صفحة الكاتب : كرار محبوبة

فبركةُ التموينية.....لعبةٌ انتخابية (( هكذا أقراها ))
كرار محبوبة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كي تصل إلى المناصب الحكومية , وإدارة البلاد , وحصد أكثر أصوات شعبك , الذي تنتمي اليه , في الانتخابات الرسمية ’ عليك أن تسعى جاهدا , لتقديم أفضل الخدمات , وأكثر الانجازات , وان تصارع القدر , ومنافسيك في اللعبة ذاتها , لتفوقهم بتأييد أبناء جلدتك ومواطنيك , فلا تدخر جهدا او وقتا او مالا قبالة رفاهية شعبك , وإسعاده , وتوفير متطلبات العيش الرغيد , وان تغلب المصلحة العامة على نظيرتها الخاصة , وهي جزء من أدبيات الدول الغربية وثوابتها , فهي مبادئ وأسس قد اعتمدتها تلك البلدان في عملها السياسي التنافسي , وهو امر معكوس تماما , فيما يخص الصراع من اجل البقاء , في شريعة الغاب , فالسلطة هنا تمثل البقاء , ومتطلباته , هي افتراس الآخرين ولو كانوا من ذات الجنس والنوع الواحد , دون رحمة او رأفة , فالغاية تبرر الوسيلة...!!

ولو تمحصنا الأمر في اللعبة السياسية العراقية , سنجد ان بعض سياسييها , قد غض الطرف عما يسمى بــ (التنافس الخدمي ) ليعمد الى ما هو كائن , في النموذج الثاني , فالقتل والاغتيال والتفجير والتهجير , والتسقيط الممنهج للآخرين , أمورٌ باتت من ابرز معالم البعض للوصول إلى السلطة , اما البعض الأخر , فقد ارتفعت عنده نسبة الشرف نوعا ما , حيث جنح لاستحداث وسائل خاصة به تكفل له , حصد أكثر عدد ممكن من الأصوات الانتخابية , التي تمنحه الوصول الى المنصب , والتشبث به من خلال العمل على ما يسمى (خلق الأزمات , وتسويق المنقذ ) وهو احد الأساليب ( الديـماغوجـية  ) التي يعمد متبعها الى خلق وافتعال أزمات معينة في البلاد , الغاية منها , إرباك المواطنين وترويعهم , وإدخالهم في دوامة من التوقعات والتحليلات والتخوفات , مما ستفضيه هذه الأزمات , من نتائج تعود عليهم سلبا .

وقد شهد العراق في السنوات الأخيرة , أمثلة كثيرة على هذا الأمر , اغلبها كانت تتمحور حول الأزمات السياسية المفتعلة وما يتخللها من صناعة العدو الوهمي وووووالخ من الأمور التي لم تتعدى التسمية والمحتوى السياسي , لكن عصر السرعة الذي نعيش به الآن , يفرض وجود التطور في جميع المفاصل , سواء كان تطورا ايجابيا او سلبيا , وهذا ما دفع مفتعلي الأزمات (تماشيا مع التطور ) لتحويلها من سياسية الى معيشية , تستهدف المواطن بالصميم ..! أخرها ما أصدره مجلس رئاسة الوزراء من قرار يقضي بإلغاء مفردات البطاقة التموينية , وإبدالها بمبلغ , لا تساوي قيمته ( كارت موبايل ) يصرفه ابن المسؤول في ليلة من ليالي اتصالاته العاطفية.....!

ولعلي أكون مصيبا , حينما اعتقد بنجاح هذا الصنف من السياسيين , في أزمتهم الجديدة هذه , التي سرعان ما تحولت الى حديث الساعة , بين شرائح المجتمع بمختلف مسمياتها وحيثياتها , والتي أضحت لا تملك موضوعا غير مفردات البطاقة التموينية , ومسالة الغائها وإبدالها , ناهيك عن حيازتها على العناوين الرئيسية في مختلف وسائل الإعلام المقروءة منها والمسموعة والمرئية , حيث أمست هذه الأزمة أمرا مهولا , ووحشا كاسرا , ينتظر المواطنون هجومه بين الفينة والأخرى , الأمر الذي جعل الشعب العراقي , وعلى راسه المرجعية الدينية , وشرائح المجتمع الثقافية , تنتفض غاضبة , وخائفة , من هذا القرار المشؤوم , الذي يعد ضربة قاصمة , توجه لكرامة المواطن , وما تبقى له من حقوقه المهدورة , وهذا ما يريده بالضبط صانعوا الفبركة التموينية  ...! فهم يتمنون وصول الشعب الى مراحل متقدمة من اليأس والإحباط , والعصف بالأفكار , والاستنزاف في التفكير, والتشدق ببصيص من الأمل المفقود , جاعلين المواطن في الوقت ذاته  , ينتظر من يبادر لإنقاذه , من هذه الأزمة التي ألمت به , وضيقت الخناق عليه , مستغرقين في هذه الأمور , بعض الاسابيع والشهور , التي تمنحهم الوقت الكافي لإشباعها , دعاية وتحليلا وإشاعة وتفصيلا وتهويلا , لحين الوصول الى الوقت المناسب , الذي لم يخرج من حساباتهم الثعلبية , والذي نستطيع تحديده وحصره بــ (وقت ماقبل الانتخابات ) حينها ياتي دور (المنقذ )  والقائد الهمام ( روبن هود ) الذي اعتاد  تمثيل هذا النوع من المسرحيات , ليطل على الشعب المغلوب على امره , من خلال شاشات التلفاز , ويعلن بكل شجاعةٍ مصحوبة بوقاحة , وجرأة مصحوبة بنفاق , انه قد عمد الى إلغاء هذا القرار سيء الصيت , الذي لا يتوافق ومصلحة الشعب العراقي الذي تهمه كثيرا....! وانه سوف لن يتراجع عن قراره هذا , مهما تطلب الأمر , فإسعاد الشعب ورفاهيته , هي من أولى أولوياته...!

بعدها سنشهد إعلاما يُسخر , وأبواقا تُزمر , وطبولا تُقرع , وحناجرا تصدح , واصواتا تتعالى هنا وهناك , وهي تنادي باسم رجل المرحلة , والمنقذ الذي أنقذ شعبه , من دمار كان سيحيط به , ويبدأ تسويق هذا المنقذ لشرائح المجتمع , وباليات مدروسة , تكفل لهم  , إيهام المواطن , والضحك عليه , وبهذا يكون مفتعلو الأزمات , قد وصولوا لما كانوا يرومون الوصول اليه , بألاعيبهم الدنيئة هذه.......! وترجع حليمة لعادتها القديمة , اما حال الشعب فهو كالمثل القائل (تيتي تيتي , مثل ما رحتي , اجيتي ) ...!

لكن يبقى السؤال الأهم , هل فعلا ستنطلي هذه اللعبة على أبناء الشعب العراقي....؟

ولو وجد لها مصداق على ارض الواقع , وثبت صحة ما ذهبنا اليه , فهل يا ترى سيسامح هذا الشعب  , من تلاعب به , دون اي اعتبار له......؟؟؟

أسئلة لا يجيب عليها الا المواطن ذاته

kr22kr22@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كرار محبوبة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/10



كتابة تعليق لموضوع : فبركةُ التموينية.....لعبةٌ انتخابية (( هكذا أقراها ))
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : المواطن العراقي .... ، في 2012/11/11 .

ان طبيعة المراحل التي مر بها المواطن العراقي وخاصة بعد 2003 الى يوما هذا وخاصة فيما يتعلق بموضوع اختيار القيادة السياسية نراه يخدع في كل مرحلة انتخابية , طبعا المجموعة السياسية في كل مرحلة انتخابية تختلق موضوع تخدع به المواطن العراقي رغم التحذيرات والتنبيهات التي توجهها مجموعات سياسية او افراد لديهم مستوى اعلى من الوطنية والاهتمام بالعراق ومواطنية , ولكن تبقى المشكلة الحقيقية في المواطن نفسه لانه هو من تنطلي عليه اللعبة في كل مرة ومن نفس الاسماء السياسية وعناوينها الحزبية ......وفي نهاية المطاف هو من يدفع الثمن ؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net