صفحة الكاتب : علي محمد الطائي

دولة العراق الجديد٠٠لا مركزية ..لا سيادة
علي محمد الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أن دول العالم كلها وفي القرن الواحد و العشرين تتفاخر في المنجزات وبطريقة أو بأخرى لتطوير شعوبها ٠ ولكن العراق استقبل هذا القرن بمنجزات لامثيل لها في العالم ٠ أما المنجز الاول هو الاحتلال الامريكي الذي أدى الى انهيار العراق ومؤسسات الدولة ٠ و أما المنجز الثاني هو أنشاء دولة لا مركزية لها ولا سيادة ولا دستور كي يبقى العراق لا بنية تحتية لا كهرباء لا صرف صحي ٠ أن دولة العراق سابقا وحاليا هي دولة شعارات لا دولة منجزات ٠ لان الدولة العراقية مهمتها القيام بوظائف خارج الحدود العراقية وليس في داخل العراق ٠ نعم من خلال الدولة العراق هذه السياسة في بلد الرافدين ٠ أن الدولة تسخر كل أمكانياتها وثروات العراق واخضاع المواطن في كافة السبل من اجل الخارج ٠فالدولة العراقية في الداخل دولة شعارات وفي الخارج دولة منجزات ٠ لذلك ظل العراق منذ ( ١٩٢١) والى هذه اللحظة التي أكتب فيها مقالي هذا متخلفا وفقيرا ولم نرى أي أنجاز يذكر حتى على مستوى الأعمار ٠ وغالبية من حكموا العراق كان مصيرهم القتل أو السجن أو الهروب الى الخارج في المنفى والسبب هو كل الذين حكموا بلاد الرافدين لم يكونوا في مستوى المسؤولية والوطنية ٠ ان حكام العراق ورجالاته يحكمون العراق بحجم الطائفة او المناطقية أو القبلية ومن يكون بهذه المواصفات يكون نسيا منسيا ٠ أن الخطورة الغربية في طياتها رؤى دينية تظهر في الخطاب السياسي حينما تتعرض الى الاحراج من موقف ما بين أمريكا وأعدائها وهذا مارأيناه في خطاب الرئيس الامريكي بوش في حرب أمريكا ضد العراق عام  (٢٠٠٣) حينما صرح انها حرب صليبة مقدسة ٠ أما العقيدة الامريكية أن كل ما عند أمريكا هو نعمة من الرب لذلك لأمريكا الحق في فعل أي شي في العالم في سبيل ابقاء نعمة الرب الالهي ويبعد عنها الخطر ٠ أن امريكا بلد لايعرف منطق الكرامة والاخلاق في السياسة والحرب لانها تقدم المصلحة على الكرامة وهذا ماحدث في فيتنام حينما أنسحب الامريكان بصورة مذله ومخزيه ٠ ولكن عندما أنتهت الحرب الفيتنامية الامريكية وجد الفيتناميين أن كل الاماكن الحيوية والحساسة في فيتنام ملك لشركات أمريكيه وهذا ما قامت به أمريكا في بلد الرافدين بعد هذه الفوضى وسيل من الدماء المستمر الى يومنا هذا ٠لقد أسست ورعت أمريكا فوضى عارمة في العراق وادخلت البلد في دوامات وازمات كبرى معقده كي تبقي السيارات المفخخه والدم سيد المشهد العراقي وأسست أمريكا في العراق دولة تصادم وتصارع سياسي طائفي وعرقي ٠ وكان لدول الجوار النصيب الاكبر في هذا الصراع ٠ والثمن هو دم الشعب العراقي في هذا الصراع الحضاري الاسلامي والحرب ضد الاسلام كي تنطمس معالمه وقيمه ٠وبذلك تحاول أمريكا أن تثبت للعراقيين أن المشروع الاسلامي لا يصلح للحكم والسياسة في العراق فهي تريد من العراقيين أن يقبلوا برجالاتها حتى وأن كان أولئك الرجال على رأس حكومة تقدس الشيطان وتنتهك حقوق الانسان . لذلك لامجال لحل ازمة العراق والعراقيين الا اذا كان العقل السياسي العراقي بحجم الوطن وحب الوطن ٠وهذا العقل السياسي غير متوفر الان في بلد الرافدين المتطاحن فيه على المال والسلطة ٠
 
 علي محمد الطائي
٢٠-١-٢٠١٠
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/22



كتابة تعليق لموضوع : دولة العراق الجديد٠٠لا مركزية ..لا سيادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net