صفحة الكاتب : راجحة محسن السعيدي

ثقف نفسك قبل ان تكون اباً
راجحة محسن السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلنا يعلم في مرحلة المراهقة يحتاج الابناء الى الاباء اكثر من أي وقت ويحتاجون الى الحب والحنان والى من يسمع همومهم ومشاعرهم لان هذه المرحلة لها اهميتها في تكوين شخصية الانسان ففي هذه المرحلة علاقة الصداقة مطلوبة بين الاباء والابناء فهي الطريقة الامثل لتنشئة الابن التنشئة السليمة فكلما توطَّدت هذه العلاقة أصبح أكثر ثباتًا في مواجهة الحياة، ويدعم ثقته بنفسه ، فالصداقة تعتبر خير وسيلة لنجاح العلاقة بين الآباء والأبناء، كما أنها مطلب أساسي للأبناء، كذلك الحوار البناء والفعال بين الاباء والابناء يجعل من الابن في هذه المرحلة على ثقة بوالديه

إنّ تربية الأبناء في مرحلة المراهقة بالنسبة للاباء أشبه بإدارة العمليات الصعبة في فترات الحروب، تحتاج إلى الرجل المِكيث الصبور وإنّ كثيراً من الآباء والأمهات يقدمون على الإنجاب دون أهلية أو استعداد فهم لا يملكون الثقافة التربوية التي تمكنهم من تربية أبنائهم على الوجه المطلوب، ولا يملكون من الخصائص النفسية ما يساعدهم على تحمل أعباء التربية، وهي أعباء كبيرة جدا ويجب عليهم الانتباه في التعامل مه اولادهم بكل حذر من اجل ان لاتكون هناك فجوات كبيرة بينهم وبين ابنائهم ،والتيقن ان لكل عصر طريقة تفكيره وقناعاته واسلوب دراسته ومعلوماته المتوافرة التي تميزه عن غيره من العصور مما يساعد علي خلق حالة فكرية معينة لدي ابناء الجيل الواحد تختلف عن نظيراتها في الاجيال الاخري. ومع تغير انماط الحياة بشكل دائم وتبدلها ودخول افكار جديدة وخروج اخرى قديمة تتغير العادات والتقاليد بشكل مستمر ، ربما لا يلحظه الشخص خلال حياته الا ان هذا الاختلاف يظهر بشكل واضح في اختلاف العادات والتقاليد بين جيل الاباء والابناء

وعلى الاب ان يكون على معرفة تامة بهذه الامورخاصة وقتنا الحاضر لان اصبح جيل الشباب يواجه بحرا متلاطما من الافكار والرغبات والتحديات التي تفرض عليه الانغماس فيها وهذا ما يسبب له ضغطا نفسيا كبيرا ويستلزم جهودا في التربية والتوعية والمزيد من التفهم لمعاناتهم اليومية لهذه التحديات. وهناك ايضا غياب ثقافة الحوار الهادئ مما زاد من اتساع الفجوة بين الاباء والمربين من جهة وبين الشباب من جهة اخري بالاضافة الي اسلوب النقد المباشر والمهين الذي يستخدمه الآباء مع الأبناء لا يولد الا العناد والتمادي في الخطأ ،خاصة اذا كان بصورة تحقيرية او استفزازية ولذا يجب ان يعتمد علي اسلوب التوجيه الهادئ لإيجاد جو من التفاهم المتبادل. وتحذر كثير من الدراسات الاجتماعية من اتساع الفجوة بين الاجيال لانها تؤدي الي جمود العواطف بين الاباء والابناء وعدم المبالاة وانعدام الثقة والشعور المتزايد لدي الابناء ، فان الاباء فقدوا اسلوب التربية الصحيح مما يؤدي الي التفكك الاسري وغياب الاحترام والتقدير واليأس من تربية الابناء وانعدام القدوة.

هناك ايضا اسلوب الحواربعض الآباء يجد في أسلوب الحوار الصارم المبنيّ على القسوة الطريقة المثلى التي تحيطهم بهالة من الهيبة والتقدير اللّذين يرغبون بالظهور بهما أمام أبنائهم وهذا في الواقع يُحدث خللاً في علاقة الآباء بالأبناء، فهم يدفعون بالحوار إلى أن يكون من طرف واحد، الأب يتكلم بينما ينصت الجميع، وهذا ما يؤدي إلى فقدان العلاقة الطيبة التي يجب أن تكون مبنية على الصداقة.

عزيزي الاب يجب عليك الابتعاد عن طريق الاوامر والنواهي في هذه المرحلة وان لاتحول حياة ابنك الى نار مستعرة بسبب رغبتك في نجاحه وتفوقه ولاتحاول مطاردته دائما والقاء اللوم عليه كثيرا ومقاباته بالتوبيخ ،فصداقته واحتوائه خير وسيلة لنجاحه .

لاتحاول ان تكون شرطيا مع ابنك ولاتجعله دائما يشعر بالفشل من خلال نظرتك اليه بغضب وتشعره بانه فاشل وانه لايستحق العناية .

على الاباء ان يكون لهم دراية كافية بعوامل التنشئة الاسرية الجيدة والبعيدة عن القسوة مع الابناء سواء كانت جسدية او نفسية،

ويوجد هذا النوع عند أسر عديدة ، بل وقد يكون أسلوب التعامل الوحيد. ويصل الإيذاء إلى التهكم ، والسخرية ، والحط من قدر الفرد ، والوصف المقذع سواء في حضور الآخرين أو عدمه

ونحن نعلم أن في بيئتنا كثيراً من الأوصاف والكلمات التي يستخدمها بعض الآباء والأمهات في التعامل القاسي مع الأبناء.

ويجب التنويه إلى أن هذا الأسلوب وصف بأنه \"قاس\" لأنه يفرط في استخدام هذه الأساليب وقد تكون الخيار الأول والوحيد ، ظناً من الوالدين أنهم بهذا الأسلوب أقدر على ضبط أبنائهم ، مع أن هذا غير صحيح ، ويمكن ضبط السلوك بأساليب أخرى


كذلك اسلوب التسلط والسيطرة، وهذا الأسلوب يشير إلى التعامل الذي يتصف بوضع قواعد صارمة تتصف بالضبط الشديد ، وفرض الرأي ، مع استخدام التهديد والعقاب المفرط

هذا التسلط قد يطال أي شيء حتى الطموح والتوجه الأكاديمي. فقد يفرض من الوالدين خصوصا الأب الذي قد يحاول تحقيق أحلامه في الأبناء دون أخذ رغباتهم بعين الاعتبار. عندمايطلب من الأبناء الالتزام بقواعد محددة وكأنهم في \"سجن\" وليس أسرة؛ فإن هذا الأسلوب هو التسلط والسيطرة

وقد يُرَى في بعض الأسر بشكل واضح ومسيطر وفي البعض الآخر أقل وربما بشكل باهت. وبصورة عامة : تجد من يتربى في أسرة يغلب عليها هذا الأسلوب : الإحساس بالدونية والذنب والخضوع للآخرين ،

او المقارنة هذا الأسلوب يعتمد على مقارنة الابن بغيره لغرض الحط من شأنه في حالة عدم تقبل سلوكه أو أدائه في أي عمل مثل الدراسة. في هذا الأسلوب نسمع كثيرا\" انظر لأبن عمك الذي في عمرك أو أصغر منك كيف يتصرف

هذا الأسلوب يستخدم كثيرا من قبل الاباء ولايجدي نفعا .

يجب الوعي أن التنشئة والتعامل مع الأبناء ليست أمرا هينا في مرحلة المراهقة كما أنها ليست كابوسا مزعجا لا يتحمل. ولكنها ليست تحصيل حاصل ، وليست نزهة سعيدة. إن التربية - دين يدفعه كل جيل للجيل الذي يليه وثمن بسيط لنعمة عظيمة وهي الأبناء.ويجب الوعي أن التربية والتنشئة ليست مأكلاً أو مشربا وكساء فقط. إنها حب وتقدير واحترام مع توجيه وزرع للقيم والمبادئ والتجارب والخبرات الحياتية التي قد توفر الكثير من الجهد والوقت ، وقد تنقذ الفرد من مزالق قد تطال حياته

ولعل أهم شيء يجب التركيز عليه هو إعطاء \"الحب والتقدير.

خلال مانلاحظه من اخطاء في التعامل مع الاولاد في مرحلة المراهقة والتي يقع فيها اغلب الاباء نلتمس منهم اعادة النظر في انفسهم واعادة تربيتهم اولا ليفهموا كيف يتعاملون مع اولادهم

وعلى الرجال ان يثقفوا انقسهم اولا وان يكونوا على دراية كاملة باصول التربية الصحيحة التربية الدينية والاخلاقية في هذه المرحلة ومن ثم يصبحوا اباءا لان زمان اولادهم غير زمانهم ..



 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راجحة محسن السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/11



كتابة تعليق لموضوع : ثقف نفسك قبل ان تكون اباً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : azhar abd ، في 2012/11/12 .

جميل المقال. وهذا الموضوع الجانب الاساسي من انشاء المجتمع السليم. حيث نلاحظ هذة الايام اختفاء ( فن التربيه الابناء من جانب الابويين) ,حيث نلاحظ ان التربيه هذا الايام تبنى على اساسيين اولاهما الانفلات وعواقبه وخيمه واما على السيطر المفرطه وعواقبها ابشع من الاولها .





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net