صفحة الكاتب : موقع العتبة الحسينية المطهرة

كيف يتحمَّل الشاب مسؤولياته تِجاه المجتمع؟
موقع العتبة الحسينية المطهرة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا تتقدم المجتمعات إلا بتحمل أفرادها لمسؤولياتهم، فالتلميذ عندما يتخلى عن المذاكرة واداء الواجبات لا يحرز أي تقدم وعندما يترك القائد جيشه ويتهاون في عمله يهجم العدو ويهيمن على أفراد الشعب وحينما يهمل الطبيب في اداء رسالته ويرفض معالجة المرضى يصاب الجميع بالداء. وهكذا فكل في مدرسته وخندقه وعيادته مسؤول "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، لكن يصاب بعض الأفراد في المجتمع بداء اللامسؤولية فيتركون أو يتكاسلون عن القيام بأعمالهم المطلوبة فما هي جذور بذور هذه الصفة؟!

هناك عدة نقاط يمكن أن نسلط عليها الضوء وعند ذلك نتمكن من اكتشاف جذور هذه المشكلة:

1- اللامبالاة... وهي مسألة أساسية، وجذر رئيسي قد ينمو في نفوس البعض فنجد أنه لا يبدي أي اهتمام للقيام بواجباته المطلوبة منه، أو التكاسل في اداء المسؤوليات التي تناط به، وانّه أيضاً لا يتعاون مع بقية أفراد المجتمع في سبيل الوصول إلى الأمام وتقدمه.

2- التوكل... ومعنى ذلك أن يتصور الفرد بأن غيره هو المسؤول عن أداء المهمات وليس هو، وتبرز هذه الحالة في بعض الأعمال التي لا يبدو ارتباط الإنسان مباشرة بأدائها.. كأن يلاحظ بعض الحالات السلبية في المجتمع الذي يعيش فيه، فلا يبدي أي اهتمام، ولا يرفع أي خطوة لتعديل تلك الحالة السلبية.. في الوقت الذي يفترض في أي إنسان يعيش ضمن مجتمع معيّن، أن يكون مسؤولاً عن ما يجري في ذلك المجتمع.

3- ردود الأفعال الشخصية... كأن تكون لدى الإنسان مشكلة شخصية يحاول أن يعكس ردودها السلبية على مجتمعه، وأن يعيش بعض الانفعالات الذاتية، فعلى الإنسان أن يفصل بين هذه الأمور، ويؤدي واجباته ومسؤولياته المطلوبة اجتماعياً، بعيداً عن كل المواقف الخاصة وردود الفعل.

4- عدم احترام العمل والمسؤولية.. فإن احترام العمل يدفع الإنسان إلى تحمل المسؤولية الكاملة له، أما عدمه فانه يجعل الإنسان متباطئاً كسولاً، حيث لا يولي أي عناية للأعمال التي يفترض أن يقوم بها، إن عدم احترام الإنسان للأعمال والمسؤوليات جذر أساسي في الكثير من المشاكل التي تعترض المجتمع.

لكن ما هي الأسباب التي تجعل البعض يتحملون المسؤولية وآخرون لا يتحملونها؟ يمكن أن نوجز الأسباب الأساسية في التالي:

أ- التدين والتقوى... والمقصود هنا الممارسة السلوكية لواقع الدين وتعاليمه فالإنسان المتدين المتقي يرى نفسه شرعاً مسؤولاً أمام الله في أداء الواجبات الاجتماعية.

ب- الوعي.. أن وعي الإنسان بالحياة، وفهمه لطبيعة متطلباتها اليوم، ومستوى الصراع الذي تعيشه الأُمّة في هذه المرحلة له دور كبير في دفع الإنسان إلى تحمل المسؤولية، فكلما ارتفع مستوى الوعي زاد مقدار تحمل المسؤولية.

ج- إحترام النفس.. فالإنسان الذي يحترم نفسه لا يسمح لها بأن تؤخر أو تؤجل أو تترك الأعمال والمسؤوليات المطلوب أداؤها.
د- إحترام الجماعة.. فمن يحترم المجتمع الذي يعيش فيه سيكون مستوى حمله للمسؤولية أكبر من غيره وبالتالي لا يتوانى من تقديم أي عمل مطلوب من خدمة المجتمع.

وأخيراً... هل نتحمل المسؤولية كاملة؟ هل يقوم كل فرد بما هو مطلوب منه ازاء المجتمع؟ وهل نسرع في أداء الأعمال ونتقنها؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موقع العتبة الحسينية المطهرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/29



كتابة تعليق لموضوع : كيف يتحمَّل الشاب مسؤولياته تِجاه المجتمع؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net