صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

ألاخلاق وعاء السياسة
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان ميدان السياسة او موضوعها هو قيادة الناس وادارة المجتمع لغرض تحقيق الاستقرار في كافة المجالات التي ينشدها الانسان على مختلف الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية ,ومن ثم تحقيق الرفاه للانسان وتأمين السعادة للمجتمع,وهذا يستلزم ان تكون الية ميدان السياسة التي يمكنها جلب هذا الاستقرار وتحقيق الرفاه وتشييد البناء على اساس السعادة والاسعاد هي محبة السياسي للانسان وخدمته كائنا من كان وتفانيه في توفيرمايصلح شأن الانسانية والعمل على البناء وليس الهدم ,الامر الذي يتطلب منه ان تتوفرفيه مقومات نفسية عالية,تلك التي تشكل قوام شخصيته,وتتجلى تلك المقومات بجمالية الخلق الرفيع وكماليته,فالخلق الرفيع يمثل الارضية التي ينطلق منها السياسي في الحياة والتي تؤسس له طبيعة المنطلقات التي تحدد مساره في العمل والتصرف والتفكير,وعلى هذا الاساس تبتني في شخصيته ارضية خاصة من مجموع تلك المنطلقات التي يصطلح عليها في علم السياسة ب(الغايات)التي يتحرك بأتجاهها السياسي على أختلاف مشاربه وماربه في الحياة ,والجميع بعرف ان رسول الله(ص)قد بنى امة واقام نظاما سياسيا له ابعاده الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وغيرها,ومع ذلك فقد اعلن ان غايةرسالته(مكارم الاخلاق),لانها الوعاء الذي يعي حقائق الامور ويستوعب ادارة المجتمع على كافة المناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها فقال (ص):(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق),ولم يقل بعثت لاحكم او اقود او اكون سياسيا,وذلك لان القيادة والسياسة والحكم والادارة والدولة يجب ان تكون محكومة لمكارم الاخلاق,وبعبارة اخرى يجب ان تمتلئ شخصية الانسان(بمقوم) مكارم الاخلاق,فاذا امتلات شخصية الانسان بهذا المقوم وكان سياسيا صار سياسيا حضاريا بمعنى الكلمة ولم يكن دمويا بوجه من الوجوه,واذاامتلات شخصيته بمكارم الاخلاق وكان رجل اقتصاد فانه سيصبح رجل بناء وعمارة وحياة وليس رجل استثراء ونهب واستحواذ,كذلك اذا اصطبغت شخصية ذلك الانسان بهذه الصبغةوكان رجل حكم ,فانه سيصبح حاكما عادلا يسعد المجتمع بوجوده والانسانية بفكره وعطاءه ومشروعه,ولما كان ميدان السياسة حياة الناس ومصائرهم ومقدراتهم صار من اول الواجب في قاموس السياسي ان يكون متمتعا بمكارم الاخلاق ,مفعما بطيب السجايا والخصال ,والا سيكون جبارا عصيا,واذا تصفحنا تاريخ الجزارين والطغاة على وجه الارض لوجدناهم منحرفين اخلاقيا,لايملكون من الخصال الا الهيمنة والقتل والاستحواذ والاقصاء ,فنجدهم منهومين للسلطة دائما,متعطشين للهيمنة ,ضالعين بالعنف,من هنا يتبين ان كل الذين يريدون التصدي لقيادة شؤون الامة وادارة امور الناس عليهم ان يكونوا على درجة عالية في اكتسابهم مكارم الاخلاق ,كما يجب على السياسيين تغليب العدالة على الجور حيث ان الظلم يفسد على الحاكم سياسته لان(ملاك السياسة العدل)وان(بئس السياسة الجور) كما قالها امام السلم وسيد المحبة وامير الحضارة والتحضر امير المؤمنيين علي بن ابي طالب (ع),ومن التجرؤ على الانسانية اتهام رجال الحضارة وائمة الفكر البناء بانهم رجال اخلاق لايصلحون للسياسة والادارة,فهولاء الرجال يمثلون عين رجال السياسةالناجحين واعمدةالحكم الحضاريين ,فعلى كافة السياسيين الشرفاء في العراق الجديد ان يعرفوا انهم امام مسؤوليات جسيمة تتلخص في بناء تجربة حيوية انسانية حضارية الامر الذي يحتم عليهم قبل غيرهم والان اكثر من ذي قبل ,معرفة الاسس الحضارية لعلم السياسة ومنطلقاته ومبادئه,وعايهم تعليم الامم والشعوب ان ميدان السياسة هو الانسان وادارة شؤونه بما يصلحه ويصلح له,وليس ميدان السياسة السلطة والتسلط والهيمنة والرئاسة والتشبث بالحكم مهما كلف ذلك من ثمن او استلزم من مستلزمات وان كان السبيل الى ذلك الاعدام والقتل والابادة والمفخخات في المساجد والشوارع والطرقات,فيجب على كل من يعتبر نفسه سياسيااو يدعي بالسياسة وصلا العمل على اكتساب مكارم الاخلاق واحراز معالي الصفات وتدريب نفسه وتعويده عليها ,

وليد المشرفاوي

waleedali.2010@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/06



كتابة تعليق لموضوع : ألاخلاق وعاء السياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي كاظم من : العراق ، بعنوان : متى يعي من يعي في 2010/08/07 .

الاخ الفاضل وليد المشرفاوي
لقد وضعت السياسيين امام محنة بان تدعوهم للالتزام بالاخلاق
فمتى كانت الاخلاق هدفا للمتسلطين
ومتى كان المتسلط يفكر بغير
المتلسط يا سيدي لايفكر غير بالكرسي الذي يجلس عليه
وبامتيازات من يركض خلفه ويربت على اكتافه

شكرا لكم لدعوة السياسيين الى الالتزام بالاخلاق وخاصة نحن على ابواب رمضان




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net