صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

عدنان الدليمي يدخل على الخط الطائفي من جديد !
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 شاهدنا من خلال فضائية الانبار أحتجاجات لعدد من الافراد ، لا يمكن أن نقول عنهم  أنهم يمثلون أهالي الانبار، لقلتهم من جهة ، ولشعاراتهم الطائفية من جهة أخرى ، وأهالي الانبار معروف عنهم حرصهم على وحدة الشعب العراقي ، وبعدهم عن التعصب الاعمى ، لكن يمكن وصف تجمع هؤلاء الافراد المسيسين ، أنه طائفي بأمتياز، ويقود هذا التجمع الطائفي النائب أحمد العلواني ، وعدد من أعضاء مجلس محافظة الانبار ، وقد نُسب الى العلواني أنه يصف الشيعة بالعملاء ، والمسؤولين من أبناء الانباراو غيرهم الذين يرفضون تصرفاته الطائفية بالخنازير، وبأوصاف مهينة أخرى ، كما جاء في بعض الاخبار ، وأنْ صح هذا الكلام ، فلابد من محاسبة النائب قانونياً ، وعليه أنْ يتحمل نتائج هذا التجريح ، لأنه تهجم على طائفة أسلامية كبيرة ، تشكل غالبية الشعب العراقي ، وتهجم على مسؤولين في الدولة يحملون روحا وطنية وحرصا على العراق وسلامته ،  أكثر مما هو يدعي ، ومن خلال نفس الفضائية شاهدنا كذلك المطلوب للقضاء العراقي عدنان الدليمي النائب في البرلمان سابقا ، وهو يتصل هاتفيا بالفضائية معلنا تأييده لهؤلاء المحتجين بشعاراتهم الطائفية المقيتة  وبتصرفاتهم التي خرقت القانون ، بعد أن أضرّوا بالمصلحة العامة ، بسبب قطعهم ألطريق العام ، وتعطيلهم الدوام في الدوائر الرسمية .

عدنان الدليمي رجل دخل ميدان السياسة بعد سقوط صنم بغداد في 2003 م ، وكان أيام الطاغية صدام خادما مطيعا للنظام ، لكنه بعد السقوط تحول الى عمود مهم من أعمدة الطائفية في العراق ، بدعم مباشر من محور الشر الطائفي ، المتمثل بحكومات  ( السعودية ، قطر ، تركيا ) ، والحكومات التابعة للنفوذ الامريكي الصهيوني الاخرى في المنطقة .
ركب عدنان الدليمي ومعه بعض السياسيين المحسوبين على العملية السياسية بسبب المحاصصة المفروضة ، موجة الطائفية التي يرفضها الشعب العراقي بكافة طوائفه وألوانه ، وبسبب ركوبه الموجة الطائفية البغيضة ، والمدعومة من حكومات محور الشر الطائفي ، أرتكب كثيرا من الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي ، من خلال أفراد حماياته التي وفر لها الغطاء كونه عضوا يمتلك حصانة في مجلس النواب العراقي السابق ، ونتيجة تصرفاته الطائفية ودعمه للأرهاب ، أصبح مطلوبا للقضاء العراقي،  لكنه أستطاع الهروب خارج العراق ، محتميا بالحصانة التي يتمتع بها عضو مجلس النواب ، وبدفع وتشجيع من دول محور الشر الطائفية ، ذهب الدليمي  هاربا الى هذه الدول الطائفية ، التي تشجع على الأرهاب ، وتحتضن رجالاته ، وقبله  هرب عبد الناصر الجنابي ، وتبعهما طارق الهاشمى ، وسيتبعهم سياسيون آخرون ، ممن يسيرون في نفس الخط .
 أما المطلوبون الى القضاء من أعضاء مجلس النواب الاخرين فلا أحد يستطيع أعتقالهم ، لأنهم يحتمون بالحصانة التي تتيح لهم فرص الهروب الى خارج العراق ، أذ يوجد اليوم حسب الاخبار التي نسمعها ، ثلاثة عشر نائبا مطلوبا للقضاء ، ولا أحد يعتقلهم ، كونهم يتمتعون بالحصانة النيابية ، ويرفض مجلس النواب أن يرفع الحصانة عنهم ، بسبب المتاجرات والصفقات السياسية التي تجري بين السياسيين ، وأرى أن الحصانة البرلمانية تحولت عند البعض من السياسيين خاصة المرتبطين بالأجندة الخارجية ، ويمارسون دورا تخريبيا في البلاد ، والمتهمين بالفساد ، ستارا يحتمون به من العدالة ، وطريقا للهروب من القانون ، لمن هو مطلوب للقضاء ، مع أحترامنا وتقديرنا لجميع السياسيين سواء نوابا كانوا أو مسؤولين في مؤسسات الدولة المختلفة ، وسواء كانوا من هذا الطيف او ذاك ، فكلهم يجمعهم حب العراق والوفاء للشعب ، وهم كثيرون والحمد لله  ممن يعملون بجد وأخلاص ووفاء لبلدهم وشعبهم ، نتمنى لهم التوفيق ، وندعو لهم أنْ يحميهم الله تعالى من شركائهم الذين يكيدون لهم بسبب أخلاصهم ووفائهم .
وعلى خلفية أعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي ، بأوامر قضائية ،  أنطلق سياسيون محسوبون على محور الشر الطائفي ( السعودية وقطر وتركيا ) ، مع مجموعات قليلة من اتباعهم ، وهم يحتجون بطريقة غير لائقة ، تفوح منها رائحة الطائفية الكريهة التي رفضها الشعب العراقي من شماله الى جنوبه ، ومن شرقه الى غربه ، تجري هذه الاحتجاجات على غرار الأحتجاجات التي جرت عندما أُعتقلت حماية طارق الهاشمي .
في مساء 23 كانون الاول عام 2012 م  ، ظهر في فضائية الانبار مجموعات يقدر عددهم بالعشرات ، يقودهم النائب احمد العلواني ، وهؤلاء لا يمثلون اهالي الانبار الشرفاء ، الذين يرفضون الطائفية ، وولاؤهم للعراق فقط ، ويرفضون الأجندات السعودية والقطرية والتركية ، ظهرت هذه المجموعة الصغيرة وهم يحتجون على أعتقال حماية العيساوي ، وهؤلاء أنفسهم أحتجوا سابقا عندما أعتقلوا حماية طارق الهاشمي ، والظاهر أنّ المحتجين يتخوفون من أمر مخفي الآن ، لكن قد يكشف عنه في المستقبل ، وهو أكتشاف الرؤوس الكبيرة التي تعطي الاوامر لهذه الحمايات  المتورطة بالارهاب ، وتوفر لها الغطاء لتحركاتها ، كي تمارس جرائمها الارهابية بحق ابناء الشعب العراقي ، وبحق المسؤولين الاخرين في الدولة ، من مدنيين اوعسكريين .
عندما سمعنا خبر الاحتجاجات تلقينا الخبر لأول مرة بشكل طبيعي ، لكن عندما شاهدنا المحتجين وسمعنا هتافاتهم ، ورصدنا تحركاتهم من خلال تجاوزاتهم على الحكومة التي يشترك فيها عدد كبير من افراد  قائمة العلواني ، وتجاوزاتهم على الرموز الوطنية والطائفة الشيعية ، وعلى السياسيين الشرفاء الذين ولاؤهم للعراق فقط من أبناء محافظة الانبار ، واعتداءاتهم على الطريق العام  وتعطيلهم للدوام الرسمي في دوائر المحافظة ،  عرفنا أن وراء هذا الضجيج شيئا خطيرا ومهماً يتعلق بمستقبل الطائفيين والارهابيين في هذه المناطق ، وبوجودهم في الساحة السياسية ، الامر الذي جلب انتباهنا وجعلنا ندقق أكثر في هذه المشاهد الطائفية التي يقودها احمد العلواني ، أذ خاطب  أتباعه المتواجدين محذرا وقائلا ،  بالامس كان الهاشمي ، واليوم العيساوي ، وغدا احمد العلواني ، وآخرين ذكر هو اسماءهم ، وفي هذا مؤشر خطير يوحي أن هؤلاء جميعا يسيرون بخط وتوجيه وهدف واحد ، ويوحي أنّ مشاركتهم في الحكومة ليس  لغرض البناء وخدمة الشعب ، بل لأجل الهدم ، وعرقلة العملية السياسية ، والانتقام من الرجال الذين يؤمنون بالعراق الجديد  من أي طائفة او قومية كانوا ، والدليل أنه وصف السياسيين الاخيار من ابناء الانبار او غيرهم  الذين لا يوافقون على مشاريعه الطائفية بالخنازير .
المتابع وهو يراقب فضائية الانبار المتحمسة للحدث ، يتلقى الخبر ابتداء بحالة طبيعية ، أذ أنّ الناس في ظل النظام الجديد في العراق مسموح لهم بالتعبير عن الرأي المختلف ، ومسموح لهم بالتظاهر والاحتجاج وفق القانون ، لكن من غير المسموح التجاوز على الاخرين ، وتوجيه الشتائم لهم ، اوتوجيه أي شئ خارج أطار القانون والاخلاق والاحترام واللياقة ، كما أنه غير المسموح التدخل في شؤون القضاء ، وأي قضية في القضاء ، لا تحل بالتهريج والصياح ، بل عن طريق القانون ومن خلال القضاء ، لأنّ القضاء مستقل في العراق الجديد ، كذلك يجب معرفة أنّ حق التظاهر مكفول حسب القانون وبالسياقات الطبيعية المسموحة ، ومن حق أي فرد أو مجموعة الاحتجاج على حالة معينة او على امر من الامور ، ولكن بطريقة قانونية وحضارية ، تتناسب ومتبنيات النظام الديمقراطي الجديد ، الذي يسمح لأي فرد بالتعبير عن رأيه وفق القانون ، وعلى المحتج أو المتظاهر أن يعرف أنّ النظام الذي أعطاه هذا الحق ، هو نفسه الذي لا يسمح له بالتجاوزعلى حقوق الاخرين ، او على الحق العام ، او التجاوز على النظام الذي أعطاه حق التظاهر والاحتجاج .
الملفت للنظر في هذه التظاهرة الصغيرة ، وهي قطعا لا تمثل أهل الانبار ، ولا تمثل شيوخ العشائر فيها ، ولاتمثل علماء الدين في الانبار ، أنّ المشتركين فيها سوّقوا القضية طائفيا ، وأظهروا حقدهم الطائفي المقيت ، وقاموا بتصرفات منافية للذوق العام ، ومخلة بالنظام وأمن المواطنين ، منها عسكرتهم في الطريق العام ، وتعطيلهم للدوام ، وهذه التجاوزات كافية لمحاسبتهم قانونيا ، والغريب في الامر أنّ هذه المجموعة بقيادة احمد العلواني ، الخارجة عن اجماع أهالي الانبار الاخيار الذين يحبون وطنهم العراق ويحرصون على وحدته ، تطرح من المطالب ما هو خارج القانون والعقل والمألوف، أذ سوقت القضية طائفيا ، وتناغمت صيحاتها الطائفية مع صيحات الطائفيين من محور الشر في المنطقة ( تركيا والسعودية وقطر ) أذ أطلقت هذه الدول عقيرتها في الصياح والزعيق الطائفي ، بغية دفع أتباعهم داخل العراق لأشعال نار الفتنة الطائفية من جديد ، بعد أنْ أطفأها الشعب العراقي ، ورمى بها في سلة المهملات ، ولم يبقَ يزعق بالطائفية الاّ من هو مشبوه بارتباطه بدوائر خارجية  او متورط في الارهاب .
ومن خلال متابعة فضائية الانبار المتفاعلة مع المتظاهرين ، والتي ظهرت الى المشاهدين وكأنها في ساحة حرب ، لاحظنا المطلوب للقضاء العراقي بتهم الارهاب  الطائفي بامتيازعدنان الدليمي ، وهو يتصل هاتفيا بالفضائية ، ويعلن دعمه لدعوات التجمع الطائفي بقيادة احمد العلواني ، وافراد من مجلس محافظة الانبار الذين تجاوبوا مع  العلواني بدوافع شتى منها الدوافع الانتخابية ، دخل الدليمي على الخط وهو يبارك أحتجاجات هؤلاء الطائفيين ، ويقدم النصائح الطائفية لهم ، ودعى  الدليمي الى دعم هؤلاء الطائفيين ، علما أنْه بقي صامتا حيال الكثير من القضايا التي تهم الشعب العراقي ، ومنها الدعوات الخطرة التي تريد تمزيق العراق ، والقضاء على وحدته ، لكنه تدخل بسرعة في هذا الموقف من أجل أشعال الفتنة الطائفية .
عندما سمعنا من خلال فضائية الانبار عدنان الدليمي وقد دخل على الخط  دعما لهؤلاء الطائفيين الذين يطالبون  بأطلاق سراح حماية العيساوي قبل أكتمال التحقيقات ، لم نستغرب لأنّ الشعب العراقي يعرف عدنان الدليمي جيدا ، بل توضحت الصورة عند الشعب العراقي أكثر ، وعرف أنّ هؤلاء وأولئك من خط  واحد ، واهدافهم مشتركة ، وأنّ الزمن كفيل بكشف أسماء المتورطين منهم بالارهاب والطائفية ، مثل ما كُشف بالأمس طارق الهاشمي ، وعدنان الدليمي ، وعبد الناصر الجنابي ، وغيرهم من الطائفيين السائرين مع محور الشر في المنطقة والذين يتلقون الدعم المباشر من هذا المحور، حينئذ شعر الشعب ، وجميع الوطنيين ، بالأطمئنان واقتنع الشعب من خلال هذه المؤشرات ، أنّ أجراءات الحكومة بحق حماية العيساوي صحيحة ، مثل قناعته عندما أُتخذت أجراءات بحق حماية الهاشمي سابقا ، والتي قادت الى أفتضاح أمره .
 من خلال هذه المعطيات لابد أنْ ندعم اجراءات القضاء ، والسلطة التنفيذية ، التي تنفذ أوامره ، بعد أنْ  توضحت الصورة ، خاصة عندما دخل عدنان الدليمي على الخط الطائفي من جديد ، وأنّ الضجيج الذي خلقه أحمد العلواني ، والزعيق الذي أثاره أفراد من القائمة العراقية  ، ومن خلفهم زعيق الطائفي أردغان  ومعهم بقية محور الشر ،لا تنفع في طمس الحقائق ، والشعب ينتظر أعلان نتائج التحقيق ، من أجل وضع النقاط على الحروف .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/27



كتابة تعليق لموضوع : عدنان الدليمي يدخل على الخط الطائفي من جديد !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net