صفحة الكاتب : سعيد البدري

الشعائر الحسينية .. الجامعات طلابها واسوارها !!
سعيد البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يبدو ان النقد الذي يكيله البعض ناتج عن عقد مستحكمة لايمكن معها اقناعهم بضرورة ان يوجه الى محاربة فكرة متطرفة او بدعة مضرة لا ان تصيب سهامه وعي الناس وفهمهم الواقعي وقد يكون هذا النقاش عقيما لو كان الطرف الاخر جاهلا مثلا وليس لديه التصور التام عن الحقيقة ومعطياتها اما ان يكون الناقد شخصا محترما يعتقد ان في حديثه وكتاباته رسالة بحد ذاتها تحتاج الى التامل والمناقشة ومن ثم التصحيح فالامر مختلف كليا ومن جملة هولاء الناقدين الذين يحترم رأيهم وتخصصهم الكاتب العراقي رشيد الخيون وما لهذا الاسم من تاريخ ومعرفة وادراك ومؤلفاته ومقالاته في اغلبها ممتلئة بالمعلومة والرؤية الصائبة والتشخيص الدقيق لكن ماقد يفوت الاستاذ الخيون احيانا وهو يتحدث عن الجانب الشعائري في القضية الحسينية لدى الشيعة تحديدا هو القراءة الموضوعية الكاملة لتأريخها والنصوص الغنية الموثوقة التي وصلتنا عن ائمة اهل البيت عليهم السلام فلا البويهيون والصفويون ولا حزب الدعوة والشيعة المعاصرين هم من اوجد وابتدع هذه الممارسات الشعائرية ولا غيرهم من السلاطين والحكام فالطعن بتاريخها ونشاتها يجب ان يكون مبنيا على دليل اعمق واقرب للواقع فعلى سبيل المثال ان قرأة المراثي والشعر الحزين على فاجعة كربلاء واقامة مجالس العزاء والحديث عن مصيبة الحسين قد وردت فيها نصوص وطبقت على يد الائمة عليهم السلام بالاخص في المرحلة التي تلت استشهاد الامام ابي عبد الله الحسين عليه السلام وحتى قبل سقوط حكومة بني امية اما مشاهد التمثيل التي تعرف بالتشابيه فلها وجودها الواقعي وظهرت بشكل جلي وواضح في زمن الامام الرضا عليه السلام فيما كانت مسيرات الرجال اللاطمين على الصدور مالوفة وكذا النساء المعزيات من دار الى دار في احياء الكوفة وازقتها وهذه امور لاتحتاج الى الكثير من العناء لاثباتها تاريخيا وكل ذلك في عصر الائمة الاطهار عليه السلام .والاولى ان كان هناك اعتراض منهم سلام عليهم على هذه الممارسات هو منعها او محاربتها كما فعلوا في بيان مسألة الصوم في يوم عاشوراء ونيته والاحاديث المكذوبة التي دسها وعاظ بني امية بانه يوم فرح وسرور لانه اليوم الذي استوت فيه سفينة النبي نوح على الجودي او فلق البحر للنبي موسى ونجاة بني اسرائيل من فرعون وقذف نبي الله يونس من جوف الحوت وغيرها من اكاذيب . نعم ان لهذه الشعائر اصل لم يستطع ازلام السلطة في كل الازمنة النيل منه والتشكيك به ولعل الاستاذ الخيون اراد ان يقول وهذا رأي قد يكون محل نقاش من ان هذه المظاهر والشعائر اصبحت تمارس من قبل الحكومات البويهية والصفوية وتعمم ليمارسها رعاياها طمعا وكرها وتزلفا وهذا تفسير مقبول نوعا ما لكنه لاينفي اصالتها وارتباطها بمدرسة اهل البيت عليهم السلام وعلى اعلى المستويات في وقت كانت ولازالت هذه المدرسة تحتاج اثبات الوجود ونشر الحقيقة . الامر الثاني الذي اود ايضاحه ايضا ان الطرق المعقولة لذكر المصيبة من قبل الفرق الاسلامية وعلمائها في نظر الاستاذ الخيون تحتاج الى وقفة فالمسلمون جميعا باعتبارهم مرتبطين بالرسالة الاسلامية ومثلها الاعلى النبي الاكرم صلى الله عليه واله لابد ان يقفوا مع الحق والحقيقة ولانهم جمهور واسع ينتمي لمدارس فقهية متعددة تتفق على مضمون الرسالة وتختلف في تفسيرها لبعض جزئيات هذا المضمون فهم غير معنين باحياء المناسبة وذكر الواقعة على الطريقة التي اشرت اليها انفا وهي طريقة ائمة اهل البيت عليهم السلام وعلماء هذه المدرسة العظام في تاصيل النهضة وبيان اهدافها واليات خلودها ولعل هذا الجمهورفي غالبيته اليوم لايعرف عن الحسين عليه السلام ونهضته الشيء الكثير بل قد لايعرف طيف واسع منه من هو الحسين ولماذا قتل ومن قتله وما اورده الاستاذ الخيون من بعض المصادر ليس متاحا الا لثلة قليلة من الباحثين الذين يصنفه فريق منهم على انه لون من الوان الاداء الانشادي للمصائب والاحزان في عصر من العصور الاسلامية انقرض وانتهى زمانه ولا ادري حقا هل يفهم من كلام استاذنا الفاضل الايمان بالمحتوى الاصلي للقضية الحسينية ونبذ اعدائها لدى هذا الجمهور ام ان المسألة على شاكلة خرج سيدنا الحسين على امر سيدنا الخليفة يزيد فقتل في كربلاء وهذا ليس انتقاصا من مدرسة او مذهب اسلامي معين بقدر ما هو كشف لحقيقة واقعية فهذه الطروحات المشوهة ورائها خدعة تمرر اليوم الى اجيالنا في غير بلد اسلامي هدفها الاساس التعمية وذر الرماد في العيون. كما اني لا اعلم لماذا لا يعرض الراي الصريح للشيخ ابن تيمية في قضية مقتل الحسين فهو لايحمل يزيد وبني امية مسؤوليتها الكاملة والمباشرة بل يرى ان شمرا وحرملة وبعض منافقي الكوفة هم القتلة باجتهاد شخصي وان الخليفة المزعوم لم يكن يريد ذلك انطلاقا من حبه للنبي وقربى الامام الحسين منه . وللامانة فأن بعض مما اورده السيد الكاتب في مقال له تحت عنوان العراق... الجامعات للعلم لا للطم! المنشور في جريدة الاتحاد الاماراتية يحمل بين طياته شيفرات ورموز لابد من فكها فعقولنا القاصرة لاترى ما يراه وحقنا في ممارسة شعائرنا في مناطقنا ومدارسنا امر لابد من احترامه بحكم اننا اكثرية وعلى من يرى خلاف ما نرى ان يحترم عقائدنا على الاقل فالجامعات وطلبتها جزء من النسيج الاجتماعي وتركيبة هذا الشعب وليس عيبا ان تعلق اللافتات ويعبر اكثرية هذا الشعب عن حبهم وتمسكهم بفكرة اصيلة وللعلماء والنخب طرح مؤاخذاتهم وافكارهم في تشذيب وتنقية هذه الشعائر لكن ان تنتقد بهذا الشكل او تحدد بنمط معين انسجاما مع رؤية كاتب او سياسي او مفكر ربما في هذا الطرح مشكلة كما ان تدخل السلطة في مظهر من مظاهر الاحياء العاشورائي سلبا او ايجابا امر يعود لها وهي المسؤولة عن قرارها ونهجها وان كان هناك قصور معين فلابد من تاشيرة والدعوة الى تصحيحه بذاته لا من خلال نسف البناء برمته ولو افترضنا جدلا ان قادة المؤسسة العلمية الجامعية في العراق والتي تعاني التأخر والاهمال هم سبب هذا التأخر عليه يجب هنا الحديث معهم وتوجيه الرسالة لهم اما ان نعترض على طالب جامعي او مدرس او موظف في الجامعة لماذا تتصرف بهذا الشكل وتؤثر الطبخ واللطم وتعليق الشعارات على الجامعة فاعتقد انه سؤال واعتراض غير مرتبط ولاتعارض بين الامرين بتاتا فالقضية اعمق مما تشير اليه دلالات المقال وليس مرتبطا بشكل مباشر بجانب حزبي او ديني وشعائري شيعي وقد يكون استاذنا الكبير قد اطلع على مسيرة وتأريخ الشعوب في تعاملها مع قضاياها وتراثها في اكثر من مكان في هذا العالم الرحب . ختاما اقول ان الامام الحسين الثائر على الواقع الفاسد في كل زمان ومكان ترك لنا ارثا عظيما ينبغي الالتفات اليه والتدقيق في مضامينه والبحث فيه مليا وان كان زمن الطغاة قد ولى المتاخرين منهم بشكل خاص الى غير رجعة فللجامعة وطلبتها واساتذتها في وقت المحنة كلمة تعلموها من الحسين عليه السلام واطلقوها مدوية بوجه اولئك الصغار مرسخين ثقافة التضحية والاباء وعنفوان شباب يقفز فوق كل حواجز السلطة واشراكها وقد رايناهم شهداء صرعى في حرم جامعة البصرة التي اتشحت كغيرها من الجامعات في وسط وجنوب البلاد بالسواد مؤسسين لثقافة رفض الظلم والظالمين سيرا على نهج هذا الحسين الثورة والعطاء. ربما اكون ه قد اصبت كبد الحقيقة في موضع ما وربما يكون كلامي في واد اخر غير الذي سلك فيه استاذنا رشيد الخيون وهو ينتقد حالة يرى معها صوابية رأيه وتشخيصه مع التقدير والاحترام لشخصه وتاريخه العلمي والله من وراء القصد ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعيد البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/27



كتابة تعليق لموضوع : الشعائر الحسينية .. الجامعات طلابها واسوارها !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net