صفحة الكاتب : مهدي المولى

هل كان الحسين مظلوما
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحقيقة تقول غير ذلك الحسين ليس مظلوما  الحسين تحدى الظلم وكان يرى الموت  في تحدي الظلم هو السعادة و الحياة مع الظلم هو  الشقاء من هذا يمكننا القول ان  المظلوم هو الذي يركن للظلم ويخضع للظالمين 

 فليس من العدل ان  نطلق على الحسين مظلوم وهو يرى الموت سعادة  وهذا هو نهج الامام علي هل نطلق على الامام علي انه مظلوم وهو الذي قال عندما ضربه المجرم عبد الرحمن بن ملجم بتحريض وتخطيط من قبل عدو الله والحياة معاوية بن ابي سفيان والفئة الباغية التي تحيط  به فزت ورب الكعبة هل من المعقول انه يقول فزت ورب الكعبة ونحن نقول مات مظلوما
فأستشهاد الحسين كان فتح كبيرا ونصرا عظيما لعشاق الحياة ومحبي الانسان كان قوة دفع كبيرة للأحرار الذين يسعون من اجل حياة حرة كريمة كان ضربة كبيرة لحصون الظلم والظلام كان الخطوة  الاساسية التي وضعت الانسان الحر على طريق المطالبة بحقوقه كأنسان فكانت صرخته كونوا احرار في دنياكم لا يريد غير ذلك ولم يطلب غير ذلك
لا اريد ان تقفوا الى جانبي  وتقاتلوا من اجلي ها انا اقف الى جانبكم هذا هو دمي من اجلكم  من اجل ان تكونوا احرار في دنياكم
الحسين ليس مظلوما فانه تحدى الظلم والظلام وتحدى موت الظالمين والظلاميين وانتصر على الموت فالموت هو الذي مات وبقي الحسين قمرا يسموا يتألق يزداد تألقا كلما مر زمن وتجدد  ولا تزال صرخته تدوي وتزداد دويا في كل ارجاء الارض هيهات منا الذلة
فالامام الحسين ليس مظلوما بل ان استشهاده مفخرة  وعزة وكرامة لكل  انسان حر ودليل لكل انسان يتطلع الى حياة حرة كريمة ومجتمع انساني تسوده المساوات  ويحكمه الحق والعدل
فالامام الحسين اول من علم الانسان  كيف ينتصر على الموت وكيف يقتل الموت ويبقى حيا خالدا في قلوب كل الاحرار وقمرا يبدد ظلام وظلم الظالمين كيف يكون مظلوما من انتصر على الموت
يا سيد الشهداء لم اذرف دمعة واحدة على كل ما جرى لك في يوم تحدي الظلم والظلام وانت  تجعل من دمك ودم ابنائك مشاعل لازالة الظلم وتبديد الظلام بل اشعر بالزهو والافتخار فما وصلت اليه الانسانية من بعض النور وبعض الحرية وبعض حقوق الانسان وما سيصل اليه في المستقبل الا نتيجة لذلك التحدي وتلك الدماء
يا سيد الشهداء لم تطلب مساعدة احد ولم تدعوا  الاخرين الى الوقوف الى جانبك بل طلبت من انصارك ومؤيديك الى ترك المعركة لانك تدرك ابعادها وتعرف نتائجها فالانسان صاحب القيم الانسانية النبيلة لا يقتل المقابل بل يصلحه كل الذي قمت به رفضت ان تخضع للظلم وتقر به وهذا نهج كل الاحرار في العالم وفي كل التاريخ 
فصرخة الانسان الحر بوجه العبودية امضى واقوى سلاح في الارض وهاي صرختك ياسيدي لا تزال تدوي  لا للظلم هيهات منا الذلة
يا سيد الاحرار كنت افتخر واعتز واردد ما قاله الشاعر
احمد منا ومنا حيدر        وحسين وهو نبراس الهدى
او لسنا من رعاية امة      تهب الروح الى المجد فدى
 ياسيد الاحرار كم يؤلمني ويحزني ويجعلني اذرف الدموع وانا ارى واسمع البعض من الذين يتظاهرون بحبك فيحصروك في زاوية ضيقة جدا او مجرد شخص عادي كأي شخص قتل في حادث اووقع ضحية لمجوعة من المحتالين وهذا ناتج اما لجهل هؤلاء او لمرض في نفوسهم فجعلوا منك وسيلة للتجارة والربح فهؤلاء هم القتلة لروحك ياسيد الاحرار
نعم ياسيد الاحرار ان اعداء الانسان اعداء قتلوا مزقوا جسدك لكنهم لم يقتلوا روحك نهجك بل بقيت حية متألقة تزداد تالقا كلما مرت السنين لكن الذي يقتل روحك ذلك الجاهل او المتاجر بتضحيتك وصرختك
ياسيد الاحرار كم اتمنى ان ننطلق بك في رحاب الحرية والاحرار في كل مكان وفي كل زمان في هذا العالم وهذا هو هدفك وهذا هو نهجك وهذا هو طريقك ومن اجل ذلك  كانت صرختك 
  والله  لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين
يجب عقد مؤتمر دولي ودعوة كل الاحرار وعشاق الحرية والذين يقدسون الانسان والحياة  من كل مكان ومن مختلف الافكار والمعتقدات لمناقشة ودراسة تضحية  وصرخة الامام الحسين في يوم الطف الخالد
كما يجب ان نطرح موقف الامام الحسين كما اراد الحسين وتنقية ما يطرح من افكار وتوجهات تسيء  للصورة الحقيقية
فالامام الحسين انسان حر  وصرخته صرخة كل انسان حر  في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل وهذا هو سر خلوده الابدي وهذا هو سر  زيادة تألق شعلته  كلما مر الزمن
مهدي المولى
 
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/17



كتابة تعليق لموضوع : هل كان الحسين مظلوما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net