صفحة الكاتب : حميد الشاكر

ايام سوداء قادمة بوجه النظام العربي الرسمي ومجتمعه !!
حميد الشاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كلما سألت نفسي الى أين ذاهب هذا النظام العربي الرسمي لاسيما منه المسمى صهيونيا بالمعتدل ؟.

رجع اليّ الجواب خاسئا وهو حسير بالقول : الى حيث المجهول !!.
وكلما تساءلت مع المعطيات السياسية الاقليمية والعالمية ، وما ينتهجه هذا النظام العربي الرسمي من عربدة لها اول وليس لها اخرعلى كل الصعد في قضايا العرب المصيرية لأجد موضع النقاط في المستقبل القريب اوالبعيد على حروف واسترتيجيات هذه السياسة العربية القائمة ؟.
أصاب بدوران او غثيان فكري لما يرد على عقلي من تصورات ممكنة ، وواقعية تنتظرهذا النظام السياسي العربي وما ستجرّ معها من كوارث على هذا المجتمع العربي المغلوب على امره ، الذي ابتلي فعلا بلوثة جعلته لايقوم الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ ، كلما اراد المسير في طريق الخلاص !.
حتى ان من عُظم الكارثة على واقع العرب القائم ، ورُعب النظام العربي الرسمي من القادم المنتظر ، جعل من النظام العربي السياسي الرسمي القائم نفسه في عجز تام حتى من ادراك كيفية حماية نفسه فضلا عن حماية شعبه ، او التفكير له بمعيشة او بخلاص اوبأمن او تقدم او التفكير في السبيل التي تؤمن له الاستمرار في السلطة للمدى القريب والبعيد بحيث ان اي نظام سياسي عربي قائم اليوم اذا سألته : ما الخطوة القادمة لغد او لبعد غد ؟.
او ماهو المتوقع عندكم لماهو قادم من احداث ؟.
او ماهي البرامج الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية لغد شعوبكم المسؤولين عنها ؟.
لقال لك وبدون تردد : الله اعلم !!.
او على اضخم الحنكة المتفلسفة سياسيا عربيا واعرابيا ايضا ، لايملك الا القول : لكل حادث حديث !!.
طبعا هناك معنى لمقولة ( لكلّ حادث حديث ) في الموروث العربي القديم ولكن انا اشك بان اي سياسي عربي يتكئ على هذه المقولة هويدرك معناها الصحيح بل الساسةالعرب عندمايتحدثون عن حادث وحديث لايتعدى ادراكهم الميت المعاني الظاهرية لمثل هكذا سياسات جلّ ما تدركه هو الجهل بالمستقبل ، والجهل بقادمه ايضا لاغير !!.
ولهذا يبدو ان سياسة (( لكل حادث حديث )) هي السمة والصفة البارزة اليوم لسياسة النظام العربي القائم الذي لايدري انه بكارثة حقيقية ولايدري بكيفية انه لايدري ولايدري كيف يدري دخوله لهذه الكارثة او الخروج منها ليصنع الذي لايدري !!.
(لكل حادث حديث) كلمة من الموروث العربي القديم المقدس الذي ورثناه نحن اضحوكة الامم اليوم لنزيده تقديسا الى تقديسه ليزيد من خزينا خزي اخرومن تخلفنا تخلف اعمق ومن تخبطنا تخبط ابشع مما يتصوره عقل بشربحيث اصبح حتى الشيطان الرجيم هو مَن يهرب ويفزع من مكانه اذا صادف انسانا عربيا ، وذالك لخوف الشيطان من مسّ الانسان العربي له كي لايفقد عقله الشيطاني المتزن ويعديه الساسة والقادة العرب بغبائهم الذي تجاوز حدود كل شيئ !!.
انظر للموروث السياسي العربي ( لكل حادث حديث ) واسأل نفسك عن ماذا هذا البرنامج السياسي العربي العملاق يدلّ ؟.
الا سوف تجد نفسك مرغماعلى الوصول الى نتيجة ، ان هذه السياسة تدلل على ان خلف هذه العقلية الميتة يقف هيكل بشري ليس له قدرة على صناعة الحدث ولذالك هو ينتظر الحادث من الامور ان يقع او يُصنع في اماكن اخرى وفيما بعد يركّب عليه حديثه وردة فعله !!.
اليس ستجد عقلك مرغما على الاستنتاج من هذه السياسة ، انها ان دلّت على شيئ فانما تدلل على : ان حامل هذا الموروث السياسي انسان ليس فحسب فقد القدرة على صناعة الحدث ومستقبله ، بل هو كذالك فاقد لقدرة حتى التفكير في الكيفية التي سيقع عليها هذا الحادث القادم ، ولهذا هو ينتهج سياسة (( لكل حادث حديث )) ، لاعتقاده ان القدر والغيب وليس الانسان والفعل البشري السياسي ، هو الذي يصنع المستقبل ويهيئ له الحاضر او المقدمات ليصل الى نتائج وصور وهيئات مدروسة ومتوقعة وجزمية الحدوث مئة بالمئة !!.
اليوم الانسان والعالم والفلسفات والافكار والسياسات والحضارات والاسلام بفكره العملاق .... وصلت الى يقين مطلق من ان مستقبل الانسان تصنعه يداه ، ومن انه اعظم خطأ كانت تمارسه البشرية عندما كانت تعتقد : ان المستقبل تصنعه يد الاقدار والغيب والفوضى وماعلى البشرية الا توقع الضربة بدون معرفة كيفيتها او وقت حدوثها !!.
والحقيقة ان عصر الحادث الذي ياتي من غير ان يخطط له الانسان اليوم ويضع له البرامج ، ويحضر له الادوات ويهيئ له ارضية المجتمعات هو حادث يدلل على تخلف الانسان وعدم صلاحيته لحمل صفة الانسانية المفكرة والواعية والمسؤولة عن مستقبلها اكثر من كونه حادث يدلل على واقع مسيرة حياة البشرية وكيفية حصولها !!.
مع ذالك كله تأتي السياسة العربية القائمة وبنظمها التي تجاوزها الزمن وعفى عليها الدهر اليوم لتمارس سياسة (لكل حادث حديث) لالسبب عميق ووجيه الا بسبب جهل وغيبوبة وموت وضمور وانهيار صلاحية هذه النظم العربية السياسية في وعيّ ماهو قائم او القدرة على صناعة وفهم ماهو قادم !!.
نعم ان ماذكرناه ماهوإلا مثل من حال هذه النظم العربية القائمة اليوم وكيف انها ليس فقط تتحرك خارج سياق الحياة والدنيا والعالم والحاضر اليوم ، بل لانها اصلا لاتمتلك حتى هذه الحركة التي تتحرك خارج سياقات الحضارة والزمن والآن !!.
من المحيط الى الخليج ومن النظم الجمهورية التي لم يبق من جمهوريتها حتى الجمهور الى الملكيات والى المشيخات القبلية التي حتى اصول القبيلة وانفت الاعراب والبادية لم تعد صفة لهم ولوجودهم في العصر القائم لمدى المسخ الذي وصلت اليه هذه المشيخات الحاكمة في الخليج ، وسياساتها التدميرية لذاتها وللمنطقة والعالم ، بحيث انها لم تنزلق فقط لامتهان وظيفة خدمة الاستعمار الغربي العدو القائم على رؤوس العرب وسبب تخلفهم وذلهم فحسب ومن اجل الحماية والاستمرار في الحكم لاغير بل ان هذه المشيخات العربية التي تحكم اغنى بقعة عربية نفطية لهذه الامة ارتقت مرتقى صعبا ، وارتدت لتدمر ذاتها بذاتها من جرّاء سياساتها اللامتزنة واللاعاقلة واللاسياسية ايضا !!.
نظم عربية سياسية اصبحت ترى عدوها الاول والاخير هي شعوبها التي تحكمها بالحديد والنار !!.
نظم عربية كانت تضمن صمت شعوبها بوعود سلام وتطور وتحسن حالة معيشية لافرادها وحرية نسبية ...،واذا لا امن ولا حرية ولا امان ولاخبز ولاسلام في نهاية النفق !!.
نظم عربية اصبحت لاتخجل ولاتستحي ولاتخاف مع انها كلها معلقة بمعادلات استعمارية ان جدّ جدّها ستترك عملائها يلاقون مصيرهم بلا ان تذرف دمعة واحدة على ذهابهم !!.
نظم عربية شاخت وخرفت تماماوخرجت عقليتها وقدرتهافعليا من صلاحيةالعمل الفردي فضلا عن العمل الاجتماعي السياسي الخطير ومع ذالك لم تزل تتشبث بالعبث الذي تعتبره ادارة للمجتمع وهي على امل ان تورث فكرها الميت للاجيال اللاحقة !!.
نظم عربية متوسدة المستشفيات لوقوعها تحت مرض الزهايمر ، بحيث انها تسأل وزرائها عن اسمائهم واعمارهم وقبائلهم وسبب مجيئهم لمجلس الوزراء ، ورغم ذالك كله لاتمشي امور الدولة بغير توقيع سمّوهم !!.
نظم عربية لاتحرك كبيرا او صغيرا في سياستها الداخلية والخارجية ،حتى وصل الامر ان علاقاتها الخارجية مرهونة بسياسة دول الاستعماروسياساتها الداخلية مرهونة بمعادلات كيفية قهرشعبها وخداعهم واظهارانهم من الشعوب الهمجية كي لايطالب النظام باصلاحات حقوق الانسان ومع ذالك لاتتورع بالحديث عن الاستقلال والامن القومي والكرامة الوطنية ومصلحة الشعب والمواطن !!.
نظم عربية فقدت هيبتها امام شعوبها تماما من جرّاء كمية الاهانات الموجهة لها من الخارج ، بدون ان تحرك ساكنا وفقدت شرعيتها حتى اصبح لصوص الليل يتجرأون على النظرلانفسهم باحترام امام رجال القانون داخل هذه الدولة من الفاسدين الى حد الغثيان ، ومع ذالك يتساءل النظام العربي عن قلة الادب التي يتعامل بها الشعب مع النظام !!.
نظم عربية لم يبقى من دساتيرها غير سياط رجال الامن هي التي تضبط ايقاعات حركة الشعوب العربية من الانفلات والتمرد والانقلاب وتدمير كل مايمكن تدميره في حياتهم ومع ذالك هذه النظم تتعجب وتسأل ب لماذا زعماء العالم الغربي ينظرون لها بهذه الكمية من الازدراء والتحقير الى حد وصل بهم الى التقذر من اطعمتنا العربية المقدمة لسياداتهم الغربية !!.
نظم عربية لاتملك برامج ولاتملك شرعية ، ولاتملك جمهور ، ولاتملك كرامة ، ولاتملك استقلال ، ولاتملك فكر ، ولاتملك أمل ولاتملك مستقبل ولاتملك ماض ، ولاتملك اي شيئ ، ورغم ذالك كله تتوقع ان يكون المستقبل مشرقا والقادم جديدا والمغطى عبقريا ، وللحادث حديثا يناسبه !!.
هل بعد هذا كله اليس من حقنا ان ننتظر اياما سوداء قادمة ، ونجزم بوقوعها ، وبهلاك الحرث والنسل تحت وطأتها ، وانها ستقود هذه الشعوب العربية المسكينة الى المهلكة حتما والتقسيم فعلا والتشرذم والتقاتل الاجتماعي جزما لابعاد الشعوب عن التفكير لقتال النظام السياسي الفاسد القائم ، وانها ستنتحر هي بنفسها بحيث انها ستتشظى الى مئات القطع على يد ساستهم وفراعنتهم وطغاتهم لامحالة وبدون غزو استعماري وتفكير غربي بشرق اوسط كبير او صغير ؟!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الشاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/08



كتابة تعليق لموضوع : ايام سوداء قادمة بوجه النظام العربي الرسمي ومجتمعه !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net