لم أرَ عرسا بهذه الضخامة والفخامة، فقد ازدهى موكب العرس بحضور أغلب أهالي كربلاء وناسها، وبسطت الموائد السخية وعم الفرح البهي... و(يستاهلون) فالعريس شاب خلوق طيب القلب، حسن المعشر، يحبه اغلب شباب المحلة، والعروس (ابنة ناس) وهي من عائلة معروفة بالخلق والطيبة والعلاقات الحسنة مع الجيران... لكن الذي حدث لا يصدق... وحين سمعنا الخبر استغربنا فعلا، واندهشنا لهذا الأمر حتى كاد يصعقنا جميعا...
لقد افترق العروسان صباح أول يوم عرسهما بزعل مر، اثر مشكلة عمّت اهل الزوجين...
ما الذي حدث؟
يُقال: ان الشيطان تدخل بين العائلتين لقضية بسيطة لا تتعدى ماديات العرس، ثم كبرت المشكلة بسحب اهل الزوجة ابنتهم دون ان يحسبوا لما سيؤول من كلام، وما سيترك من عواقب وخيمة!! ويُقال ايضا: ان الزوجة أغمي عليها، ونقلت الى المستشفى، وعرضت على احد الاطباء النفسانيين، بعدما تحوّل كل شيء في ناظريها الى اشياء مرعبة، ولكن النتيجة لا شيء سوى ارهاق بسيط...
ومدت هذه الليلة شؤمها الى محفزات شر تدفع القضية لتكبر ثم تكبر عبر (القال والقيل) المتسرب اليهما من بعض النفوس المريضة من العذال، واهل الحسد، واهل الشر... ولم يعد دخول الخيّرين نافعا عبر العديد من المحاولات التي باءت بالفشل...
سألني جارنا الحاج حموّد: ما قضية صديقك العريس؟
وحين شرحت له القضية ابتسم وقال: انا الوحيد الذي اعرف المشكلة وعندي حلها... ولا ادري كيف عم الخبر للمحلة بهذه السرعة، وجاء لي العريس بنفسه كي آخذه الى الحاج (حمّود) وحين عرّفته عليه سأله الحاج:ـ يا بني هل صليت وعروسك ركعتي الشكر لله في غرفة العرس؟
قال: لا...
فأجابه الحاج: هل تدري انك الآن في قلب المشكلة ومنها تجد الحل لقضيتك...
وسرعان ما تفهمت العائلتان القضية، وعلقت جميع المشاكل على هذا السبب، وتداركتا الأمر... فاعيدت الزوجة الى زوجها، وصلى امام العائلتين صلاة الشكر، ولم نسمع عنهما بعد ذلك سوى الخير والفرح والسعادة الهانئة.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
