صفحة الكاتب : شيروان كامل الوائلي

التموينية, قوت المحتاجين , ومافيا الفساد
شيروان كامل الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مع احتلال الطاغية صدام للكويت وفرض الامم المتحدة حصارا اقتصاديا على العراق, استحدث النظام السابق نظام البطاقة التموينية , واستمرت إلى يومنا هذا , حتى ارتبط الأمن الغذائي

 للعائلة العراقية بمفرداتها , وليس من باب الدفاع عن النظام البائد , بقدر ماهو ذكر للحقائق التاريخية, إن قلنا ان البطاقة التموينية كانت أفضل وأكثر بكثير من حيث المواد والتوزيع في ذلك الوقت , مما هي عليه ألان , وهذا ما يتفق عليه أغلب العراقيين حتى ان الكثير من العوائل الفقيرة والمتعففة انذاك , كانت تبيع الفائض منها لشراء سلع ومواد أخرى لسد حاجتها.

من المؤسف ان البطاقة التموينية شهدت انحدار كبيرا بعد 2003 ,على الرغم من صرف اكثر من 35 مليار دولار عليها, حيث تقلصت مفرداتها بشكل اضر الكثير من العوائل , وتم استيراد أردء النوعيات , مع اضطراب شديد في أوقات توزيعها , حتى صار المواطن العراقي يتحسر على حصة النظام السابق , وكل هذا بسبب الفساد الذي استشرى في كل مفاصل الدولة الحديثة , ومافيا الجريمة التي استهدفت لقمة الفقراء وقوتهم ,بدون خوف او وازع ضمير , ولم تجدي معهم نفعا سقوط بعض رؤوس الفساد تحت مطرقة القضاء , بل استمروا بأجرامهم , وازدادت شراهتهم , وتوسعت مساحات فسادهم , حتى غدت الحكومة العراقية , بمؤسساتها المختلفة , عاجزة عن صد عصابات الفساد وحماية قوت الشعب العراقي منهم, فكان قرار استبدال البطاقة التموينية المفاجئ .
كنت أتمنى ان تقوم الحكومة العراقية بأجراء استفتاء شعبي حول قرار الاستبدال هذا , فالمواطن هو صاحب المصلحة الحقيقية في بقاء او إلغاء التموينية , وليس السياسي ,الذي صار يستثمر كل شيء من اجل مجده السياسي .
شخصيا انا مع استبدال التموينية بمبالغ مالية , على شرط ان تتوفر لدينا الآليات الصحيحة لضبط أسعار السوق وتوفير المواد الغذائية , بصورة لا تسمح للتجار باحتكارها او التلاعب بها, وان يكون مبلغ التعويض عن الحصة كافيا لشراء أفضل وأجود أنواع المواد الغذائية , فهذا سيمنح المواطن حرية اختيار شراء مايريد ويرغب.
أن قرار الاستبدال يعتبر من القرارات المصيرية لفقراء العراق, وما أكثرهم , لذا يجب ان يكون مسبوقا بأعداد خطة محكمة تحافظ على قوتهم من غلاء الأسعار وتحكم مافيا السوق فيه , ماعدا ذلك فسيكون الامر بمثابة تحميل المواطن العراقي مسؤولية الفساد , وإلقاء تبعاته على كاهله المثقل أصلا بالإرهاب وانعدام الخدمات وتراجع مستواه المعيشي .
على الذين صوتوا لصالح الإلغاء ان يجيبوا على تساؤلات الشارع العراقي المتمثلة بـمايلي 
1- هل لدينا القدرة على السيطرة على أسعار السوق وحماية الفقراء من جشع التجار؟
2- هل لدينا الإمكانية على توفير كافة احتياجات المواطن العراقي من المواد الغذائية ونحن نفتقر لأبسط مقومات الخزن والنقل والاستيراد وغياب تام لقاعدة بيانات دقيقة للدولة؟
3- هل قرار الاستبدال مناسبا في الوقت الحالي مع وجود تضخم مخيف في العملة العراقية ؟
متى ماكانت الاجابات على التساؤلات اعلاه ,بنعم , مجردة من كل اهواء شخصية او حزبية, ومتى ما تم وضع نظام الضمان الاجتماعي الشامل , الذي يحمي الجميع من الفقر والعوز والتشرد , ساعتها لن تكون للبطاقة التموينية مكانة في تفكير الفرد العراقي ,وهمومه اليومية , ولاسلعة سياسية 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شيروان كامل الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/12



كتابة تعليق لموضوع : التموينية, قوت المحتاجين , ومافيا الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2012/11/13 .

الاستاذ الفاضل شيروان الوائلي المحترم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مقالكم يكرني بنائب هدام طه محي الدين معروف حينما طلب منه نقل معلمه من شارع فلسطين الى مدينه الثوره فاجابهم افاتح المراجع العليا فقالو له لا اعلى منك الا صدام
مقالك يدغدغ مشاعر الفقراء لكن عندي تسائلات
كل النواب وكل الوزراء وفي كل التصريحات يشيرون الى وجود الفساد والسرقات ويتسفون على حال الفقراء والمساكين اذن من هم الفاسدون ومن هم الشرفاء فقد تشابه علينا البقر
الكل رفضت الغاء البطاقه التموينيه بحجه انها قوت الشعب لكن مافي مسؤؤل واحد صرح ان البطاقه ماتت وسحقت في عهد نوري باشا حتى الاربع مواد لم تسلم من النهب والسلب
كل البرلمانيين والمسؤؤلين وخصوصا رئيس الوزراء قالوا انهم ضد الغائها اذن من الذي صوت على الاغاء
لم ارى برلماني واحد رفض استلام مبالغ القرطاسيه 750 الف دينار شهريا
لم ارى برلماني واحد اعترض على بذخ القمه العربيه الذي وصل حد استيراد غلمان اتراك للاعراب
ياشيروان كان الاجدر بك ان تعلن انسحابك من الدعوه والبرلمان لكي تثبت انك مع الشعب ومع الفقراء
لاتنفعنا المقالات ولا اعتذارات وزراء التيار الصدري فانها ذر الرماد في العيون وكمن يدس السم بالعسل
الى الله المشتكى وعليه المعول في الشده والرخاء وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبه للمتقين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net