صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح72 سورة المائدة
حيدر الحد راوي
بسم الله الرحمن الرحيم
 
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{44}
نستقرأ الاية الكريمة في عدة محاور : 
1- (  إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا ) : يذكر النص المبارك على ان التوراة كتاب سماوي , انزله جل وعلا , وان فيه : 
أ‌) (  هُدًى ) : كافة مستلزمات الهداية للطريق القويم , وايضا كافة المظاهر الربانية الظاهرية من عبادات ومعاملات . 
ب‌) (  وَنُورٌ ) : اشارة الى كافة المظاهر الباطنية , او الغيبية , او ما لا يدركه الانسان البسيط .         
2- (  يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ ) : التوراة كتاب , لابد له من قائم يقوم به , يستلمه من الوحي , ثم يبلغ به الناس , يشرح لهم الاحكام ( الاوامر والنواهي ) , وهذا هو دور الانبياء (ع) , ويلاحظ في النص المبارك (  الَّذِينَ أَسْلَمُواْ ) , ما يدل على ان كافة الانبياء والمرسلين (ع) كانوا مسلمين , منقادين لطاعة الباري عز وجل . 
3- المتلقي : لابد ان يكون هناك متلقي , شخص او اشخاص , امة او قوم ما , يوجه لهم الكتاب , فيذكر النص المبارك ثلاثة طوائف او طبقات : 
أ‌) (  لِلَّذِينَ هَادُواْ ) : عامة اليهود . 
ب‌) (  وَالرَّبَّانِيُّونَ ) : المنقطعون لله تعالى علما وعملا , عبادة وزهادا , وكل من عهد اليه تربية الناس .
ت‌) (  وَالأَحْبَارُ ) : الرؤوساء الدينيون والعلماء .         
4- (  بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء ) : يذكر النص المبارك وظيفتين للربانيون والاحبار:
أ‌) (  بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ ) . 
ب‌) (  وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء ) .  
5- (  فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) : نهي عن خشية الناس , من اظهار الحقيقة التي يعرفونها , واستحفظوا عليها , حقيقة آن آوانها , ولابد ان تظهر للناس , وترشح ان تكون , نعت الرسول محمد (ص واله) وخبره الذي جاء في التوراة , والبشارة به ( ص واله) , وامر مباشر , بتقديم خشيته عز وجل , واظهار كل ما لديهم من معرفة مخفية , لانه جل وعلا احق ان يخاف ويخشى . 
6- (  وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ) : يكشف النص المبارك , عن اموال تدفع لجهات معينة , لاهداف خاصة , لعل اهمها اخفاء حقيقة ما , او تحريفها عن اصلها , ترشح ان تكون الحقيقة اخفاء و تحريف البشارة المصطفى محمد (ص واله) , والجهة القابضة هم الربانيون والاحبار , اما الجهة التي تقوم بالدفع والتمويل مجهولة , من اجل التعرف عليها , يحتاج الامر ان يقوم المهتمين بدراسة القرآن الكريم بالبحث عنها .         
7- (  وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) : نص كريم واضح الدلالة والمدلول .    
 
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{45}
تبين الاية الكريمة جانبا مما كتب ( فرض ) الله تعالى في التوراة , واجري حكمه على اليهود :  
1- (  أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) : تقتل النفس بالنفس , القاتل العمد يقتل , ولا يشمل ذلك القاتل دفاعا عن نفسه او عرضه او ماله . 
2- (  وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) : العين تفقأ بالعين . 
3- (  وَالأَنفَ بِالأَنفِ ) : والانف تجدع بالانف . 
4- (  وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ ) : والاذن تقطع بالاذن . 
5- (  وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ ) : والسن تقلع بالسن . 
6- (  وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ) : اما باقي الجروح والاصابات فتكون قصاصا . 
7- (  فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ) : اما من تجاوز عن حقه في الاقتصاص من المعتدي , فيكون ذلك بمثابة تكفير لذنوبه ( المعتدى عليه ) , ينبغي الاشارة , الى ان ذلك ليس دائما , بل في ظروف خاصة , يراعي فيها ظروف المعتدي , كالتقدم بالسن والمرض وماشابه . 
8- (  وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ َ ) :  اما من يتملص او يتهرب او يرفض حكم الله تعالى (  فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .               
 
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ{46}
نستقرأ الاية الكريمة في عدة محاور على سبيل الايضاح : 
1- (  وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) : الضمير في (  آثَارِهِم ) يعود الى الانبياء قبله (ع) , فيكون عيسى (ع) امتدادا لرسالات ومهمات الانبياء (ع) الذين سبقوه . 
2- (  مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ) : اول مهماته (ع) التصديق بالتوراة الاصلية , والغير محرفة . 
3- (  وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ) : ثم ان الله جل وعلا اتاه كتابا اخر , الانجيل , ويصف النص المبارك الانجيل بنفس وصف التوراة ( هُدًى وَنُورٌ ) . 
4- (  وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ) : التكرار هنا له مضمونين : 
أ‌) للتأكيد . 
ب‌) يقتضي استدراك مفاهيم ومعاني اخرى , لابد ان يوليها الباحث المحقق شيئا من الجهد والتأمل .                  
5- (  وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ) : يلاحظ ان الهدى والموعظة للمتقين , فأما الهدى يكون بمثابة البيان الهادي , والدليل الواضح , وكل ما يلتقي مع الهداية , واما الموعظة بمثابة التحذير من ركوب المعاصي والذنوب ... الخ . 
 
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{47}
يتبين من الاية الكريمة , ان الغرض من ارسال عيسى (ع) وتأييده بالانجيل , ليحكمه الناس في امورهم العبادية والمعاملاتية , كما وتبين الاية الكريمة , ان من لم يحكم بما جاء في الانجيل (  فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) , فتأمل معنى الفاسق وعاقبته ! .    
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ{48}
بعد ان تطرقت الايات الكريمة السابقة الى التوراة والانجيل , وبينتا ان فيهما هدى ونور , جاءت الاية الكريمة لتتكلم عن القرآن الكريم , وتبين ان فيه : 
1) (  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) : كلمة (  بِالْحَقِّ ) , لم ترد في سياق الكلام عن الكتب السابقة . 
2) (  مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ) : لما قبله من الكتب السماوية الاصلية , وليست الحالية المحرفة , الملاحظ في النص المبارك , انه اورد كلمة ( الْكِتَابِ ) بمعنى الكتب .  
3) (  وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) : من اهداف القرآن الكريم , ليس التصديق فقط , بل الهيمنة على كافة الكتب السماوية التي سبقته , والهيمنة هنا بمعان ( متسلطا ومراقبا ومحافظا وشاهدا عليه وعلى اصله غير المحرف )"مصحف الخيرة , علي عاشور العاملي" .
4) (  فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ) : بما انزل الله تعالى في القرآن الكريم , في ذلك اشارة الى ايقاف العمل بكافة الكتب السماوية السابقة .          
كما وتشير الاية الكريمة , الى ان الله تعالى جعل لكل امة شريعة ومنهاجا خاصة بها (  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ) , وتضيف ان ذلك بمشيئته عز وجل , وان شاء جل وعلا (  وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) , فأقتضت حكمته عز وجل في الاختلاف , لغرض الابتلاء (  وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم ) , لذا فينبغي للشخص النابه والمؤمن الناصح ان يدرج نفسه في (  فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ ) , وليعلم وليدرك الجميع هذه الحقيقة التي لا ريب فيها ولا لبس (  إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) .            
 
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ{49}
تأمر الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) ان يحكم بحكم الله تعالى , وتنهاه عن اتباع ما الهوى ( رغبات القوم ) , ثم تحذره (ص واله) ان يحرفوه عما انزله الله تعالى , فأن اعرض القوم عن حكمه , فقد اضلتهم ذنوبهم , وابعدتهم عن جاده الصواب . 
يلتفت المتأمل الى ختام الاية الكريمة بــ (   وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) , فيحتار في امرها , هل يمثل النص المبارك حكما مسبقا على الكثير من الناس ؟ , ام انها مختصة في زمانه (ص واله) ؟ ,  ام انها تحمل على معان اخرى ؟ .    
 
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{50}
الاية الكريمة في محل استفهام انكاري , فيتوضح من خلالها ان القوم يطلبون احكاما بعيدة عن شريعة الله تعالى , وتضيف الاية الكريمة على نحو ما , ان احسن الاحكام ما كان صادرا من قبله عز وجل , ما لا يدركه الا الموقنين فقط , وخصّ الموقنين في هذا الموضع لانهم يتدبرون تلك الاحكام والشرائع , ولا يكتفون بالالتزام والتمسك بها فقط . 
مما يروى في سبب نزول الايتين الكريمتين ( 49 – 50 ) , ان رهطا من وجهاء اليهود تآمروا واتفقوا على الذهاب الى النبي (ص واله) بغية حرفه عن الاسلام , فذكروا له (ص واله) انهم من علماء اليهود , فأن اسلموا واقتدوا به (ص واله) , بالتأكيد سيتبعهم عدد غفير من عامة اليهود ,  وزعموا ان بينهم وبين جماعة اخرى نزاع وخلاف , فطلبوا منه (ص واله) ان يحكم لصالحهم . 
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51}
توجه الاية الكريمة خطابا مباشرا منه جل وعلا للمؤمنين , يتضمن نهي وتحذير : 
1- (   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ) : ينهي الخطاب المؤمنين من اتخاذ اليهود والنصارى اولياءا من دون المؤمنين , فبعضهم ولي للبعض الاخر , المفجع في الامر , ما اكثر المسلمين الذين يترامون في احضان هؤلاء المنهي عن موالاتهم , يتقربون لهم بشتى الوسائل من اجل ان ينالوا متعا دنيوية زائلة , مخالفين النص المبارك مخالفة مباشرة , وهذا من ابرز الاسباب التي جعلت الاسلام ضعيفا غريبا في يومنا هذا . 
2- (  وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) : تحذير للمسلمين كافة , من تولي اليهود والنصارى , الملفت للنظر ختام النص المبارك بــ (  إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) , لو ان المسلمين خالفوا النص المبارك , ووالوا اليهود والنصارى , يكونون بذلك ظالمين لانفسهم , ويتعهد النص المبارك , ان الله جل وعلا لن يهدي الظالمين , وهذا سببا في عدم تأييد المسلمين من قبله جل وعلا , فحل الظلم والجور والاستبداد في ديارهم , فلا غرابة عندما نرى اليوم بلاد المسلمين تزخر بالظلم والتخلف , وانتشار الاوبئة والامراض ! . 
 
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ{52} 
تكشف الاية الكريمة عن بعض المنافقين , الذين والوا اليهود والنصارى , وتذكر عذرا لهم في ذلك (  يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ) , أي انهم يخشون يوما يهزم فيه المسلمون , فتنقلب الاحوال , فيذل المسلمون بعد عزهم , او انهم يحتملون حدوث مكروها في بلادهم , من قبيل القحط وغيره , فيكون ولائهم بنحو العون والسند عند الحاجة , فترد الاية الكريمة عليهم ردا قاطعا في محورين :       
1- (  فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ) : ان يفتح الله تعالى لنبيه مكة وباقي البلاد .
2- (  أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) : امرا ما يكون للمسلمين فيه العزة , كأمر ظهور المهدي المنتظر (عج) .   
عند ذلك , يندم المنافقون ندما لا ينفعهم , ولا يصلح سوء حالهم . 
 
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ{53}
عندئذ يقول المؤمنون بصيغة استفهام تعجب وسخرية للمنافقين 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/01



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح72 سورة المائدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net