقة التي لابد منها فالساحة الأدبية اليوم بحق ميدان حب وصراع دام ودائم بينما هو أصيل وبين ما هو زائف فالكلمة الأمينة الصادقة أصبحت نادرة وهذا جزء لا يتجزأ من تداعيات واقع حياتنا العامة وحياتنا الأدبية بشكل أدق حيث فرضت عليه صور واشكال زائفة وغير أمينة من حيث التفكير والمنحى والقصيدة والسلوك لكن هذا التداعي وهذه الركاكة في الحياة المعرفية والأدبية والفنية لا يعني إطلاقا انعدام ما هو جميل وإنساني فالحناجر الشابة والواعدة والجديدة التي هي بحق امتداد لجذور قوية وراسخة في ارض نابضة بالعطاء الفكري والإنساني . فكانت خير من رفع راية العفة والوفاء والأمانة للواقع الأدبي والفني والذي يخدم الإنسان والمجتمع ويعمل على رقيه وتقدمه وإشاعة الروح الوطنية الصادقة والحقة في التقدم والرقي والنهوض نحو المعالي وتحقيق الغايات هذه الحناجر الوطنية أخذت على عاتقها ومنذ نعومة أظافرها النهوض بالحركة الأدبية والفكرية والثقافية الى الرفعة والسمو وتحقيق كل ما من شأنه يحقق الإبداع والجمال ويطلق القابليات كي تأخذ دورها في عملية البناء والتقدم.
ان هذه الأقلام الخيرة والنيرة والملتزمة انتهجت مسارات واقعية ووجدانية وإنسانية عالية الحس والشعور بالفن الأصيل والذي يحقق المتعة الفنية والأدبية والقيمة الرفيعة لكل عمل مبدع خلاق ووطني
إنها أقلام أصيلة كونها ذات انتماء وطني خالص وآمنت بوحدة المصير وتحقيق الرفاهية والسعادة وإنهاء كل حالات التعسف والاضطهاد السياسي والعرقي والطائفي والقومي وإشاعة روح الألفة والتآخي بين الناس على اختلاف معتقداتهم وميولهم لذلك لابد لنا في هذا الصدد ان نعطي لهذه النخبة الفرصة لتقود المجال الثقافي والأدبي من اجل الوصول للحالة المثالية من الوحدة الوطنية والمعبرة عن إرادة الشعب في المصير الواحد والعراق المتقدم والمتجدد بالحياة المفعم بالحب والدفء والأمان....
فالكل ينشد للعراق لأرضه لسمائه لمياهه لأهله أنشودة الحب والوفاء والسلام
قد تطول الكلمات وتتناثر وتبتعد المسافات بين الأحبة لكن حب العراق وشعبه يظل خالدا خلود حضاراته
مدينتي مدينة الحب والوفاء مدينة المجد والعطاء
مدينتي مدينة الكبرياء مدينة الخالدين والمتميزين
مدينة الفقراء والمساكين ....مدينة الأدباء والفنانين
مدينتي من احتضنت الفرات العذب العنفوان
عاشق ولهان ...مدينتي تزهو بمقاهيها وروادها بالحاضر والمستقبل ..حيث تسود الحكايات والطرائف والذكريات التي محتها سنوات القحط والجدب والفقر والقهر
البساطة .العفوية .المعاناة .الألم .الفجر تراها في وجوه الصغار والكبار وتعبر عنها غيوم من دخان متصاعد من أفواه المتسكعين على ضفاف النهر فيتحول هدوء النهر صخبا وفوضى لاحدود له
من هنا تبدأ الحكايات وترسم الصور ويخلق الفن والإبداع
فبكل فخر واعتزاز أنجبت مدينتنا أديبنا وفناننا المبدع والواعد الأستاذ القدير حاتم عباس بصيلة رائدا وقائدا للفن والأدب الملتزم في المحافظة
فهو واحة ورمز متميز بالإبداع الفني الرفيع وسجل حافل بالموروث الثقافي والأدبي والفني المتنوع حيث امتزجت في أحاسيس كلمات الأديب الصادق ورشة الفنان المبدع والملتزم ففي كتابه الجديد وحوش ثقافية مفخرة لمثقفي وأدباء المدينة والمحافظة ونقلة جديدة في تاريخ فنه وأدبهم بالذات فرسم الأديب لوحات جميلة ومتميزة قي فن المقالة والتشكيل فكان مبدعنا بحق جديا في طرحه لموضوعات الكتاب والتي كانت تحاكى مع هموم وآلام الإنسان العراقي ومشاكله بعيدة عن المحاكاة والمعالجات السطحية لتلك المشاكل فهو أصيل وعريق وموضوعي في طروحاته عامة ويعتبر تلك المشاكل هي مشاكل عامة وليست فردية فهي ذات مضامين ودلالات سياسية ولها إبعاد اقتصادية واجتماعية كبيرة فلا بد من تغيرها نحو الأفضل والأرقى ..
إن تجربة الشاعر والأديب حاتم في مؤلفه الجديد أفكار نيرة تتم عن تجربة إنسانية عميقة وضمير انساني منفتح ومؤمن بقرارات شعبه ووطنه وهو قوي الإرادة يؤمن بان الحق لا بد أن يسود وان قوى الخير لابد أن تنتصر على قوى الجهل والشر والضلال فهو منحاز للأغلبية ويصور شخصيات بسيطة من واقعنا الاجتماعي لتكون نموذجا لشخوصه المرسومة مؤثرة بالمجتع ايجابيا في حركته انه ينتمي لهذه الشرائح التي تربى في كنفها وارتوى من أفكارها وآمن بأهدافها التاريخية ورفع راية النضال من اجل خلاص الإنسان من القيود والأغلال والعبودية والجهل والفقر والطموح نحو مجتمع أفضل تسوده العدالة الاجتماعية والقيم والمثل السامية في المحبة والوفاء والأمانة
لقد اختار الاديب حاتم في مقالاته الذكية المفردة والفكرة المعبرة والقادرة على الاقناع مستعملا الصور الواضحة والبناء الفكري السليم الخالي من الزيف والدجل واوضح الدلالات الانسانية المنسجمة مع الواقع الاجتماعي في رموزه وشخوصه بنسيج موحد من العطاء المبدع المتصف بالوحدة الفكرية المتماسكة والاسلوب الفني الرفيع وهي وحدة الشعور بانسجام الافكار والعواطف والصور وائتلاف اللفظ والتراكيب مع المعاني العامة لتشد القاريء ايما انشداد بلغة سلسة بسيطة معبرة
ان موضاعاته تميزت برقة الاحساس والاسلوب وعذوبة ووضوح المعاني والدلالات على الرغم من استعماله احيانا الاسلوب الفلسفي في التعامل مع واقع الحياة واستعماله الحكمة وعلم المنطق والكلام في مواضع اخرى لكنها جاءت متناسقة ومنسجمة مع روح العصر وحالات التداعي والضعف والانتهازية والتي تنتاب الواقع الادبي الحالي
وفي حالات اخرى نراه وجدانيا وغنائيا مصورا ماهو واقعي وحقيقي فالحب والعشق والجمال والمرأة والحنين اليها كلها معاني سامية اعطى لها الكاتب دلالات والفاظا نقية تنم عن عاطفة نبيلة فهي اذن ذات حس وجداني مرة واحيانا ذات حكمة وموعظة وعقلانية وذلك يهدف فيه الكاتب توسيع دائرة واساليب الاقناع بما يؤمن ويصبو اليه!!
وأخيرا فان موضوعات الكاتب جاءت متناسقة ومتكاملة في البناء الفكري والمعرفي وقوة الاداء والمعاني في وضوح بارز فهو دقيق في اختياراته للعبارات والافكار حيث لانجد شكا ولا غموضا معبرة ومؤثرة وفاعلة في آن واحد والى حد بعيد فكانت بحق مفخرة للفن الاصيل (فن المقالة) والابداع الواعي وتكون نموذجا حيا يحتذى به من حيث الاداء والمنحى والمعنى
فتكوينات مقالاته الجمالية والواقعية تجعل من المتلقي يشعر دائما بالعنفوان والحرارة وعمق المعاناة والشعور بالالم والقهر وبروعة الشاعرية وجمال الاحاسيس والانفعالات الصادقة مخاطبا ضمير الانسان وفؤاده
ان وحدة الموضوعات وافكارها والالتزام بالثورة الثقافية الموعودة بالالتزام والصدق والرقة والعفة هي اجمل وانقى واسمى صفات وغايات كتابات الكاتب والذي اتخذ من الانسان والمجتمع رمزا للسلام والامن والتقدم نحو البناء والخير للبشرية جمعاء
اتمنى للكاتب التواصل في الرقي والابداع المستمر ومن الله التوفيق وشكرا للفنان ثامر الشيباني على لوحته الرائعة والتي زادت من قيمة الكتاب ابداعا وجمالا وتأثيرا!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/12



كتابة تعليق لموضوع : عن حاتم عباس بصيلة وحوش ثقافية صورة متكاملة للإبداع والجمال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net