صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

الرئيس مرسي وسياسة كسر العظم
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 التيار الاسلامي بكل اصنافه , بعد ان فازوا بالانتخابات , واستلموا زمام الامور بمقود القيادة الذي  يتحكم في صنع القرار السياسي وفي مصير المواطن المصري , وبعد ان سيطروا على الرئاسة المصرية في انتخابات اتسمت بالديموقراطية والهدوء السياسي بفضل وعي ونضوج المواطن المصري الذي قلع بثورته الميمونة حكم مبارك الذي اتسم بالظلم والفساد , فكانت التيارات الاسلامية يتجورون من الظلم والقهر السلطوي , الذي يسلب حقهم في الحياة السياسية , ويتجورون من الارهاب السياسي والفكري ضدهم , والمعاناة من عسف الحكومات التي ذاقتهم المصائب والاهوال والمحاربة في الرزق اليومي , في كل العهود واخرها حكم مبارك الذي صعد من قمعه واضطهاده , ضد الشعب عامة ومنها التيارات الاسلامية , وكانت هذه التيارات الاسلامية بكل صنوفها تتشدق بانهم ضحايا الظلم والاستبداد والقهر بسبب جهادهم في سبيل العدل والحق ورفع الظلم وانصاف المظلومين والفقراء . وانهم يسعون الى بناء دولة العدل والقانون , دولة تحقق الحرية والديموقراطية وتصون كرامة الانسانية المواطن المصري , دولة لجميع المواطنين بالتساوي بالحقوق والمساواة امام القانون . دولة تبني الاصلاح والاعمار من اجل رفاهية الشعب ومحاربة الفقر , وانهم يسعون الى عدالة الله بين البشر , وان غاياتهم السعي الى تحقيق مبادئ وقيم الخير والفضيلة والحق ومحاربة الظلم وسيادة العدل في كل ميادين الحياة , هكذا كان برنامجهم السياسي قبل الانتخابات التي تحمل شعارات الاصلاح في المجتمع , والتي ترفع القيمة الاجتماعية للمواطن بضمان الحياة الكريمة , والدفاع عن حقوق الفئات المحرومة والمسحوقة  , ورفعوا شعارات تدعو الى الحياة المدنية ودولة القانون والبناء مصر الجديدة التي تعتزبكل ابناءها   بهذا جرفوا الشارع وحصلوا على الثقة العالية والتفت حولهم الجماهير , بغية التغييرومواصلة اشواط الثورة بعد سقوط نظام مبارك , وكانت احلام غالبية الشعب بانهم سيحققون حياة جديدة ستكون فخر واعتزاز لغاليبية افراد الشعب . وحين جلسوا على كرسي الحكم حتى كشروا عن انيابهم للشعب في خنق الحريات العامة وتجاوز القانون والدستور باعلان الدستوري والاستفتاء على دستور جديد كتب على عجل وانسحبت من لجنته القوى الوطنية والليبرالية والديموقراطية وصيغ حسب مقاييس التيارات الاسلامية,وبين حثيثات مشروع الدستور بنود تهدف الى تضيق الحياة المدنية وتعطي نسمات من الديموقراطية بالقطارة ( اي قطرة قطرة ) وبنود اخرى تهدف الى تحقيق الشريعة الاسلامية بمفهومها السلفي والمتخلف عن مجارات ظروف العصر الجديدة , وتضيق على السلطة القضائية وتطويعها لاغراضهم السياسية , ان التيارات الاسلامية بكل صنوفها تحاول  
 
التخلي عن مواصلة الثورة , وتحاول انحرافها الى حكم مستبد يتعارض مع طموحات وأمال الشعب الذي قدم التضحيات من اجل عهد جديد يحقق الحرية والديموقراطية . لقد خانوا مبادئ الثورة , واستهانوا بالقوى الوطنية والليبرالية والديموقراطية , ونكثوا بتعهداتهم ووعودهم , لينفردوا بالحكم ليتحول بخطوة خطوة الى حكم الفرد او حكم الجماعة الاسلامية , اي حكم استبدادي بثوب جديد , لكن الشعب المصري العريق بالنضال والوعي والنضج السياسي لن تمرعليه   وينخدع بهذه الالاعيب , ولن ينجرف الى الكلام المعسول الاجوف بالنفاق والتضليل , ولن يرض بالارهاب السياسي والفكري الجديد, ولن يقبل بدولة تدار وتتحكم بها فئة وتهمل الفئات الاخرى من المشاركة والمساهمة في بناء الوطن , الشعب المصري لن يقبل ان تسرق الثورة وتضيع التضحيات , الشعب المصري لن يقبل بمهازل وتشدق التيارات الاسلامية بكل صنوفها , سيحمي الثورة بالاحتجاجات والمظاهرات السلمية , وها ان انتفاضته الجديدة غيرت الموازين وحسابات التيارت الاسلامية التي ووقعت في فخ الجماهير الغاضبة , الهدير الشعبي العارم , لقد وقعوا في ورطة ازمة سياسية خانقة , وامام هذا المازق والفشل الذريع تهدد التيارات الاسلامية بنزول الملايين الى الشوارع والميادين , كأنهم تناسوا دجل ونفاق الانظمة التي سحقها الربيع العربي ورمها في مزبلة التاريخ , فاين ملايين معمر القذافي وعلي عبدالله صالح وزين العاريدين , واين ملايين جلاد سورية السفاح بشار الاسد. ان الشعب المصري لن يهجر الشوارع والميادين حتى يحقق اهداف الثورة , مهما بلغ خداع ونفاق الاحزاب الاسلامية ودجلها السياسي  وان النصر دائما مع الشعوب التي تناضل في سبيل الحرية والديموقراطية والحياة المدنية والمستقبل المشرق  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/04



كتابة تعليق لموضوع : الرئيس مرسي وسياسة كسر العظم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net