صفحة الكاتب : عباس العزاوي

الاحذية السياسية والاعلامية
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 معركة مضحكة وشيقة وتراشق كبير بالاحذية  الثقيلة حدثت قبل ايام في سوريا العروبة في واقعة سُميت حسب احد المثقفين  بمعركة (ام القنادر) الجديدة والفريدة  من نوعها وابطالها من القيادات البعثية. وقد تلقّى فيها الرفيق البعثي سفيان الدوري ممثل عزت الدوري على اثرها  ضربة مباشرة على وجهه بحذاء رفيق اخر من جماعة \" تيار الانبعاث والتجديد\" وسقوطه ارضا ً نتيجة لقوتها وسرعتها, وقد نُقل المكفوخ على اثرها الى المستشفى بعد المعركة التي دارت بين الفريقين بسبب ايصال الاخير رسالة من الدوري  يتهم فيها الاخرين بالخيانة للوطن وسعيهم للحصول على المناصب!!!( الظاهرالجماعة متأهبين للعودة الى القطر!!! السلام على مطلك الخير ).
 اذن هذه الثقافة بعثية وبامتياز وهم لايجيدون غيرها وهي ليست جديدة على الساحة السياسية في العراق  فصدام سبق وان ذكر في احدى خطبه التنويرية  في الثمانينات ان العراقيين حفاة وهو من البسهم الاحذية!!!... .. ورأينا كذلك في الحفلات المصورة للمقبور عدي وهو يضرب احد اتباعه بالحذاء على راسه ...
 من جهة اخرى لاح في الافق  الاسباني في بداية السنة  الماضية صاروخ شرق اوسطي من طراز منتظر واحد ولكن هذه المرة بيد  شاب كردي من سوريا  باتجاه رئيس وزراء تركيا اردوغان امام بلدية  اشبيليه وذكر الخبر ان المدعو هوجمان جمعه (27) سنه لم يصب الهدف ... هاتفاً اثناء رمي الحذاء \"يحيا كردستان الحر\" والغريب اننا لم نسمع بهذا الخبر كما حدث مع  زميله العراقي ومارافق الحادثة من تهليل وتطبيل الاعلام العربي ,الا بعد صدور الحكم على جمعه بالسجن  ثلاثة اعوام وغرامة  مقدارها 400 يورو.... يعني لم يجعل منه الاكراد رمز للوطنيه وبطل من ابطال الاحذية القومية الطائرة كالزيدي الذي استثمر الموضوع بشكل تجاري مربح بعد ذهابه مع اخيه لجنيَّ الاموال في المؤتمرات الصحفية التي عقدها في بلدان عديدة ليعلّم الناس  فيها الطريقة المُثلى في قذف الاحذيه وكيفية استخدامها مع مراعاة  الحجم والتوقيت ونوع الهدف.
 المشكلة في هؤلاء انهم يحلّون  لأنفسهم مايحرمونه على الاخرين  فغضب الاخ الاصغر للزيدي جاء مبالغاً فيه وعنيفاً اثر حذاء طائر آخر في الاجواء الفرنسيه هذه المرة باتجاه اخيه لكن لم يصب الهدف كالعادة , وقد أُطلق من قبل الصحفي العراقي سيف الخياط كرد للجميل الذي قدمه الزيدي لشعب العراق في معاركه المصيرية ضد اعدائه,  ويبدو ان جنودنا (القندرجية) لم يتدربوا بشكل كافي على الرماية فالجميع كان يخطأ الهدف.

وقد ذكرت الصحف الامريكية حادثة الزيدي مع الرئيس بوش تحت عنوان \" حذاء طائر يصنع بطلاً عربياً \" وان الحادثة كانت سبب في توحيد الصف العربي ــ جميل ان يكون حذاء سبب وحدة العرب ــ ففي السعودية عرض رجل شراء الحذاء بمليون دولار, وابنة القذافي تعلن تكريم رجل الحذاء العراقي وسام الشجاعة ,وفي سوريا عرضت صور الزيدي ليوم كامل في التلفاز السوري ولقاءات مع الناس المتعاطفين مع هذا \" البطل القومي\" ورُفع شعار في وسط العاصمة دمشق\" ايها الصحفي البطل شكرا لك على مافعلته\" وفي المقابل اعتبر البعض ان الفعلة مؤشر على تقدم الحرية في العراق ورساله لخصوم بوش بالتحوّل الكبير في سياسة العراق. فنحن لانمتلك الابطال الحقيقين ولانمتلك السلاح الفتاك لطرد المحتل الا حذاء قياس الزيدي  الذي كان صاحب الفضل الاول بنشر فكرة حرب الاحذية وحامل لقب (بطل القندرة) بجداره.
لذا نهيب بالاخوة المسؤولين اصدار قرار رسمي يحتم على الصحفين خلع احذيتهم خارج مقرات المؤتمرات الصحفية خصوصا نوع ( القبقلي) وذلك لسهولة نزعها وكذلك الحد من انتشار الاحذية  الجلدية الاستعراضية  في اللقاءات المقبلة والعمل مستقبلاً على تجنب صناعة الابطال وشهرتهم بوقت قياسي على حساب هذا الرئيس او ذاك المسؤول. ولكن مانخشاه  ان تنتقل عدوى رمي الاحذية الطائرة الى امريكا وشعبها العاشق للشهرة والاضواء ونجد انفسنا امام كم هائل من الاحذية السياسية والاعلامية  وربما الفنية والرياضية تتطاير في فضاء الحرية الذي يجب ان تسوده لغة التحاور وليس لغة القنادر...

3.1.2011
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/06



كتابة تعليق لموضوع : الاحذية السياسية والاعلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net