صفحة الكاتب : محمد الرصافي المقداد

قراءة في حديث الغدير ردا على احمد عبد السلام في كتابات
محمد الرصافي المقداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما تزال الأمة الإسلامية ماضية في جفائها لمن له الفضل عليها في الذب عن الدين ، وبذل المهجة إعلاء لكلمة الله تعالى على عهد النبي صلى الله عليه وله وسلم ، وتثبيت معالمه ودعم أسسه من بعده. متناسية ما قدمه على مدى سني حياته الشريفة ، مستبدلين إياه بمن لا يقاسون به أبدا لو أن في الأمة مثقال عقل وتبصر، وكيف يرقى إلى الإمام علي بن أبي طالب شك وهو المعدن الأصفى الذي لم تدنسه الجاهلية بأدناسها ، وهو الربيب الذي كان يشهد نفحات القدس ، ويتقلب في منازل الوحي دون غيره ممن انغمس في خبائث الجاهلية من عبادة أصنامها والتقيد بأحكامها،وهو التلميذ الأنجب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كان كل الصحابة تلاميذه، لم يلهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صفق بالأسواق كما ألهى غيره ، ولا شغله عن التزود منه مطلب من مطالب الدنيا، رغم إسراعها إليه ومبادرتها له ، وهو الذي قد طلقها ثلاثا، فكان يوزع ما يصيبه منها على المستضعفين والفقراء .

وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الذي ظهر من استعداده منذ نعومة أظافره يوليه الاهتمام والعناية والرعاية والتعليم في ما كان غيره منشغلا عن ذلك بتوافه الأمور وعواجل المكاسب التي لا أثر لها في الآخرة كالصفق بالأسواق والاستغراق في ما لا يجدي ولا يغني شيئا.

ذلك الإعداد لم يمر في الخفاء ، فقد لوى أعناق الطامعين لتنسم سدة القيادة ، وشحذ همم الحاسدين على أن يعملوا ما في وسعهم ليشككوا في البداية بالمقدمات التي كان يصدح بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعريفا بمقام علي عليه السلام تمهيدا للتعمية على الأمة وبث الشك في ذلك المقام ، ثم السعي في مرحلة أخرى لمنع استلام علي عليه السلام منصبه على رأس الأمة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وكما كان من الصعب على حزب الشرك، أن يقبل نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويذعن للمشيئة الإلهية في إتباعه، والسمع له والطاعة ، وجابهه ودعوته بشتى أنواع الصد والتكذيب والحرب ، إلى أن استنفد جميع حيله، وأوفى على هوة موبقاته، ليسقط فيها ذالا حقيرا، مستسلما في الظاهر، مبطنا ذلك العداء الذي لا يمكنه أن يزول بسهولة حتى بعد فتح مكة،كان من العسير أيضا أن يؤول أمرا لإمامة والحكومة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام، وهو المعصب بدماء كبار القوم ووجهائهم ، والذي ظهرت علامات بغض قريش له ، والتحريض على ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى قال فيه تمييزا للحق :" يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا ببغضك إلا منافق."(1) فصار حب علي من بغضه علامة يعرف بها المؤمن من المنافق، وهي لعمري خاصية انفرد بها عن غيره من صفوة الله تعالى.

نحن اليوم أبناء هذا الدين الخاتم إزاء ما يحدق بنا من أخطار عظيمة بحاجة إلى إعادة النظر في مسار الحكومة الإسلامية ومقايستها بين كونها جزء من تفاصيل الشريعة وأساس من أسسها ، أو هي خارجة عنها ، وأمرها مفوض وموكول للناس يرون فيها برأيهم .

ولئن جربت الأجيال الإسلامية على مدى 14 قرنا نظرية الشورى والخلافة بقطع النظر عن مدى صحتهما، واختلالات التطبيق فيهما منذ التأسيس لهما ، واللتين لم تفرزا غير محصل النتيجة التي عليها الغالبية العظمى من الأمة، من تخلف وجهل وهوان وفقر وضياع للقيادة والحكومة، فإن تجربة الإمامة ولئن كانت بمنىٌ عن السلطة، وبعيدة عن موطن القرار، فقد نجحت في دور القيمومة على الدين، وحفظ تفاصيله كما هي مأمورة به ، ولولا الأئمة الأطهار عليهم السلام لما تخرج آلاف العلماء على أيديهم ، ومنهم مالك بن أنس وأبو حنيفة ، ولا غيرهما ممن كانوا يشدون الرحال إلى البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة. ولا كان من دونهم إمكان في أن يستمر نبض الدين في جسد الأمة ،

يوم الغدير في كتاب الله
جاء الحديث عن يوم الغدير في كتاب الله اختتاما لسلسلة الإعداد والتهيئة التي كان الوحي يحضرها في شخص باستطاعته أن يملأ الفراغ الذي ستتركه نبوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، والذي لا يمكن أن يتم إلا عبر منظومته الولائية ، وامتدادها المتمثل في الإمامة الإلهية ، وحكما ثابتا في أن التشريع الإلهي لا بد له من قائم عليه من بعد مرحلة النبوة ، مستحفظ على تفاصيله وجزئياته ، وهاد إلى منهاج الحق والصراط المستقيم بتسديد من الله تعالى وتأييد منه ،تثبيتا لجملة الإشارات وتحديدا لما كان صدر من بيانات حول الشخص المناط به دور الإمامة .
نزلت في يوم الغدير آيتان ، جاءت الأولى لتدلل على قيمة التبليغ المنتظر
قال تعالى :" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس."(2)

وجاءت الثانية اختتاما لعملية التنصيب التي وقعت معبرة عن قيمة ذلك العمل واعتباره إكمالا للدين وإتماما للنعمة ورضا الرب سبحانه وتعالى بولاية الإمام علي عليه السلام ، لأن الدين من دون حافظ لتفاصيله لا يمكنه أن يستمر ويقوم في المجتمعات مقام المؤثر من دون وجود قائم عليه.
قال تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا."(3)
على أن في كتاب الله تعالى آيات عديدة تناولت مسألة الولاية من حيث الأمر بالسمع والطاعة لأصحابها الذين يشتملون على خصائص ليست متوفرة في غيرهم إلا بضرب من النسبية والمحدودية ، كقوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين."(4)
وقوله أيضا : "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم."(5)
وقوله كذلك :"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون."(6)
متجهة في خصوصيات نزولها نحو بيت النبوة الخاتمة إختاره الله تعالى ليكون خاتمة المطاف لسلسلة الاصطفاء الإلهي.

يوم الغدير في السنة النبوية عند العامة
وباقتراب موعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله عن الدنيا تأكدت ضرورة تثبيت كل الإشارات الخاصة التي كان النبي صلى الله عليه وآله يعطيها للأمة في بيان مقام الإمام وقيمته وفضله ، كقوله لعلي عليه السلام :" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"(7)
وقوله صلى الله عليه وآله له أيضا :" أنت ولي كل مؤمن بعدي."(8)
وغيرها من الأحاديث المجمع على صحتها ، ولا يتسع المجال لذكرها،اختتام لا بد أن يكون في حجم الوظيفة ، وبيان لا يتطرق إليه شك عند كل الذين قالوا سمعنا واطعنا.....

أخرج الطبراني في المعجم الكبير عن حذيفة بن أسيد الغفاري (رض) قال :
لما صدر رسول الله صلى عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا ، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال :" يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله واني لأظن إني يوشك أن أدعى فأجيب ، واني مسئول وإنكم مسئولون، فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزاك الله خيرا .
فقال: أليس تشهدون أن لا اله إلا الله ،وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور؟
قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم فاشهد . ثم قال : أيها الناس إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا (رض) - اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ، ثم قال : أيها الناس إني فرطكم ، إنكم واردون على الحوض ، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا (يفترقا) حتى يردا علي الحوض (9)

أحصى متتبعي حديث الغدير 110 من رواته من الصحابة،وأكثر ثمانين تابعيا ، فعد بذلك من الأحاديث المتواترة ، ولو قدر لذلك الجم الغفير أن تصلنا رواياته لكان نموذجا فريدا من حيث الأحاديث الأكثر شيوعا بين الناس لكثرة من سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم،ومن الطريف هنا أن نشير إلى أن أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين أستاذ أبي حامد الغزالي يقول: رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه ، ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون.(10)
وافرد له تأليفا منفصلا عدد منهم نذكر بعض من طالته أيدينا : الحافظ أبو العباس أحمد بن عقدة أخرجه عن مائة وخمسة طرق.(11)
محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير ، في كتاب الولاية ، وقد روى الحديث بخمس وسبعين طريقا.(12)
وغير هؤلاء نمسك عن ذكرهم طلبا للاختصار

كما لا يمكنني أن أورد رواة الشيعة وعلماءهم للحديث لثبوت ذلك عندهم ، وتلقيهم له بالتسليم والرضا والسمع والطاعة فكل جيل بتكليفه ولهم في أعناقهم بيعة لأولياء أمورهم ، تتمحور عليها جميع عباداتهم.
اخرج الحديث أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن لدى العامة باستثناء البخاري الذي جرت عادته في إعفاء أكثر الروايات والأحاديث التي تنوه بمقامات أهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام ، وإلا كيف يتجاهل حديث الغدير ولا يورده في جامع أحاديثه؟

تأويل حديث الغدير
مع تضافر الآيات القرآنية وتواترا لأحاديث النبوية المبينة لمقام علي عليه السلام لم يجد أعداءه من ظالمين وجهلة من بد غير مسلك التأويل الضال وصرف المقصد عن قصده فجاءوا بدعوى تعدد مرادفات المولى ، ووصلوا في تعدادهم إلى نيف وعشرين معنى ، منها الناصر والوارث والصديق والنعم والمعتق والأولى بالأمر وغيرها ، وقالوا لعل المراد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم ، هو حثه على حب علي عليه السلام ونصرته دون ولاية الأمر في الأمة ، وكبيعي أن يصدر من أعداء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الإجحاف في حقهم وبزهم لمقاماتهم ، لأنهم لو اعترفوا بأن مقصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الولاية لعلي هي حكومته في الأمة بعده لوضعوا أصحابهم موضع الغاصبين للسلطة والمتآمرين على الله ورسوله .

وحتى لا تمر الحادثة للذين لم يطلعوا عليها دون إشارة وتوضيح كان لا بد لمن يريد أن يقف على مقصد النبي من مقاربة الأجواء التي وقعت فيها الحادثة ، للرد على مزاعم الذين سلكوا مسلك التأويل ورد الحقيقة دفعا للشبهة عن الصحابة الذين لم يتقيدوا بمقصد النبي صلى الله عليه وآله من خطبته وخاصة منهم الخلفاء الثلاثة الأولين الذين أسسوا أساس النظرية المعاكسة لمبدإ التعيين الإلهي.

لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليوقف جموع الناس التي فاقت في معظم الروايات المائة ألف نفس في مفترق طرق لا كلأ فيه ولا ماء، يأخذ كل قاصد وجهته منه، وفي هاجرة من النهار تكاد تأكل الأبدان، من تلقاء نفسه ، وإنما جاءه جبريل عليه السلام بأمر عليه مدار الدين كله ، وبه يتوقف عطاءه فقال له :" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس."

فهل كان النبي مقصرا في التبليغ حتى يحتمل منه الله تعالى ذلك ؟ وفي أي وقت؟ في أواخر حياته الشريفة وقبل رحيله عن الدنيا بأسابيع معدودة، أم أن المقصد كان غير ذلك ؟ وهو تبليغ مسألة شديدة الأهمية ، بل هي من الأهمية بحيث جعل الله تعالى عدم تبليغها عدلا لعدم تبليغ كل الرسالة الإسلامية.

ولا يخفى على كل فطن أن وقوع الحادثة في أواخر أيام النبي صلى الله عليه وآله دليل على صحة صدور الحديث ، وأساس من أسس الوصية الإلهية في حفظ الدين والنصح للأمة.
وفي نزول قوله تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا."
إشارة إلى عظمة ذلك اليوم وأهميته ، وجسامة حقه عند الله تعالى وعند رسوله ولدى المؤمنين في رعاية مستلزماته.
مقام الولاية العظمى من كمال الدين وتمام النعمة ، إذ بدون ولاية لا يكون الدين كاملا لأنها امتداد للنبوة في الأدوار المتبقية وهي الحفظ والرعاية. قال تعالى :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون."(13)
وعلى ذلك فان مرحلة الحفظ تحتاج إلى واسطة بين الله تعالى وبين خلقه يكون في مستوى العمل المناط به تماما كمرحلة التنزيل.

حزب التحرير وأكذوبة مؤسسه
شذ صاحب حزب التحرير عن قاعدة الاعتراف والتسليم بجملة روايات حديث الغدير ، وهداه تفكيره إلى نفي رجوع الإمام علي عليه السلام وموافاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في حجته المعروفة بحجة الوداع ، راجعا من اليمن.وحسب معرفتي فإن إنكار موافاة علي عليه السلام وحجه مع النبي صلى الله عليه وآله ،حج قران دون غيرهما من الذين حجوا مع النبي صلى الله عليه وآله ، ليس لها مرتكز يحتمي به الرجل ن لأنه لم يقل برأيه الذي هو كذب صراح ، فراجع كتابه الشخصية الإسلامية باب الشرع لم يعين خليفة.

واقع يوم الغدير في الأمم السابقة
لقد جرت سنة الله تعالى في إقامة يوم الولاية الأعظم عند قرب انتهاء فترة النبوة على أصحابها أفضل الصلاة والسلام ، ولئن بين الأئمة الهداة من أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حقيقة يوم الغدير ، وقد اصطلح عليه بيوم الولاية أيضا ، في عديد الروايات التي تناولت مسألة نصب الإمام ، فان في كتاب الله تعالى شواهد مجملة على أن الأمم السابقة لم تكن مستثناة من تلك السنة الإلهية التي لا تتبدل .

الشاهد العام:
قال تعالى:" إنا نحن نزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ."(14)
جاءت الآية الكريمة لتشير إلى الإطار العام لمنظومة الولاية وتحدد مراتبه إلى أربع مراتب هي
الأولى: الله تعالى باعتباره مصدر الخلق والتشريع والحكم منه المبدأ واليه المنتهى. قال تعالى:" إن الحكم إلا لله ."(15)
الثانية: الأنبياء وهي واسطته بينه وبين خلقه في تبليغ الوحي والتقيد به قال تعالى :" وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع."(16)
الثالثة : الأئمة والمصطلح عليهم في الآية بالربانيين ، وهم مرتبة من مراتب الصفوة بعد الأنبياء ، ومن بيوتاتهم. قال تعالى :"إني جاعلك للناس إماما."(17) وقال أيضا :" وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ."(18)
الرابعة : العلماء ، وقد اصطلحت عليهم الآية بالأحبار لأنهم حملة التشريع بعد المرتبتين السابقتين، تستمد علومها من آثار النبوة وتنهل من مروي الإمامة هديا لا يضل من اتبع سبيله.قال تعالى:" إنما يخشى الله من عباده العلماء."(19) بواسطتهم يعرف الناس تكاليفهم ، وعبر نصائحهم وإرشاداتهم تستبين سبيل الحق من سبل الباطل ، ان خشية الله بالمعنى الحقيقي لا يمكن أن يبلغ مداها ويتفيئ مرتبتها غير العلماء العاملون والذين نقلوا أنفسهم بالعلم إلى التقوى ، فنالوا رضا الخالق ، فأدخلهم في عباده الصالحين .

الشواهد الخاصة:
أولا: قال تعالى:" وإذ قال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين."(20)
هذه الآية هي من الآيات التي جاءت لتضيف منزلة استخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام مطابقة لمنزلة هارون من موسى كما في حديث المنزلة.
وحديث المنزلة هذا من الأحاديث المستفيضة والمجمع على صحتها وتواتر طرقها كما أقر بذلك الزبيدي صاحب تاج العروس في كتابه لقط اللآلي المتناثرة ، غير أن السالكين لغير طريق الصادقين والهداة ، لم يجدوا ما يدفعون به هذه الحجة القوية غير تلفيق التآويل الفاسدة وإلصاق الدعاوى التي لا حجة لها كالقول بأن خلافة علي لرسول الله صلى الله عليه وآله كانت في أهله وليست في أمته ، وهي مخالفة صريحة للنص القرآني الذي يقول :" أخلفني في قومي." ثم إن خلافة علي عليه السلام في أهله لا تستوجب نصا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هي من تكاليف الإمام علي عليه السلام الطبيعية لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يترك غير ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام ، فأي أهل يقصدهم النووي ومن تبعه على رأيه.(21)

ثانيا: قال تعالى :" وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يوت سعة من المال قال إن الله قد اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم."(22)
أشارت الآية 246 السابقة إلى أن الملأ من بني إسرائيل كانوا يعلمون أن اختيار الحاكم أو ولي الأمر بعد النبي عليه السلام هو كمن اختصاص الباري تعالى لذلك كان طلبهم من النبي واضحا في تعيين من يقوم مقامه من بعده. غير أن ذوي الأطماع في تنسم السلطة ، حتى ولو كانت مخالفة لله تعالى وعكس إرادته ، كان لهم رأي آخر ، وتقييم آخر، جرأة على الله واقتحاما لخطوط غضبه...

ثالثا: قال تعالى :" قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ..."(23)
عيد الغدير ويوم تنصيب الولي من بعد سليمان عليه السلام كان على أساس من التحدي ، وإظهار الأقدر والأجدر بالجلوس مكان النبي عليه السلام في الحكم بين الإنس والجن ، ذلك التحدي الذي رفع سليمان عليه السلام أمام الملإ ، فيمن يأته بعرش ملكة سبأ ، ....
باعتار أهمية الحدث وجسامته في تهيئة مسار الحاكمية الإلهية فان يوم نصب علم الهداية في الناس من قبل المولى سبحانه وتعالى وعبر أنبيائه كان من المسائل المحتمة ، والبيانات التي لا غنى للشرائع عنها
إن الذين وقفوا في صف المحاربين لمبدإ الإمامة الإلهية من الجيل الأول ممن حضر يوم الغدير وبايع البيعة الملزمة ،كانوا يدركون أبعاد مواقفهم، ويعلمون نتيجة خطورة تحولهم ، لما في بيعة الإمام من وجوب ليس حكرا على جيل دون آخر ولا فئة من الناس دون غيرها وإنما هي عمل تعبدي يراد منه القربة والطاعة لله تعالى في مسألة من أكثر المسائل التشريعية حساسية، وعلى ذلك جاء كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم محددا وصريحا في الوفاء بالبيعة بعد إعطاء الصفقة منها وأن المتخلف والناكث والمحارب ، قد نقض عهده مع الله لأن الإمام حجته على خلقه ،فقال :" فوا ببيعة الأول فالأول." (24)
وقال :"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية." (25)
ومع ذلك فقد غيرت المصالح والحسابات الشخصية وعبادة الدنيا بصفة عامة مواقف الكثيرين من جيل الصحابة، فحسان بن ثابت واحد من هؤلاء ، وهو الذي انشأ يقول يوم الغدير :

يناديهم يوم الغدير نبيهم ***** وأسـمــع بالنبــي مناديــا
بأني مولاكم نعم ووليكم ***** فقالوا ولم يبدو هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا ***** ولا تجدن في الخلق للأمرعاصيا
فقال له قم يا علي فإنني ***** رضيتك من بعدي إماما وهاديا

إلى أن قال:

فمن كنت مولاه فهذا وليه ***** فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه ***** وكن للذي عادى عليا معاديا(26)

صدع حسان بالحق وبايع شأنه شأن كل من حضر الحادثة ، لكنه انقلب فيمن آثر العاجلة على الآجلة ، والمعصية على الطاعة .
وعمر بن الخطاب الذي نقل عنه المؤرخون والحفاظ قولته التي اشتهر بها:" بخ بخ لك يان أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة."(27)
وصاحبه ابن أبي قحافة الذي سمى نفسه خليفة رسول الله مع أنه ادعى أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستخلف، ثم نقض ذلك باستخلافه لعمر هدما لما أسسه من باطل .
وغير هؤلاء ممن اجتمعوا على مائدة شبعها قصير وجوعها طويل ،كانوا يدركون جيدا تكاليفهم وهو السمع والطاعة، وكثيرا ما كانوا تحت إمرة الإمام علي عليه السلام في عدد من الغزوات لعل أهمها غزوة خيبر، وقد جربوا في منصب القيادة فلم يفلحوا كما في غزوة ذات السلاسل وغزوة خيبر.

وقد يتساءل البعض إن كان الناكثون لبيعة الغدير قلة، وقد استطاعت في غفلة من المجتمع الإسلامي الناشئ حديثا ، وانشغال من الإمام علي عليه السلام في القيام بالواجب في تجهيز النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، أن تستولي على مقاليد الحكم بسرعة فائقة، فأين الكثرة الكثيرة التي فاقت المائة ألف ممن سمع ووعى مقالة النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير؟

لا شك أن تاريخنا الإسلامي لم يكتب كتابة نزيهة ، وكل ما وصل إلينا منه كتب تحت عوامل عديدة أثرت سلبا على محتواه ، فالتأثير السياسي والمذهبي ألجما أقلام المؤرخين والحفاظ من أصحاب السير والحديث، من أن يقاربوا الخطوط الحمراء التي لا يريد الحكام تناولها، ولا كانت العصبية المذهبية تسمح ببسطها، لسبب واحد يقول : لو صحت أحاديث الإمامة ، لكان الحكام على مدى تنوع أصولهم، وامتداد فترات حكمهم، غاصبون للحكم ، ولكانت المذاهب بشتى تفريعاتها وتنوع مقالاتها باطلة من الأساس .

مضافا إلى ذلك فان أعمال الحرق والتحريف قد طالت نفائس مخطوطاتنا وأمهات كتبنا ، اشترك فيها من كانت له مصلحة في تزوير الحقائق لإرباك المسلمين وإبعادهم عن المقاصد الحقيقية لأحكام الله تعالى وأقوال رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله

وتبقى الشواهد القرآنية دليلا على ثبوت انقلاب الأمة فقد جاء في قوله تعالى :" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين."(28)

حيث اخبرنا المولى سبحانه وتعالى عن حالتين من حالات الردة التي ابتليت بهما الأمة ، واحدة على عهده صلى الله عليه وآله ،في غزوة حنين حين فر الناس كلهم إلا ثلة من بني هاشم حفت بالنبي صلى الله عليه وآله وعلى رأسها الإمام علي عليه السلام ، استماتوا في الذب عن النبي صلى الله عليه وآله . وأخرى مخبرة عن ردة ثانية بعد موته صلى الله عليه و؟آله وسلم، وهو ما حصل في سقيفة بني ساعدة ذلك اليوم المشئوم الذي أسس أساس فصلا للدين عن الحياة،وإلغاء دور المسجد الريادي في التعليم والتربية وشحذ الأذهان والهمم والأفئدة واستبداله بعهد جديد من التحريف والتنكر للثوابت التي جاء بها الوحي ، ومنها ثابتة الولاية ، عهد السقائف والتكايا والقصور.

هل سكت الإمام علي عليه السلام عن حقه؟
روج الأوائل أن الإمام علي عليه السلام قد استسلم للأمر الواقع ، و بايع الغاصبين لمنصبه ، وشكل ذلك اعترافا بفضل الخلفاء الأوائل ومشروعية حكمهم.
ونسي أولئك أن في كتاب الله تعالى حالة شبيهة بحالة الإمام علي عليه السلام حينما غصب منصبه ، ضربه الله تعالى لنا مثلا لنعي خطورة ما أقدم عليه الغاصبون، ففي ما جرى لسيدنا هارون عليه السلام عبرة وموعظة ودليل على أن إمكان التعدي على أحكام الله تعالى ورادة حتى في العهد القريب من الوحي ، بل وفي فترة الوحي أيضا ، ولا عصمة لفئة من ذلك الأمر إلا من عصمهم الله تعالى وبين مقامهم ودورهم الذي لا يتغير حتى بتنحيتهم عن الحكم.

لم يسكت الإمام علي ولا أهل بيته عليهم السلام عن التعبير بشتى الوسائل والطرق من أنهم الأولى بالحكم والسلطة ، فصرحوا بذلك مرارا وتكرارا ، واحتجوا على الناس بمواقف وكلمات ومناشدات دلت على أحقيتهم فوق ما بحوزتنا من نصوص قرآنية ونبوية دالة على وجوب نصب الإمام والقدوة بعد النبي صلى الله عليه وآله، وان سنة النصب تلك، جرت في الأمم مجرى اللزوم والوجوب، فقد عبر علي عليه السلام في عدد من خطبه عن تظلم لم تهدأ هناته ، وقد أحصى الشيخ حسين الراضي مناشدات أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم واحتجاجاتهم بيوم الغدير اثنان وعشرون احتجاجا بداية من يوم السقيفة إلى عهد المأمون العباسي(29)
ما أنه بقي لم يبايع فترة فاقت الستة أشهر على ما في أشهر الروايات،وعومل خلالها بمنتهى الجفاء والتنكر، متناسين مقامه من النبي الأعظم وما قدمه من أجل إعلاء كلمة الله تعالى.

ولعل أهم تلك المناشدات ما وقع يوم الرحبة في أيام حكومته بالكوفة، حيث جمع الناس وقال : انشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم الغدير ما قال، إلا قام فشهد بما سمع ، ولا يقوم إلا من رآه بعينه وسمعه وأذنه، فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنا عشر بدريا فشهدوا أنه أخذ بيده ، فقال للناس : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا نعم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه... (30)

دعوة الإمام علي عليه السلام تصيب كاتمي الشهادة
شهد أغلب من بقي من الصحابة يوم الرحبة ،أنهم سمعوا من النبي صلى الله عليه وآله مقالته في علي عليه السلام، وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة ، و كان قاصدا في مسعاه إثبات مشروعية حكومته بالنص عنه من طرف النبي صلى الله عليه وآله ، بعد أن بويع البيعة العامة التي كان يفتقدها من تنسم السلطة قبله ، ولم يكتم ذلك غير أربعة هم:
1- أنس بن مالك أصابه البرص: حيث قال له علي عليه السلام مالك لا تقوم مع أصحاب رسول الله فتشهد بما سمعته يومئذ منه ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ،/كبرت سني ونسيت. فقال علي عليه السلام :إن كنت كاذبا ضربك الله ببياض لا تواريها العمامة.فما قام حتى ابيض وجهه برصا.فكان بعد ذلك يقول : أصابتني دعوة العبد الصالح.(31)
2- البراء بن عازب أصابه العمى(32)
3- زيد بن أرقم :عمي أيضا(33)
4- جرير بن عبد الله البجلي : ارتد أعرابيا بعد أن دعا عليه علي عليه السلام(34)

فضل يوم الغدير
رغم تحامل ابن كثير الدمشقي وسعيه دائما لرد الروايات التي تتناول فضائل ومقامات الأئمة الأطهار ، فقد مرت من قلمه رواية تشير إلى فضل يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، المعروف بيوم الغدير ، ولست ادري إن كان ساهيا عن مغزى الرواية ، مثله مثل راويها أبو هريرة الذي عرف بتحيزه لباطل معاوية ، مع يقينه بأن معاوية ليس له أي حق ، وأن الحق كله لعلي عليه السلام، واليك الرواية:

عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا(خمس سنوات)وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ،. فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.(35)

ولا أرى أدل من هذه الرواية على القيمة العبادية والروحية التي يشتمل عليها يوم الغدير الذي أصبح عيدا عند المولين لأهل البيت يتعهدونه في كل عصر وجيل بالفرح والصيام والصلاة والدعاء ، وإظهار الزينة ، ولو عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قابله لأحياه بمثل ما يحيي به أهل البيت عليهم السلام الذين بقوا بعده.، فهو أعظم الأعياد عندهم ، لأن اللطف الإلهي اقتضى وضع الأمة على المحجة البيضاء ، منهاج علي وذريته الهداة عليهم السلام .

عيد الغدير رمز الولاية وجوهر العبادة
كما كنا أشرنا في ما مضى من أن هذا اليوم الأغر يشكل في وجوده عناصر التشريع كله من عبادات ومعاملات فيه استكمل الدين وتمت نعمة الباري تعالى بأن جعل من مقام ولايته العظمى ولاية بين الناس تسلك بهم سبيل الرشاد، ذلك لأن فيضه تعالى ليس حكرا على جيل من الخلق دون آخر ، ولا فئة من الناس دون أخرى. قال تعالى :" ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون."(36)
فمن كانت ولا يته متصلة بولاية من أمر الله ورسوله بطاعته والامتثال لأمره ، فإنه قد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ومن حاد عن ولاية ولي الأمر المنصوص عليه من قبل الوحي فهما كما قال تعالى :" أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم."(37)

جعلنا الله تعالى وإياكم من الذين استمسكوا بهدي أوليائه الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، أئمة الهدى وأعلام التقى والعروة الوثقى ، سبب الله تعالى بينه وبين خلقه ووسيلة عباده إليه، وهدى هذه الأمة إلى السبيل الأقوم والمنهج الأسلم وسفينة لنجاتها وأعلام هداتها إنه سميع مجيب وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الأطهار.

المــــــــــرا جــع:
1 - أخرجه مسلم في جامعه الملقب بالصحيح ج1 ص60/61 كتاب الإيمان.
2 - سورة المائدة الآية 67
3 - سورة المائدة الآية 3
4 - سورة التوبة الآية 119
5 - سورة النساء الآية 59
6 - سورة المائدة الآية 55
7 - حديث المنزلة أخرجه كل أصحاب الصحاح والمسانيد والسير والتواريخ بحيث لم يغب عن كتاب .
8 - الترمذي ج5ص296 ح3796 خصائص النسائي ص97 - مسند أحمد ج4ص438
9 - نقلا عنه ابن حجر في صواعقه ص25 الشبهة الحادية عشرة.كنز العمال للمتقي الهندي ج1ص168
10 - ينابيع المودة للشيخ سليمان القندوزي الحنفي ص 36 و39 باختلاف الطبعات.
11 - غاية المرام أواخر الباب 16 ص89
12 - ذكره الذهبي وابن كثير في تاريخيهما وياقوت الحموي في معجم الأدباء ج6ص455 وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج7ص339
13 - سورة الحجر الآية9
14 - سورة المائدة الآية 44
15 - سورة الأنعام الآية 57
16 - سورة النساء الآية 63
17 - سورة البقرة الآية124
18 - سورة الأنبياء الآية 73
19 - سورة فاطر الآية 28
20 - سورة الأعراف الآية 142
21 - يوجد في هامش مسلم باب فضائل الإمام علي عليه السلام ، تعليق النووي
22 - سورة البقرة الآية 245
23 - سورة النمل الآية 40
24 - مسلم كتاب الإمارة ج4
25 - أورده القاضي عياض في كتابه الشفاء ص40
26 - أخرجه الشيخ الأميني في موسوعته الغدير الجزء الأول -أعلام الهدى ص144
27 - تفسير الرازي ج3ص63 تاريخ دمشق لابن عساكر ج2ص50 ح548و549و550 مسند أحمد بن حنبل ج4ص281
28 - سورة آل عمران الآية 144
29 - المراجعات تحقيق الشيخ حسين الراضي ص454
30 - كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 7 ح 503 ترجمة الإمام علي عليه السلام
31 - بن قتيبة كتاب المعارف ص 194 مسند أحمد ج1 ص119
32 - أنساب الأشراف للبلاذري ترجمة البراء
33 - السيرة الحلبية ج3ص337
34 - أنساب الأشراف ج2ص156
35 - البداية والنهاية لابن كثير - تاريخ دمشق ج2ص75ح575و576و577
36 - سورة المائدة الآية 56
37 - سورة الملك الآية 22

 

مستبصر من تونس


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الرصافي المقداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/04



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في حديث الغدير ردا على احمد عبد السلام في كتابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net