صفحة الكاتب : نعيم العكيلي

المرجعية اعلى واجل
نعيم العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  في برنامج ماوراء التاسعة وبتاريخ 14الرابع عشر من الشهر الجاري عرضت قناة البغدادية الفضائية لقاء مباشرا مع واحد من النكرات الصعاليك وكانت تبغي – ظاهرا - من ورائه تسليط بعض الضوء على الوضع في العراق , فانساق ذاك النكرة الى الهجوم على المرجعية الدينية العليا مسميا الامام السيستاني ومتهما اياه ومفتريا عليه بما يجل اللسان عن ذكره , وهناك فضائيات وصحفيون وسياسيون وانصاف كتاب تطاولوا وشنعوا , وقبل ان نتعرض لشيء من مكانة المرجعية ودورها في صناعة تاريخ العراق المعاصر نود ان نبين ملاحظات لابد من بيانها : 
1- ان الذين يتسابقون على النيل من المرجعية الدينية لاقيمة ولاوزن لهم سواء كانوا نوابا او صحفيين او من معممي الصدفة , وهم في نيلهم من مقام المرجعية الدينية انما يريدون ان تتداول اسماؤهم الالسن . 
2- ان الذين يتسابقون على النيل من المرجعية والتشويش على دورها ومقامها القيادي في الامة هم بين ماجور قبض نصيبه من مال السحت الحرام فباع دينه بدنيا غيره , او موتور قصمت المرجعية ظهر الجهة التي كان هو جزءا منها من فلول البعث او القاعدة . 
3- ان الذين يتسابقون على النيل من المرجعية العليا معممون صغار فشلوا في تحصيل مقامات علمية رفيعة في دراساتهم الحوزوية , فعمدوا الى التقليل من مكانتها على طريقة ( الما يلوح العنب يكول حامض ) . 
4- ان الذين يتسابقون على الافتراء على المرجعية العليا هم في اغلبهم سياسيون فاشلون او مسؤولون فاشلون في ادائهم لوظيفتهم , ولما وقفت المرجعية بوجه فشلهم وقصورهم رشقوها بالسنتهم الحداد . 
5- كما لاتخلوا بعض وسائل الاعلام التي تروج لهذا القيء واولئك الموتورين من غرض تهدف اليه , ولو كانت نزيهة تبغي حرية الراي والارتقاء بالذوق النقدي لما فسحت وفتحت ستوديوهاتها لهذه الحثالات التي لاقيمة لها . 
من الملاحظات اعلاه يتبين لنا واقع الحملة المنظمة على المرجعية الدينية وانها حملة لها غايات تريد الوصول اليها في مقدمتها تهديم الحصن الميع للاسلام . ان تاريخ المرجعية وبياض وجهها ويدها لايمكن المزايدة عليه ولا الانتقاص منه خصوصا دورها في الدفاع عن مصالح الشعب العراقي العليا منذ التصدي للاحتلال البريطاني وفتوى السيد اليزدي بالتصدي له على الرغم من سوء حكم السلطنة العثمانية وطائفيتها تجاه الشيعة في العراق , لقد كان العلماء من النجف وكربلاء والكاظمية في اول صفوف المجاهدين الزاحفة باتجاه الجنوب , وبعد السيد اليزدي تصدت مرجعية الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي للاحتلال البريطاني في ثورة العشرين ومازالت البيانات والفتاوى يتذكرها من عاش تلك الفترة , ومازالت تحتفظ بها كتب تاريخ العراق المعاصر , وبعد مرجعية الحائري الشيرازي تصدت مرجعية شيخ الشريعة ومرجعية السيد ابو الحسن الاصفهاني للاحتلال البريطاني وافتت بحرمة اول انتخابات عراقية في ظل الانتداب البريطاني اذ رات فيها انتخابات مزورة غايتها اضفاء الشرعية على الانتداب وتسويف المطالب باستقلال العراق , وكان من نتيجة هذا الموقف نفي السيد الاصفهاني والشيخ النائيني والشيخ الخالصي وعشرات العلماء الى ايران للتخلص من عقبة كؤود بوجه الاحتلال البريطاني واطماعه في العراق , وفي العهد الجمهوري تصدت مرجعية السيد محسن الحكيم للحكم العارفي الطائفي كما تصدت لحكم البعث بكل قوة وتشهد بذلك وثائق المخابرات البعثية وتقارير اجهزة الامن العام حول تلك الفترة , ثم جاءت محنة الحقبة الصدامية , وكان ما كان مما لست اذكره في طغيان ذلك الحكم الذي وقفت بوجهه مرجعية السيد محمد باقر الصدر الذي قال في واحدمن بياناته انه سيتصدى لطغيان البعث دفاعا عن الشعب العراقي حتى لوكلفه ذلك حياته وقد كلفه ذلك حياته بالفعل كما كان يتوقع , فيما كانت مرجعية السيد الخوئي تدافع وبقوة عن الوجود الحوزوي ذلك الوجود المرتبط بنشر علوم اهل البيت (ع) حفاظا على مكانة النجف الاشرف وحوزتها التي صمدت على مدى القرون منذ تاسيسها على يد الشيخ ابي جعفر الطوسي فقد كان المخطط البعثي باشراف الماسوني ميشيل عفلق محو حوزة النجف الاشرف من الوجود . 
     وبعد سقوط الدكتاتورية تصدت مرجعية السيد السيستاني وبقوة للاوضاع المعقدة محليا واقليميا ودوليا والتي التقت جميعها في الساحة العراقية فكان العراق مسرحا لصراع القوى , وقد تصدى السيد السيستاني والمراجع الاخرون لهذا الوضع المعقد مستفيدا من تجربة ثورة العشرين ونتائجها خصوصا ان الطائفية كانت في اوجها بعد سقوط الدكتاتور , وان الدكتاتور نفسه صوره الاعلام المحرض انه يمثل ابناء السنة , وان ازاحته ازاحة لاهل السنة من مواقع المسؤولية في العراق , وهذا العامل لم يكن موجودا ومؤثرا ابان ثورة العشرين بينما كان حاضرا وبقوة عقب سقوط البعث . ان مراجعة بسيطة للبيانات الصادرة عن المرجعية العليا ازاء تطورات الحدث العراقي تكشف عن حقيقة الموقف وعن عمق الحكمة التي قادت العراق الى شاطيء البقاء موحدا حتى تلك اللحظة بدستور واحد ووطن واحد,  وشعب واحد , وهو على ما نعتقد يعجزعن تحقيقه اشد السياسيين ذكاء وحنكة .  
    يهاجم الجهلة والصعاليك المرجعية الدينية مرة بمساندتها القوى الشيعية السياسية في الانتخابات , وهذا افتراء لا دليل ملموس عليه من بيانات او تصريحات من المرجعية نفسها , وانما هي اقاويل واشاعات كتلك التي اشاعها معاوية في الشام ان عليا (ع) لايصلي الصلوات الخمس , ويهاجمونها مرة بقبض الاموال وانها من الاثرياء , جاهلين اومتعمدين الجهل ان الاموال التي تحت يد المرجعية ليست ملكا شخصيا وانما هي حقوق شرعية لاهلها توضع تحت يد المرجع باعتبارها فريضة الخمس او الكفارات او غيرها , ومثل هذه الاموال كان الائمة (ع) يتسلمونها من اتباعهم او يتسلمها وكلاؤهم , ولعل قضية وفد اهل قم الذي جاء الى الامام المهدي المنتظر بعد وفاة العسكري (ع) يحمل حقوقا مالية قضية مشهورة في تراث اهل البيت وتاريخ الامام المهدي الشخصي .  
      ان الواجب الديني والاخلاقي على المؤمنين والوطنيين الحريصين على العراق التصدي لتلك الحثالات لكي توقف تماديها وافتراءاتها على المرجعية الدينية العليا ؛ لان المرجعية للجميع وعلى الجميع تقع مسؤولية التصدي والدفاع , اذ ليس من المحبذ ولا المنطقي ان تصدر المرجعية بيانات حول تطاول هذه النماذج المنحطة فترفع من شانها . 
    ويكفينا تحفيزا واحاطة بواجباتنا تجاه مرجعياتنا الحقيقية الصالحة ان نمر بهذه النصوص المباركة :
1 – قال تعالى " انما يخشى الله من عباده العلماء " .
2 – قال النبي الاعظم (ص) " فضل العالم على غيره كفضل النبي على امته " .
3 – قال (ص) " من جالس العلماء فقد جالسني ومن جالسني فكانما جالس ربي " 
4 – عن الامام الهادي (ع) " لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا من العلماء الداعين اليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك ابليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي احد الا ارتد عن دين الله " . 
5 – ويتساءل الامام الخميني قائلا " اية ثورة شعبية اسلامية لا نجد فيها الحوزة والعلماء هم السباقين الى الشهادة ؟ اعتلوا المشانق وعبدت اجسامهم المطهرة الطريق بالشهادة في الحوادث الدامية " .  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/19



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية اعلى واجل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net