صفحة الكاتب : علي حسين الدهلكي

ملوك الأزمات !!
علي حسين الدهلكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ سقوط صنم العوجة عام 2003 اندفعت القيادة السياسية  الكردية بخطوات كانت واضحة للحصول على مكاسب لم تكن تحلم بتحقيقها وسط صمت عجيب وغريب من الفرقاء السياسيين الذين لم يدركوا المخططات الكردية إلا متأخراً .
وقد استغل الأكراد ( واعني بالأكراد في كلامي القيادة الكردية وليس الشعب الكردي  ) الاتجاهات المتضاربة وفجوة  انعدام الثقة بين سياسيي المكونين السني والشيعي ليلعبوا على الوتر الطائفي والقومي من اجل تأزيم الأوضاع والسير بها بالاتجاه الذي يخدم طموحات القيادة الكردية .

ولابد من الاعتراف بان الأكراد قد نجحوا في تقسيم العراق إلى ثلاث قوميات سنية وشيعية وكردية باعتبار إنهم أغلبية في حين تشير كل الوقائع  على إنهم أقلية.

ولكن طرب الكثير من القادة السياسيين في المكونين الآخرين لإيقاع التآمر الكردي جعل من الأكراد أن يكونوا رقما مهما في السياسة العراقية على الرغم من كونهم أقلية لا يمكن أن تصبح في يوم من الأيام رقما مهما ولكن هذا هو الذي جرى .

وقد صدرت الكثير من الأبحاث والكتابات والتحليلات التي تنبه قادة المكونين السني والشيعي إلى ضرورة الانتباه إلى المخطط الكردي الذي يريد أن يأكل خبز الجنوب في حين لا يسمحوا حتى  باستنشاق هواء اربيل ودهوك والسليمانية إلا بتخويل وكفالة .

وكانت قمة التنازلات التي قدمها قادة المكونين السني والشيعي تتمثل يوم ارتضى هؤلاء القادة بان يكون للأكراد حصة كبيرة في مواقع الدولة المهمة وخاصة في الرئاسات الثلاث .
والأدهى من ذلك هو أن تكون القيادة الكردية هي من تؤسس لاتفاقيات الشركاء وتصر على التمسك بهذه الاتفاقيات بعد أن أتخمتها بمكاسب للأكراد على حساب بقية  أطياف الشعب والعيب هنا ليس في الأكراد بل لمن ارتضى أن يقبل بها .
وقد رأينا كيف لم  يسمح الأكراد للعربي في كردستان بتبوء أي منصب بل ممنوع عليه حتى مجرد التفكير بهذا الأمر ، في حين يشاركون الشعب العراقي في كل شيء .
ونتيجة لعدم توافق المكونين السياسييّن الآخرين في مسيرة العملية السياسية عمد الأكراد للعمل بثلاث اتجاهات ، الأول : إدامة الأزمة بين المكونين الشيعي والسني من خلف الكواليس ، الثاني الضغط باتجاه رفع سقف المطالب الكردية ، والثالث : العمل بتقاطع مع كل قرارات المركز ابتداءا من قضية النفط إلى الأعمار إلى أخرها في قيادة عمليات دجلة ثم المناطق المختلطة.
والغريب إن الأكراد يستعرضون عضلاتهم وقواتهم العسكرية ضد أبناء شعبهم وعلى الحكومة المركزية في حين تسرح وتمرح القوات التركية في أراضيهم دون أن تنبس قيادتهم بكلمة إزاء ذلك .
ثم يأتي قادتها للتباكي عند المركز وحينها يتذكرون إن لهم حكومة مركزية وإنهم أبناء شعب واحد ويجب على المركز حمايتهم ناسين أو متناسين ركوعهم بالأمس عند باب السلطان العالي العثماني من اجل التآمر على العراق .
والأمر الأخر المهم هو الطريقة التي يعامل بها العربي عند دخوله كردستان .
فدخول كردستان يذكرنا بدخول غزة ، ولا ندري هل أصبح العرب يهود بنظر الأكراد ؟، أم إن كثرة علاقة الأكراد باليهود جعلهم يتفوقون عليهم بالغرور والتعسف .
فالأكراد مسموح لهم بالتملك في بغداد بل أصبحت لهم إمارات خاصة في الصالحية لا يدخلها غيرهم ، في حين نجد العربي إذا أراد التملك في كردستان فعليه أن يسجل ملكه باسم كردي يكون كفيلا ضامنا له.
وهذا الأمر يحمل في طياته مخططا خطيرا يرتكز على كون الكردي هو الأول وما عداه ثانيا وثالثا ورابعا ...الخ .
كما يقودنا هذا التصرف على إن الأكراد في حال حدوث أي طارئ مع المركز فإنها ستطرد هؤلاء العرب وتجعل جميع أملاكهم ملكا للأكراد .
ولا نريد أن نتحدث عن دكتاتورية الحاكم في كردستان لأنه أصبح من الموئلهين الذين لا يجوز حتى التلميح إليهم وإلا اتهموك بشتى التهم وأولها انك طائفي وعنصري ومخالف للدستور ولا تؤمن بالمادة 140 والتي أصبحت أشهر من لبن اربيل ... والخ من هذه النغمات النشاز التي أسس لها وأوجدها حكام كردستان .

أما أخر مهازل الأكراد فهي ذعرهم من تأسيس قيادة عمليات دجلة والتي كانت ضربة معلم للمالكي رحب بها جميع الشرفاء من سنه وشيعة وتركمان وباقي الطوائف باستثناء الأكراد الذين ارتعبوا منها لغايات يعرفونها هم ولا تجهلها الحكومة .
والغريب في أمر حكومة الأكراد أنهم كلما ضاقت بهم السبل وتنهار لديهم الحجج والتبريرات يبدأون بالمطالبة بتطبيق الدستور.
 وعندما تقول لهم تعالوا لنطبق الدستور يقولون إن دستوركم لا يعنينا لأننا نملك دستورا وهكذا يعلبون على الحبلين ( كما يقال) .
حتى أصبحت اربيل مجمعا للأموال المهربة مثلما أصبحت ملاذا أمنا للخارجين عن القانون والقتلة أمثال طارق الهاشمي وغيره .

إن حكومتنا ومن خلفها بعض الكتل مطالبة بمعاملة الأكراد بالمثل فلا يمكن السماح لهم بامتلاك أي عقار في بغداد ما لم يسجل باسم عربي كما يجب أن تحدد فترة إقامتهم في بغداد
وهنا يجب على الحكومة المركزية أن تحدد إقامة ما يقارب الـ600  ألف كردي من بغداد ليس بغضا أو كرها بهم ولكن لتعلم حكومتهم درسا بحجم الجنون الذي تتعامل به مع المركز.
نحن نتمنى من البارزاني أن يكف عن لغة التهديد والتحدي للدولة والقانون والدستور لان اللعبة باتت مكشوفة لدى الشارع العراقي الذي بدأ يفهم  ماذا يريد البارزاني وبماذا يفكر .
ولو استمر البارزاني على هدا المسلك فانه سوف لا يحصد  إلا الخيبة والخسران لان للشعب كلمة لابد أن يقولها وعلى البارزاني أن يسمعها رغما عنه .


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الدهلكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/16



كتابة تعليق لموضوع : ملوك الأزمات !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net