النظرة الى الشريعة ...
الشيخ جهاد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم 

هناك الكثير من السلوكيات والتصرفات والممارسات التي نقوم بها في هذا العالم 

نقدم على شئ ونتاخر عن شئ اخر نفعل شيئا ونترك اخر 

ولو سالنا انفسنا لماذا نقدم على فعل معين ونترك فعلا اخر لكان الجواب وببساطة اننا حين نجد ان فعلا ما يعود علينا بالنفع سنقدم عليه وحين نجد في فعل ما ضرر سوف نتجنبه وهذا امر واضح وبديهي نحن انما نقدم على الاكل لاننا نجد ان الاكل نافع لنا فهو يدفع عنا الم الجوع كما انه يجنبنا الضعف والهزال ويبث في بدننا القوة والنشاط بينما نتجنب الاكل حين يؤدي بنا الى مرض معين او الى ضعف في البدن 

ولو عدنا لنسال من جديد كيف علمنا ان امرا ما هو نافع لنا وامر اخر هو مضر 

لكان الجواب ان ثمة الكثير من الطرق التي من خلالها ندرك نفع او ضرر فعل ما من قبيل التجربة او قول الخبير كالطبيب او من خلال وحي الغريزة الذي يحبب لنا بعض الاشياء فنفعلها ويبغض بعضها فنسعى الى تجنبها 

ولكن هل يمكننا الاعتماد في كل افعالنا على هذه الطرق او ان بعض الافعال تحمل من المضار او المنافع ما لايمكن لنا ان نتلمسه في القريب العاجل وانما يظهر بعد فترة طويلة او ربما يظهر في عالم الاخرة وليس عالم الدنيا على الاطلاق او ان بعض المضار والمفاسد قد يكون ظهوره خفيا بحيث لانشعر به الا بعد فوات الاوان كالمرض حين يصيب الجسم ولا يكتشف الا بعد ان يكون قد استشرى وانتشر او ان بعض المضار لا تمس اشخاصنا بشكل مباشر بل تضر بالمجتمع ككل وبالتالي تمثل ضررا عاما يجب ان نتجنبه وان لم نتاثر به شخصيا وفرديا وهكذا الكثير من الاحتمالات 

ومن هنا تظهر الحاجة الى جهة تتصف بالعلم بكل الحيثيات التي ذكرت اي يكون العلم لا يحده زمان او مكان او مجتمع دون اخر 

ياترى هل ثمة جهة تتصف بذلك على ارض الواقع ؟ 

هل هناك من يعلم كل هذه التفاصيل بامكاننا ان نلتجئ اليه ليحدد لنا ما هو صالح مما هو ضار ؟ كم من الجميل ان نجد ذلك وكم سيكون مفرحا لو كان حاصلا ؟! اذ سوف نتمكن من تجنب الضرر المطلق واكتساب النفع المطلق 

ان من مظاهر رحمة الله سبحانه ولطفه بعباده انه انزل اليهم الشريعة التي تهديهم الى ما يصلحهم ما ينفعهم والى تجنب ما يضرهم ويؤذيهم 

ومن المؤسف ان هذه النظرة الى الشريعة غابت اليوم لان الوعي العام اليوم يتعامل من الشريعة على انها مجرد تكاليف الزامية ما يبعث التذمر والسخط منها وكانها اوامر فارغة من اي مضمون ومحتوى نافع 

اننا لو تاملنا للحظة واحدة في عظمة النعمة التي انعم الله بها علينا حين خاطبنا وهو غني عنا من اجل ان يحدد لنا ملامح الطريق الموصل لنفعنا وجلب الخير لنا لتغيرت نظرتنا لكل الاحكام الشرعية التي نطبقها في حياتنا اليومية

الموضوع السابق علي الوردي يمهد الطريق لعادل رؤوف حتى يطعن النجف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat