صفحة الكاتب : جعفر صادق المكصوصي

قصة قصيرة / أسوار أوروك /
جعفر صادق المكصوصي

     الشوارع مرآة الشعوب وتلبس لون حضارتها الطريق نحو ساحة التحرير مزدحم بالأصوات الأجساد تتدافع نحو غاية الأمل قاصدة لبس طوق النجاة وزارعة الأماني  لتنتصب اشجار الجمال وتزدهر ثمار السلام والعطاء والبهاء .

  الرايات كثيرة ترفرف عالياً تقبل الشمس الأيدي الممسكة بها تشدد قبضتها والعيون ترقب شموس كثيرة شاحبة لاتستطيع ان تصمد امام شمس الوطن نور ودفئ وجمال وقوة لكنهم يرددون عبارات تقتلهم تمزِقهم

ألألوان  كثيرة  متفرعة من نور الشمس الأم لكن ما قيمة الألوان في أجواء العتمة .

  الحرية تمشط شعرها الجميل فتتساقط خصلاته مضرجة بدماء قتلة القوة العمياء              

ألاّن قوة ما تسيطر على الجميع تجذبهم نحو نصب الحرية في ساحة التحرير في قلب بغداد النابض بالجمال رغم الألم صوت يدوي وسط الحشود كالسيف القاطع يذبح الضجيج.

- انا ابو البشر ادم أدعوكم جميعاً ان تسخروا القوة العاقلة لتحكم كل القوى شيدت في نفوسكم المعاني والمثل والقيم العظيمة في كل بقعه من بلادكم أعمدة من نور تبث الإباء والشموخ كونوا عظمة أوروك وأصالتها   .

- تقدم يا كلكامش نحو ابنائك عبر عن رأيك .

- كنت اخشى الموت وابحث عن الخلود حتى وجدته في بناء سور لحماية اوروك .

- لبست رداء الأسى حزناً على انكيدو لكنه  قتلته الالهة وانتم تقتلونه كل يوم بلا سبب ولا ترتدوا ثوب الأسى

لو كنت أعلم حالكم لأطعمت الأفعى عشب الخلود بنفسي.

- يا شعب أوروك انظروا للمستقبل امتطوا الماضي فرساً نحو مستقبلكم ولا تجعلوا الماضي سبباً في تباغضكم وتقاتلكم.

- أبنوا الوطن بالحكمة وروح التسامح والجمال .

دنى عظيم الجسم مرفوع الهام

- انا حمورابي الملك الكامل أمنح العدالة للمظلوم لكي لا يستعبد القوي الضعيف .

- العين بالعين والسن بالسن .

- ليت الملوك بعدي حافظوا على كلمات العدالة .

القاضي يتوسط الجلسة تحت نصب الحرية يطلب من ممثلي الحشود ان يرتلوا نشيد الضمائر .

يتقدم أبن العراق المخلص ضمير الناس .

- لاصوت يعلو على صوت أوروك لقد كتبنا لوح أوروك بقناعة اليقين .

- أنا أبن المروءات وفخر المخلصين زرعت حب الوطن وحصدت مواسم العزاء .

- اطالب بإعادة صوتي الذي وضعته امانة في صندوق الشعب فكان سكيناً ذبحت امالي .

- ايها القاضي رد لي صوتي واحكم الجلادين الذين نهشوا لحمي في الظلام اطالب بالقصاص من المجرمين والقتلة الذين أباحوا البلاد وسفكوا الدماء .

- كل القتلة اولئك الذين أرتدوا اللحى زياً سياسياً ليكتبوا مسرحيه القتل .

- أولئك الذين ركبوا موجة المقاومة وأعلنوا مشروع الدماء في كل مكان .

- يا سيدي كل من قتل النفس ودمر البلاد يجب ان يجلد بسوط العدالة وكل الذين كانوا ظلاماً لأبن العراق الاصيل  سينالهم حسابي في محكمة الوطن العادلة تقدم ايها الارهابي القاتل لتعريك خسة افعالك أمام الملأ

 - انما قتلت من اجل البلاد من اجل صنع سجادة الحرية الحمراء على طريق الوطن

 قاطعه القاضي الحكيم

- وهل قتل ابناء الوطن يصنع الحرية لقد قتلت ابناء الوطن لذلك انت تقتل الوطن وأسبابك هباء .

- بدلاً من حمل السلاح بوجه ابناء بلدك كان عليك ان تكون بلسماً لجراحهم .

- فعلك قبيح ودفاعك وهن .

- ماذا تقول يا ايها الشاعر الحالم .

- الوطن أمانة الشرفاء وقصيدة حروفها مقاطع  تمثل ابنائه عشقت الجبال وزرعت فيها شموخي تغنيت في دجلة والفرات حتى صارا شريانان يسريان في اعماقي .

- رسمت الوطن نخلة باذخة العطاء ورتلت نشيد الحزن العراقي وصدحت حنجرتي في اعماق النفوس لتثير الحماس في الذائدين عنه وتحبط همة اعدائة .

- انا العراق بكل ما يملك انا حدوده وشرايينه وقلبه النابض حلماً جميلاً .

- تقدم ايها الحكيم النبيل لتشرق شمس كلماتك تفتت ظلام جهالتنا .

- الحكمة بناء جمال واستقرار وتشييد بناء ما ان تمسكتم  بها  شيدت أوروك وعمرت النفوس والبلاد .

- سأرسم لكم الطريق حاسبوا العابثين انصفوا المظلومين أزرعوا ألابتسامة تحصدون السعادة أنشروا المحبة تكسبوا القلوب  شيدوا لأوروك  سورا عظيما من الحب والتسامح والوطنية التي  تذوب في ضمائر ابنائه الأنقياء

كونوا  أوروك كونوا أوروك.ِ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر صادق المكصوصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/08



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة / أسوار أوروك /
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net