صفحة الكاتب : بهاء الدين الخاقاني

ملف الحسين سيد الشهداء الجزء الاول
بهاء الدين الخاقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
1- أحس يزيد أن الحسين ميتا لهو أخطر عليه من الحسين حيا
............................................................................
 
                     الصحافي الألماني جرهارد كنسلمان: 
( وقد أحس يزيد أن الحسين ميتا لهو أخطر عليه من الحسين حيا ..)
يقول الصحافي الألماني جرهارد كنسلمان في كتابه* :
( إن الحسين ومن خلال ذكائه قاوم خصمه الذي ألب المشاعر ضد آل علي وكشف يزيد عبر موقفه الشريف والمتحفظ فلقد كان واقعيا ولقد أدرك إن بني أمية يحكمون قبضتهم على الإمبراطورية الإسلامية الواسعة .. من هنا إنطلقت الحياة غير الهادئة لحفيد النبي الحسين، فقد إبتدأت بعد موت معاوية حيث شعر الامام بخطر وتحد قادمين عليه وعلى الدين الاسلامي الحنيف من الأمويين.. لقد كان يزيد مستخفا، مستهزئا لا يقوى على تحمل المسؤولية، قال عنه احد الرجال البارزين الذي يذكر العهد الذهبي الذي حكم فيه النبي: أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثام علنا، كيف نكون مسؤولين عن هذه البيعة أمام الله ؟ .. وأتى الحسين(ع) واسرته جميعا من آخر يوم من العام الستين الهجري إلى الفرات بعد أن تحطمت الآمال ولكن الإصرار يحدوه بعدم البيعة ليزيد فلم يكن في ذهنه تفكير في الرجوع .. إن المتبقين من الأنصار قد سمعوا أن الويلات ستحل عليهم، لكنهم صمدوا وثبتوا، ومع ان الحسين أخبرهم بما سيحل عليهم، لانه ذات ليلة رأى في منامه ان النبي قد ظهر له وقال ستكون غدا عندنا في الجنة وبكت نساء الحسين وإنتحبن لهذا الكلام ولكن الحسين طلب منهن التماسك وقال: إن بكينا ضحك العدو، ومن منا يريد غبطة على هذا الضحك .. ولمرة أخيرة حاول زعيم الركب الحسيني إستخدام عنصر الإقناع أمام أعداءه، فقد كان رجلا ذا كلام ساحر خاصة في وقت الشدة، ولكن لم ينفعهم ذلك، فنزل للحرب مع عدم رغبته بها، وبقيت كلمات الشهيد الحسين مقدسة حتى اليوم ولقد إستخدم فيها الامام عناصر الفصاحة فإستعان بالمبررات وعبارات الرجاء إلا أنها بقيت بلا أثر فيهم، وفي قيض الظهيرة أصاب الوهن صوت الحسين فجف حلقه وشفتاه ولسانه بفعل العطش فصار القرار للسيوف .. وبما ان أعداء الحسين تفوقوا عددا إلا أنهم لم ينجحوا بسرعة في كسر الحلقة حول الحسين وكان العطش قد أصاب رجاله وعياله وأثر فيهم بصورة خاصة لأن العدو قد حال بينهم وبين ماء الفرات، وبحلول العصر إنكسرت الحلقة حول الحسين، فلم يكن أمام حفيد النبي الحسين إلا أن يستخدم سيف ذي الفقار الذي دافع به عن نفسه النبي وعلي، فقاتل ببسالة عظيمة حتى إنكسر أمام الخصم وكان قد أصيب بأربع وثلاثين ضربة سيف، وثلاث وثلاثين رمية نبال، وهكذا قتلوه وقتلوا أصحابه بلا رحمة .. وقام أتباع يزيد بفصل الرؤوس عن الأجساد بما فيهم الحسين وخلعوا الثياب من الأجساد الدامية ومثلوا بكثير من جثث القتلى من أبناء الحسين ولم يسلم منهم حتى الطفلين، وعندما هوجمت الخيام التي تحوي النساء لم يبق على قيد الحياة الا نساء وعدد قليل من الغلمان فتم إرسالهم إلى الكوفة ليلا فتركوا كربلاء باكين ووصلوا الكوفة حتى سمعت صرخات مدوية ونحيب، مما أصابت الهستيريا أصحاب الفضول بعد إحباطهم من نصرة الحسين .. أدى مصرع الحسين إلى ان تصير سلالة آل محمد وعلي في ضمير كثير من المسلمين.. إنهم أنبل جنس عاش على أرض الدولة الإسلامية، وصار مصرع الحسين في كربلاء أهم حدث في مجرى التاريخ وظل هذا الشهيد رمزا للمسلمين حتى يومنا هذا، وقد أحس يزيد أن الحسين ميتا لهو أخطر عليه من الحسين حيا .. ).
*( المصدر/ سطوع نجم .. تأليف: جرهارد كونسلمان / ترجمة، تحقيق: محمد ابو رحمة / تاريخ النشر: 01/01/2004/ الناشر: مكتبة مدبولي). 
...........................................................
2
 رسالة الى يزيد*
بدر شاكر السياب
.......................................
إرم ِالــســماء بـنـظرة ِ اســتـهــزاءِ .. واجعل شــرابكَ مــن دم الاشـــلاءِ
واسحق بظلـّكَ كل عـِرضٍ ناصعٍ .. وأبــِحْ لنـَعـلـكَ اعــظـُمَ الـضـُـعـَـفاءِ
وامـْلأ ْ سراجكَ إنْ تـَـقـَـضـّى زيتهُ .. مـمـّـا تــدرّ ُ نــواضـِـبُ الاثـــــــداءِ
واخـلـعْ عـلـيـهِ كـما تشــاءُ ذبـالـــةً .. هـُـدُبَ الرضيـع ِ وحـِلـْـمـَة َ العذراءِ
واسدرْ بغـيـِّـكَ يا يـزيـدُ فـقـد ثــوى .. عـنـك َ الـحُـســَـينُ مـُـمَـزّق َالاحشاءِ
والليل ُ أظـلـَم َ والقطيع ُ كـما ترى .. يـَرنو إلـيـكَ بـأعـــْـيُـــن ٍ بــلـْـــهـــاءِ
وإذا اشتكى فمـَن المغيث ُ وإنْ غـفا .. أيــن الــمـُهيبُ به ِ الــى الــعـَـــليــاءِ
مَـثــّـلـْتُ غـدْرَكَ فاقـشـَـعـرّ لـِـهـَـوْلهِ .. قـلـبــي وثــارَ وزلــزلــتْ أعضائي
واستقطرت عيني الدموع ورنـّـقت ..  فـيـهـا بـقـايـا دمــعـةٍ خـــرســـــــاءِ
أبصرتُ ظـِـلـّـكَ يـا يـزيـــدُ يـرجـــّـهُ .. موجُ الـلـهيـبِ وعاصـفُ الانــــواءِ
رأسٌ تـكـللَ بالخـنى، واعـتـاض عن .. ذاك النــُـضـار بـحـيّـةٍ رقـــطـــــــاءِ
و يـدانِ مـُوثـَـقـَـتـانِ بالسوط الـذي .. قد كان يــعبـثُ امــسِ بالأحـــيـــــاءِ
عـصـَـفــَتْ بيَ الــذكرى فألقتْ ظلـّها .. فـي ناظــريّ كــواكبُ الصــحــــــراءِ
مـبهـورةَ الاضـواء يغـشى وَمْــضها .. اشــباحُ ركـْـبٍ لــجّ فــي الاســــراءِ
أضـفى عـلـيه ِالليل سـِتـْرا ًحـِيكَ .. من عـُرف الجـِنان ومن ظـِلال (حـِـراءِ)
أســرى، ونــام َ فـلـَيسَ إلا ّ هـمـسة  .. باسـْـم الـحـُـسـَينِ وجهشةُ استبكاءِ
تلك ابنة الزهــراء ولـهـــى راعـَـــها .. حـُـلـُـمٌ الـَـمّ بـها مـــع الــظــلـمــــــاءِ
تـُـنـْـبي أخــاها وهـي تـُـخفي وجهها .. ذعـْـرا، و تـلوي الجــِـيدَ في إعــياءِ
عن ذلك الســهل الـملـبــّد .. يــرتـمي .. في الافق مثل الــغيــمةِ الـــســـوداءِ
يـكـْـتَـظ ّ بالاشـباح ظـمأى حشرجتْ .. ثـُمّ اشـــرأبــّـتْ في انتــظـــار الــماءِ
مـفـغـــورة الافـــواهِ الا ّ جــــــثــّـــة ٌ.. من غــير رأسٍ لــُـطـّــخـتْ بـدمــاءِ
زحــَـفـَتْ إلى مـــاءٍ تــراءى ثـم لــم .. تـبـْـلـُـغـْـهُ فانكــَـفأتْ علـى الـحصباءِ
غـَيرُ الـحـُـسـَـينِ تـصـدّه عـمّـا انتوى .. رؤيا .. فـكـُـفـّـي يا ابنة َ الــزهـــراءِ
مـن للـضـِـعاف إذا استغاثوا والتظـَتْ .. عـيـنا " يـزيـدَ ســوى فـتى الهيجاءِ
بـأبـي عـطــاشـا لاغبينَ ورضــّـعـــا .. صـُـفـْـرَ الوجـوهِ خـمـائصَ الاحشاءِ
أيدٍ تـُـمـَـدّ إلى السـمــاءِ وأعــــيــــــنٌ .. تـرنـو الى الـماء الــقريب الــنـائـــــي
عـزّ الــحـُـسـيـنُ وجلّ عن أن يشـتري .. ريّ الـقــلــيل بـخـطـةٍ نــكــــــــــراء
.........................................................................................
* ( في ليلة العاشر من محرم سنة 1948 القى شاعر العراق الخالد بدر شاكر السياب قصيدته التالية في ثانوية العشار في البصرة في حشد ضم اكثر من الف و خمسمائة مستمع . القصيدة تشكـّل نـموذجا ً مـتميزا لشعر الرثاء عامة و للمراثي الحسينية خاصة، فالشاعر يعقد مقارنة بين شخصيتي الامام الشهيد الحسين والطاغية يزيد، بادئا ً برسم صورة الطاغية ومنتهيا بصورة الشهيد، وخلال القصيدة تتداخل حشود من صور العذاب تبدو كأنها مستوحاة من ( رسالة الغفران للمعري) او من ( جحيم دانتي ) يجعل منها شاعرنا بدر شاكر السياب نذيرا ً لمصير الطاغية،  يستوحي من رؤى عقيلة بني هاشم زينب اخت الحسين عليهما السلام ما يصور مشاهد المأساة حتى النهاية .. انها قصيدة متميزة لشاعر متميز.هذه القصيدة سبق أن نـُـشـرتْ مع قصائد وكلمات لآخرين في رثاء سيد الشهداء الحسين عليه السلام مما قيل في ذلك المهرجان في كتاب مستقل صدر في نفس السنة 1948، ومنه نقلها رضا الصخني الى قراء العربية في العالم ) .
 
...............................................................................................
 
3
في رحاب الحسين
عبد الرزاق عبد الواحد
.....................................
 
 
قدمت وعفوك عن مقدمي .. اسيرا كسيرا حسيرا ضمي
قدمت لاحرم في رحبتيك .. سلام لمثواك من محرمِ
فمذ كنت طفلا رأيت الحسين .. منارا الى ضوءه انتمي
ومذ كنت طفلا عرفت الحسين .. رضاعا و للآن لم افطمِ
ومذ كنت طفلا وجدت الحسين .. ملاذا بأسواره احتمي
سلام* عليك فأنت السلام .. وان كنت مختضبا بالدمِ
وانت الدليل الى الكبرياء .. بما ديس من صدرك الاكرم
وانك معتصم الخائفين .. يا من من الذبح لم يعصم
لقد قلت للنفس هذا طريقك .. لاقي به الموت كي تسلمي
وخضت و قد ضفر الموت ضفرا .. فما فيه للروح من مخرم
وما دار حولك بل انت درت .. على الموت في زرد محكم
من الرفض و الكبرياء العظيمة .. حتى بصرت و حتى عمي
فمسـّـك من دون قصد فمات .. وابقاك نجما من الانجم
ليوم القيامة يبقى السؤال .. هل الموت في شكله المبهم
هو القدر المبرم الـلايرد .. ام خادم القدر المبرم
سلام عليك حبيب النبي .. وبرعمه طبت من برعم
حملت اعز صفات النبي .. وفزت بمعياره الاقوم
دلالة انهم خيروك .. كما خيروه فلم تثلم
بل اخترت موتك صلت الجبين .. ولم تتلفت ولم تندم
وما دارت الشمس الا وانت .. للألاءها كالاخ التوأم
سلام على آلـك الحـوّم .. حواليك في ذلك المضرم
وهم يدفعون بعري الصدور .. عن صدرك الطاهر الارحم
ويحتضنون بكبر النبيين .. ما غاص فيهم من الاسهم
سلام عليك على راحتين .. كشمسين في فلك اقتم
تشع بطونهما بالضياء .. وتجري الدماء من المعصم
سلام على هالة ترتقي .. بلألاءها مرتقى مريم
طهور متوجة بالجلال .. مخضبة بالدم العندم
تهاوت فصاحة كل الرجال .. امام تفجعها الملهم
فراحت تزعزع عرش الضلال .. بصوت باوجاعه مفعم
ولو كان للارض بعض الحياء .. لمادت باحرفها اليتـّم
سلام على الحر في ساحتيك .. ومقحمه جلّ من مقحم
سلام عليه و عتب عليه .. عتب الشغوف به المغرم
فكيف وفي الف سيف لجمت .. وعمرك يا حر لم تلجمِ
واحجمت كيف وفي الف سيف .. ولو كنت وحدي لم احجمِ
ولم انتظرهم الى ان تدور .. عليك دوائرهم يا دمي
لكنت انتزعت حدود العراق .. ولو ان ارسائهم في دمي
لغيرت تاريخ هذا التراب .. فما نال منه بنو ملجم
ويا سيدي يا اعز الرجال .. يا مشرعا قط لم يعجم
وبن الذي سيفه ما يزال .. اذا قيل يا ذا الفقار احسم
يحس مرؤة مليون سيف .. سرت بين كفك والمحزم
وتمسك انت ثم ترخي يديك .. وتنكر زعمك من مزعم
فاين سيوفك من ذو الفقار .. واينك من ذلك الضيغم
عليّ علي الهدى والجهاد .. عظمت لدى الله من مسلم
ويا اكرم الناس بعد النبي وجها .. واغنى امرئ من معدم
ملكت الحياتين دنيا و اخرى .. وليس بـبيتك من درهم
فدى لخشوعك من ناطق .. فداء لجوعك من ابكم
قدمت و عفوك عن مقدمي .. مزيج من الدم و العلقم
وبي غضض جل ان ادريه .. ونفس ابت ان اقول اكظم
كأنك ايقظت جرح العراق .. فتياره كله في دمي
الست الذي قال للباترات .. خذيني وللنفس لا تهزمي
وطاف باولاده و السيوف .. عليهم سوار على معصمِ
فضجت باضلعه الكبرياء .. وصاح على موته اقدمي
كذا نحن يا سيدي يا حسين .. شداد على القهر لم نشكمِ
كذا نحن يا ايها الرافدين .. سوارتنا قط لم تهدم
لان ضج من حولك الظالمون .. فانا وكلنا الى الاظلم
وان خانك الصحب والاصفياء .. فقد خاننا من له ننتمي
تدور علينا عيون الذئاب .. فنحتار من ايها نتحتمي
لهذا وقعنا عراة الجراح .. كبارا على لؤمها الالام
فيا سيدي يا سنا كربلاء .. يـلألئُ في الحلك الاعتم
تشع منائره بالضياء .. وتذخر بالوجع الملهم
ويا عطشا كل جدب العصور .. سينهل من ورده الزمزمِ
ساطبع ثغري على موطئيك .. سلام لارضك من ملثمِ
سلام لارضك من ملثم
...............................................................
http://s1610.vuclip.com/77/6c/776c6e32202b580e80023ddd1f4c55c5/ba123207/776c_w_2.3gp?c=396313462&u=1412810241&s=BNPBXL=
 
http://www.youtube.com/watch?v=HVUQG0LK554&feature=related
لقاء العربية
 
..........................................
http://www.youtube.com/watch?v=zGpMidmgytg&feature=related
قصيدة عبد الرزاق عبد الواحد بصوت الفنان جواد الشكرجي
 
....................................................................
 
 
4-
نبؤة كتاب الرب المقدس :من هو قتيل شاطئ الفرات
بقلم: ايزابيل بنيامين ماما أشوري العراق
 
 
 
 ضمن دراستي الكهنوتية للكتاب المقدس والتي استمرت سنوات وانا اتفكر في نص غريب موجود في الكتاب المقدس لكوني عراقي...ة ونهر الفرات يمر في البلد الذي اسكنه. سألت عن هذا النص الكثير من قساوستنا وعلمائنا واساتذتنا وراجعت التفاسير والمراجع الخاصة بتفسير الكتاب المقدس ولكن يبدو أن الجميع تواطأ على السكوت. 
حتى ألتقيت بقداسة الانبا المقدس البطريارك الماروني : صبيح بولس بيروتي. وسألته عن النص الذي يذكر بأن هناك ذبيح على شاطئ الفرات، فمن يكون . فنظر لي مليا ثم قال:
لولا انك مسيحية وباحثة في علم اللاهوت وان هذا ضمن دراساتك ما اجبتك على سؤالك ولكني سأجيب.. قال : ..
 أولا : أن شاطئ النبوءة يمتد طولا على امتداد نهر الفرات من منابعة وحتى مصبه في البصرة .. ولكنني استطعت أن احصر منطقة الحدث في صحراء تقع في العراق بالقرب من بابل ..
الثاني : بحثت ايضا عن تفسير هذه النبوءة فوجدت أنه من تاريخ نزول هذه النبوءة وحتى يومنا هذا لم تتحقق هذه النبوءة إلا مرة واحدة..
قلت له : واين المكان ومن هو الذبيح؟ ..
قال : أن النبوءة تتحدث عن شخص مقدس (ابن نبي) وهو سيّد عظيم مقدس اسمه ((اله سين )) ..
ولما سألت قداسة الأب بطرس دنخا كبير الاساقفة عن معنى كلمة ((إله سين )) قال : 
أن العرب في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء .. فتصبح (الحسين) .. هذا هو المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلق بابن نبي مقدس جدا وهو سيكون سيّدا في السماء.
من هذه النقطة بحثت وتعمقت والآن أضع هذا النص بين يدي الاخوان لعلي احظى بإطلالة شافية كافية وافية مع أن النص واضح لأنه يُشير إلى معركة مصيرية كبيرة بجانب شط الفرات في ارض يُقال لها ((كركميش)) من أجل ارجاع خلافة مغتصبة، لأن النص يقول بأنه هذا السيّد ذهب ليرد سلطته، وعندما بحثت في معجم الكتاب المقدس وجدت أن ((كركميش)) تعني كربلاء .
فمن هذا السيد الذي ذُبح بجانب شط الفرات ولماذا يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة بهذا الوصف المخيف وكأن مصير البشرية يتوقف عليها .
صحيح اني وضعت أحاديث وأشياء تدل على هذه الواقعة لكن كلها افتراضات لأني لست من داخل الحدث الإسلامي ولكن هذا الشيء موجود على شكل نبوءة لم يستطع احد ان يغيرها او يتلاعب بها، ومنذ كتابتها منذ لآلاف السنين لم تتحقق هذه النبوءة إلا في الاسلام من حيث المكان والشخص المقتول كما يقول كبير علماء اهل الكتاب والمتضلع بالكتب السماوية ((كعب الاحبار بن ماتح )) اتمنى القراءة بتدبر وتروي وعدم الانسياق وراء العاطفة وإنما يتم تحكيم العقل .
جاء في سفر إرمياء الاصحاح ( 46 : فما 6 ـ 10 ) النبوءة التالية، وهي تحكي عن المستقبل البعيد حيث كان وصف إرمياء النبي صحيح مائة بالمائة فقد كان الوصف مهيبا رهيبا كأنك ترى ذلك المصروع والجيوش التي التفت حوله : 
(( أسرجوا الخيل ، واصعدوا أيها الفرسان وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع، لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا، لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات )) .
ثم ماذا تقول النبوءة عن اسباب ذهاب هذا السيد إلى ذلك المكان ؟ تقول : 
((ذهب ليرُد سلطته إلى كركميش ليُحارب عند الفرات في الصحراء العظيمة التي يُقال لها رعاوي عند الفرات )).
وكلمة كركميش : تعني كربلاء ..
وكلمة رعاوي : هي الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود بابل إلى عرعر والتي يسميها الكتاب المقدس (رعاوي) وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب اسمه النواويس ولا يُعرف بالضبط السر في وجود دور عبادة لأهل الكتاب في هذا المكان تحيط به المقابر، ولكن الأب أنطوان يوسف فرغاني يقول : 
بأن اكثر اهل الكتاب دفنوا في هذا المكان لأنهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه لأنه مقدس جدا، ولكن قدومه تأخر وماتوا وهم ينتظروه، ولذلك لم يُقتل مع هذا المقدس عند نهر الفرات سوى نصارى اثنين يُقال انهم اعتنقوا دين هذا المقدس.
لم يصف احد من شخصيات الاديان نفسه بأنه هو المذبوح هناك على ساحل كركميش حيث رعاوي الصحراء القاحلة، فقط الحسين عليه مراحم الرب وبركاته يصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وانه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار المتضلع بالتوراة، عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء حيث قال : 
((ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح حتى ذبح الحسين فقلنا هذا هو لأننا نروي ان ابن نبي يُذبح في هذا المكان)) .
ملاحظة أن كعب الاحبار قال ذلك امام حشد من الصحابة وغيرهم كما في الرواية التالية:
((ولمّا أسلم كعب الأحبار وقدم جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم الّتي تكون في آخر الزمان وكعب يخبرهم بأنواع الملاحم والفتن ثمّ قال كعب: نعم، وأعظمها فتنة وملحمة هي الملحمة الّتي لا تنسى أبداً، وهو الفساد الّذي ذكره الله في الكتب، وقد ذكره في كتابكم بقوله:
 (( ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ وإنّما فتح بقتل هابيل، ويختم بقتل الحسين )). 
( المصدر انظر مقتل الخوارزمي الجزء الأول ص 162 ).
هذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار رواية امام أهل السنة احمد التي تؤكد بأن ابن النبي يقتل بشاطئ الفرات وإليك الرواية : 
(( روى الامام أحمد بن حنبل من حديث علي بن أبي طالب ـ في ص85 من الجزء الاول ـ من مسنده، بالإسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه: قال: «دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات)) .
أو في الرواية التالية : 
((روى الشافعي ـ في باب إنذار النبي (ص) بما سيحدث بعده، من كتابه أعلام النبوة ـ عن عروة، عن أم المؤمنين عائشة، قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله (ص) وهو يوحى إليه، فقال جبرائيل: إن أُمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال: في هذه يقتل ابنك، اسمها الطف، قال: فلما ذهب جبرائيل، خرج رسول الله (ص)إلى أصحابه والتربة بيده ـ وفيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وحذيفة، وعثمان، وأبو ذر ـ وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: «أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي ))
بحثت فلم اجد غير ذلك تفسيرا فهل هناك اضافة لا أعرفها .
تحياتي : ايزابيل بنيامين ماما آشوري العراق
 
 
نبوءة كتاب الرب المقدس من هو قتيل شاطئ الفرات ؟
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
5
استشهاد الامام الحسين عليه‏السلام في الادب الاندلسي
مقتطف مقال : حسين جوبين
........................................................................................
 
قبل أن نقدم نماذج من أشعار الشعراء الاندلسيّين نشير الي مخطوط أثري لکتاب مهم في هذا الميدان وهو موجود في جامعة القرويّين، واسمه: 
(اِعلام الأعلام فيمن بويع بالخلافة) ومؤلّفه: (لسان الدين الخطيب)، وذکر فيه عادات الأندلسيين في ذکري استشهاد الأمام الحسين عليه‏السلام من التمثيل بأقامة الجنائز وانشاد المراثي، وذکر أنَّ هذه المراثي کانت حسينية.
(المصدر/ شبر، السيد جواد، أدب الطف أو شعراء الحسين عليه‏السلام ، طبع بيروت، ج 4، ص 11) .
 ونبادر الي نقل وصف المآتم الحسينية في الأندلس علي لسان ابن الخطيب کما ذکر في کتابه المخطوط بجامعة القرويين، حيث قال : 
(لم يزل الحُزن متصلاً علي الحسين، والمآتم قائمة في البلاد يجتمع لها الناس ليلة يوم قتل فيه ـ أي ليلة عاشوراء ـ ولاسيما بشرق الأندلس، يقيمون رسم الجنازة في شکل من الثياب ويُحتَفل بالأطعمة والشموع، ويُوقَدُ البخور، ويُجلَب القرّاء ويُتَغنّي بالمراثي الحسينية، وبقية من هذا لم تنقطع بعد).
( المصدر/ شبر، السيد جواد، أدب الطف أو شعراء الحسين عليه‏السلام ، طبع بيروت، ج 4، ص 11/ كذلك مجلة العرفان اللبنانية، مجلد 59 ) .
    فمن أبرز وأشهر الاندلسيين الذين رثوا الامام الحسين عليه‏السلام .. :
أولاً: 
احمد بن درّاج القسطلي، وکان من الشعراء الافذاذ في الأندلس خلال القرن الخامس الهجري، وکان معاصراً لآل «حَمّود» وهم من السادة الأدارسة الحسنيين في الأندلس، وقد نظم قصيدة أشار فيها الي ما عاناهُ أهل البيت عليهم‏السلام من مصائب ورزايا، وقال الناقد المشهور ابو الحسن علي بن بسام في کتابه : «الذخيرة» عن تلک القصيدة الغراء :
 (قصيدة طويلة وهي من الهاشميّات الغرّ، لو قَرَعت سَمْعَ دعبل بن علي الخزاعي والکميت بن زيد الأسدي لأمسکا عن القول، بل لو رآها السيد الحميري وکثير ـ عزّة ـ لأقاماها بيّنة علي الدعوي، وتبدأ هذه الصيدة ببکاء شجي، بکاء تجهش به قلوب الشيعة في کُلِّ مکان.
( المصدر/ الأمين، حسن، دائرة المعارف الاسلامية الشيعية، طبع دار التعارف، بيروت، سنة 1393هـ.ق، ج 4، ص 24 ).
يقول هذا الشاعر الأندلسي في قصيدته التي تزيد علي سبعين بيتاً مشيراً الي الحسين والي آل رسول اللّه‏ ص :
الي الهاشميّ الي الطالبي الي الفاطميّ العطوف الوصول
الي ابن الوصيّ الي ابن النبيّ الي ابن الذبيح الي ابن الخليل
فأنتم هُداةُ حياة وموت وأنتم أئمة فِعلٍ وقيل
وسادات من حلَّ جناتِ عدنٍ جميع شبابِهِمُ والکهول
وانتم خلائف دنيا ودين بحکم الکتاب وحکم العقول..
( المصدر/ الأمين، حسن، دائرة المعارف الاسلامية الشيعية، طبع دار التعارف، بيروت، سنة 1393هـ.ق، ج 4، ص 24).
 ثانياً: 
أبو البحر صفوان بن ادريس التجيبي المرسي، وهو من شعراء القرن السادس الهجري، وقد ذکره أحد أعلام الفکر في القرن الثامن الهجري وهو لسان الدين بن الخطيب، وقال المحقّق المعاصر حجة الاسلام والمسلمين السيد جواد شبّر النجفي في کتابه القيّم : «أدب الطف» : 
 ( أفادنا ابن الخطيب وعَرَّفنا بأحد شعراء الشيعة في الأندلس، الذي اشتهر برثاء سيدنا الحسين عليه‏السلام وهو ابو البحر صفوان بن ادريس التجيبي المرسي (561 ـ 598)، وهذه القصيدة منه کانت مشهورة ينشدها المسلمون وهي :
سلام کأزها الربي يتنسَّمُ علي منزل منه الهُدَي يتعلَّمُ
علي مصرعٍ للفاطميّين غُيِّبَتْ لأوجهِهِم فيهِ بُدورٌ وأنجُمُ
علي مشهدٍ لو کُنتَ حاضرَ أهلِهِ لعايَنتَ أعضاءَ النبيِّ تُقَسَّمُ
علي کربلا لا اَخلَفَ الغيثُ کربلا والاّ فأنّ الدمعَ أندي وأکرَمُ
مصارع ضجّت يثربٌ لمصابها وناحَ عليهِنَّ الحطيمُ وزمزمُ
ومکةُ والأستارُ والرکنُ والصَّفا وموقفُ جمعٍ والمُقامُ المُعظَّمُ
وبالحَجَرِ الملثومِ عنوانُ حَسرةٍ ألستَ تراهُ وَهْوَ أسودُ أسْحَمُ
وروضةُ مولانا النبيِّ محمدٍ تَبدّي عليها الشکلُ يَومَ تَخَرَّمُ
ومنبرُهُ العلويُّ والجذاعُ أعوَلاعليهِمْ عويلاً بالضمائرِ يُفهَمُ
ولو قَدَّرَتْ تلک الجماداتُ قَدرَهُمْلَدُکَّ حراءٌ واستُطيرَ يُلَمْلِمُ
وما قدرُ ما تبکِي البلادُ وأهلُهالآلِ رسولِ اللّه‏ والرزءُ أعظَمُ
لو أنَّ رسولَ اللّه‏ يحيي بُعَيْدَهُمْرأي ابنَ زيادٍ اُمُّهُ کيفَ تُعقَمُ
وأقبلتِ الزهراءُ قُدّسَ تُربُهاتُنادي أباها والمدامعُ تُسْجَمُ
سقوا حسناً بالسمّ کأساً رويةًولم يقرعوا سناً ولم يتندَّمُوا
وهم قطعوا رأسَ الحسين بکربلاوکأنَّهم قد أحسنوا حينَ أجْرَمُوا
وأسرُ بنيهِ بعدَهُ واحتمالُهمکأنَّهُمُ من نسلِ کسري ويُغنَمُوا
ونقُر يزيدٍ في الثنايا الّتي اغتدَتْثناياکَ فيها أيُّها النورُ تَلثِمُ
هُمُ القومُ أمّا سعيهم فَمُخَيَّبٌمَضاعٌ وأمّا دارُهم فَجَهنَّمُ
قِفوا ساعدونا بالدموع فأنَّهالَتصغُرُ في حقِّ الحسينِ ويَعظُمُ
ومهما سمعتم في الحسين مراثياًتُعبِّرُ عن محضِ الأسي وتُتَرجِمُ
فمُدّوا أکفّاً مُسعَدينَ بدعوةٍوصَلُّوا علي جَدِّ الحسينِ وسَلِّموا.
( المصدر/ شبّر، السيد جواد، أدب الطف أو شعراء الحسين عليه‏السلام ، ج 4، ص 11 وص 12 وص 13 / و اعلام الأعلام، لابن الخطيب، وهو مخطوط في جامعة القرويين، ص 37 و38 ).
ثالثاً: 
الجراوي وهو من شعراء دولة الموحّدين الحسنية التي تأسَّست في القرن الخامس الهجري في المغرب، ثم امتدَّت الي الأندلس، وقال المحقّقُ اللبناني المعاصر الاستاذ حسن الأمين في دائرة المعارف الاسلامية .. عن الشاعر الجراوي : 
(ومن قصائده ملحمة في رثاء الحسين عليه‏السلام وهيء تختلف عن تلک المراثي التي تعرفها الشيعة، تُقرَأُ صبيحةَ يوم عاشوراء) .
( المصدر/ الأمين، حسن، دائرة المعارف الاسلامية الشيعية، طبع دار التعارف، بيروت، سنة 1393هـ.ق، ج 3، ص 324 ).
وجاء فيها :
أقولُ لحزنٍ في الحسين تأکّدا تَملَّکْ فؤادي مُتهِماً فيه مُنجِدا
ولو غيرُ هذا الرزء راح أو اغتديلناديتُهُ قبلَ الوصولِ مُردّدا
عقرتُ بعيري يا امرأ القيس فانْزِلِ
ورکبٌ اذا جاراهُمُ البرقُ يَعثَرُ تذکَّرتُ فيهِمْ کربلا فَتَحيَّروا
وغيداءُ لا تدري الأسي کيف يَخطُرُ بَثثتُ لها ما کنتُ بالطفِّ اَضمرُ
فألهيتُها عن ذي تمائمَ مُحوِلِ
أيا فاساً قادّر الغُرورُ شکائمَهْ فأوردَ في صدرِ الحسينِ صوارِمَهْ
تَهيَّأ ليومِ الحشرِ تَجرَعْ علاقِمَهفما لکَ مَنجيً من خصومةِ فاطِمَه
وما ان أري عنک العمايةَ تنجلي
رابعاً : 
محمد بن هاني الأندلسي الذي تحدث عنه المحقق المعاصر العلامة الشيخ الأميني في کتابه الخاص بالشهداء .
( المصدر/ شبر، السيد جواد، أدب الطف أو شعراء الحسين عليه‏السلام ، طبع بيروت، ج 4، ص 11/ كذلك مجلة العرفان اللبنانية، مجلد 59 ).
ويقول العلامة الأميني رحمه‏الله في کتابه الخاص بشهداء الفضيلة إنَّ الشاعرَ ابن هاني الاندلسي استشهد بأيدي اعداء اللّه‏ في 23 رجب سنة 362 رضوان اللّه‏ عليه، وعلي جميع شهداء الفضيلة وعشاق الحسين عليه‏السلام في کلّ زمان ومکان.
خامساً : 
ناهض الوادي الاندلسي وهو من شعراء القرنين السادس والسابع، وقد ورد ذکره في کتاب (نفح الطيب) لابي العباس المقري الذي يُعَدُ مصدرنا الفريد عنه ـ والمؤلف ـ اکتفي بذکر اسمه ونسبه دون تطويل، وأثبت نصّ قصيدته في رثاء الحسين عليه‏السلام دون تعليق کما ذکر سنة وفاته ومکانها ولم يزد شيئاً... ـ وقد ـ توفي رحمه‏الله سنة 615هـ ببلدة وادي آش، وبذلک يکون معاصراً لمجموعة من أدباء عصره الذين عاشوا خلال القرنين السادس والسابع للهجرة، واشترکوا معه في الموضوع نفسه وهو بکاء سيد الشهداء الحسين بن علي شعراً أو رجزاً أو نثراً وتأليفاً وکانوا حلقة وصل بينهم وبين غيرهم... 
 ومنهم علي سبيل المثال السلطان النصري الشاعر يوسف الثالث من ملوک بني الأحمر، فقد ضمَّ ديوانه قصيدتين في رثاء الحسين والتعبير عن الولاء لآل البيت عليهم‏السلام ...
واما ملوک بني الأحمر الذي نظم أحدهم وهو يوسف الثالث قصيدتين في رثاء الامام الحسين عليه‏السلام فهم آخر أسرة إسلاميّة حاکمة في الأندلس حکمت غرناطة من عام 1235م والي عام 1492م مؤسسها محمد الغالب (توفي عام 1273م. هـ) الذي بني قصر الحمراء في غرناطة.
واما قصيدة الشاعر ناهض الأندلسي في رثاء الامام الحسين عليه‏السلام فهي تقع في ستة عشر بيتاً علي وزن الکامل ورويّها الکاف المکسورة ويستهلها الشاعر بتساؤل يتوجه به الي حمامة يتصورها باکية مولهة مثله علي غرار شعراء الوجدانيات مثل أبي فراس الحمداني وابن شهيد الاندلسي وابن خفاجة وغيرهم ليستفسر عن سبب بکائها... وقد وفق الشاعر في اختيار السياق العام لصياغة تجربته مستغلاً ما ترمز اليه الحمامة في التراث الشعري العربي قبله من حزن وأسي ولوعة، ولکنه يجعل مصابه فوق مصابها لأنَّه يبکي الحسين قتيل الطفِّ، فرع النبوة الزاکي ويتوعد قاتله بمصيرة المظلم في قعر جهنم... ويبدو الشاعر الاندلسي موفقاً ايَّما توفيق في اختيار معجمه الشعري وحسن توظيفه لمجموعة من الالفاظ ذات الظلال والايحاءات الخاصة مستعيناً في تصوير انکساره بايثار الکسرة لحرف الرويّ وبمناجاة الحمامة التي حاول معرفة حزنها الدفين لعلّه يصل الي اکتشاف سببه معظماً من مصابه لانه فوق کُلِّ مصاب وحين تتأزَّم نفسه يصرّح لها بسرّ معاناته فيقول:
لو کنتِ مثلي ما افقتِ من البکا لا تحسبي شکواي من شکواکِ
ايهٍ حمامةُ خبّريني انّني أبکي الحسينَ وأنتِ ما أبکاکِ؟
وقد کتب الباحث المغربي علي الغزيوي الذي يدرس الأدب الأندلسي في جامعة سيدي محمد في مدينة فاس في المملکة المغربية کتب بحثاً مهيا عن هذه القصيدة الغراء في مجلة النور التي تصدر في لندن في عدد جمادي الثانية سنة 1421هـ.ق، وذکر في بحثه :
ان هذه القصيدة متنوعة الاساليب، ما بين الخطاب الذي هيمن علي معظم أبياتها الاولي في شکل تساؤل، من الحمامة، والبوح الذي يتلو ذلک بما فيه من وصف وتصريح بالصور المفزعة الدامية لمقتل الشهيد الحسين فرع النبوة وکيف تعفّر ومُزّقت اشلاؤه عدواناً وظلماً... ـ ففي القصيدة ـ رقة في العاطفة وحرارة في الأحاسيس وصدق فني وانسياب وتلقائية في العبارة ومتانة في البناء مع ايمان قوي باحقاق الحقّ والانتصاف من الجُنَاة وهذه متقطفات من تلک القصيدة:
إيهٍ حمامة خبّريني إنَّني أبْکي الحسينَ، وأنتِ ما أبکاکِ؟
أبکي قتيلَ الطفّ فرع نبيّنا اکرمْ بفرعٍ للنبوة زاکي
ويلٌ لقومٍ غادروهُ مُضرّجاً بدمائه نضواً صريعَ شکاکِ
متعفِّراً قد مُزّقت أشلاؤهُ فرياً بکل مُهنّدٍ فتّاکِ
ثم يخاطب الشاعر يزيد قائلاً:
أيَزيدُ لو راعَيْتَ حُرمَة جَدِّهِ لم تقتنص ليثَ العرينِ الشاکي
اترومُ وَيْکَ شفاعةً من جَدِّهِ هَيْهاتَ! لا، وَمُدَبِّرِ الأفلاکِ
ولسوفَ تُنْبَذُ في جَهَنّمَ خالداً ما اللّه‏ُ شاءَ ولاتَ حينَ فکاکِ
(مصدر القصيدة/ لابي العباس المقري - کتاب نفح الطيب/ ج 5، ص 70 ـ 71).
 
......................................................................................................
bahaaldeen@hotmail.com
bahaa_ideen@yahoo.com
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهاء الدين الخاقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/27



كتابة تعليق لموضوع : ملف الحسين سيد الشهداء الجزء الاول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net