صفحة الكاتب : نبيل القصاب

الحكام والأنظمة العربية أستمروا بحكم القسوة والأضطهاد
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل الدخول الى الموضوع الرئيسي اود في البداية  اود أن اوضح للقراء بعض النقاط عن كيفية ادارة حكم البلاد في الدول الأوروبية كنموذج من خلال التعايش في اوروبا منذ عقدين .
 
1. دول الاتحاد الاوروبي يعملون ضمن قوانين وانظمة موحدة تقريبا ً ولهذا بأمكان المواطنين التنقل بكل حرية والعمل في كافة المجالات , اي نقطة مهمة في التكامل الأقتصادي ودعم الأيدي العاملة وسد النقص في الخبرات والمؤهلات . 
 
2. هناك أنواع من البطالة في الدول الاوروبية , بسبب المرض , عجز بدني ,  تجاوز العمر نسبيا ً , لغة الدولة , وفي كل الأحوال فأن الدولة ملزمة بدفع المبالغ الكافية للعيش وضمان العيش بأمان دون عناء . ونظام الضمان الاجتماعي في تلك الدول يؤمن كل شيء حتى لو كان الشخص مهاجرا ً أو لاجئا ً . 
 
 
3. هناك نوع عجيب من الديمقراطية في كافة المجالات , التعبير عن الرأي في كافة مجالات الأعلام المرئية والسمعية أو الأنترنت أو الصحافة المقروئه , أو في مجال النقد المباشر للمسؤول مهما كان موقعه في الدولة , أو خروج مجموعة للتظاهر ورفع لافتات وشعارات تعبر عن الرأي في أي موضوع . واحيانا ً يتعرض المسؤولين الى شتى انواع الضرب بالطماطم والبيض الفاسد في المناسبات وفضح امرهم امام رؤية الحماية والاعلام دون أن يتعرضوا للآعتقال إلا لساعات قليلة وغرامات رمزية . 
 
4. قبل واثناء الانتخابات  هناك نوع من المنافسة الحرة دون التأثير على أفكار المواطن , وكل شخص حر في الحضور للأدلاء بصوته او لا يرغب اصلا ً , ويتم التصويت عبر اجهزة الحاسوب برقم ثابت لكل مواطن حسب منطقة سكنه , واهم شيء الخاسر ينسحب بدون اي ضجيج والمنتهي ولايته من رئيس دولة او وزير او مدير عام  او رئيس حزب او جمعية  ينسحب بروح معنوية عالية ويستقبل البديل بالورود وفي الاحضان في احتفال بسيط . 
 
 
5. نقطة اخيرة هناك جاليات كبيرة ومن مختلف الجنسيات والاديان وبالملايين , هؤلاء يتنافسون في فرص العمل بعقولهم وامكانياتهم ومؤهلاتهم , حالهم حال اي مواطن  في بلد يعيشون فيها  , دون اي تمييز او عنصرية إلا في حالات نادرة . 
 
 
 
 
لكن لنقرأ النقاط الخمسة في دولنا وعالمنا الأسلامي ونرى الفرق الكبير والشاسع بيننا وبينهم  وكيف أننا متأخرين عن ركب التطور والأنسانية . 
 
1. جميع الانظمة العربية يعملون في دولهم بنظام مختلف وحسب الوراثة ان كانت الدولة جمهورية او ملكية او إمارة ,  ولايمكن لأي مواطن من دولة عربية الدخول لدولة عربية أخرى للعمل نهائيا ً إلا في الحالات النادرة وبعد إجراءات ماراثونية لشهور في الامن والمخابرات والكفالات والتعهدات  . ولايوجد نظام عمل موحد نهائيا ً بين الدول العربية  ولاتبادل المهارات والخبرات رغم الأجتماعات والمؤتمرات والمهرجانات الخطابية بأننا أمة عربية واحدة , لكن في النتيجة أعداء خلف الكواليس . وحتى التعيين والعمل في الدول العرب يحتاج الى الرشوة وتوصية مسؤول كبير او ان يكون المواطن موالي لنظام الحكم القمعي في الدولة .
 
2. أرقام البطالة في الدول العربية خيالية وشيء غير مصدق , دون أيجاد الحلول وعجز كامل وهناك عجز كبير في ايجاد فرص العمل لخريجي الجامعات و الملايين من حاملي الشهادات العليا  من دون عمل , بالطبع هؤلاء محرومين من التعويض . ولاحول لهم ولاقوة , وأكثرية هؤلاء يتحولون لعمال البناء أو يبيعون الخضراوات على العربات ! هذا إذا اعطت البلدية والمحافظة الموافقة على دفع العربات وخصصوا  لهم مساحات . 
 
3. منذ أن قرأت تأريخ الدول العربية لقرون عديدة , لم أجد كلمة الديمقراطية وحرية التعبير نهائيا ً , وزرت أكثرية الدول العريية ولم أحس بذلك . جميع  الأجهزة القمعية لأنظمة  الدول العربية من دون أستثناء لايفهمون غير لغة العنف واستعمال الرصاص الحي والقنابل المسيلة والغازات السامة لتفريق المتظاهرين ومجاميع الأحتجاجات . والسجون مملوئه بالمعتقلين من دون أي ذنب , وهناك قصص أغرب من الخيال لآبرياء قتلوا ودفنوا من دون  علم عوائلهم وأعتبروا مفقودين وبلا رفاه ولا قبور . والله يرحم من يتجرأ ويقف في وجه مسؤول بسيط , أو يتجرأ ويكون بطلا ً ويتحدث للأعلام والفضائيات والتعبير عن رأيه. 
 
4. الانتخابات في الدول العربية شيء عجيب , لأن الموظف الذي لايدلي بصوته فهو مفصول من العمل , الطالب  مطرود  أيضا ً من المدارس والجامعات في حال تخلفه , وهكذا لمؤسسات الجيش والشرطة والامن والمخابرات والاستخبارات والعمال . والرئيس طبعا الفائز 99,99% وبأغلبية ساحقة . وحكومات الدول العربية منتخبة والموالين للرئيس وياويلي للمعارض , لأن تلك الحكومات , مافيا وفساد ورشاوي , ووزراء متملقين ومن الحاشية والطاغية  . لكن لو حصلت أنتخابات نزيهة وباشراف الدول وخسر الرئيس أو الحكومة فأن المعارك أتية لامحال بين القطبين . وبالتأكيد الألوف من القتلى والخسائر بالمليارات . والرئيس القديم متمسك بكرسي الحكومة رغم كل شيء  ولايهمه مايحصل للدولة والشعب . واذا كانت الحكومة أئتلافية ومشكلة بين طرفين أو ثلاث , فأن المصالح لكل طرف فوق مصالح الوطن ومستعدون للآنسحاب لآسقاط الحكومات , هذه حكومات العرب . 
 
5. الحكومات والانظمة العربية لايوفرون فرص العمل ولايهمهم مايحصل للمواطن ولهذا بالتأكيد يرفضون الأيدي العاملة الأجنبية والخبرات والمؤهلات , لآن هؤلاء سيكونوا مشكلة لهم عبر عقود العمل . 
 
 
هل عرفتم الأن الفرق الكبير والشاسع بين الدول العربية والدول الأوروبية , ولماذا الحكام العرب والطغاة مستمرين في الحكم لقرون ؟  هؤلاء الحكام يحكمون بالنار والحديد والترهيب . 
 
لاتتصورا أن ماحصل في العراق خلال قرن نوع  من افلام الخيال , وأجراءات وتصرفات  الحكومات المتعاقبة في العراق وبالأخص خلال فترة حكم الطاغية البعثية أرغم   الشعب العراقي  بالترحيب واستقبال قوات التحالف بقيادة الأمريكان ولولاهم لكان أحفاد عدي وقصي  وصلوا للحكم بالتعاقب . 
 
أنظروا الى الأحداث المؤسفة في جمهورتي  تونس والجزائر  وسقوط العشرات من الابرياء , واعيدوا قراءة أسباب الشغب واعمال العنف ؟  وتابعوا الأخبار لتعرفوا التخبط الحاصل في قرارات الدولة واعفاء وتنصيب وزارات بلا جدوى , والجامعة العربية  متفرجة , وأخوانهم الأعداء من رؤوساء الدول متربصين لحصول المزيد . 
 
الانظمة العربية متعطشة للاستعمار والاحتلال  الاجنبي ويكرهون الاستقلال والحرية والديمقراطية , ولايريدون الخير والتطور والتقدم  لشعوبهم . ولكن عليهم فقط قراءة التأريخ ويتعلموا الدروس من الماضي . وأين هم الأن العباقرة والعظماء و  الطغاة والنازيين وشخصيات التاريخ الذين حكموا العالم , منهم من سطر اسمع في كتب التاريخ بحروف من الذهب , ومنهم من دخل مزبلة التاريخ . 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/14



كتابة تعليق لموضوع : الحكام والأنظمة العربية أستمروا بحكم القسوة والأضطهاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net