صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

هل الخطبة الشقشقية منسوبة حقا للامام علي؟
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يزخر تاريخنا العربي – الإسلامي بكل العجائب والغرائب ويكفي من أبدع تأليف أو تجميع ألف ليلة وليلة او غرائب كليلة ودمنة دليلا بسيط الفحوى على تلك العجائب.أقترب عيد الأضحى وسيختلف المسلمون كعادتهم في بداية الشهر الهجري ذو الحجة وينعكس ذاك  الاختلاف على موعد عيد الأضحى تقريبا كل سنة وتعود للذاكرة الإسلامية حجة الوداع وعيد الغدير في الجانب الشيعي وأحقية الخلافة التي لم ينته مفعولها لليوم في الكتب والنفوس وتبعاتها لازالت غصّة في قلوب ملايين المسلمين من الطرفين وتطرقت للغدير بمقالتين تقربا للتوافق الإنساني  والمعرفي قبل المذهبي.. واليوم طلب بعض الأخوة مني التطرق لخطبة منسوبة للإمام علي تتميز بإنه يشقشق!! فيها والشقشقة أفهمها التفصيل للحدث... وظهر لغويا((معنى الشقشقيه : شيء يخرجه البعير من فيه(فمه) إذا هاج))وعند التقصّي وجدت فيها بلاغة تليق بمقامه وعندما أسردها بشيء من التطويل أجدها رغم كل التشكيك الذي ساسرده منسوبة للإمام علي فمن يقوى على هذه السردية البلاغية الناهضة سواه؟ وفي سردها لااميل لطرفه دون من ينقدهم في فحوى الخطبة ولكن كمتأمل أجدها تستحق التوقف والمراجعة والتأمل  بمناسبة قدوم موسم الحج وحجة الوداع وعيد الغدير عند أخواننا الشيعة بما يقرّب النظرة الإنسانية بيننا كبشر نختلف ونبحث عن  الحقائق بعيدا عن التعصب الأعمى لنصل لضفاف موضوعية تنعكس على حاضرنا. [الخطبة]
أَمَا وَاللهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافة، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ. فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحًا، وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ، فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى، فَصَبَرْتُ، وَفِي الْعَيْنِ قَذًى وَفِي الْحَلْقِ شَجًا، أَرَى تُرَاثِي نَهْبا.ً حَتَّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب بَعْدَه.ُثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الأَعْشَى
 )شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا   وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ  (
فَيَا عَجَباً! بَيْنمَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ، لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا. فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَالاعْتِذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ. فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللهِ بِخَبْطٍ وَشِمَاسٍ وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ. فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَشِدَّةِ الْمِحْنَةِ، حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ، جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ! فَيَا للهِ وَلِلشُّورَى! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ؟! لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الآخَرُ لِصِهْرِهِ، مَعَ هَنٍ وَهَنٍ، إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضِمُونَ مَالَ اللهِ خَضْمَةَ الإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ فَتْلُهُ، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ، وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ. فَمَا رَاعَنِي إِلا وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ، يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَشُقَّ عِطْفَايَ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ. فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَقَسَطَ آخَرُونَ، كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} بَلَى وَاللهِ، لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا، أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ لا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلا سَغَبِ مَظْلُومٍ، لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا، وَلأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ.
قَالُوا: وَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ، فَنَاوَلَهُ كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الإِجَابَةَ عَنْهَا، فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ [فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ]
فَقَالَ: هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلامٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلامِ، أَلا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ.سأورد معاني الكلمات لتبسيط فهم الفكرة في خطبته: الشقشقية: شيء يخرجه البعير من فمه إذا هاج- تقمصّها: لبسها كالقميص- القطب من الرحى : مسمارها الذي تدور عليه -الرحى مؤنثة جمعها أرحاء وأرحيه : الطاحونة ، الجاروش- انحدر عني : نزل عنه وهبط مع السرعه- السيل : الماء الكثير السائر بسرعه- يرقى : يصعد-[[ قوله) : إن محلي منها محل القطب إلى قوله "الي الطير " أنه المستحق للخلافة دون غيره ، وان المفضول لا يجوز ان يتقدم على الفاضل . ثم شرح واقعة يوم مات النبي ، ولم يكن له ناصر ينصره ، ودار امره بين القيام في وجوده القوم وهو أعزل ، وفي ذلك مخاطرة كبرى ، وبين أن يصبر ويحتسب . فكان الخيار الثاني مع مرارته هو المفروض]]- سدلت الثوب : ارخيته- طويت : ضد نشرت- كشحاً : الكشح مابين الخاصره والجنب .- طفقت : جعلت- أرتئي : أفكر طلباً للرأي الأصلح- اصول : صال يصول صوله : وثب وجمل عليه- الجذاء : اليد المقطوعة- الطخية الظلمة- يهرم : هرم كفرح : بلغ اقصى الكبر- يشيب : من الشيب وهو بياض الشعر- يكدح : يسعى- هاتا : هذه- احجى : ألزم واجدر بالعاقل- القذى : ما يقع في العين من أعواد وما يشبهه .- الحلق : مجرى الطعام والشراب- الشجى : ما يعترض في الحلق من عظم ونحوه- تراثي : ميراثي . مايتركه الميت من المقتنيات- نهبا : من النهب . وهو السلب والغنيمة- أدلى بها : القاها ودفعها وهذا مافعله أبو بكر عندما حضرته الوفاة بالخلافة إلى عمر - شتان : بعد وفراق- كورها: كور الناقة رحلها- يستقيلها: يطلب الإقاله منها ، أي التخلي عنها . وإن أبا بكر عندما بويع بالخلافة قال قولته المشهورة ( أقيلوني فلست بخيركم(-تشطر الشيء : أخذ كل منها شطراً- الضرع : للناقة كالثدي للمرأة- حوزة : طبيعة ، ناحيه . والمراد بذلك عمر ، وقد كان فظاً غليطاً ، واجه النبي بقساوة ، وأغلظ على الملك الغساني جبلة ، فجعله يرتد عن الإسلام- الخشناء : من الخشن وهو خلاف نِعم ولان- الغلظ : ضد الرقة وهي القساوة-  كلمها : جرحها-... العثار : الزلل- الاعتذار: تقديم كلام يرفع عنه اللوم وهذا بيان لما كان يقع فيه عمر من التناقضات ، فكان يفتي بالشيء ثم يفتي بخلافه ، ويعتذر عن الأول.- الصعبه : الناقة التي يصعب قيادها- أشنق الناقة بالزمام : إذ جذبها إليه بالزمام- أخرم انفها : شقه- اسلس لها : أرخى لها الزمام- تقحم : هلك -. مُني الناس : ابتلوا هذا ما ابتلى حين كان ولي الأمر بهذه الحالة من الإرباك 
والفوضى -. الخبط : السير من غير هدى.- الشماس : الامتناع والنفار- الاعتراض : السير غير المستقيم ، ففي حال سيره طولا كأنه يسير عرضا- المحنه : جمعها محن : مايمتحن به الانسان من بليه- اعترض الشي : اذا صار عارضا كالخشبه المعترضه في النهر- .
 الريب : الشك ويريد الامام بذلك أني لست مجهولاً عند عمر حتى يأتيه الشك في ّ واصبح كواحد ممن قرنني به وجمعني معهم- . أقرن :أجمع والقرن هو الجمع بين الشيئين- النظائر : الاشباه والامثال- اسف : الطائر إذا دنا من الارض- صغى : مال-/ الصهر : قيل هو أهل بيت المرأة . وقال الأزهري : الصهر يشتمل على قرابات النساء ذوي المحارم كالأبوين والإخوة.-مع هن وهن : مع عورات لا أريد ذكرها .-  نافجا : رافعا-  الحضن : مابين الإبط والخاصرة- النثيل : الروث وثالث القوم عثمان بن عفان الخليفة الثالث . وهذا الوصف له من الامام أبلغ هجاء يمكن أن يصدق على هذا الخليفة حيث يصورة الامام بالدابة التي لاتتحرك إلا بين اكلها وروثها ، ولايشغل بالها أمر مهم - المعتلف : موضع العلف- يختصمون : الخصم الأكل بكل الفم ، وضده القضم . وهكذا كان بنو أمية خلال فترة حكم عثمان .- انتكث: انتقض- فتله : فتل الحبل : لواه- أجهز على الجريح : اسرع قتله ، وأتمّ قتله- كبت الفرس : سقط على وجهه- البطنه : شدة الامتلاء من الطعام -
 
هذا التفسير البسيط للخطبة وفيه نستنبط انها شجون في ذات الإمام علي هدرها بإعلامه الخاص وطبعه اللغوي المتميز بعيدا عن لغة التهديد والوعيد والتلويح المسلح يعني هي خطبة سلمية فصّل فيها كل مايريد ان يقول من حقه في الخلافة دون ان يستعدي على القوم أقرباؤه من بني هاشم ويحشد بالسلاح والترتيبات العسكرية المعروفة وهذا اكبر دليل عقلاني عندي ان الخطبة مع بلاغتها المتجاوزة حدود التصديق الكلامي هي خطبة سلمية إستنكارية لاتحشيد عسكري فيها ولاوعيد ولاتلويح ولاتهديد وتسعير حربي وتصعيد يستدعي نقدها انها لاتعود له مع سطوع بلاغتها القريب من كينونته المعروفة!وسأعود للتفاصيل في مقالة أخرى.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/14



كتابة تعليق لموضوع : هل الخطبة الشقشقية منسوبة حقا للامام علي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net