صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

إلى وزارة الثقافة : بين الفلاني والعلاني ضاع حضور الإبداع في الأسابيع الثقافية
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأسابيع الثقافية خارج العراق ، هي الهوية الثقافية الوطنية التي يفترض أن تعكسها تلك الأسابيع أمام ثقافات الدول المضيّفة لها . ولان الأسبوع الثقافي وما يتضمنه من أماس ثقافية في الشعر والقصة وعروضا مسرحية وفلكلورية وتراثية وندوات مختلفة ، فهي إذن تمثل الطيف الواسع من الثقافة العراقية المعروضة أمام الآخرين . وبذا يكون اختيار المثقفين والأدباء والفنانين ، خاضعا لاعتبارات الكفاءة والحضور المتواصل والإبداع المشهود ، وهذا للأسف الشديد لم يكن حاضرا في اغلب الأسابيع الثقافية التي نضمتها وزارة الثقافة . لأنها توفد لتمثيل الثقافة العراقية ( مع الاحترام للبعض ) عناصر لا وجود لها إلا في عقل المسؤول أو اقرابائه أو من معارفه أو من يتملق له . وهكذا يُزيّن الأسبوع بوجوه لامعة كالتفاح الأحمر حين يطلى بمادة مسرطنة ليبقى لامعا باهرا ولكنه غير صحي للبشر ..  وكي أكون منصفا ، فقد لاحظت غياب أكثر المبدعين العراقيين من هذه الأسابيع  ولا نعرف الأسباب التي تحول دون حضورهم . ولكني اعتقد جازما بان وزارة الثقافة ليست الممثل الشرعي للمثقف العراقي بدليل إنها لا تعرف سوى بعض الوجوه التي تسجلها في أسابيعها وكأنهم الراعين والممثلين للثقافة العراقية الطويلة العريضة وهذا مستحيل طبعا ، لان الثقافة العراقية ثقافة نخب وأصالة ومنجز . وللأسف نقول بان غياب السواد الأعظم من الكتاب والفنانين والأدباء في أسابيع الوزارة ، دليل مؤكد على تهميش وإقصاء الإبداع العراقي الحقيقي المنزوي تحت غياهب الظلمات التي وضعه فيه النظام البائد حين حارب الإبداع الحقيقي واعتبره ندا وخصما له ، وجاءت وزارة الثقافة الحالية لتسير في نفس الوهم وتقصي أكثر الأسماء رسوخا في أدبنا العراقي وفنه . ولا يخفى على الجميع بان من يتلون ( مع احترامي الشديد لبعض المبدعين ) ويتملق ويمسح الأكتاف المرتدية بدلات أنيقة ، ويجامل على حساب الموهبة والحضور ، ويمدح المسؤول الفلاني وذاك العلاني ، بل يذهب إلى أكثر من ذلك حين يحث الخطى يوميا إلى بيوت المسؤولين أو إلى مكاتبهم الوزارية أو يمعنون في الاتصالات الهاتفية ويسيل لعابهم من شدة قرف التملق وانحطاطه وخلق بؤر للكلام السمج المترع بالسخف والتملق و الكذب والرياء وما خُفي .. هؤلاء من يذهبون إلى الأسابيع الثقافية . وأنا أسال وزارة الثقافة :
ـ هل أرسلتم في طلب أديب أو إعلامي أو فنان من المحافظات الجنوبية مثلا أو غيرها ؟
الجواب بالتأكيد سيكون كلا .. أما لماذا لا يرسلون في طلب المبدعين من المحافظات فهذه قصة معروفة وهي وجود عقد وخوف من عمالقة المحافظات من المبدعين والفنانين وبإمكاني كتابة قائمة طويلة لعشرات القامات الأدبية والفنية في المحافظات المعروفين عربيا وعالميا واعتقد أن الوزارة تعرف جيدا من هم هؤلاء الذين أتكلم عنهم إنهم أصحاب الحضور الدائم في ندوات أوربا ودول لا يخترقها أشباه الأدباء بل الكبار وأصحاب المنجز الثر الخالد ، هؤلاء وغيرهم ينزوون متواضعين على دكات المقاهي آو في جلسات الكلام المفيد في مدنهم . وعندما نشرت مقالا بعنوان ( رفقا بالمثقفين يا حكومتنا الرشيدة ) ، استبشرت خيرا عندما اطلع السيد وزير الثقافة عليه ولكن لا فائدة حتى لو حفظوه عن ظهر قلب ، فلا تواصل ولا شيء حصل وكأن حبل المودة مصنوع من ثلاث كلمات معسولة ليقتنع بها كاتب أو أديب ولكن هيهات . لان تقليب الحقائق صار يشبه تقليب المواجع بالنسبة للمسؤول فلا يتعب نفسه بالمتابعة والسؤال عن هذا المبدع أو ذاك الإعلامي النبه أو غيره . ويبدو أن الأسابيع الثقافية وما تحمله من لغط كبير ، لم تكلف الوزارة نفسها يوما وتبحث عن وجوه أخرى وخاصة من مبدعي المحافظات الذين يخشى كل مسؤولي الثقافة من حضورهم إلى بغداد لأنهم قامات وهامات معروفة في العالم أكثر من بعض الوجوه التي لا يعرفها حتى  مسؤول الصفحة الثقافية في أية صحيفة ! وعودا على بدء فإننا نطالب الوزارة بنشر كشف مفصل بجميع الأسماء التي ذهبت للأسبوع الثقافي العراقي الأخير في مصر مع ذكر منجز كل واحد منها زائدا مدى حضوره في المشهد الثقافي العراقي وتأثيره فيه وأيضا من حقنا أن نعرف جميع الوفود التي ذهبت إلى الأسابيع الأخرى في الجزائر وباريس والأمارات وبيروت وووو، لأننا لا نسكت إزاء هذا التجاهل المقصود ولا يمكن أن ترجع عجلة الزمن الثقافي إلى الوراء حيث الذلة والخنوع والخوف من ابسط شرطي في الأمن . ذاك الزمن ولى واليوم نحن مطالبون بان نرى ونسمع ونكتشف الأشياء التي تدار خلف الكواليس ، فيا وزارة الثقافة الكف الكف عن الإقصاء المتعمد والتهميش الذي لا يمكن أن يمر دون أن نجد أنفسنا وقد امتلكنا الشجاعة لنقول رأينا فيه .  
 
majidalkabi@yahoo.co.uk 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/13



كتابة تعليق لموضوع : إلى وزارة الثقافة : بين الفلاني والعلاني ضاع حضور الإبداع في الأسابيع الثقافية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net