صفحة الكاتب : محمد فرحان المالكي

من أنصار المرجعية .. إلى الشيخ الصغير .. لقد أثلجت صدورنا
محمد فرحان المالكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعرضت المرجعية وعلى مدار أكثر من ألف عام وهو عمرها منذ غياب الأمام محمد بن الحسن المهدي – الأمام الثاني عشر عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية – إلى العديد من الهجمات والاعتداءات والاتهامات سواء أكانت داخلية أو خارجية تمثلت الأولى بصنفين من الناس هما همجٍ رعاع مغرر بهم أو بعض من المتعلمين داخل أروقة الحوزة أو من خارجها والذين أغاظهم إلتفاف شيعة أهل البيت حول المراجع ، وتمثلت الخارجية بمحاولات أعداء أهل البيت من النواصب وغيرهم الذين لا يروق لهم توحد الشيعة حول المرجعية كظاهرة قيادية في الفكر الشيعي، وسوف لا نتحدث عن الثانية لأنها واضحة المعالم والنوايا والأهداف.

 
      ولكن الذي يشجي القلب ويؤلمه هو الهجمات والاتهامات ممن يحسبون على ملاك أهل البيت (ع) وشيعتهم . فمعلوم بأن الشيعة بعد غيبة إمامهم المهدي وفي اليوم الذي توفي فيهِ السفير الرابع علي بن محمد ألسمري (رض)، وابتداء الغيبة الكبرى بصدور التوقيع من صوب الناحية المقدسة للإمام المهدي : "فأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم " ، وكذلك رواية "مجاري الأمور بيد العلماء الأمناء على حلاله وحرامه" ، وخلاف ذلك فأن عمل العامي من غير تقليد ولا احتياط باطل .
 
      وإن المرجعية هي الحصن الحصين والدرع الواقي من مدلهمات الفتن وخطوب المحن ولا يخفى على كل ذي عقلٍ سليم أو منصف كريم أن المرجعية في العراق وبعد التغيير. الذي حدث في 2003م ، الدور الكبير الذي قامت بهِ المرجعية في الحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة،  وصيانة حقوق جميع العراقيين ، لان العراق مُلك للجميع ، وفي توجيه الناس نحو إدراك واجباتهم والمطالبة بحقوقهم ، فدعت إلى كتابة دستور دائم للبلاد وأن يكتب بأيد عراقية، والدعوة إلى قيام انتخابات حرة عامة ، حتى كتبت أحدى الصحف الأمريكية المانشيت الشهير على صدر صفحتها الأولى "السيد السيستاني يُعلم الغرب الديمقراطية" ، وكذلك التقرير الموسع الذي كتبهُ الصحفي رودورد لاند في مجلة نيوز ويك وأشار فيه لدور السيد الكبير في إرساء الديمقراطية في العراق مشيراً إلى حياة التقشف والزهد التي يعيشها .
 
      ورغم كل هذا إلا أن بعض ساسة العراق ممن امتلئت بطونهم بالحرام، أزعجهم وأغاظهم استياء المرجعية من الأداء السيئ والفاشل للحكومة في معالجة الأزمات بل في اختلاق الأزمات وذلك الفساد المستشري في جسد هذهِ الحكومة، والذي بينتهُ المرجعية عبر خطب الجمعة والبيانات الصادرة من مكاتب المراجع العظام في النجف الأشرف أو عبر امتناعها عن استقبالهم ، مما حدا ببعضهم  من التجاوز على مقام المرجعية حيث وصفها حسين الاسدي بأنها شبيهة بمنظمات المجتمع المدني. وقد أدى هذا التصريح الأهوج والتهريج الأجوف إلى ردود فعل غاضبة في عراق المقدسات، إذ نددت العديد من الفعاليات الاجتماعية والسياسية والعُلمائية بهذا التطاول الوقح ، فقد أعلن المتحدث بأسم كتلة القانون علي العلاق والتي ينتمي أليها الاسدي : ان حسين الاسدي لا يمثل إلا نفسه، وجُمدت عضويته ولو بشكل مؤقت، فيما أدانت كتلة المواطن وبشدة في بيان تلاه رئيس الكتلة باقر الزبيدي هذهِ التخرصات، وأصدر عضو الكتلة السيد محمد اللكاش بياناً شديد اللهجة ، وجاءت خطبة الجمعة في جامع براثا للشيخ جلال الدين الصغير كماءٍ سلسبيل على قلوب عشاق المرجعية إذ وضعت النقاط على الحروف ولتبين إن هذهِ التجاوزات ما هي إلا امتداد لتلك التجاوزات التي يتبناها الخط الفكري لحسين الاسدي ، وإنهم لا يؤمنون بالمرجعية ولا بمشروع المرجعية الداعي لقيامِ عراقٍ حر كريم سيد يتنعم أهله بخيراته .
 
      وأخيراً أقول لهذا الاسدي :
 
صحيحٌ بأن المرجعية لن تقف للدفاع عن نفسها وهذا هو ديدنها ... ولكن أُذكرك بأن هناك قرآن للمسلمين يصدح في آناءِ الليل وأطراف النهار: " إن اللهَ يُدافِعُ عَنِ الذينَ امنُوا إن اللهَ لا يُحبُ كُلَ خَوانٍ كَفُور " ... وإن الله يُدافع عن أوليائهُ ... فأسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تقدر أن تطفئ نور الله مهما حاولت  ... لان الله متمٌ نوره ولو كرهَ ....... . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد فرحان المالكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/18



كتابة تعليق لموضوع : من أنصار المرجعية .. إلى الشيخ الصغير .. لقد أثلجت صدورنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عادل ، في 2012/12/19 .

خارج الموضوع 






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net