صفحة الكاتب : اياد طالب التميمي

آية المباهلة وعظمة أهل البيت(عليهم السلام)
اياد طالب التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين
من المعلوم إن أية المباهلة التي تقع في سورة آل عمران قد نزلت في حق أهل الكساء وهذا شئ متفق عليه بين علماء المسلمين وفي الحقيقة إن هذه الآية تدل دلالة واضحة على عظمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ وخصوصا أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ حيث عبر القران ب(أنفسنا وأنفسكم)وهذا تعبير جميل وعظيم من قبل الله تعالى على لسان نبيه الأكرم ﴿صلى الله عليه واله﴾ نعم إن علي ﴿عليه السلام﴾ هو نفس رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾بصريح القران والآن نأتي الى ذكر قصة المباهلة
*قال تعالى﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ونساءنا ونساءكم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ1)
معنى المباهلة
*قال ابن منظور في كتابه لسان العرب... والمُباهلة المُلاعَنة يقال باهَلْت فلاناًأَي لاعنته ومعنى المباهلة أَن يجتمع القوم إِذا اختلفوا في شيء فيقولوالَعْنَةُ الله على الظالم منا... انتهى.2)
كتابه﴿صلى الله عليه واله﴾الى اساقفة نجران
*ان رسول الله﴿صلى الله عليه واله﴾كتب كتابا الى اساقفة نجران جاء فيه:
من محمد رسول الله إلى اسقف نجران وأهل نجران، إن أسلمتم فإني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية
وإن أبيتم فقدا وذنتم بحرب، والسلام) فلما قرأ الاسقف الكتاب فظع به وذعر ذعرا شديدا فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له: شرحبيل بن وادعة ، فدفع إليه كتاب رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾ فقرأه، فقال له الاسقف: مارأيك ؟ فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة، فمايؤمن من أن يكون ذلك الرجل، ليس لي فيالنبوة رأي، لو كان أمر من أمر الدنياأشرت عليك فيه وجهدت لك، فبعث الاسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلهم قال مثل قول شرحبيل، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وادعة وعبد الله بن شرحبيل وجبار بن فيض فيأتونهم بخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) فانطلق والوفد حتى أتوارسول الله صلى الله عليه فسالهم وسالوه فلم تزل به وبهم المسالة حتى قالوا ماتقول في عيسى بن مريم؟فقال رسول الله(صلى الله عليه واله((انه عبد الله))3)
**أن وفد نجران كانوا أربعين رجلا، و فيهم السيد والعاقب وقيس والحارث وعبد المسيح بن يونان اسقف نجران فقال الاسقف: يا أباالقاسم موسى من أبوه ؟ قال: عمران، قال: فيوسف من أبوه ؟
قال:يعقوب، قال: فأنت من أبوك ؟ قال: أبي عبد الله بن عبد المطلب، قال: فعيسى من أبوه ؟فأعرض النبي صلى الله عليه وآله عنهم، فنزل:" إن مثل عيسى عند الله " الآية،فتلاها رسول الله فغشي عليه، فلما أفاق قال: أتزعم أن الله أوحى إليك أن عيسى خلق من تراب ؟ ما نجد هذا فيما اوحي إليك،ولا نجده فيما اوحي إلينا، ولا يجده هؤلاء اليهود فيما اوحي إليهم، فنزل: "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم " الآية،
قالوا: أنصفتنا يا أبا القاسم فمتى نباهلك ؟ فقال:بالغداة إنشاء الله، وانصرف النصارى فقال السيد لابي الحارث: ما تصنعون بمباهلته ؟إن كان كاذبا ما نصنع بمباهلته شيئا، وإنكان صادقا لنهلكن، فقال الاسقف: إن غدا فجاء بولده وأهل بيته فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فليس بشئ، فغدا رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾ محتضنا الحسين،آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها، وفي رواية: آخذا بيد علي، والحسن والحسين بين يديه، وفاطمة تتبعه، ثم جثا بركبتيه، وجعل عليا ﴿عليه السلام﴾ أمامهبين يديه، وفاطمة بين كتفيه، والحسن عن يمينه، والحسين عن يساره، وهو يقول لهم: إذا دعوت فأمنوا، فقال الاسقف:
جثا والله محمدكما يجثو الانبياء للمباهلة، وخافوا، فقالوا: يا أبا القاسم أقلنا أقال الله عثرتك، فقال: نعم قد أقلتكم، فصالحوه على ألفي حلة وثلاثين درعا، وثلاثين فرسا،وثلاثين جملا، ولم يلبث السيد و العاقب
إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي ﴿صلى الله عليه واله﴾وأسلما، وأهدى العاقب له حلة وعصا وقدحا ونعلين. وروي أنه قال النبي ﴿صلى اللهعليه واله﴾: والذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلى على أهل نجران، ولو لا عنوا لمسخواقردة وخنازير، ولاضرم عليهم الوادي نارا، و لاستأصل الله نجران وأهله حتى الطيرعلى رؤس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا. وفي رواية: لوباهلتموني بمن تحت الكساء لاضرم الله عليكم نارا تتأجج ثم ساقها إلى من وراءكم فيأسرع من طرفة العين، فأحرقتهم تأججا.
وفي رواية: لو لاعنوني لفلعت دار كل نصراني في الدنيا.وفي رواية: أما والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم بشر، وكانت المباهلة يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة...4)
لاتباهلوا فتهلكوا
*عندما جاء النبي﴿صلى الله عليه واله﴾الى نصارى نجران ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين﴿عليهم السلام﴾وراهم الاساقفة انبهروا بتلك الوجوه القدسية التي تمثل الحق عند ذلك قال اسقف نجران: يا معشر النصارى: إني لارى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبق على وجه الارض نصراني إلىيوم القيامة فقالوا: يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرك على دينك، ونثبتعلى ديننا، فقال: " فإن أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم " فأبوا قال:" فإني اناجزكم "فقالوا: مالنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لاتغزونا ولا تخيفنا ولا تردناعن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفى حلة: ألف فيصفر، وألف في رجب، وثلاثين درعا عادية من حديد، فصالحهم على ذلك، وقال: "والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردةوخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤسالشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا "بحار الأنوار / جزء 21 /صفحة[281]
كلام الإمام الرضا﴿عليه السلام﴾مع المأمون حول آية المباهلة
* قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب الفصول: قال المأمون يوما للرضا ﴿عليه السلام﴾: أخبرني بأكبر فضيلة لامير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ يدل عليها القرآن، قال: فقال الرضا ﴿عليه السلام﴾: فضيلة في المباهلة، قال الله جل جلاله: (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعاوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنةالله على الكاذبين) فدعا رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾الحسن والحسين ﴿عليهما السلام﴾ فكانا ابنيه، ودعا فاطمة ﴿عليها السلام﴾ فكانت فيهذا الموضع نساءه ودعا أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ فكان نفسه بحكم الله عزوجل،وقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾ وأفضل، فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله بحكم الله عزوجل، قال
فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله الابناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ﴿صلى
الله عليه واله﴾ ابنيه خاصة ؟ وذكر النساء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾ ابنته وحدها ؟ فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره، فلا يكون لامير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ ما ذكرت من الفضل،
قال: فقال له الرضا ﴿عليه السلام﴾: ليس يصح ما ذكرت - يا أمير المؤمنين - وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره كما أن الآمر آمر لغيره ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمرا لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله ﴿صلى الله عليهواله﴾ في المباهلة رجلا إلا أمير المؤمنين ﴿عليه السلام ﴾فقد ثبت أنه نفسه التي عناهاالله سبحانه في كتابه، وجعل حكمه ذلك في تنزيله، قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال. (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-(61)ال عمران
2-لسان العرب - ابن منظور
3- مكاتيب الرسول ج2ص494
4- بحار الأنوار / جزء 21 / صفحة[344]345
5- بحار الانوار /جزء 35 / صفحة [257]258


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد طالب التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/09



كتابة تعليق لموضوع : آية المباهلة وعظمة أهل البيت(عليهم السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net